عماد أنور احتفالا بمرور 140 عاما على تأسيسها تصدر مؤسسة الأهرام يوم الأحد المقبل، كتابا تذكاريا؛ بمناسبة مرور 140 عاما على تأسيس أكبر وأعرق مؤسسة صحفية في العالم العربي، ويروى الكتاب سيرة صرح اختزل بين ثناياه تاريخ الوطن، ومن هنا جاء عنوان الكتاب "وطن في جريدة". 140 عاما مرت من عمر المؤسسة، شهدت أروقتها الكبار من عمالقة الإبداع في الأدب والشعر والسياسة والاقتصاد، فكانت هذه الأسماء خير ختام للكتاب الذي وصل عدد صفحاته إلى 298 صفحة، خصص جزء منها لرموز الأهرام، وضم أكثر من 50 شخصية من كبار الكتاب والمفكرين. لكن من المؤكد أن مؤسسة في هذا الحجم لم تكف آلاف الصفحات للحديث عن العشرات من المبدعين الذين تخرجوا من هذه المدرسة الصحفية، وأنارت كلماتهم صفحات جريدة الأهرام عبر تاريخها. الكتاب الذي قدم له أحمد السيد النجار، رئيس مجلس إدارة الأهرام، افتتحت صفحاته بكلمة ل "سليم تقلا"، مؤسس الأهرام، عبر فيها عن كم المعاناة التي لاقاها حتى صدر العدد الأول من الجريدة في العام 1876، حيث قال: "أنشأت الأهرام وأنا عالم بما يحول دون نشرها من المصاعب، وقد كنت أقضى النهار والليل عاملا جسما وعقلا". ولم يجد فريق العمل أفضل ولا أروع من كلمة الإمام محمد عبده، التي قالها عن الأهرام، لتتبع كلمة تقلا المؤسس، حيث وجه كلماته على شكل رسالة إلى من وصفه ب (حضرة الهمام الكامل محرر جريدة الأهرام)، وقال: "أنشأت الأهرام بما فيها من المباني الرقيقة والمعاني الدقيقة والأفكار العالية القائمة بنشر العلوم بين العموم". كما ضم الكتاب في صفحاته الأولى أيضا، أول مقال للأستاذ محمد حسنين هيكل والذي حمل عنوان "بصراحة"، كما تحدث عن عائلة تقلا الذين بذلوا الجهد والعرق من أجل تحقيق حلم تأسيس الأهرام، كما ألقى الضوء على رؤساء مجالس إدارة ورؤساء تحرير الأهرام من نشأتها وحتى وقتنا هذا. وتطرق الكتاب عبر أجزاءه إلى تاريخ الجريدة وشارع (الجلاء)، الذي يحتضن مبنى المؤسسة الضخم، وحتى تاريخ حي بولاق الذي ينتمي له هذا الشارع، وأيضا قصة مبنى الأهرام القديم بشارع مظلوم. كما تجول الكتاب عن طريق الصور الفوتوغرافية داخل أروقة الأهرام، خاصة صالة التحرير، وروت القصة بتسلسل قارب الواقع، وكانت تلك اللقطات خير شاهد على أن الأهرام عبر تاريخها كانت مقصدا لكبار الشخصيات من ملوك ورؤساء العالم. ولم يغفل الكتاب أن الأهرام كانت سباقة في كل شئ، فقبل تطوير برامج "الجرافيك"، حرص القائمين على الجريدة على تطوير (اللوجو) الذي يتصدر صفحتها الأولى، بأشكال عصرية، كما كان للأهرام السبق في نشر أول صورة صحفية والعديد من فنون الصحافة مثل المقال والعامود والحوار الصحفي، فضلا عن كونها أول جريدة تحرص على وجود مراسلين خارجيين. واحتضن الكتاب بين صفحاته، الدور الهام والمؤثر لإدارات المؤسسة المختلفة، بداية من المطابع، التي لم يقتصر دورها على طباعة الجريدة وإصدارات المؤسسة، بل أن مطابع الأهرام تقوم بطباعة أغلب الصحف المصرية، والأمر ذاته بالنسبة لإدارة التوزيع، التي تعد "شريان الصحافة المصرية"، حيث مسئولة عن ضخ المئات من الصحف والمجلات والكتب في الشوق المصرية. وتحدث الكتاب عن تاريخ نشأة مراكز الأهرام المختلفة، ودورها المؤثر في الحياة السياسية والعلمية، وكيف صارت إصدارات هذه المراكز، رفيقا أساسيا لكل باحث علم أو معرفة في شتى المجالات. أما إصدارات الأهرام الورقية، فكان لها نصيب بين صفحات الكتاب التذكاري، الذي تحدث عن أسباب نشأتها والمؤسسين الأوائل لهذه الإصدارات، كما تحدث عن الذراع الإلكترونية للأهرام المتمثلة في أكثر من 30 بوابة وموقعا إلكترونيا متخصصة ومتنوعة، ما بين الخبرية والدينية والتعليمية والزراعية، وغيرها. أما مفاجأة الكتاب، تمثلت في ملحق خاص، يضم 16 نسخة من لوحات أصلية لكتاب (وصف مصر)، وهي واحدة من كنوز الأهرام التي لا تنفد، وأخيرا ضم الكتاب شهادات من كبار الكتاب والمفكرين عن مكانة ودور الأهرام في العالم العربي والعالمي. ضم فريق عمل الكتاب مجموعة من أبناء الأهرام، وأشرف عليه علاء العطاء، رئيس تحرير مجلة الأهرام العربي، وضم فريق التحرير كلا من سهير عبد الحميد وعماد أنور، وضمت مجموعة العمل عصام شعلان ووجيه فاروق وخالد فتحي. وساهمت إدارات الأهرام المختلفة في إنجاز هذا الكتاب، حيث لعبت إدارة "الميكروفيلم" برئاسة مسعود الحناوي دورا هاما في إمداد فريق العمل بالمعلومات التاريخية عن الأهرام، وكذلك قسم التصوير برئاسة أيمن إبراهيم، وقسم المعلومات بالجريدة برئاسة وسام أبو العطا. أما إدارة الإعلانات التجارية التي يرأسها محمد النجار، فكان لها دورا بارزا في إخراج هذا العمل بشكل يليق بمكانة الأهرام، ومنهم توفيق السيد، مساعد المشرف العام على الإعلانات، كما قام خالد الناقة مدير القسم الفني، باختيار مجموعة متميزة من الفنانين ضمت، سامر حلمي، وأحمد الشاعر وانجي عادل، الذين أضفوا لمساتهم الفنية على كل صفحة من صفحات الكتاب. .