الحاج مسعود صانع الحلوى: فى كل عام وأنا أعمل حلاوة المولد أشعر أننى أزور سيدنا النبى - الشيخ العشراوى: معنى اسم محمد، الممدوح كثيرا من الله والناس.. ومعنى أحمد، كثير الحمد والشكر لله - المفكر مايكل هارث: العظماء مائة وأعظمهم محمد - الفيلسوف توماس كارليل: المثل الأعلى للإنسان فى التاريخ هو النبى محمد - الشاعر لا مارتين: محمد فوق البشر ودون الإله - البردة ونهج البردة ونهج نهج البردة، ثلاث قصائد كبار لثلاثة شعراء فحول مدحوا النبى فى أكثر من ألف عام - «فص حكمة فردية فى كلمة محمدية» و«طاسين السراج» كلمات من نور لابن عربى والحلاج فى حب الرسول الكريم للبهجة والفرح طعم السكر، وإن شئت العسل، وكما هو معلوم هما المادة الخام الأولى التى تصنع منها حلوى المولد النبوى، وحلوى الدنيا كلها. ولو كان هناك أحلى من السكر والعسل، مهما غلا ثمنهما، لصنع منه المصريون حلوى مولد حبيبهم، خير الأنام - صلى الله عليه وسلم - طمعا فى حب الله لهم بحبهم له. ودعك ممن يقولون إنها عادة غير مصرية، أدخلها الفاطميون وفرضوها على الذوق المصرى، فصارت فى طباعهم، فلو كانت على غير هوى المصريين لهجروها، وزالت زوال من أدخلوها، برغم زنهم حكموا البلاد أكثر من مائتى عام من 969 حتى 1171 ميلاديا، بهدف نشر المذهب الشيعى ولم يفلحوا، كما هجروا عادات كثيرة لمحتلين وغزاة، فقد تقلب على مصر غرباء من الشرق والغرب والشمال والجنوب، ولم يغيروا طباعا أو أمزجة أهلها، بل تمصروا، حتى قيل: من جاء إلى مصر ، تمصر. لكن عادة حلوى المولد، وبهجتها وافقت هوى قلوبهم التى تهفو إلى عشق نبيهم، فعاشت وستعيش ما عاش الحب والاعتدال، ألا ترى أن المصريين حين يدعون لبعضهم بالحج إلى بيت الله الحرام، يقولون: «ربنا يوعدك بزيارة النبى»؟ مع أن زيارة قبر النبى ومسجده، ليست فريضة شعائرية، لكنها عند قلوبهم الرقيقة، فريضة روحية. صانع الحلو يتكلم ولتسمع بأذن قلبك كلمات أو قل أشجان صانع الحلوى الحاج مسعود محمود، الذى يعيش لذة عمل حلوى المولد - على حد قوله - منذ أكثر من ستين عاما مضت، منذ كان شابا يافعا. يقول: العروسة للبنت، حلوة ومزوقة مثل البنات، والحصان وعليه الفارس، رافع سيفه، ليتعلم الصبيان الشجاعة والبطولة. وبعد أن أشرق وجه صانع الحلوى بضحكة عريضة، مليئة بالرضا وقد بدت بقايا أسنانه مثل كهف قديم، قال فى حنان دافق: وأنا أصنع حلوى المولد، أشعر - فى كل عام - أننى أزور سيدنا النبى، والله شفت نور وجهه فى المنام، وكان بدر التمام، يبتسم لى، وكأنه يقول: وأنا أيضا أحبك يا مسعود. ويستعيد صانع الحلوى، نشوته القديمة يوم رؤية النبى فى نوم قائلا: يومها أخذتنى غفوة بعد صلاة العصر، فى مسجد مولانا الإمام الحسين، وكانت أحلى غفوة فى حياتى ويده الشريفة «تطبطب» علي كتفى. وازداد إشراق الرضا والفرحة فى تضاريس وجه صانع الحلوى، وانحدرت من عينيه، دمعتان أشبه باللؤلوتين، وقال: هل تعرف أننى أحسد كتفى على حنان «طبطبة» سيدنا النبى، وأتحسسه وأكلمه قائلا: هنيئا لك. وقال: قمت من غفوتى المباركة فى مسجد سبط الرسول - كما يقول المشايخ - وأنا فرحان، فرحة الطفل ليلة العيد، وكنت أمشى فى الشارع، لا.. كنت طاير من نشوة الفرحة. السبط والحفيد وقبل أن يفارقنى صانع الحلوى قال: سيدنا النبى مقامه عال جدا، واسمه مع اسم الله دائما، فما نقول لا إله إلا الله، إلا ونتبعها، محمد رسول ا لله، وكذا الشهادتين. حتى فى الصلاة عليه نقول: صلى الله عليه وسلم. صلى الله وليس نحن، لأن قدره العالى لا يحيط به إلا خالقه سبحانه، الذى وصفه فى كتابه العزيز: «وإنك لعلى خلق عظيم». وبعفوية مثل نسمة طرية، سأل: ماذا يعنى «سبط» ولماذا لا نقول حفيد الرسول؟ تجيب المعاجم العربية على سؤال صانع الحلوى، قائلة: الحفيد هو ولد الولد، أما السبط فهو ولد البنت. كما هى الحال فى الإمامين الحسن والحسين، ولدا فاطمة الزهراء بنت رسول الله، وزوج الإمام على بن أبى طالب. *** وكما تؤكد المعاجم أيضا ذلك التفسير اللطيف لاسم محمد وأحمد ومحمود وكلها لرسول الله ومأخوذة من مادة «حمد»، الذى قال به إمام الدعاة الشيخ الشعراوى: محمد كثير الحمد من غيره ومفردها محمود، يعنى محمود لمرة واحدة، أما محمد فهى كثير المديح، والحمد من الله سبحانه والناس، أما معنى أحمد هى «فضل» فى الحمد حتى إنه يقال: «العود أحمد»، وهى كثرة الحمد لله من العبد، فاسم محمد محمود وممدوح بكثرة من الله، وأحمد كثرة الحمد من النبى لله، وتلك من نفحات الشيخ وتجلياته فى التفسير ووجده المحبوب. ولأن قريش ومكة والعرب أهل بلاغة وإعجاز لغوى، فقد أدركوا ذلك جيدا، ففرح به من آمنوا برسالة النبى، وتأذى منه من كفر، لذا تفننوا فى إيذاء النبى، فأطلقوا عليه صفة عكس محمد الممدوح بكثرة، فقالوا: «مذمم». وكانت أم جميل زوج أبو لهب، كلما رأت النبى أو أحدا من أصحابه تعلى عقيرة صوتها، وتتغنى ضاحكة بسخرية: «مذمما أبينا.. ودينه قلينا.. وأمره عصينا»، ومعنى قلينا أى هجرنا، وابتعدنا عنه، وهو لفظ عربي فصيح، جاء فى الآية الكريمة «ما ودعك ربك وما قلى»، وتروى كتب السيرة أن النبى كان يضحك ويقول: اسمى محمد وليس مذمم.. *** وما قاله الشيخ الشعراوى فى واحدة من نفحاته الكثيرة فى التفسير وتجليات الشيخ فى مواطن عديدة، ووجده بالمحبوب - صلى الله عليه وسلم - كما قال شيخ الطائفة أبو اليزيد البسطامى «الوجد بصر القلوب وسمعها». وبمناسبة ذكر البسطامى، شيخ الصوفية الكبير، نأتنس بمقولته العجيبة فى واحدة من تجليات المعراج الروحى فى سماوات العشق الإلهى والمحمدى. عرج بروحى فخرقت الملكوت، فما مررت بروح نبى إلا سلمت عليه، وأقرأتها السلام، غير روح محمد - صلى الله عليه وسلم - فإنه كان حول روحه ألف حجاب من نور، كادت أن تحترق عند أول لمحة. **** ولا عجب فى ذلك، فقد تغنى بحبه - صلى الله عليه وسلم - وفضله الأدباء والشعراء والفقهاء والمطربون والمنشدون والملحنون والمفكرين والفلاسفة من الشرق والغرب من المسلمين وغير المسلمين، واختاره المصنفون كأعظم شخصية فى تاريخ البشرية، وعلى سبيل المثال كتاب مايكل هارث «العظماء مائة وأعظمهم محمد»، وقال فيلسوف الغرب الأكبر توماس كارليل 1795 - 1871م: «لقد بحثت فى التاريخ عن مثل أعلى لإنسان فوجدته فى النبى محمد. أما الشاعر الفرنسى الشهير لامارتين، فقد قال فى كتابه «السفر إلى الشرق» وكأنه يرد على كل من يراوده الشك فى عظمة النبى الكريم: «أترون أن محمدا كان صاحب خداع وتدليس، وصاحب باطل وكذب؟ كلا، بعدما وعينا تاريخه، ودرسنا حياته، ويقول: «إن محمد فوق البشر، ودون الإله»، وكذا كتاب سيرة النبى محمد للراهبة الإنجليزية كارين آرمسترونج.. دفاعا عن الإسلام ونبيه. وغير هؤلاء الكثير والكثير، ولسنا فى مجال تعداد شهاداتهم، فلا حاجة للنبى ومقامه الرفيع لذلك، وإنما سقناه كمثال. قصيدة وثلاثة شعراء ومن طريف المديح فى رسول الله تلك القصيدة التى ولدت من ها قصيدة ثم ولدت قصيدة أخرى من القصيدة الثانية، وكأنها قصيدة الأجيال القصيدة الأم ثم الابنة وبعدها الحفيدة. والقصيدة الأولى اسمها البردة «بانت سعاد.. سابقا» وشاعرها هو كعب بن زهير، وقد أسمعها الرسول فى مسجده، وقام النبى بإهدائه بردته وبلغتنا عباءته التى كان يرتديها، ربما لإعجابه بالقصيدة أو دخول شاعر كبير إلى دين الله، وكان للشعراء فى هذا الزمان شأو كبير. وكان كعب قد هجا الرسول والصديق أبا بكر، وسب وشتم وأطال لسانه وقدح وسخر، فأهدر النبى دمه، يعنى الناس أحرار فى قتله، ولا شىء عليهم إذا سفكوا دمه، ولما استشعر كعب الخطر الحقيقى، أو ربما راود نفسه وراجعها - الله أعلم - تنكر وتخفى بعدما رفض كل الشفعاء التوسط له عند رسول الله، وذهب إلى النبى فى المسجد وطلب منه الأمان، فأمنه النبى، فأنشد كعب قصيدته الشهيرة «بانت سعاد» وعلى عادة الشعراء حينها، لا بد من الوقوف على الأطلال والشكوى من هجران الحبيب فى مستهل القصائد، فجعل كعب يعدد ما فيه من أحزان قائلا: بانت سعاد فقلبى اليوم متبول متيم إثرها لم يفد مكبول وبانت من البين والفراق، حتى إن العامة يقولون «غراب البين»، وجعل يعدد أوصافها ومحاسنها الجسدية قائلا: هيفاء مقبلة، عجزاء مدبرة لا يشتكى منها قصر ولا طول بلغة عصرنا هذا «مزة آخر حاجة» فهى هيفاء يعنى طولها جميل، وهى قادمة مقبلة، وكبيرة الأرداف وهى مدبرة، وهى فى كل الأحوال لا يعيبها شىء. وجعل ينشد ويقول: حتى قال أشعر بيت قالته العرب كما يقول النقاد كل ابن أنتى وإن طالت سلامته يوما على آلة حدباء محمول وذلك بعد وصف الرسول بالسيف المهند، وكانت سيوف الهند آنذاك أفضل السيوف، وكان العرب يشترونها بلغة العصر يستوردونها من الهند، كما نستورد السلاح الآن من دول الغرب وأمريكا، ثم وصف الصحابة بالنجوم حول النبى، وهكذا فأهداه الرسول بردته، فسميت البردة. وتمضى السنون ويولد الإمام البوصيرى فى عام 608 هجرية 1213 ميلادية ويكتب قصيدة اسماها البردة، اتبع فيها النهج العربى الأصيل فى الشعر العربى فبدأها بالوقوف على الأطلال والشكوى من هجران الحبيب ومنها: نعم سره طيف من أهوى فأرقنى. والحب يعترض اللذات بالألم وكان البوصيرى قد أصيب بشلل فى ساقه وحدث وهو يكتب القصيدة أن جاء وصف الرسول بعد أن عدد الكثيرين مآثره قائلا:«فمبلغ العلم فيه أنه….» ولم يعرف ماذا يكتب، أنه ماذا؟ ونام من ليلته وقيل إن الرسول زاره مناما ومسح بيده الشريفة على ساق البوصيرى، فشفى بإذن الله، وقال له: اكتب أنه «بشر» فقام فرحا مسرورا مرتين، أحدهما للشفاء والأخرى لإكمال القصيدة وكتب هذا البيت. فمبلغ العلم فيه أنه بشر وأنه خير خلق الله كلهم وفى مصادفة عجيبة، عند تأديتى الخدمة العسكرية فى سلاح البحرية بالإسكندرية، وكنت أقضى العطلات الرسمية سائحا فى مدينتنا الجميلة عروس المتوسط، وكانت إحدى زيارتى للقطب النورانى أبو العباس المرسى وما حوله من أضرحة، وكأنها فى مشهدها النجوم حول البدر التمام أمثال سيدى ياقوت العرشى وغيره وعددهم أربعة عشر شيحا، جلهم تلاميذ المرسى. وكان المشهد المدهش لمسجد أبيض اللون يتقدم المرسى بقليل ناحية البحر، أشبه بنجمة الزهرة التى تجاوز القمر وقول عنها العامة «أخت القمر» وكان العرب يعبدونها ويتنسمون بها ويسميها أهل العراق الأقدمين «عشتارا» ومن أسماء العرب عبد الزهرة وعبد شمس. وهى فى عرفهم ابنة الشمس زوجة القمر ووالدها القمر بالطبع، لكن الأسماء العربية تخلو من عبد قمر لأن القمر الإله كان العرب يطلقون عليه اسم الله أو اللاه القمر، ولذا كان من أسمائهم عبد اللاه الذى يكتبه البعض عبد الله. ما علينا فذلك يحتاج حديث طويل وكانت المفاجأة المفرحة أن المسجد الأنيق الأبيض اللون هو مسجد الإمام البوصيرى وبينما أقرأ قصيدة البردة منقوشة بخط بارز فى أعلى حوائط المسجد بشكل عربى بديع شعرت بنفس النبى الكريم صلى الله عليه وسلم يتردد حولى فى المسجد.. وكانت لحظة أجل من أن توصف. وكررت الزيارة مرات ومرات، لكن تلك النفحة المحمدية لم تتكرر، وكانت وبالمصادفة فى يوم المولد النبوى الشريف. نأتى للشاعر الثالث وهو أمير الشعراء أحمد شوقى 1868-1032 ميلادية، وقد كتب قصيدة عصماء سماها «نهج البردة» وغنتها كوكب الشرق أم كلثوم ويقول مطلعها: ريم على التاج بين الباب والعلم أحل سفك دمى فى الأشهر الحرم وهى بداية أيضا تقليدية والريم هو الغزال الصغير والتاح هى الأرض والبان نوع من الأشجار والعلم يعنى الجبل. ابن عربى والحلاج وتستمر جولتنا فى الاحتفاء بمولد خير الأنام، ونستمر فى تذكير الصحابة بما قاله الأحباب، ونصل إلى محطة الشيخ الأكبر محيى الدين بن عربى، وقد أفرد لذلك الحب فصلا كاملا فى كتابة «فصوص الحكم» بكسر الجاء وللمعرفة ولد الشيخ فى بلاد الغرب وتحديدا فى مدينة مرسية عام 558 هجرية وتوفى فى سوريا ودفن فى جبل قيسون بدمشق عام 638 هجرية. وتحت عنوان «فص حكمة فردية فى كلمة محمدية» تجلت كلمات ابن عربى عن رسول الله. والكتاب كما يقول شارحه الدكتور أبو العلا عفيفى شارح الفصوص أعظم مؤلفات ابن عربى كلها قدرا وعميقا غورا وأبعدها أثرا فى تشكيل العقيدة الصوفية فى عصره وفى الأجيال التى تلته. هذا رغم الشهرة الواسعة لكتابه الضخم الفتوحات الملكية.. فإن نصوص الحكم تتميز بوضع حجر أساس فكرة صوفية طالما ابتعد عنها المفكرون والفلاسفة والموحدون خشية الوقوع فى سوء الفهم وهى «وحدة الوجود» فابن عربى رائد فى إعلان هذه الحقيقة ونورد لمحة سريعة ربما يفهم منها المراد يقول عن الشوق الذى يراه متبادلا بين العبد والرب أو بلغة القوم الناسون (الناس) واللاهوت (الله) فلما إبان أنه نفخ فيه من روحه، فما اشتاق إلا لنفسه ألا تراه الله خلقه العبد على صورته لأنه من روحه؟ ويقول الشيخ الأكبر فى «فص حكمة فردية فى كلمة محمدية» إنما كانت حكمته فردية، لأنه أكمل موجود فى هذا النوع الإنسانى، ولهذا بدئ به الأمر وختم، فكان نبيا وآدم بين الماء والطين، ثم كان بنشأته خاتم النبين، فكان صلى الله عليه وسلم أدل دليل على ربه فإونه أوتى جوامع الكلم التى هى مسميات أسماء آدم. ومن حدائق الشيخ الأكبر نطير إلى شهيد التصوف والعشق الإلهى أبى منصور حسين الحلاج، قتيل بوده بكلمات أكبر من أفهام الخلائق ولد 244 وقتل 309 ه، وله كتيب صغير الحجم، ضخم المعانى جدا هو «الطواسين» وهى كما يقولون آيات الحلاج. وفى صفحة البداية من الكتب، وتحت عنوان «طاسين السراج» وسنعرف أن المقصود بالسراج هنا، هو سيد الخلق وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم. وعفوا بالمقام لا يتسع لمناقشة أمر الحلاج، إنما للإشادة إلى الارتباط الفكرى بين ابن عربى والحلاج فى مسألة وحدة الوجود وليس الحلول التى اتهموا بها الحلاج وبها أحلوا دمه وقتلوه. وهو فى هذا «الطاسيد» يشير إلى الحقيقة المحمدية الإلهية، وذلك من خلال الدلالة المباشرة لحديثى النبى للصحابى الجليل جابر الأنصارى، عندما سأل النبى عن أول مخلوق خلقه الله إذ يجيب الرسول صلى الله عليه وسلم:«نور نبيك يا جابر» وهذا يتجلى مفهوم الوجود القبلى الذى ارتكز عليه الصوفية وخصوصا ابن عربى فى نظرية «النور الأزلى». ويصف الحلاج هذا المولد الشريف قائلا: قولة عجيبة هيا نفكر فيها معا، يقول:«ما أبصره (يعنى النبى) أحد على التحقيق سوى الصديق (أبو بكر) ويبرر الحلاج ذلك بقوله: لأنه وافقه (أولا) ثم رافقه لئلا يكون بينهما فريق (أى مفرق لهما) ويؤكد: ما عرفه عارف إلا جهل وصفه أى عجز عن وصفه وسره الحقيقى فهو أكبر من الوصف. ويقول: أنوار النبوة من نوره برزت وأنوارهم من نوره ظهرت، وليس فى الأنوار، نور أنور، وأظهر وأقدم من القدم سوى نور صاحب الكرم صلى الله عليه وسلم همته سبقت الهمم ووجوده سبق العدم واسمه سبق القلم. إلى هنا انتهت الكلمات والحروف والمساحة المتاحة.. وما انتهت لذة السيرة الشريفة.