أسامة الهوارى عاد إلى رأس عمله بمحافظة قنا، المستشار محمد عبد المنعم السحيمى القاضي بمحكمة قنا الجزئية وصاحب أشهر استقالة في القضاء والتى هزت مواقع التواصل الاجتماعى وذلك بعد عودته واعتذاره أمس الإثنين لوزير العدل المستشار أحمد الزند. وحسبما تأكدت الأهرام العربي فأن المستشار السحيمى وصل لمقر عمله اليوم الثلاثاء بمحكمة أبو تشت وسط ترحاب من عمال المحكمة وموظفيها. وتكشف "الأهرام العربي" عن مفاجأة أخري في السياق حيث أمر المستشار جمال موسى رئيس محكمة قنا الابتدائية بانتداب قاضي أخر من قنا لحضور جلسات السحيمى رغم تواجده بالمحكمة وقال المستشار جمال موسي رئيس المحكمة في تصريح خاص ل "الأهرام العربي": إن قراره بانتداب قاضي أخر لحضور الجلسات رغم وصول السحيمى لمقر عملة صباح اليوم جاء بناء على تعليمات التفتيش القضائي. وبحسب مصادر داخل المحكمة فأن السيحمى لم يحضر الجلسات التى تأخرت حتى اللحظة انتظارا لوصول القاضي المنتدب. يذكر أن مصادر بوزارة العدل أفادت أمس بذهاب السحيمى لمقر وزارة العدل لتقديم اعتذاره للوزير ، وفى السياق ذاته وعلى اثر الاستقالة الشهيرة يواجه السحيمي أول بلاغ ضده والذى تقدم به المحامى تامر سيف للنائب العام للتحقيق معه عما صدر عنه في الفضائيات واتهاماته للقضاء المصري خلال مداخلاته عبر الفضائيات. يذكر أن استقالة المستشار السحيمى البليغة قال فيها: سيادة القاضي الجليل، رئيس مجلس القضاء الأعلى، وضعتم على صدورنا وشاح شرف العدل، وقد أقسمنا إقامته بين الناسأساسًا للمُلْك، وتلك مسئوليّةٌ تحملتها وأنا مدفوعٌ بعزمٍ أستمده منانتماءٍ إليكم، وهو الذي يبعث على الفخر، وانتماءٍ آخرٍ أحمل له في نفسيتقديرًا عميقًا، إذ فارقْتُه ليَلْقَىٰ ربه، وهو والدي، الذي أفنى من عمرهخمسينَ عامًا بينكم، كان فيها ربًّا لبيتٍ من بيوت القضاة، يقوم عليهم خادمًا وسيدًا. لأن العدل أمانةُ السماء فإن أهل الأرض جميعهم مُؤْتمنون عليه أن يؤدوهفيما بينهم، لا تثريب على من لم يقدر، فَقِلّة الحيلةِ لا تنال من شرفالرجال، وإنما يهجر الأنبياءُ أرضَهم إذا اشتدت يد الشرك تنال عُصْبَتُه منهم، وإني ها هنا لا أشكو ضعف قوتي ولا هواني على وزير العدل، فإن قَدِرَهو على ظُلْمي وما خشيَ أن تحيط به ظلمات يوم القيامة فإنَّ لمثلي ربٌّيردُّه، فإن أمهله في دنياهُ هذه فإنه لن يهمله في يومِ موقفٍ عظيم. وتابع: كان الوزير في يومٍ صوتَ القضاة، رئيسًا لناديهم، وقد عارضتُه فيمَلَأِه حينئذ أشد معارضة، فأسرَّها في نفسه حتى إذا اعتلىٰ وزارتَه عاودالخصومة من ديوانها، فأضحى صوتُنا سوطًا علينا، فنبَّهني تنبيهًا يُوقفنيعن ترقية، ثم أقصاني إلى الجنوب، حيث محكمة قنا ليترصَّدني بأعباء العمل، فوزَّعه بين رفاقي من القضاة بغير عدل، حتى أصبح المنظور لديَّ من دعاوىالجنح يفوق في اليوم ألفًا و الدعاوى المدنية فجاوزتِ الثلاثمائة وخمسين، فهل أكذب بعد كل هذا أنهم يتعجلون خلاصًا مني، بل أصدِّقُ أن الوزيرَمنتقمٌ غيرُ ذي عفوٍ، وإني لَأُعاجل عُنُقي بذبحٍ قبل أن ينالها بطعنةموتور. إن القاضي الجزئي بمحكمة قنا لا قِبَل له بوزير العدل، لا يملك سوى نفسهويملك الوزيرُ نفوسَ رجال، غير أن مِثْلي إذا اسْتُكْرِهَ على الأمر ماوسعه البقاء عليه. وتابع: إذا كان الوزير لا يحفظ عهد أبي، وقد رافقه لسنواتٍ يعبران عن ضميرالقضاء في أحلك ما مرَّتْ به بلادنا، فهانت عندَه عظامُه إذ بَلَتْ - وإنيمن تلك العظامِ دمًا من دمٍ - فإنكم حفَّاظون للعهود أوفياءَ لها، لاتُضَيِّعون أصلابَ رجالكم، فما لمتجبرٍ من سلطانٍ عندكم إذا أَغَثْتُمالملهوفَ فصارَ ذا بأس، فإن بلغكم كتابي هذا عند مجلسكم فرُدُّوهُ، وماتردُّون إلا نفسي إليَّ، أما إذا بلغكم وقد رضيتم فتلك استقالتي، أرفعهاإليكم وما يرفع النفوس سوى عزٍّ بأهله، فاقبلوها وإني لكم من الشاكرين. واختتم السحيمى الاستقالة بالآية القرآنية "فستذكرون ما أقول وأفوض أمر ى إلى الله إن الله بصير بالعباد". استقالة السحيمي أرشيفية-المستشار السحيمي على منصة القضاء