جاء إعلان أنديرس فوج راسموسين أمين عام حلف شمال الأطلسي (ناتو) ببدء تشغيل منظومة الدفاع «الدرع الصاروخية» فى أوروبا، مفاجئا ومخالفا لكل التوقعات بتأجيل بدء تشغيل هذه المنظومة، نظرا للمخاوف الروسية منها لتهديدها أمنها الإستراتيجى. على هامش القمة ال(25) للناتو التى عقدت الأسبوع الماضى، ضرب راسموسين عرض الحائط بكل التحذيرات الروسية، وأعلن بدء تشغيلها، فى توقيت دقيق وحساس بالنسبة لروسيا، التى خرجت لتوها من انتخابات رئاسية، فاز فيها بوتين، الذى مازال أمامه وقت ليعيد ترتيب أوراقه الداخلية، قبل الخارجية. إعلان ربما يحول منطقة الدرع قرب حدود الدولة الاتحادية روسيا وبيلاروس المعروفة دائما ببرودتها القارصة، إلى منطقة ساخنة بالمناورات الدفاعية، التى ستذيب معها كل جبال الجليد التى كانت تحول بين مواجهة الناتو بالدب الروسى. هذه الدرع التى وصفها رئيس الحلف بأنها حاليًا مثل “قدرة مؤقتة"، وتستكمل شبكتها الدفاعية المتكاملة لصد أي هجوم صاروخي من أي مكان في أوروبا بنهاية عام 2020، أجج مخاوف الروس، وأشعلها السماح للسفن الحربية الأمريكية في منطقة البحر المتوسط بتركيب صواريخ اعتراضية وتركيب نظام رادار أرضي في تركيا. ويبدو لروسيا الحق فى كل القلق نظرا لأن نشر منظومة الدرع الصاروخية في أوروبا يأتي قرب حدود الدولة الاتحادية روسيا وبيلاروس، كما أنها كانتت تتوقع ذلك، ولذا دأبت فى الفترة الماضية على تعزيز تعاونها الدفاعي مع مينسك، بمواصلة توريد أنظمة الدفاع الجوي من طراز “تور – إم 2" لبيلاروس وغيرها من أنواع الأسلحة والمعدات العسكرية. ولم تخف موسكو ضرب هذه المنظومة، حيث أعلن ذلك أناتولي سيرديوكوف وزير الدفاع الروسى صراحة، قائلا: “نحن سندمر هذه منظومة الدفاع الصاروخى"، وسنستخدم أنظمة “إسكندر" الصاروخية لتدمير عناصرها، وبرر ذلك بقوله “لفتنا الانتباه أكثر من مرة إلى أن نشر الدرع الصاروخية في أوروبا يثير قلقا لدينا".