علاء عزت فى واحد من أكثر المواقف التى خذل فيها العرب مرشح العرب فى انتخابات عالمية، تلك التى تشهدها حاليا الحملات الدعائية لانتخابات رئاسة الاتحاد الدولى لكرة القدم «الفيفا»، أو بمعنى أدق رئاسة جمهورية الفيفا، تلك الجمهورية التى تضم تحت لوائها 207 دولة، وهى الانتخابات المزمع إجراؤها 29 الشهر الجارى فى مقر "الفيفا" بمدينة زيوريخ السويسرية، والتى يخوضها إلى جانب بلاتر الأمير الأردنى على بن الحسين نائب رئيس "الفيفا" العربى وأسطورة الكرة البرتغالية لويس فيجو، ورئيس الاتحاد الهولندى فان براج.. وإن كانت كل الشواهد تكاد تجزم إلى أن المنافسة قد تتقلص بانسحاب أى من فيجو وبراج أو الاثنين معًا بعدما أيقنوا انعدام فرصهما تماما فى الفوز بكرسى الحكم فى أكبر وأقوى مؤسسة على كوكب الأرض. قبل سنوات ظهر فى الأفق فارسا أشهر سيفه، وهو القطرى محمد بن همام، الذى تجرأ وأعلن خوضه انتخابات رئاسة الفيفا السابقة متحديا الثعلب العجوز السويسرى جوزيف بلاتر، ولكنه سرعان ما سقط نتيجة طعنات غدر، وكان الوحيد الذى دفع ثمن الفساد.. وأجبر على الانسحاب من السباق، بل ودفع غاليا الثمن بالإطاحة به خارج أسوار الفيفا. وشيع العرب حلمهم فى صمت العاجز، وظن الجميع أن الحلم مات، إلى أن ظهر فارس جديد، ألا وهو الأردنى الأمير على بن الحسين نائب رئيس "الفيفا" الذى أعلن مع مطلع العام الحالى ترشحه لخوض انتخابات الرئاسة، وكانت مفاجأة إعلان ترشحه أقل قوة من مفاجأة رد الفعل العربى تجاه القرار والخطوة.. وبدلًا من أن نرى العرب قد اجتمعوا على قلب رجل واحد خلف مرشحهم، وإعلان دعمهم المطلق له، بل وخوض المعركة معه بمنتهى القوة، وجدناهم يتخاذلون، بل إنهم باعوا مرشحهم الأمير فى أسواق الدعاية الانتخابية! كان أول المشاهد هناك فى الفلبين، عندما خرج البحرينى الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوى لكرة القدم، مجاهرا فى الجمعية العمومية للاتحاد الآسيوى، أن " الكونجرس الآسيوى " سيدعم بلاتر، وإذا كان البعض قد التمس العذر للشيخ البحرينى، كون أن تصريحاته سبقت إعلان الأمير الأردنى لترشحه، فإن موقفه لم يتغير بعد الإعلان الرسمى . وقال الشيخ سلمان فى حفل توزيع جوائز الاتحاد الآسيوى السنوية فى الفلبين «أوضحنا خلال المؤتمر السنوى أن الاتحاد الآسيوى يؤيد بلاتر فى الانتخابات المقبلة». وتابع بقوله «هذا هو قرار المؤتمر السنوى واللجنة التنفيذية وما سمعته فى وسائل الإعلام غير رسمى تماما ولا يمكننى التعليق عليه.. وأعتقد أن الأردن والأمير على كانا جزءا من هذا المؤتمر السنوى». وقال الشيخ سلمان "أعتقد أننا حزمنا أمرنا واتخذنا قرارنا وهذا هو كل شيء.. ونحن دوما نلتزم بكلمتنا". ويملك الاتحاد الآسيوى لكرة القدم 47 عضوا يحق لهم الانتخاب فى «الفيفا»، وقال الشيخ سلمان بن إبراهيم، إن أغلب أعضاء الاتحاد أعلنوا مساندتهم بلاتر، ومنهم الاتحاد السعودى الذى قال رئيسه أحمد عيد إن بلاده تدعم بلاتر الصديق الدائم للسعودية، مؤكدا أن قرار السعودية تم اتخاذه بعيدا عن العواطف، ووفقاً للمصلحة الرياضية السعودية التى تتطلب دعم بلاتر، وبدورها، أعلنت قطر عبر رئيس الاتحاد القطرى لكرة القدم الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثانى عن تأييدها لبلاتر فى ترشحه لولاية جديدة فى رئاسة "الفيفا"، وقال إن اتحاد بلاده يؤيد بلاتر بشكل مطلق، وفقا للإجماع الآسيوى وللقناعة الشخصية من جانب الاتحاد القطري، مشيرا إلى أن بلاتر هو رجل المرحلة – حسب وصفه، وأضاف أن الأمير على لم يستشر الاتحاد القطرى قبل إعلان ترشحه لرئاسة "الفيفا"، مؤكدا أنه لو قام باستشارة الاتحاد القطرى لنصحه بعدم الترشح .. فيما أكدت الفلسطينية سوزان شلبى، عضو المكتب التنفيذى بالاتحاد الآسيوى أن دعم القارة الصفراء لبلاتر بات أمرًا محسوما ولا يمكن التراجع عنه . كاميرونى يتحدث بلسان العرب وإذا كانت الضربة الأولى التى تلقاها الأمير على من العرب، جاءت عن طريق البحرينى الشيخ سلمان بن إبراهيم، وعرب آسيا، فإن الطعنة الثانية تلقاها هنا فى القاهرة أخيرا، عندما جاء إلى قلب العروبة باحثا عن أصوات عرب إفريقيا، على هامش "كونجرس" الاتحاد الإفريقى، إلا أنه فوجئ بالكاميرونى عيسى حياتو، رئيس الاتحاد الإفريقى "الكاف" يقف على رؤوس الأشهاد، ومن بينهم ممثلى كل دول عرب إفريقيا، يعلن عن دعمه بل دعم القارة السمراء كاملة لبلاتر، وظهر حياتو وكأنه يتحدث باسم كل عرب إفريقيا، كون أن إعلانه لم يجد أى اعتراض أو تعليق أو حتى تحفظ من أى مسئول عرب، حتى إن جمال علام رئيس الاتحاد المصرى، عندما سئل عن موقف مصر، قال: " لم نحسم أمرنا بعد "، وهو التصريح الذى أدلى به أثناء وقوف الأمير على بن الحسين على بعد خطوات قليلة منه عندما حل الأمير ضيفا على الاتحاد المصرى فى مقره بالجزيرة! كما فضل المصرى المهندس أبو ريدة عضو المكتب التنفيذى للفيفا، التوجه لمطار القاهرة الدولى ليكون فى شرف استقبال بلاتر، على أن يكون فى شرف استقبال الأمير على بن الحسين بمقر اتحاد الكرة المصرى. والغريب أنه فى الوقت الذى رفض فيه رئيس اتحاد الكرة المصرى جمال علام، والمهندس هانى أبوريدة إطلاق أى تصريح ولو على سبيل المجاملة بشأن دعم المرشح العربى الأمير، خرج علينا المتحدث الإعلامى باسم اتحاد الكرة عزمى مجاهد بتصريح عنترى مؤكدا أن مصر ستصوت لصالح على بن الحسين بناء على تعليمات من الرئيس السيسي.. وهو التصريح الذى كان مجال سخرية من الجميع.. وهكذا تخلت قيادات الكرة المصرية عن الأمير على بن الحسين، الذى حمل جثمان راحلنا العظيم الكابتن محمود الجوهرى عندما وافته المنية فى العاصمة الأردنيةعمان، وجاء به على متن طائرة خاصة. وكان الأغرب هو رد فعل القيادات الكروية العربية، عند سؤالها عن موقفها من ترشح الأمير على بن الحسين، والتزامهم الصمت المطبق على إعلان تأييدهم ومبايعتهم لبلاتر من قبل رئيسى الاتحادين الآسيوى والإفريقي، بعد أن خرج عدد من ورؤساء الاتحادات العربية، يحاولون تبرئة موقفهم، وتحسين صورة عجزهم، ليقولون إن الأمر حدث نتيجة خطأ ارتكبه المرشح العربى، كونه لم ينسق معهم قبل إعلان ترشيحه. الأسطورة وحده الداعم وعلى النقيض من خذل أهل "الضاد" لمرشحهم العربى، وخوفهم من إعلان دعمهم للأمير تفاديا لبطش وغضب الإله بلاتر، كان هناك أسطورة كروية حية تعلن بمنتهى القوة دعمها للأمير على بن الحسين، ألا وهو أسطورة كرة القدم العالمية، الأرجنتينى السابق دييجو أرماندو مارادونا الذى دائما وأبدا ما ينتهز فرصة أى ظهور إعلامى له، إلا ويعلن دعمه للمرشح العربى.. وكان آخرها تلك التى أدلى بها مارادونا خلال مؤتمر صحفى قبيل المباراة التى خاضها من أجل السلام فى كولومبيا برفقة العديد من اللاعبين اللاتينيين، قال: " أعتقد أن بمقدورنا المحاربة ضد الفاسد بلاتر، وأنا متحمس لكى أقول له: امض، لقد انتهت حقبتك بالفعل". وشدد مارادونا أنه يدعم مشروع الأمير الأردنى الذى قال إنه ليس فى حاجة "لأن يسرق لأن لديه الكثير من المال ولا يحتاج لما يقوم به بلاتر، الذى يظن نفسه المهيمن على كرة القدم برغم أنه لم يمرر حتى كرة واحدة ". الأمير على بن الحسين .. فى سطور الأمير علي بن الحسين بن طلال بن عبدالله بن حسين الهاشمي، ولد فى «23 ديسمبر 1975»، ويشغل حالياً نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، ورئيس اتحاد غرب آسيا لكرة القدم ورئيس اتحاد الأردن لكرة القدم. هو ابن الملك الحسين بن طلال من الملكة علياء.. بدأ دراسته في «الكلية العلمية الإسلامية» في عمّان، ثم أكمل دراساته في المملكة المتحدة وفي الولاياتالمتحدة، حيث تخرج من «مدرسة سالسبيري» في كنتاكي عام 1993، ثم التحق أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية، وعين بعام 1994 بالقوات المسلحة الأردنية، وانتقل بعد ذلك إلى الحرس الملكي الأردني، وهو الآن الحارس الشخصي للملك عبدالله الثاني بن الحسين، كما أنه تسلم أكثر من مرة منصب نائب الملك خلال سفر الملك. في يوم 6 يناير 2011 انتخب نائبًا لرئيس الفيفا بعد حصولة على 25 صوتًا مقابل 20 صوتا لمنافسة الكوري الجنوبي تشونغ مونغ جوون. وفي 6 يناير 2015م ، أعلن الأمير علي ترشحه لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم، ضد جوزيف بلاتر المترشح للفوز بالمقعد للمرة الخامسة على التوالي .