حسناء الجريسى - أغانى الوقت الحالى فيها فلتات وهناك أغان عصرية سريعة ذات كلمات وألحان جيدة
- غنيت لعدوية وغناء أشعار الأبنودى يتطلب أن أمكث فى مصر فترة
فنان يتميز بصوت جبلي رخيم، منذ صغره وهو يعشق الفن والسبب في ذلك نشأته في عائلة تهتم بالموسيقي والطرب، استطاع أن يقدم لجمهوره خلطة غنائية تمتزج بأصوات عظماء الطرب في العالم العربي الفنان محمد عبد المطلب الذي يعتبره الأب الروحي له ووديع الصافي ومحرم فؤاد الذي جذبه لعالمه وبرغم مستجدات العصر الحديث وظهور أغاني الفيديو كليب وغيرها، فإنه ما زال يصر علي غناء الكلمة الجيدة، وذلك لأنه تربي علي أصالة الفن وغناء الموشحات، يري أن أكبر مسرح في العالم له مخاوفه ويعد مشروب اليانسون بالعسل الجبلي المفضل إليه إنه الفنان المغربي فؤاد زبادي الذي يعتبر أن أغاني اللونين الأبيض والأسود في مصر لهما نكهة خاصة. « الأهرام العربي» تفتح خزينة أسرار عميد الغناء في المغرب.
نشأت في عائلة تعشق الموسيقي بطبعها لأب هوايته جمع الآلات الموسيقية، وقد كان ينشد الألحان العذبة، هل يمكننا القول إن النشأة وراء ولوجك لعالم الفن؟ عندما بلغت من العمر 14 عاما، بدأ عشقي للفن والسبب في ذلك الإذاعة الوطنية في المغرب، فهي تتميز بأنها كانت تبث الأغاني المناسبة في الوقت المناسب، في صغري كنت أعشق سماع الراديو قبل النوم كنت أحتضن الراديو ترانزيستور، وبمجرد أن أستيقظ كنت في الصبا ح الباكر أسمع الأغاني التي كانت تبثها إذاعة المغرب، حيث كانت تبث أروع الأغاني لعملاقة الفن في العالم العربي، أمثال المطربة العظيمة فيروز، كارم محمود، عبد المطلب، محمد قنديل، محمد فوزي، عبد الغني السيد، أم كلثوم وأغنيتها الرائعة «صباح الخير ياللي معانا» التي كنت أفضل سماعها في الصباح الباكر التي كانت تمس وجداني وتزلزلني دون أن أشعر، أيضا الفنان محمد عبد الوهاب في أغنيته الرائعة «كل ده كان ليه «كانت أغاني تأتي في الوقت المناسب طبعا بجانب الأغاني المغربية الجميلة آنذاك، حيث كان هناك هندسة في اختيار الأغنيات والأصوات في ذلك الوقت. كنت أعتبرها مدرسة السمع، أيضا من ضمن الأصوات المصرية التي جذبتني وأخذتني في عالمها الفنان محرم فؤاد رحمة الله عليه، أتذكر أنه في منتصف الستينيات وبالمصادفة البحتة كنت نائما وسمعت أغنية عبر الراديو تقول «تسلم ايدين اللي اشتري الدبلتين والأسورة»، سارعت علي الفور وكنت وقتها في منزل جدي وكانت أختي فاطمة - رحمة الله عليها - تقوم بتنظيف البيت، توجهت إليها وسألتها من هذا المطرب قالت محمد عبد المطلب مغني مصري، قمت علي الفور بتسجيل الأغنية وهنا شعرت أن هذا هو الصوت الذي أبحث عنه بداخلي. أفهم من كلامك أن سماعك لصوت محرم فؤاد وعبد المطلب كان الدافع للغناء؟ هي خلطة من محرم فؤاد وعبد المطلب ووديع الصافي الذي كان يتمتع بصوت جبلي رخيم وقوي، كنت أنام وأستيقظ علي أغاني هؤلاء العظماء ما جعل وجداني يمتلئ ألحانا ومعاني جميلة، وأذناي تتشبعان بالأصوات العذبة، فبدأت أغني لهما، في منتصف السبعينيات اكتشفني صباح فخري ودفعني لغناء الموشحات، وفي تلك الفترة أيضا تعرفت علي أساتذة الغناء والموسيقي المغاربة منهم عبد الهادي أبو الخياط وعبد الوهاب الدوكالي، ما جعل أذني تتشبع بكل الألحان الجميلة، فمنذ الصغر وأنا متشبث بأصالة الفن، بدأت أغني الحفلات البسيطة مثل أعياد الميلاد وهنا جاءت دراستي للموسيقي التي كانت عصامية، كنت أستمع جيدا للألحان والكلمات، إلي أن اقتربت من عالم الملحنين الكبار، وبدأت تعلم جميع المقامات العربية، وكنت أهتم بملاحظاتهم، في الوقت نفسه كنت أدرس العلوم، وعندما ذهبت إلي فرنسا للحصول علي دبلومة العلوم هناك التقيت الفنان الكبير وديع الصافي وهاني شاكر وسعدت جدا بهذه المقابلة، بدأت أتعامل معهما عن قرب، وبعد حصولي علي الدبلومة كان علي الاختيار، إما العمل في مجال دراستي أو اختيار طريق الفن، لكن وجدت الغناء يسيطر علي كياني ووجداني فاتجهت نحوه، الاحتراف بدأ منذ عام 1985 كنت غاوي أغاني المطربين المصريين، وفي بداية التسعينيات طلبني التليفزيون المغربي وقدمت به العديد من الأغنيات لكبار المطربين حتي منتصف التسعينيات جاءت أول فرصة لزيارة مصرعام 1997 ، وهنا التقيت كل عشاق الفن فاروق الشرنوبي، حلمي بكر، لكنني لم استمر طويلا بمجرد انتهاء الحفل كنت أغادر مصر متجها إلي المغرب حتي جاءتني دعوة للغناء في الأوبرا، من قبل الأستاذة حياة إدريس التي دعمتني عند د. رتيبة الحفني رحمة الله عليها. شاركت في حفل الغناء بالأوبرا الذي كان لتأبين الشاعر المصري الكبير عبد الرحمن الأبنودي ألم تفكر في غناء أشعاره؟ بالفعل غنيت لعدوية، لكن حتي أغني أشعار الأبنودي كان هذا يتطلب مني أن أمكث في مصر فترة وللأسف لم أفعل ذلك، كل ما أفعله أشارك في الحفل، وبمجرد الانتهاء أتجه إلي المغرب. البعض يقول إنك تقمصت شخصية محمد عبد المطلب ما تعليقك؟ لم أتقمص شخصيته بل أضيف لأغانيه، لكن هناك قرابة في الصوت فهو بالنسبة لي الأب الروحي أعشقه لكن في الوقت ذاته أضيف لدرجة أن الكثير من الملحنين قالوا لي إنك تستطيع الغناء لوديع الصافي وكارم محمود، حتي الآن أتواصل مع عائلة الفنان الراحل محمد عبد المطلب فهناك درجة قرابة عائلية. أحب محمد عبد المطلب لأنه يغني الأغنية كلمة كلمة هكذا قلت؟ نعم طريقته في الغناء تجعلنا نجل عليه الرحمات، أحفظه بسرعة، كان يعطي الكلمة حقها، ويوضحها بشكل غنائي قوي. ما رأيك في أغاني المهرجانات وأغاني الرتم السريع التي انتشرت في الآونة الأخيرة خصوصا وهناك من يري أن أغاني المطربين أمثال كارم محمود ومحمد عبد المطلب أصبحت لا تتماشي مع العصر؟ من قال إن أغاني هؤلاء العظماء لا تتماشي مع العصر الحالي بل بالعكس هي خالدة وباقية، أما أغاني الرتم السريع فلا تستمر طويلا علي سبيل المثال اسمعي «دقوا الشماسي» لعبد الحليم حافظ تجديها تناسب رتم الحياة الحالية وقوية في الوقت نفسه، لكن يمكنني القول إن أغاني الوقت الحالي فيها فلتات فهناك أغاني عصرية سريعة ذات كلمات وألحان جيدة أما أغاني المهرجانات فلم أسمعها علي الاطلاق. من من المطربين العرب الحاليين تفضل سماعهم؟ سعد لمجرد مطرب يتمتع بصوت قوي لأنه ينبع من مدرسة، الأب مغني عظيم والأم ممثلة كبيرة، من الممكن في أغانيه أناقش الكلمة واللحن لكن الصوت لا كلام عليه فهو أكثر من رائع، أيضا أصالة «غولة» الغناء العربي، وكذلك صابر الرباعي، وكانت ذكري الله يرحمها تتمتع بصوت قوي رخيم، في مصر حكيم مطرب شعبي هايل، محمد فؤاد مطرب يغني من قلبه، عمرو دياب ساعات يغني كلمات قوية وأحيانا لا، أما محمد ثروت وعلي الحجار وهاني شاكر فهم أساتذة الغناء في العالم، أما الباقي أحيانا تكون هناك فلتات، وهناك أصوات قوية لكنها لم تتماش مع العصر. هل تعتقد أن ظهور الفضائيات أسهم في فتح الباب على مصراعية لغير الموهوبين وأنصاف المواهب اعتمادا على عوامل التطوير الحديثة في الموسيقي والغناء؟ هناك اجتهاد وهناك فلتات، في الفترة الأخيرة منحني الفن بدأ ينحدر بسبب الجانب التجاري الذي أصبح يستحوذ علي نصيب الأسد. الجانب التجاري لعب دورا كبيرا في انحدار الفن كيف؟ ساعد علي ظهور الكثير من الأغنيات الهابطة، التي تعتمد بشكل أساسي علي ظهور الفيديو كليب بشكل مثير، فهي تعتمد علي المظهر أكثر من الغناء الحقيقي والصوت الجيد، لكن ليس معني هذا أن كلها رديء، لكن هناك فيديو كليب لمطربين أصواتهم قوية مثل الفنانة الرائعة غادة رجب، وكذلك الفنان هاني شاكر، ومن الأصوات الشابة القوية حنان مطاوع. كيف ترى برامج انتقاء الأصوات أمثال آراب أيدول وزي فويس وغيرها التي انتشرت خلال السنوات الأخيرة؟ هي برامج تجارية تسعي لعمل ضجة، لكنها في الوقت ذاته تساعدنا علي معرفة الأصوات القوية. أين ما يميز فؤاد زبادى؟ ضحك قائلا: عندما قررت أن أغني لنفسي ظهرت الموجة الجديدة من الغناء أغاني الرتم السريع كما تقولين، فقررت أنتقي أغاني تتناسب مع طبقة صوتي فغنيت «معذورين» التي تقول شموع الحب اش كات وذابت من حر الشكوي.. والحنين وعيون الليل شموع الحب اش كات ودابت من حر الشكوي والحنين، غنت وغنت وقالت عشقنا وإحنا معذورين.. هيمانين مشغولين وهذه كلمات الراحل الشاعر علي الحداد المغربي ألحان أحمد العدوي. أشعر في غنائك لهذه الكلمات مزج من صوت محمد عبد المطلب ووديع الصافي؟ ضحك قائلا: الله ينور عليك فريدة الزمر صاحبة الابتسامة الحلوة قالت لي هذا الكلام، أيضا هناك أغان من أشعار زوجتي السيدة أسمهان، التي كتبت قصيدة ترثي أختها تقول: حين رحلت أعلنت قصائدي الحداد .. فاستعارت من حبرها السواد.. حين رحلت احترق شعري ..وأصبح رمادا وبكت أبياته دما ومدادا ألحان سعيد الشريبي. مصر بالنسبة لي تتماثل في اللونين الأبيض والأسود هكذا قلت؟ أقصد أن عصر الأبيض والأسود كان العصر الذهبي للغناء، حيث كانت كل الأصوات جيدة والكلمات قوية والألحان عذبة، فهي فترة كانت لها نكهة خاصة في الغناء والسينما، فنانو الأبيض والأسود أساتذة فمصر شهدت عظماء أثروا الحياة الفنية بالكثير من الفنون الراقية. كيف ترى حال الأغنية العربية؟ تعيش حالة سيئة لم تكن في نفس قوة زمان، حتى فى أمريكاوفرنسا الأغنية بدأت تعاني تدهوراً، لكن هناك نهضة للأغنية العربية فى الخليج. ألم تفكر في التمثيل؟ عرض علي من بعض الأصدقاء الفنانين ، لكني ما زلت أفكر في الأمر. لو تم ترشيحك لفيلم يحكي قصة حياة الفنان الراحل محمد عبد المطلب؟ لو تم ترشيحي أوافق فورا. شاركت في العديد من الحفلات والمهرجانات هل لك طقوس قبل كل حفلة وكيف تستعد لها؟ خلال مجمل حفلاتي كنت قبل الصعود علي خشبة المسرح أشعر بنشوة يملؤها الخوف الشديد، فهناك مسئولية تقع علي عاتقي لذلك أقرأ الفاتحة وأدعو الله عزوجل وأتوكل عليه، فأكبر وأضخم مسرح في العالم العربي له مخاوفه. ما المواقف الطريفة التي تعرضت لها؟ هناك سنة لم أشارك فيها في حفل الموسيقي العربية ووجدت صلاح الشرقاوي الملحن الكبير، يتصل بي يقول لي نحن في الأوبرا، فوجئنا بسيدة تقول بأعلي صوتها يا دكتورة رتيبة الحفل هذا العام لا طعم له بدون فؤاد زبادي نحن نفتقده. كيف ترى الهجوم الأخير على فيروز ووصفها بأنها «صاحبة المال والويسكي»؟ بشرف حضرتك فيروز تتهاجم، كان هناك صحفي يجري حوارا مع الفنان محمد عبد الوهاب وقال له من أحسن مطربة تغني في العالم العربي من السيدات؟ قال أم كلثوم لا يعلو علي صوتها، وعندما قال له وماذا عن فيروز؟ أجاب «كنا نتكلم عن الأصوات الأرضية أنت دلوقت تتكلم عن الأصوات الملائكية» فيروز أعظم مطربة أنجبتها لبنان. ماذا تفعل للحفاظ على طبقات صوتك؟ أفضل مشروب اليانسون بالعسل الجبلي، ودائما أمارس رياضة المشي والسباحة. ما الجديد عند فؤاد زبادي؟ أغنية «دروب الغربة» كلمات وألحان سعيد إمام أغنية للمولود, ألحان عز الدين وشيك إن شاء الله تكون فيديو كليب، وأغنية وطنية، الله أكبر عاش الوطن وعاش السلطان» توزيع طارق عقل.