زينب هاشم كان الشغل الشاغل لدى الكثيرين منذ طرح المؤتمر الاقتصادى لمشروع المدينة الجديدة، هو البحث عن اسم مناسب لها يتناسب مع أحلام المصريين المتعلقة بها وأهميتها فى كونها ستصبح العاصمة الإدارية الكبرى التى تحوى جميع الهيئات والمؤسسات الحكومية المهمة فى الدولة، ومن هنا خشى البعض أن يصبح نيو كابيتال سيتى هو الاسم المقترح لها، بينما استبعد البعض هذا التفكير لكونه لا يتناسب مع ثقافة ولهجة المجتمع المصرى وبين المقترحات والتوقعات والتخوفات ظل اسم المدينة غير معروف. «الأهرام العربى» قادت استبيان حول التوقعات لاسم المدينة الجديدة خلال سطورها المقبلة. فى البداية يقول د. جمال سلامة أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، لا يمكن أبدا ولا يصح أن يكون اسم المدينة الإدارية الجديدة ناطقا باللغة الإنجليزية، خصوصا أن هذا الاسم سيكون للعاصمة الإدارية لأهم دولة عربية، لذلك لابد وأن تكون الاختيارات والأسماء عربية فقط، خصوصا وأن الاسم الجديد لهذه العاصمة الإدارية لن يكون معضلة، ولن تكون هناك إشكالية لو بحثنا فى الأسماء العربية، لأن مصر كانت دائما من قبل يفرض عليها بعض الأسماء الأجنيبة تمشيا مع سياسة الاحتلال وتحديدا ما كان يتم فى عهد الاحتلال البريطاني، ولكن الآن لابد من اختيار أسماء تتماشى مع ثقافتنا العربية ولغتنا أيضا، لذلك أعتقد أن اسم نيو كابيتال لن يكون هو اسم العاصمة الجديدة أبدا. ويستكمل الحديث نادر الشرقاوى أمين عام شئون المصريين بالخارج وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية قائلا: أعتقد أنه من فهمى لمواد الدستور أرى أن القاهرة هى عاصمة مصر، لذلك لابد وأن تكون كلمة القاهرة موجود بشكل أو بآخر فى هذه التسمية للعاصمة الإدارية الجديدة، والمقصود بذلك هو الصفة وليس الاسم، لأن التسمية الجديدة للعاصمة الإدارية سيكون امتدادا للقاهرة ولو كان هناك أولوية لاختيار اسم لابد وأن يكون اسم عربى صرف لأننى أعلم تماما بأن عقلية الشعب المصرى لن تقبل أو تستوعب اسما يحمل أى لغة أخرى غير العربية، وهنا اسم القاهرة مرتبط بتاريخ طويل ولو اختارو اسما آخر غير القاهرة يصبح عليهم فى هذه الحالة أن يغيروا الدستور وهو إجراء ليس سهلا لذلك لابد وأن يكون الاسم مشتقا من القاهرة. ويضيف د. حسن محمد وجيه أستاذ التفاوض الدولى والعلوم السياسية قائلا: عندما يتم البحث عن اسم للمدينة الإدارية الجديدة يصبح من المفروض أن يكون اسما عربيا وهنا الرئيس السيسى عندما هتف قال تحيا مصر ولم ينطقها بأى لغة أخرى، لذلك ما نود التركيز عليه هو القول: كفانا أسماء أجنبية لا تعبر عنا ولا تمثلنا، وفى رأى حتى يكون هناك اختيار صائب لاسم المدينة الجديدة لابد من إجراء استفتاء كبير يجرى على كل فئات الشعب المصرى حتى يختار الجميع اسم المدينة الجديد لأنه فى حالة الشروع فى تسمية المدينة باسم غير عربى يصبح من العيب الكبير أن يتم ذلك فى قاهرة المعز لدين الله ولا يصح بأى حال من الأحوال أن يكون هناك اسم تغريبى بعيداً عن المجتمع المصرى لأن بهذا الاسم نثبت للعالم أن مصر لها خصوصيتها الثقافية وحضارتها أيضا. ويتفق مع نفس الرأى د. عفت السادات رئيس حزب مصر القومي، أطراف الحديث قائلا: لا يمكن أن يعبر اسم آخر عن تلك العاصمة الجديدة إلا القاهرة، ومن الممكن أن يحمل اسم القاهرة الجديدة أيضا ولا يصح تغييره، لأنه بهذا الاسم ونقل جزء كبير من الدولة المصرية والحكومة والبرلمان بما يحملون من ثقل الدستور، لذلك فحتما لابد وأن يكون القاهرة الجديدة وهو امتداد للقاهرة وبه ميزة أنه لا يعود بنا إلى خارج النطاق ومن ناحية الوجود الجغرافى ومطابقته للاسم نجد أن هذه العاصمة الجديدة تتوسط العين السخنة والبحر الأحمر، ولا توجد أزمة من أن يحمل نفس الاسم. وفى رأيى الأهم حاليا هى أن تبدا الشركة الجديدة وهى إعمار الإمارات تنفيذ المشروعات وذلك بالتعاون مع الطرف الآخر والخاص بالحكومة المصرية ويصبح على الجهتين مهمة الإسراع فى التنفيذ، وبذلك نصبح بحاجة لثلاث سنوات حتى تظهر ملامح هذه المدينة والتى نتمنى أن يترجم على أرض الواقع كل مظاهر نجاحها ودورنا كإعلاميين أن نتابع ونركز على هذا المجهود الكبير، والأهم أن يتم إنجازها التى ستكون امتدادا ورؤية جديدة لمصر و بدلا من الازدحام والتكدس اللذين نعيشها حاليا. وعن طريقة اختيار اسم المدينة يستطرد فى الحديث السادات قائلا: لابد وأن تكون هناك مسابقة وبها جائزة تحسم بعد أسبوعين أو ثلاثة من إطلاقها، ولابد وأن تكون هناك شروط للاسم، وهو أن يكون مصريا يعبر عن الحضارة العربية والإسلامية وعن هذه المرحلة أيضا ليكون هناك إيحاء بالمستقبل وحتى لا نشعر بالغربة عندما ننطق بهذا الاسم. ويتحدث د. شاكر عبد الحميد وزير الثقافة الأسبق قائلا: اسم المدينة الجديدة أمر فى منتهى الأهمية، وإن كنت أظن أنه تم القول باسم نيو كابيتال لمجرد التعبير المجازى عن المدينة الجديدة ولا يعبر عن الاسم الحقيقى، وحتى يمكن أن نفهم أن المقصود به هذه المدينة وفى رأيى لابد من تولى جهات عدة إقامة استفتاء حول اسم المدينة الجديدة وحتى يتم الإعلان عنه، ويساعد فى ذلك الإعلام الذى لابد وأن توضح للجماهير ضرورة اختيار اسم جيد يتفق مع المدينة وأهدافها وطموح الراغبين فى قيامها وهذا لن يتحقق إلا بضرورة الاتفاق بين فئات الشعب المختلفة والاستفتاء الجاد. أما طه رحيم خبير تكنولوجى بلجنة مستشارى الرئيس عبد الفتاح السيسى فيقول: أعتقد أن اسم العاصمة قد يكون معبرا وراقيا عن اسم المدينة الإدارية الجديدة، وهنا المقصود بالعاصمة لكونه سيكون جامعا للوزارات والهيئات الحكومية، وهنا لابد وأن يشارك الشعب فى اختيار الاسم حتى لا يغضب أحد، ولكن لابد وأن يكون اسماً عربيا صرفا لأننا لسنا أجانب حتى نختار اسما أجنبيا يعبر عن العاصمة الإدارية لجمهورية مصر العربية. ويشترك فى الحديث د.جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق قائلا: مستقبل مصر هو الاسم الأرجح فى رأيى والأقدر على التعبير عن هذه المدينة الجديدة، لأنها تعنى بالنسبة لنا المستقبل، وعندما تحدث عنها الرئيس السيسى كان يقصد بهذا الاسم هو التعبير فقط عن هذه المدينة الجديدة، ولكن لابد وأن يكون لها اسم عربى لأنها تحمل المستقبل لمصر التى تولد من جديد، وأمامها غد أسعد للمصريين ومنها مصر تبدأ المسيرة نحو مصر المستقبل، لذلك استكمال التخطيط بتعيين اسم مناسب لها يصبح شيئا فى منتهى الأهمية فى الفترة الراهنة. وتختتم الحديث د. ماجى الحلوانى أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة قائلة: الأهم بالنسبة لاسم العاصمة الجديدة أن يكون معبرا وقريبا إلى مصر، وفى رأيى لابد وأن يكون هناك استبيان حول الاسم ولا مانع من أن يكون اسم القاهرة موجودا بداخله لأن دولة البرازيل مثلا بها العاصمة الثانية اسمها مقترب من العاصمة الأولى، وفى رأيى الأهم حاليا أن يتم تنفيذ هذه المدينة من خلال خبراء يخططون لها بشكل جيد، لأن المسألة لن تقف عند حدود التسمية وقد يترك فيها المجال للاقتراحات ثم الخطوات الجادة وإن كنت أفضل أن تحمل اسما إسلاميا وقد نطرح عدة تسميات ونترك للجمهور الاختيار، وهذا طبعا بعد البدء فى العمل بها.