أ ش أ حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من وضع "خطير للغاية" في ثلاث قرى سورية. وتابعنا صورا تبث على القنوات الفضائية لأوضاع مؤلمة لاسيما بعد هطول عاصفة ثلجية زادت من سماكة الثلوج، كما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بى.بى. سى." عن نشطاء الصليب الأحمر أمس الأربعاء أن مدنيين في قرية مضايا بنطقة الزبدانىالواقعة فى محافظة ريف دمشق والتي تخضع لسيطرة فصائل معارضة لقوا حتفهم بفعل نقص الغذاء والدواء ، وإن بعضهم قتل فيما يحاول الفرار، كما ذكرت اللجنة أن تقارير إخبارية أفادت بأن بعض الناس تناولوا الحشائش للبقاء على قيد الحياة في منطقتي الفوعة وكفريا الواقعتين شمالي غرب البلاد ، معربه عن أملها في إيصال المساعدات إلى جميع هذه القرى خلال الأيام المقبلة. وتقول الأممالمتحدة إن جميع أطراف الصراع القائم منذ أربعة أعوام في سوريا استخدموا حرب الحصار، في انتهاك دولي واضح لحقوق الإنسان وللقانون الإنساني، إذ يعيش ما يقدر ب 393,700 شخص تحت الحصار منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بافيو كشيسيك لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن الموقف كان بالفعل صعبا جدا عندما زار مضايا في المرة الأخيرة لتسليم المساعدات، فالناس يعيشون بدون الإمدادات الأساسية، مضيفا أن الموقف الآن أكثر خطورة ، لأن الشتاء يجعل الأمور أسوأ، حيث يحاول الناس بشدة للحصول على أي شيء لتشغيل مواقدهم، بما في ذلك حرق البلاستيك، والذي تنتج عنه أمراض الجهاز التنفسي. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له أول أمس الاثنين إن عشرة أشخاص لقوا حتفهم بسبب نقص الغذاء خلال الأسابيع الأخيرة، وإن 13 آخرين قتلوا بطلقات الرصاص على أيدي القوات الموالية للحكومة أو انفجرت فيهم الألغام خلال محاولتهم المغادرة بحثا عن الطعام .. ويعاني 1200 شخص يعيشون في القرية من أمراض مزمنة، كما يعاني أكثر من 300 طفل من سوء التغذية وأمراض أخرى. وقال ناشط تعيش عائلته في مضايا لهيئة الإذاعة البريطانية مساء أول أمس الثلاثاء إن "المواطنين يموتون.فهم يأكلون كل ما هو على الأرض، بما في ذلك القطط والكلاب"! ويقول النشطاء إن حصار مضايا تم تصعيده من جانب الحكومة وحزب الله انتقاما من حصار الفصائل المعارضة للفوعة وكفريا. كما تدهور الموقف في أغلب القرى الشيعية الواقعة على بعد سبعة كيلومترات من مدينة إدلب التي تسيطر عليها فصائل معارضة. ووردت تقارير عن تدهور الموقف في هذه القرى منذ سقوط القاعدة الجوية الحكومية في سبتمبر الماضي، حيث كانت طائرات الهليكوبتر تستطيع أن تهبط لإنزال إمدادات الطعام، وأجبرت هذه الظروف ما يقدر ب30 ألف شخص محاصرين داخل القرى على أن يعيشوا على الحشائش، وأن يقوموا بإجراء العمليات الجراحية دون تخدير! كما أدانت فرنسا بشدة حصار النظام السوري لبلدة مضايا غربي العاصمة دمشق، والتي يموت سكانها جوعا لنقص المواد الغذائية، وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال - في تصريح أمس الأربعاء إن الوضع في بلدة مضايا بات لا يحتمل وغير مقبول، مشيرا إلى أن السكان والبالغ عددهم 40 ألفا يموتون جوعا في الوقت الذي لا يسمح فيه النظام السوري بدخول أي منظمة إنسانية الى المدينة. وأكد المتحدث أن بلاده تطالب دمشق بإنهاء - فورا - هذا الحصار المفروض على (مضايا)، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية لكافة الأماكن المحاصرة في سوريا، وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي رقم 2254 و 2258.