بوتين: على النظام السورى أن يقبل ما ستقرره الأممالمتحدة وإن كان لا يروق له - خبراء: بوتين صنع إطار تفاهم يتخطى عقدة الأسد بعد تفاهمات دولية
- السعودية ترفض أى دور للأسد فى مستقبل سوريا
- أوباما: روسياوإيران تدركان أن الرياح لا تميل لصالح الأسد.. وقلقتان من انهيار الدولة السورية
- فيلتمان أبلغ مسئولين لبنانيين بضرورة حماية لبنان من شظايا الانهيار المرتقب
- التليفزيون السورى: موافقة الأسد على التنحى عار عن الصحة
دبلوماسيين غربيين: القوى الغربية والسعودية وتركيا وافقت على مضض بالسماح للأسد للبقاء خلال الفترة الانتقالية
من بين أهم ما قاله الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى حواره مع صحيفة بيلد الألمانية الأسبوع الماضى: إن روسيا أخطأت حين لم تعلن عن مصالحها القومية منذ ربع قرن، مؤكدا أنه يهتم بالروس أكثر من الحدود فى أوروبا، وأوضح: إذا كان الروس الذين يعيشون خارج حدود روسيا فى القرم مثلا، غير راضين بمعاملة الحكومة وهى أوكرانيا فإنه يأخذهم ببساطة إلى بلاده ويغير الحدود. وحول مواجهة الإرهاب قال: إذا لم يعجب موقف روسيا أحدا ما فليس من المحبذ إعلاننا أعداء، والأفضل أن يجرى البحث عن حلول مشتركة.
من هذه الزاوية يمكن فهم حدود وآفاق تحرك الروس فى الأزمة السورية فى ضوء فهمنا لعقيدة بوتين السياسية بضمان مصالح بلاده أولا وعدم الممانعة فى تغيير الحدود الجغرافية، لإنهاء النزاعات وضرورة البحث عن حلول مشتركة لتحقيق مصالح الكبار فى العالم. وبالنسبة لسوريا فإن بوتين يؤمن بضرورة وضع دستور جديد. ويرى أنه إذا جاءت الانتخابات المقبلة ديمقراطية، فإن الأسد لن يكون مضطرا للذهاب إلى أى مكان، وأنه بمقدوره أن يستضيفه فى روسيا إذا خسر الانتخابات. بعد يومين من هذا الحوار كشفت وسائل إعلام روسية أن هناك بنداً لم يتم الإعلان عنه مسبقا بين الرئيس السورى بشار الأسد ونظيره الروسى فلاديمير بوتين خلال زيارة الأسد الأخيرة أغسطس الماضى لموسكو، وينص هذا البند على أنه لا مهلة محددة لبقاء الطائرات العسكرية الروسية فى سوريا، فقد وقعت روسيا وسوريا اتفاقية دفاع مشترك تقضى بمنح موسكو الحق فى وجود عسكرى «مفتوح» فى سوريا غير محدد المدة، وفى حال أراد أحد الطرفين التراجع عنه فعليه أن يبلغ الطرف الآخر خطياً بذلك، وفى حال تقديم الطلب الخطى يكون لدى الطرف الثانى مهلة عام لإنهاء مفعول الاتفاق. ثم نشر الكرملين نص الاتفاق الذى وقع العام الماضى بين النظام السورى وروسيا والذى ينص على أن جميع المجندين والضباط والموظفين الروس يتمتعون بالحصانة الدبلوماسية، وأن السلطات السورية لا يمكنها دخول قواعدهم دون إذن من القيادة الروسية، وتنص الاتفاقية أيضا على أن روسيا لا تتحمل مسئولية أى أضرار تحدث بسبب عمليات القوات الروسية أو وجودها، وأن الحكومة السورية مسئولة عن أى تعويضات بسبب تدخل القوة الجوية الروسية فى سوريا أو تنتج عن الخلافات لأى جهة ثالثة. أورلوف ونيات الروس 2012 من قبل وفى يوليو 2012 أثارت تصريحات ألكسندر أورلوف سفير روسيا فى فرنسا، ضجة فى سوريا والعالم عندما قال إن الرئيس الأسد موافق على الرحيل، لكن بطريقة حضارية، قبل أن يعدل تصريحاته ويعبر عن الموقف التقليدى لبلاده وردا على سؤال حول ما "إذا كان الأسد سيسقط حتما ولم يعد الأمر سوى مسألة وقت"، قال أعتقد أنه من الصعب عليه أن يبقى بعد كل ما حصل حبنها وصف التليفزيون السورى تصريحات أورلوف بأنها عارية عن الصحة تماما قائلا: إن مضمون ما نسب إلى السفير الروسى فى باريس حول موافقة الأسد على التنحى بطريقة حضارية عار عن الصحة. لكن فى مقابلة جديدة مع شبكة "بى إف إم تى فى - خفف عقب الاعتراض السورى أورلوف من تصريحاته وقال: إذا كان الرئيس الأسد وافق على البيان الختامى فى جنيف الذى ينص على انتقال للسلطة، فهذا يعنى أنه فى قرارة نفسه مستعد للرحيل إذا كانت تلك نتيجة المفاوضات، لذلك استخدمت عبارة رحيل حضارى، موضحا أن الخلاف الأساسى بين روسيا والغربيين يتعلق بمطالبتهم رحيل الرئيس الأسد قبل بدء المفاوضات. ثم أصدر توضيحاً رسمياً يؤكد فيه أن حق تقرير مصير رئيس الجمهورية السورية لا يملكه سواه هو نفسه والشعب السوري. وأضاف أن روسيا ما زال حاسمة فى هذا الموقف وترى أن وقف اعمال العنف وإطلاق حوار وطنى داخلى لا يمكن ولا ينبغى أن يخضع لأى شرط مسبق. وتلا ذلك استخدام روسيا والصين للمرة الثالثة حقهما فى النقض الفيتو لإعاقة محاولات الأممالمتحدة لزيادة الضغط على نظام بشار الأسد، بينما اعترضت الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية فرنسا وألمانيا وبريطانيا والبرتغال بشدة على موقف روسيا والصين. فى يوليو 2014 كشفت مصادر سعودية رفيعة المستوى لصحيفة "الحياة" اللندنية، أن مسئولين سعوديين استضافوا رئيس مكتب الأمن القومى السورى، اللواء على مملوك فى جدة فيما سمى إعلاميا باللقاء المعجزة وحينها أعلن أن السعودية ربطت مصير الأسد بعملية سياسية فى سوريا شرطها الأول انسحاب إيران والميليشيات الشيعية التابعة لها وحزب الله مقابل وقف دعم المعارضة، ليبقى الحل سورياً - سورياً، ما يمهد إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بإشراف الأممالمتحدة، واعتبر المراقبون ذلك تطورا إيجابيا فى مسار الأزمة السورية، لكن تصريحات وزير الخارجية السعودى عادل الجبير عاد فصرح رداً على ما قيل إن السعودية تخلَّت عن رحيل الأسد مقابل حل سياسي، فقال: إنه لا يوجد دور للرئيس بشار الأسد فى مستقبل سوريا، وفى مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره الإيطالى باولو جنتلونى فى روما أن الأسد فقد كل شرعيته، وليس لديه أى دور يلعبه فى مستقبل سوريا، وجاءت تلك التصريحات بالتزامن مع تصريحات السفير السعودى بالقاهرة أحمد القطان بأنه لن يكون لبشار الأسد دور فى أى حل مستقبلى بسوريا. أما فى أغسطس 2015 فقد نقلت مصادر صحفية أن أمير قطر قال للصحفيين لدى زيارته لسنغافورة أن قطر مستعدة لصرف 100 مليار دولار لإعادة إعمار سوريا إذا وافق الأسد على الرحيل، على أن تتولى قوات مصرية - أردنية - خليجية حفظ الأمن فى سوريا مع قوات أخرى إسلامية من باكستان وماليزيا وإندونيسيا، مضيفا أنه من المهم أن يقتنع الرئيس الأسد أن لا حل بوجوده وعليه الرحيل، وعبثا حاولت أطراف كثيرة إبلاغه ذلك لكن حتى الآن لم يقتنع لكن بالنتيجة سوف يقتنع على ما أعتقد. المساومة على بقاء الأسد مع تطور الأزمة السورية عسكريا ومع التدخل العسكرى الروسى المباشر فى الأعمال القتالية الجوية تمكن الجيش السورى من تحقيق عدة انتصارات على الأرض وبدت لهجة جديدة مختلفة من جانب روسياوإيران تجاه الأزمة السورية، عبَّر عنها الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، قائلاً: إن هناك نافذة فتحت قليلًا لإيجاد حل سياسى فى سوريا، وذلك لأن روسياوإيران باتتا تدركان أن الرياح لا تميل لصالح الأسد، وأن موسكووطهران قلقتان من احتمال انهيار الدولة السورية. ومع ذلك وعقب انتهاء أعمال مؤتمر فيينا 2 عاد وزير خارجية السعودية ليجدد موقف بلاده الرافض لأى دور للرئيس السورى بشار الأسد فى مستقبل سوريا، وقال الجبير فى مؤتمر صحفى بالعاصمة السعودية الرياض مع نظيره النمساوى سباستيان كورتس إن بلاده ستسعى لتحقيق ذلك بالوسائل السلمية، كما أن الخيار العسكرى ما زال قائما، وأكد استمرار دعم المعارضة السورية، مضيفا أن بلاده على اتصال بعدد من جماعات المعارضة السورية بشأن عقد اجتماع محتمل فى السعودية لتوحيد قوى المعارضة. فى ديسمبر 2015 نقلت رويترز عن دبلوماسيين غربيين قولهم، إن القوى الغربية والسعودية وتركيا وافقت على مضض على السماح لبشار الأسد بالبقاء خلال الفترة الانتقالية، ما شكل مساومة فتحت الباب أمام روسيا لتغير موقفها الثابت منذ اندلاع الثورة. وقال دبلوماسى غربى رفض الكشف عن اسمه للوكالة: إن ما حصلنا عليه هو تحرك سينتهى برحيل بشار الأسد، مشيراً إلى أن الروس وافقوا على رحيل بشار الأسد مع نهاية المرحلة الانتقالية ولكنهم ليسوا جاهزين بعد للإعلان عن موقفهم الجديد بشكل علني. وقالت «رويترز» إن عدداً من الدبلوماسيين الغربيين أكدوا لها صحة ما ذهب إليه الدبلوماسى فى تصريحاته. بدوره أكد مسئول غربى رفيع أن روسيا ذهبت أبعد من إيران فى موقفها الجديد، وأضاف آخر وفقا لتقرير الوكالة، إن مفتاح الحل هو حمل روسياوإيران على التوافق على كيفية تنحية بشار الأسد، وهو ليس بالأمر السهل. وبحسب دبلوماسى رفيع آخر، فإن روسيا لديها بالفعل قائمة لبدلاء محتملين لبشار الأسد، وليس من الواضح، إن كانت لدى إيران قائمة أيضاً. وكان الرئيس الروسى قد قال: إن على النظام السورى أن يقبل ما ستقرره الأممالمتحدة (بعد اتفاق بين روسيا وأمريكا)، حتى إن كان من المحتمل ألا يروق لهم على حد تعبيره. أما فى يناير 2016 وبينما كان أمير قطر فى زيارة لموسكو تزايد تناول الإعلام العالمى لمسألة قبول روسيا بفكرة رحيل الأسد، فقد انتقد فيتالى تشوركين، مندوب روسيا فى الأممالمتحدة بشدة هؤلاء الذين يتحدثون حاليا عن ضرورة رحيل بشار الأسد، واصفا إياهم ب «المستفزين غير المسئولين». وفى الذاكرة ما سبق وقاله تشوركين لرئيس الوزراء القطرى وزير خارجية قطر حمد بن جاسم أثناء مناقشة الوضع السورى فى مجلس الأمن، عام 2012، حيث وجه بن جاسم الكلام لمندوب روسيا قائلاً:"أحذرك من اتخاذ أى فيتو بخصوص الأزمة فى سوريا، فعلى روسيا أن توافق على القرار وإلا فإنها ستخسر كل الدول العربية"، فرد الروسى بكل هدوء أعصاب:"إذا عدت لتتكلم معى بهذه النبرة مرة أخرى، لن يكون هناك شىء اسمه قطر بعد اليوم وخاطب تشوركين رئيس وزراء قطر قائلا له أنت ضيف ِعلى مجلس الأمن فاحترم نفسك وعد لحجمك، وأنا أساسا لا أتحدث معك أنا أتحدث باسم روسيا العظمى مع الكبار فقط. وفى مقابلة مع قناة روسيا 24 الثلاثاء أشار تشوركين إلى أن القرار 2254 لمجلس الأمن الدولى ووثائق فيينا لا تتطرق إلى هذا الموضوع والجميع يدركون أن بدء المفاوضات لا بد منه، فمصير الأسد سيناقش خلالها فى كل حال من الأحوال لأن المعارضة تتحدث عن ذلك. وأضاف أنه ولحسن الحظ، فإن هؤلاء ليس لديهم تأثير حاسم على العملية التفاوضية وعلى العملية السياسية، لكنهم لو تخلصوا من مخاوفهم لكان بإمكانهم لعب دور أكثر إيجابا فى دفع التسوية السياسية قدما. فإنه وبرغم تصريحات تشوركين الأخيرة فإن واقع الحال يشير إلى تعيير كبير فى الموقف الروسى عندما أهدى بوتين صقرا مدربا، ووصف قطر بأنها دولة مهمة مؤثرة على تطورات الأوضاع فى الشرق الأوسط والخليج، وأضاف من هذا المنطلق تنوى موسكو التعاون مع الدوحة فى البحث عن الحلول الممكنة لمشاكل المنطق كما قال: علينا أيضا أن نبحث خلال هذا اللقاء تنسيق مواقف بلدينا فى قطاع الطاقة، ولاسيما فى مجال الغاز بينما قال أمير قطر من جانبه، إن روسيا تلعب دورا أساسيا فى ضمان الاستقرار العالمي، مشددا على أن قطر تسعى إلى تنمية العلاقات مع روسيا لإيجاد حلول لمشاكل الشرق الأوسط. لعل فى الأمر صفقة ومع ذلك يرى خبراء سياسيون أنه من الوارد أن يكون الرئيس الروسى فلاديمير بوتين قد وضع إطار تفاهم على حل سياسى فى سوريا يتخطى عقدة الأسد، بعدما حصل على تنازلات مهمة، أمريكية وسعودية وتركية، أبرزها تقبّل واشنطن والعواصم الغربية للدور الروسى القيادى فى سوريا واستعادة النفوذ الروسى فى الشرق الأوسط. ونجاح الدبلوماسية الروسية فى اجهاض محاولات النص على بند رحيل الرئيس بشار الأسد قبل بداية العملية السياسية الانتقالية واستبدال ذلك بمغادرة تدريجية للأسد ترافق العملية الانتقالية وموافقة القوى الكبرى على ذلك. وهو ما دعا المراقبين إلى الاعتقاد بان بوتين بحث مع الأسد أثناء زيارته لموسكو خريطة طريق لمغادرته السلطة ويستدلون على ذلك بما أعلن عن اتصال هاتفى أعقب المحادثات مباشرة بالملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيسين عبدالفتاح السيسى ورجب طيب أردوغان والملك عبدالله الثانى، ويعزز هذا الاعتقاد غموض الموقف الإيرانى فى المبادرة الروسية. بينما بدا واضحاً فى الفترة الأخيرة أن ثمة انقساما أوروبيا فى شأن الدور الذى يجب على الأسد أن يضطلع به فى حل الأزمة السورية، ففيما تتطلع باريس إلى رحيله فى أقرب وقت ممكن، تميل برلين إلى إشراكه فى العملية الانتقالية قبل أن يتنحى. وبين الاثنين لفت وزير الخارجية البريطانى فيليب هاموند إن بلاده ترغب فى رحيل الرئيس السورى فى مرحلة ما فى إطار أى اتفاق تتوصل إليه القوى العالمية لإنهاء الصراع، وقال فى مجلس العموم: نحن على استعداد للتواصل مع كل من يريد التحدث عن شكل الانتقال السياسى فى سوريا لكننا واضحون جدا فى ما يتعلق برؤيتنا فى أنه لابد وأن يتضمن فى مرحلة ما رحيل بشار الأسد. والأرجح أن تكون السيطرة الروسية على مقدارات الأمور فى سوريا نقطة فاصلة فى مشاريع أنابيب الغاز، لا سيما أن تركيا تبدو طرفاً فى التفاهمات على صفقة متكاملة فى الشأن ووضوح رغبة روسيا بإمساك زمام الأمور العسكرية لتكون هى المشرف الوحيد على العمليات العسكرية داخل سوريا، وليس الحرس الثورى أو حزب الله ويبدو أن ذلك كان رغبة سعودية خلال زيارة مسئوليها لموسكو عقب التدخل العسكرى الروسى مباشرة. ويبقى أن موسكو لا تستهين بالعلاقة مع طهران التى لا تستغنى بسهولة عن العلاقة مع موسكو، وكلاهما يمانع فى علاقة جيدة مع قطر أو تركيا برغم أزمة إسقاط المقاتلة الروسية. ولابد أن هناك تنسيقاً مسبقاً بين الدولتين فكلتاهما معرّضة للتورط فى سوريا قبل أن تتحول إلى فيتنام روسية أو إيرانية، فإذا وجد الطرفان أن الوقت مناسب لصفقة قد تستلزم الرحيل التدريجى للرئيس بشار الأسد مقابل منافع عديدة بما فيها نفوذهما المشترك على أى حكم آتٍ فى سوريا، فقد يعقدانها ور بما هى معقودة بالفعل ولن يعلن عنها إلا فى اللحظة الأخيرة. بقى موضوع داعش العدو المشترك للجميع، والذى يمكن هزيمته إذا توحدت الجهود العسكرية لكل المتداخلين فى الأزمة خصوصا بعد الدعوات الفرنسية والأمريكية لتأسيس تحالف جديد تقوده باريسوموسكووواشنطن لمحاربة داعش، وهو ما يرفع العبء عن بوتين فى تحالف مع أقوى جهتين تتبنيان رحيل الأسد كمدخل لحل الأزمة. وقد أشارت تقارير مخابراتية تم ترويجها إعلاميا إلى أن نهاية حتمية لنظام الرئيس الأسد فى يوليو المقبل 2016 وقالت إن مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأدنى جيفرى فيلتمان، الذى كان زار بيروت قبل شهرين وأفصح عن معلومات مشابهة عندما ابلغ من يعنيهم الأمر بضرورة حماية لبنان من شظايا الانهيار المرتقب لنظام الأسد، والحد من انعكاسات ذلك، ولفت فى هذا السياق الاهتمام الغربى المتزايد بسياسة النأى بالنفس التى تعتمدها الحكومة وتشجيع الغرب لها. والواضح أن الخارج يراهن على تكثيف الضغوط السياسية والإعلامية والنفسية على النظام والشعب معا لإخراج الرئيس السورى من معادلة الحل النهائى بالتزامن، مع إطلاق عمليه سياسية غير مضمونه النتائج فى الداخل. لكن المؤكد أن روسيا لن تستمر فى المستنقع السورى وحدها حتى النهاية، بعد أن حصلت على كل ما كانت تريده أما وعودها فتظل التزامات أخلاقية تجاه شخص الرئيس بشار وأصدقائها السوريين أكثر منها سياسية.
برواز متحدث رئاسى روسى: بوتين لم يطلب الاستقالة من الأسد على إثر الحملة الإعلامية الضخمة التى تتناول موافقة روسيا على رحيل الرئيس السورى بشار الأسد عن الساحة السياسية فى بلاده، اضطر المتحدث الرسمى باسم الرئاسة الروسية، دميترى بيسكوف إلى نفى ما تناقلته وسائل الإعلام من أنباء حول قيام الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بعرض الاستقالة على الرئيس السورى بشار الأسد. وقال بيسكوف لوكالة نوفوستى نصا: لا هذا غير صحيح. وكانت صحيفة «فاينانشال تايمز» قد نشرت نقلا عن اثنين من كبار مسئولى الاستخبارات الغربية، تزعم فيه أن مدير المخابرات الرئيسية، إيجور سيرجونا أرسل وفدا إلى دمشق حاملا رسالة من بوتين، التى عرض فيها على الرئيس الأسد مغادرة منصب الرئاسة. لكن ما يعزز شكوك المراقبين بصحة ما نشرته «الفاينانشال» هو تصريح فرانكفورتر ألجيمين وزير الخارجية الألمانى فرانك شتاينماير، أعرب عن ثقته التامة بأن موقف الأسد يعتمد بشكل كبير على الدعم المقدم له من موسكو، وأن الرئيس السورى لن يتخلى عن السلطة إلا حينما يتلقى الإشارة إلى ذلك من موسكووطهران . على صعيد الموقف الرسمى، شكك الرئيس السورى بشار الأسد بالجدول الزمنى المقترح فى اجتماع فيينا، مقدماً ضرورة القضاء على الإرهاب على الانتخابات التى من المفترض أن تفضى إلى حكم انتقالى خلال ثمانية عشر شهراً اعتبارا من يناير 2016. ورفض نائب وزير الخارجية السورى فيصل المقداد، فكرة المرحلة الانتقالية لحل الأزمة فى سوريا، قائلاً إنها موجودة فقط «فى أذهان من لا يعيشون على أرض الواقع . وأكد أن موقف بلاده يتمثل فى الدعوة لحكومة موسعة وحوار وطنى، لافتا للنظر إلى أن «هناك مؤسسات رسمية مستمرة بعملها. بينما يبقى الموقف الأمريكى كما هو منذ بداية الأزمة، ففى مؤتمر صحفى بمناسبة نهاية العام 2015 بالبيت الأبيض، جدد الرئيس الأمريكى اعتقاده بأنه على الرئيس السورى بشار الأسد الرحيل لتتمكن سوريا من المضى قدمًا بطريقة غير طائفية، قائلا إن الأسد فَقَد شرعيته. وفى إطار لعبة التسريبات نشرت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية وثيقة مسربة، تكشف عن الموعد الذى وضعته أمريكا لرحيل بشار الأسد عن سوريا بشكل كامل، وهو ما حدد بالوثيقة فى مارس 2017، وأضافت أن مغادرة الأسد ستتبعها انتخابات لاختيار برلمان ورئيس جديدين، فى أغسطس من العام نفسه. وذكرت الوكالة الأمريكية فى نهاية الأسبوع الأول من يناير 2016، أن التاريخ الذى اعتمدته الوثيقة، جاء متطابقًا مع الخطة التى وضعتها الأممالمتحدة لعملية التحول السياسى، ووفقا للوثيقة، فمن المفترض أن تتم إدارة الدولة السورية خلال الفترة الانتقالية من قبل حكومة مؤقتة، مكونة من لجنة أمنية - يتم تشكيلها خلال الربيع - وتتكون من ممثلين للأسد والمعارضة.