توفيت مساء اليوم الخميس الفنانة وردة الجزائرية إثر أزمة قلبية أصيبت بها في منزلها في القاهرة، وذلك عن عمر يناهز 72 عاما. وسوف ينقل جثمان الفقيدة إلى الجزائر غدا تمهيدا لدفنه هناك. وكانت وردة الجزائرية قد أجرت قبل عامين عملية تجميل بعد موافقة الأطباء الذين أجروا لها جراحة خطيرة قبل عشرة أعوام حينما زرعت فص كبد تبرع به أحد المواطنين. وفجر رحيل المطربة وردة الجزائرية وهى واحدة من عمالقة الغناء العربى، ألما كبيرا بين عشاقها على شبكة التواصل الاجتماعى واشهرها"فيسبوك" خاصة فى مصر، ونسوا خلافاتهم السياسية وتصيدهم لأخطاء مرشحي بعضهم البعض وتبادل الاتهامات والصور المتعلقة بماضيهم..ليتشاركوا الصور الجميلة بالأبيض والأسود والأغاني الكلاسيكية العبقرية التى أبدعها الملحن الراحل بليغ حمدى لزوجته لوردة! ليبراليون وإسلاميون وقوميون واشتراكيون وفلول قرروا التوقف عن الشجار كى يحزنوا على غرار أغنية المطرب العراقى كاظم الساهر "علَّمَني حُبُّكِ أن أحزن وأنا مُحتَاجٌ منذُ عصور لامرأةٍ تَجعَلَني أحزن"..وكأن موتها أخرج كل ما تبقى بداخلهم من غضب وغيرة على الوطن وحوله إلى شجن..وكل ينعيها بحسب الكلمات التى أسعفته. ونتذكر أيضا مدى تأثير وردة عندما إنفعل الرئيس المصرى السابق محمد حسنى مبارك وأخذ فى التصفيق أثناء حضوره حفلا وهى تغنى"حرمت أحبك". وكانت وردة الجزائرية، واسمها الحقيقي وردة محمد فتوكى، قد ولدت في فرنسا عام 1936 لأب جزائري وأم لبنانية من عائلة بيروتية اسمها يموت. ومارست الغناء في فرنسا، وكانت تقدم الأغاني للفنانين المعروفين في ذلك الوقت مثل أم كلثوم وأسمهان وعبد الحليم حافظ، وعادت مع والدتها إلى لبنان وهناك قدمت مجموعة من الأغاني الخاصة بها. كان يشرف على تعليمها المغني الراحل التونسي الصادق ثريا في نادي والدها في فرنسا، كانت تؤدي خلال هذه الفترة أغاني أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ، ثم قدمت أغاني خاصة بها من ألحان الصادق ثريا. قدمت لمصر سنة 1960 بدعوة من المنتج والمخرج حلمي رفلة الذي قدمها في أولى بطولاتها السينمائية "ألمظ وعبده الحامولي" ليصبح فاتحة إقامتها المؤقتة بالقاهرة، وطلب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أن يضاف لها مقطع في أوبريت "وطني الأكبر". اعتزلت الغناء بعد سنوات من زواجها، حتى طلبها الرئيس الجزائري هواري بومدين كي تغني في عيد الاستقلال العاشر لبلدها عام 1972، بعدها عادت للغناء فانفصل عنها زوجها جمال قصيري وكيل وزارة الاقتصاد الجزائري. فعادت إلى القاهرة، وانطلقت مسيرتها من جديد وتزوجت الموسيقار المصري الراحل بليغ حمدي لتبدأ معه رحلة غنائية استمرت رغم طلاقها منه سنة1979. كان ميلادها الفني الحقيقي في أغنية (أوقاتي بتحلو) التي أطلقتها في عام 1979 في حفل فني مباشر من ألحان سيد مكاوي. وكانت أم كلثوم تنوي تقديم هذه الأغنية في عام 1975 لكنها ماتت. لتبقى الأغنية سنوات طويلة لدى سيد مكاوي حتى غنتها وردة. تعاونت وردة الجزائرية مع الملحن محمد عبد الوهاب. وقدمت مع الملحن صلاح الشرنوبي العمل الشهير (بتونس بيك). شاركت وردة الجزائرية في العديد من الأفلام منها ألمظ وعبدو الحامولي مع عادل مأمون ومع رشدي أباظة أميرة العرب وحكايتي مع الزمان وكذلك مع حسن يوسف في فيلم صوت الحب وكان أول أفلامها السينمائية بعد عودتها من الجزائر. وكان آخر ألبوماتها فى سبتمبر الماضى بعنوان"اللى ضاع من عمرى".