أكد ألكسندر أورلوف سفير روسيا لدى فرنسا أهمية التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية الحالية محذرا من وجود عناصر متطرفة من تنظيم القاعدة في البلاد. ونفى أورلوف في لقاء نظمته اليوم الجمعة جمعية الصحفيين الأجانب بباريس وجود خلافات بين فرنساوروسيا بشأن الأزمة السورية و"لكن اختلاف حول سبل حلها"..موضحا أن باريس وموسكو تحرصان على حماية سوريا التي تعد دولة عظيمة ومحورية في منطقة الشرق الأوسط.
وقال انه لا يوجد حل عسكري للأزمة السورية..محذرا من أن اللجوء لهذا الحل من شأنه أن يدمر سوريا.
كما حذر الدبلوماسي الروسي من إقامة دولة إسلامية راديكالية متشددة في سوريا مشددا على ضرورة التركيز على الحل السياسي الذي يقوم على الدخول في مفاوضات بين النظام السوري والمعارضة من أجل مناقشة مستقبل البلاد.
وأكد أورلوف انه يتعين مواصلة الجهود المبذولة في هذا الصدد خاصة مع تزايد أعداد القتلى من المدنيين معتبرا أن هناك شخصيات من المعارضة السورية يمكنها أن تلعب دورا في سوريا الغد.
وأوضح أن الرئيس السوري بشار الأسد لن يشارك في تلك المفاوضات ولكن هناك شخصيات من النظام السوري يمكنها القيام بذلك معتبرا في الوقت نفسه أن بشار الأسد "رئيس شرعي".
وتابع "هناك شخصيات وطنية في المعارضة السورية، ولكن هناك أيضا متطرفين تابعين لتنظيم القاعدة".
واعترف السفير الروسي لدى فرنسا بأن (الرئيس السوري) الأسد ارتكب اخطاءا باللجوء إلى القوة لمواجهة الاحتجاجات وهو ما يتنافى مع الديمقراطية مشيرا إلى أن هناك تدخلات أجنبية في سوريا خاصة من دول الجوار.
وأضاف أورلوف أن هناك اليوم في سوريا معسكرين اثنين هما المعسكر السني المدعوم من قطر والمملكة العربية السعودية والمعسكر الشيعي الذي تدعمه إيران.
وأكد أن روسياوفرنسا يتعين عليهما تبنى الحل السياسي في سوريا من خلال بذل الجهود لعقد أول لقاء بين المعارضة والنظام السوري مشددا على أن رحيل الرئيس السوري الآن لن يغير الوضع في سوريا خاصة مع وجود معسكرات سياسية وأخرى دينية "وبالتالي لابد من بذل كافة الجهود لمساعدة السوريين على الخروج من أزمتهم".
ومن ناحية أخرى..استعرض السفير الروسي علاقات التعاون بين بلاده وفرنسا خاصة على الصعيد السياسي مشيرا إلى الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند في الثامن والعشرين من شهر فبراير الماضي إلى موسكو حيث التقى ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
كما أكد أورلوف على أهمية العلاقات التي تربط بين باريس وموسكو في مجالات الاقتصاد والصناعة والطاقة موضحا أن فرنسا تستورد ما يقرب من 25 بالمائة من أستهلاكها للغاز من روسيا.