وزير «الصحة» يعتمد خطة التأمين الطبي الشاملة لإنتخابات مجلس النواب 2025    محافظ الإسكندرية يتفقد مقار اللجان الانتخابية استعدادًا لانتخابات مجلس النواب    أوقاف شمال سيناء تناقش "خطر أكل الحرام.. الرشوة نموذجًا"    مدبولي: استثمرنا نصف تريليون دولار في البنية التحتية.. وحياة كريمة تغطي 60 مليون مواطن    المعهد القومي للاتصالات يعقد مؤتمر لدور الذكاء الاصطناعي فى دعم التنمية المستدامة    أهالي «علم الروم»: لا نرفض مخطط التطوير شرط التعويض العادل    فحص إسرائيلي يؤكد تسلم رفات الضابط هدار جولدن من غزة    الخارجية الباكستانية تتهم أفغانستان بالفشل في اتخاذ إجراءات ضد الإرهاب    مانشستر سيتي يكتسح ليفربول بثلاثية في الدوري الإنجليزي    تموين القاهرة: التحفظ على كميات كبيرة من الدقيق المدعم وتحرير 339 مخالفة    التصريح بدفن جثمان معلم أزهري قُتل أثناء الصلاة داخل مسجد بقنا    13 فيلما مصريا في الدورة ال46 لمهرجان القاهرة السينمائي    نجوم الفن يقدمون واجب العزاء في والد الفنان محمد رمضان    قراءة صورة    «ما تجاملش حد على حساب مصر».. تصريحات ياسر جلال عن «إنزال صاعقة جزائريين في ميدان التحرير» تثير جدلًا    هل يجب على الزوجة أن تخبر زوجها بمالها أو زكاتها؟.. عضو مركز الأزهر تجيب    هل يجوز الحلف ب«وحياتك» أو «ورحمة أمك»؟.. أمين الفتوى يُجيب    محافظ الغربية في جولة مفاجئة بمستشفى قطور المركزي وعيادة التأمين الصحي    عمرو سعد وعصام السقا يقدمان واجب العزاء في والد محمد رمضان    غدًا.. وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة فى لقاء خاص على القاهرة الإخبارية    التصريح بدفن جثمان معلم أزهري لقي مصرعه أثناء أداء صلاته بقنا    قتل وهو ساجد.. التصريح بدفن جثة معلم أزهرى قتله شخص داخل مسجد بقنا    خالد الجندي: الاستخارة ليست منامًا ولا 3 أيام فقط بل تيسير أو صرف من الله    هل يذهب من مسه السحر للمعالجين بالقرآن؟.. أمين الفتوى يجيب    زيلينسكي يفرض عقوبات ضد مسئولين روس بينهم رئيس صندوق الإستثمار المباشر    حفاظا على صحتك، تجنب الإفراط في تناول الخبز والسكريات ومنتجات الألبان    افتتاح قمة الاتحاد الأوروبي وأمريكا اللاتينية وسط قلق بسبب التحركات العسكرية الأمريكية    شريف فتحي يشارك في الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة بالسعودية    الخبرة تحسم الفائز.. الذكاء الاصطناعي يتوقع نتيجة نهائي السوبر بين الأهلي والزمالك    استعدادات أمنية مكثفة لتأمين انتخابات مجلس النواب 2025    حزب السادات: مشهد المصريين بالخارج في الانتخابات ملحمة وطنية تؤكد وحدة الصف    بيحبوا يثيروا الجدل.. 4 أبراج جريئة بطبعها    الخزانة الأمريكية ترفع العقوبات عن الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الداخلية أنس خطاب    أخبار السعودية اليوم.. إعدام مواطنين لانضمامهما إلى جماعة إرهابية    الشروط الجديدة لحذف غير المستحقين من بطاقات التموين 2025 وتحديث البيانات    توقيع مذكرة تفاهم لدمج مستشفى «شفاء الأورمان» بالأقصر ضمن منظومة المستشفيات الجامعية    راحة 4 أيام للاعبي الاتحاد السعودي بعد خسارة ديربي جدة    المستشارة أمل عمار تدعو سيدات مصر للمشاركة بقوة في انتخابات مجلس النواب 2025    محافظ بني سويف ورئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة يفتتحان فرع المجلس بديوان عام المحافظة    زلزال قوي يضرب الساحل الشمالي لليابان وتحذير من تسونامي    المشاط: ألمانيا من أبرز شركاء التنمية الدوليين لمصر.. وتربط البلدين علاقات تعاون ثنائي تمتد لعقود    علاج مجانى ل1382 مواطنا من أبناء مدينة أبو سمبل السياحية    أحمد سعد يتألق على مسرح "يايلا أرينا" في ألمانيا.. صور    رئيس الجامعة الفيوم يستقبل فريق الهيئة القومية لضمان جودة التعليم    رئيس البورصة: 5 شركات جديدة تستعد للقيد خلال 2026    ضبط تشكيل عصابي لتهريب المخدرات بقيمة 105 مليون جنيه بأسوان    امتحانات الشهادة الإعدادية للترم الأول وموعد تسجيل استمارة البيانات    «زي كولر».. شوبير يعلق على أسلوب توروب مع الأهلي قبل قمة الزمالك    وجبات خفيفة صحية، تمنح الشبع بدون زيادة الوزن    مئات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى والاحتلال يواصل الاعتقالات في الضفة الغربية    قافلة «زاد العزة» ال 68 تدخل إلى الفلسطينيين بقطاع غزة    انتخابات مجلس النواب 2025.. اعرف لجنتك الانتخابية بالرقم القومي من هنا (رابط)    الزمالك كعبه عالي على بيراميدز وعبدالرؤوف نجح في دعم لاعبيه نفسيًا    التشكيل المتوقع للزمالك أمام الأهلي في نهائي السوبر    طولان: محمد عبد الله في قائمة منتخب مصر الأولية لكأس العرب    معلومات الوزراء : 70.8% من المصريين تابعوا افتتاح المتحف الكبير عبر التليفزيون    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    أحمد جعفر: تريزيجيه اكتر لاعب سيقلق دفاع الزمالك وليس زيزو وبن شرقي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حكاية مصرية جداً.. شيخ وقسيس وبينهما وطن.. قصة علاقة عمرها 27 عاما لم تعرف الخلاف
نشر في الأهرام العربي يوم 10 - 03 - 2015


أحمد السيوفى
بالتأكيد يمكن أن تختلف مع الشيخ علوى أمين فى آرائه الدينية أو السياسية، وبالتأكيد أيضا يمكن أيضا أن تختلف مع آراء القمص بولس عويضة الدينية أو السياسية، لكن من المؤكد أيضا أن علاقة هذين الرجلين التى استمرت 27 عاما تستحق التأمل والرصد، فالشيخ والقسيس تجمعهما صداقة وطيدة امتدت إلى البيوت والأسر ثم انتقلت إلى التحرك داخل الشارع والمجتمع، وإذا وجدت أحدهما فى أى طريق، فمن المؤكد أن تجد أخاه بجواره كما يحلو لهما أن يصف بعضهما البعض.
علاقة الشيخ بالقسيس تستحق الرصد فى مجتمع ينوء بالخلافات ولا يمكن رفاهية التناحر فنحاول أن نرصد العلاقة، عسى أن تكون نموذجا.
السؤال الذى يتبادر إلى الذهن هو كيف نشأت هذه العلاقة ومتى بدأت؟
الخيط التقته الدكتور علوى أمين، أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر فقال:
البداية كانت لوجه الله، وهذا هو سر استمرارها لليوم، فلقد كانت علمية والعلم دائما رحما بين أهله، وأنا وجدت القمص بولس عويضة كل أهلى يوم أن نادانى الشيخ الإمام سيد طنطاوى، وكان مفتى الديار المصرية فى وقتها إلى مكتبه، وكنت بمثابة الابن له وكان يستشيرنى فى بعض الأمور، التقيت يومها القمص بولس جالسا معه، فوجدته يقول لى أريدك أن تساعد شخصا عزيزا على فى دراسته فى قانون الأحوال الشخصية، فقلت له من هو قال لى صفوت، فاعتقدت فى بداية الأمر أن صفوت هذا تلميذ من تلامذتنا فإذا به يقول لى هذا هو صفوت، وكان يقصد القمص بولس، وقال لى إنه أخوه فى الرضاعة، وأن والدته قد أرضعته فوافقت على الفور وبدأت معه وكان تلميذا نجيبا، وبعد فترة قصيرة كتب فى الأحوال الشخصية للمسلمين، وكنت كلما أقرأ كتاباته أنجذب إليه أكثر وتحس أنك تقرأ لعالم وليس لطالب عادى، فإذا بى أفاجأ أنه معه ماجستير فى الهندسة، وأنه ذهب إلى اللاهوتية طوعا وحبا فى الدعوة، وأكثر ما أعجبنى فيه مسيحيته، وعندما يعجب شيخ مثلى بمسيحية أحد فاعلم أنها المسيحية الحقيقية .
لكن متى بدأت هذه العلاقة؟
هذه العلاقة بدأت منذ عام 1988 ثم بدأت العلاقة تنموا وتتوطد، فذهبت إلى بيته وأتى إلى بيتى وكنت أستشيره فى بعض الأمور الخاصة والعكس، حتى وصل الأمر إلى أننا لا نفترق أبدا، لدرجة أننا لا يشارك أحدنا فى أى نشاط منفردا، وإنما نتشارك فى كل شىء، أنا ومعى أخى القمص بولس، وربما فى أيام ثورة يناير خير تعبير عن هذا، حيث كان يرافقنى فى ميدان التحرير أياما وليالى، وكان يأتى بالماء من خارج الميدان حتى يتوضأ الناس، لدرجة أن ظهره قد أصابه الألم من حمل المياه ومن كثرة خدمته وحراسته لنا ونحن نصلى، وفى 30 يونيو كان له دور كبير، وكان متحمسا بشكل كبير ولم يهدأ حتى صدر البيان الأول .
أما القمص بولس فيحكى عن هذه البداية قائلا: أزيد على ما قاله أخى إننى إن كنت وطنيا فلقد رضعتها من أخى الدكتور المحب، فهو أراد أن يمدحنى وأنا أشكره على مدحه لأن لسانه طيب وخلقه كريم.
وبداية العلاقة عندما رغبت فى أن أتعلم المواريث فأردت أن أدرسها وأعرفها لأن لدينا فى الكتاب المقدس بند المواريث غير موجود فى المسيحية، والمرأة كالرجل لها ما له وعليها ما عليه فيما يتعلق بالميراث، فذهبت إلى الإمام طنطاوى لما تربطنا به من علاقة قوية، حيث إنه قد رضع مع شقيقى الأكبر وكانت الدار فى الدار، فاستشرته فى أمرى، فقال لى سوف أسلمك إلى شخص أكثر إطلاعا منى، وقال لى إنه كان أستاذا له، كما أنه مدح فى خلقه لأنه يعلم جيدا أن لدى حياء كبيرا.
وعندما رأيت الشيخ علوى لأول مرة انجذبت إليه لسعة صدره وحلاوة لسانه، فأحسست أننى أعرفه منذ سنوات ولم يكن أبدا بخيلا على بعلمه، فلقد أطلعنى على مكتبته العلمية، وما لبثت أن تحولت العلاقة من علاقة علمية إلى علاقة عائلية فتبادلنا الزيارات وعرف الأهل بعضهم البعض، وكانت المحبة هى أساس كل علاقة ورأى بيننا، ولقد توارثنا هذا من الإمام الجليل طنطاوى المحبة وعلاقات المحبة التى تدوم، وأريدك أن تعرف أمرا عندما تجتمع الروحان على صفاء النية تدوم العلاقة على المحبة لأن الله محبة .
قلت لهما هل تذكران أنه وقع خلاف بينكما فى يوم من الأيام سواء فى العقيدة أو الفكر أو الرؤية السياسية؟
أجاب القمص بولس قائلا: لقد وجدت أنه نوع مميز من المشايخ لم أجد القتل وسفك الدماء والتعصب، بل وجدت السماحة والحب وعندما يلتقيان تجد صحيح الدين، وعلى مدار العلاقة وطولها لا أتذكر فى يوم أننا تحدثنا عن العقائد، هو له عقيدته وأنا لى عقيدتى، ولعل هذا بسبب أنه شبعان بإسلامه وأنا شبعان بمسيحيتى وبدينى الذى يبارك ولا يلعن .
وأضاف الشيخ علوى قائلا: ليس بيننا أى خلاف، فمالى هو ماله والعكس فلم نختلف أبدا ما دام الحب موجود، تنتفى كل الخلافات، وعندما اختلفت معه كان خوفا عليه وفى بعض الأمور الشخصية بعيدا عن العقيدة والدين، ولقد وضعنا إطارا تم فيه استبعاد كل الخلافات ومن أين يأتى الخلاف، فأنا مأمور باحترام السيد المسيح، فلم أختلف معه والعقائد لا نتحدث فيها على الإطلاق، وهو ما نريده لمصر والعالم كله.
قلت للشيخ علوى، لقد علمت أن لكما مشروعا جديدا وهو ما تروجان له ما طبيعة هذا المشروع؟
قال: فعلا لدينا مشروع نعمل عليه وأطلقنا عليه اسم «وطن واحد» وسنجمع فيه شبابا مسيحيين ومسلمين نقوم بتدريبهم من خلال دراسات معينة ينزلون بعدها إلى الشارع والمدارس لشرح القيم الأخلاقية بين الإسلام والمسيحية والعمل على إعادة الزمن الجميل ما كنت تستطيع أن تفرق فيه بين المسلم والمسيحى، لأن المجتمع كان متسامحا ومتجانسا، وكنا ندخل الكنائس ولا نشعر بأى فرق وكانت بيوتنا متجاورة ولم نسمع يوما عن الفتنة الطائفية .
وأضاف القمص بولس قائلا: أريد أن أعطى لك مثالا عن الوحدة وأنه لم يكن هناك يوم حديث عن الفتنة الطائفية فمن خلال علاقتى بالشيخ علوى والمحبة التى بيننا انضم إلينا اثنان آخران وأصبحنا أربعة أصدقاء لا نفترق، ونحن نريد أن يكون الرقم ليس أربعة بل أربعة ملايين من خلال إطلاق مبادرة وطن واحد برعاية الشيخ والإمام الجليل على جمعة، ولقد عرضناها على قداسة البابا ووافق عليها، وكذلك أيضا فضيلة الإمام شيخ الأزهر الشريف ونحن نريد من خلال هذه الحملة أن نعطى درسا ليس عن الوحدة بل عن الانصهار، وهذا ما جذب إلينا مثل هذه الشخصيات، ونريد أن ينجذب إلى هذه المبادرة الملايين من المصريين .
فى رأيكما ما الأسباب الحقيقية للفتنة الطائفية التى تطل علينا بين الحين والآخر ولا يستفيد منها إلا أعداء الوطن؟
أجاب الدكتور علوى قائلا: منذ أن أتى نابليون بونابرت مصر وأتى بكنائس الغرب معه، قاموا بتنفيذ حركة الفرقة بين الدين الإسلامى والمسيحية، حيث كانوا يريدون إرساء فكرة فرق تسد، أما الكنيسة الأرثوذكسية المصرية الأصلية والتى أحب أن أطلق عليها الكنيسة السلفية وليس المقصود بالسلفية هنا السلفية بالمفهوم الإسلامى، لكن المقصود بها العراقة والأصالة، حيث إنها من أعرق وأقدم الكنائس فى العالم والتى فهمت هذا تماما وردت عليه ردا من أبلغ ما يكون عندما خرجوا على منبر الأزهر وأعلنوا الدين لله والوطن للجميع ساعتها بدأ الاستعمار فى تخطيط جديد، حيث إن هناك جماعات وجمعيات إسلامية كثيرة، وهناك جماعات مسيحية، وكان يجب أن تلتقى الجهود ولا تتجه إلى الفرقة ويبدأ من هذا التشرذم الضرب فى عضض النسيج الوطنى المصرى ولم يستطيعوا تنفيذ مخططهم، وبإذن الله لن يستطيعوا فتراهم يصدرون لنا بعض المنتفعين، فعندما ترى من يتحدث عن الفتنة الطائفية فى مصر تجده يعيشون فى أمريكا فى بريطانيا، لكن فى مصر لا يوجد، فحوادث الإرهاب التى تحدث فى مصر كما تحدث فى الجامع تحدث فى الكنيسة.
البابا تواضروس هذا الرجل الذى أرشحه لجائزة نوبل الذى قال إنه لا يهمنى البنيان يقصد الكنيسة، لكن يهمنى الإنسان، فإذا قاموا بإحراق الكنائس سنصلى بالمساجد وإذا أحرقوا المساجد سنصلى مع إخوتنا المسلمين فى الشوارع وأكد أن ما يهمه هو الإنسان المصرى سواء كان مسيحيا أم مسلما وعندما يتحدث البابا شنودة قدس الله سره مصر وطن يعيش فينا لا نعيش فيه أريدك أن تحضر لى فردا واحدا مسيحيا أرثوذوكسىا قام بمهاجمة الإسلام فى يوم من الأيام، والعكس لكن لابد أن نوعى الناس هناك فرق بين الكنائس الشرقية والكنائس الغربية، الغرب يريد أن يصدر لنا مشاكله، لكن نحن بحمد الله بدأنا نعى الدرس فإذا خرج الاستعمار وبدأ يصدر لنا الاستحمار فبعضنا مستحمر يسمع بأذنيه ولا يعى بعقله، لكن بإذن الله مصر لن تسمح بوجود ما يسمى بالفتنة الطائفية مادام فيها أزهر وكنيسة.
أما القمص بولس عويضه فيقول حول هذه القضية إنه فى وقت من الأوقات كان هناك جهل بالأمور من أناس أتوا إلينا دون أن نعلم هويتهم حتى لو كانوا مصريين، فالمصرى الذى يأتى بالشر على بلده وأبناء بلده فلا يعتبر مصريا، لأن مصر وطن يعيش فينا لا نعيش فيه، مبارك شعب مصر، فادخلوا مصر إن شاء الله آمنين، فإن أتى بعض المأجورين من أجل تحقيق هدف معين، وهذا ما عشناه لفترة طويلة ثم ظهرت هوية هؤلاء، ووقتها خرج الشعب المصرى عن بكرة أبيه ورفض مثل هذه الأمور والأفعال، يكفروننا ونحن البلد الذى صدر علوم الإسلام إلى الدولة التى نزل بها الإسلام، كفرونا ونحن بلد السلام التى أوى إليها المسيح والعائلة المقدسة، ونشدوا السلام فى مصر ووجدوه وعاشوه. مصر بلد الأنبياء حتى العبرانين عاشوا فيها وكانوا فى سعة وعاشوا أياما جميلة أكلوا من خيرها وشربوا من نيلها مصر تستقبل كل الأديان برحابة صدر، وعندما جاء الفتح العربى مصر استقبلته بكل رحابة، والذى استقبل عمرو بن العاص هو البابا بنيامين ورحب به، وعمرو بن العاص خلص أقباط مصر من ظلم وقهر الرومان الذين كانوا يتبعون المسيحية الغربية، التى نوه عنها أخى دكتور علوى، والمسيحية المصرية الأصولية هى الأولى فى العالم فعلا، هى مستقيمة التعليم. كلمة أرثوذوكسى تعنى مستقيم التعليم، ومصر كانت تترأس كل المجامع المسكونية فى العالم، وأول باباوية ظهرت فى العالم كانت فى مصر قبل روما، روما أخذت الباباوية بعد مصر ب 200 عام، ولا يوجد فى العالم كله إلا بابويتان، باباوية فى الشرق وهى زمنيا قبل الغرب والتى كان يترأسها بابا الإسكندرية، وهو لا يخرج إلا من الأقباط الأرثوذكس، ثم البابا فى الغرب يخرج من الكنيسة الكاثوليكية، فإذا مصر هى التى علمت العالم كله سماحة الأديان ولا يمكن أن يكون هناك فيها غضاضة، لكن هذا يصدر إلينا من الخارج، ورفض المصريون على مر التاريخ أى محاولات للفرقة سواء على يد المماليك أو العثمانيين أو الصليبيين، إنما تمسكوا بحنيف الدين، لذلك يقولون على المصرى إنه حنفى، فمصر عندما خلقت، خلقت لتكون سنية وأرثوذوكسية نحن 200 عام أرثوذوكسية .
1450 عام سنية 1070 عام أزهرية حنفية وسطية صوفية، فإذا رأيت هذا التنوع يخرج لك سماحة الدين من قلب المصريين، فلا يمكن أن يحدث مشاكل وإن حدث فإنها لا تطول، ونحمد الله فإن أحرقوا الكنائس سنصلى فى المساجد، وإن أحرقوا المساجد سنصلى معا فى الشوارع، وكما قال قداسة البابا مصلحة مصر أهم من مصلحة الأقباط، ووطن بلا كنيسة أفضل من كنيسة بلا وطن. هويتنا المصرية تجعلنا نفديها بأرواحنا وأولادنا. وطنيتنا فى دمنا بكل ما فيها بأزهرها بعمامتها البيضاء والسوداء، بإمامنا الطيب والأزهر، ونحن نُفعل الله محبة فى كل الأوقات بصرف النظر عن العقيدة أو اللون .
ما أهم المشاكل التى تؤدى إلى الفتنة حتى يمكن تجنبها من خلال خبرتكما؟
هناك بالفعل بعض المشاكل التى تؤدى إلى الفتنة منها العراقيل التى توضع فى بناء الكنائس حيث توضع شروط تمنع البناء .
ثانيا: وضع شروط تعسفية تمنعنى من تقلد بعض الوظائف المهمة فى الدولة.
ثالثا: وضع شروط تميز الآخر عنى وأنا أريد وطنا يعطينى حرية بناء الكنائس، أريد وطنا لا يعطى شروطا لقبول الآخر، وعلينا أن ننقى كتب التراث، وعلينا أن ننقى التعليم، علينا أن ننقى الثقافة العامة، حينها ستعود إلينا الهوية، أنا أريدك أن تعاملنى كمصرى وليس كمسيحى، عيشنى فى وصية وثيقة المدينة وأعيشك فى وصية المحبة، أحبوا بعضكم بعضا إذا كان فى الكتاب المقدس المسيح، أحبوا أعداءكم, هل تتخيل أننا نحب من حرق كنائسنا ونصلى من أجله تنفيذا لوصية السيد المسيح، فمن الأولى أن أمد يدى لمن يمد يدن العون والمحبة لى الذى يحرسنى، وعندما تحرق كنيسة يكون أول من يطفئها. فى الأعياد المسلمين هم من يحرسون الكنائس خوفا عليها من يد العبث الجاهل والتعصب الأعمى، ومطلوب الآن تصحيح الخطاب الدينى لإعادة تصحيح المفاهيم، وإن نفذنا هذا أتممننا مكارم الأخلاق .
فى النهاية نريد أن نضع روشتة للعلاج فما طبيعة هذه الروشتة كى يكون العلاج من خلالها المجتمع حتى يتعافى من هذه الخلافات ؟
قال: إعادة ثقافة الحوار فى كل مناهج الحياة الإعلام التربية والتعليم لابد أن نعود جميعا إلى مصريتنا بما تحمله الكلمة من معنى ولا نسمع بأذننا ونترك عقولنا للهوى، وأن نفهم أن كثيرا مما يقال ليس مقصودا به مسيحى الشرق، وأن نقدس ما قدسه رسولنا صلى الله عليه وسلم، وأول التقديس هو احترام المسيح عليه السلام، والآن كلنا يعرف دوره بمعنى التوعية، والتثقيف، التعليم، والكلمة الطيبة.
هناك أزمة تتعلق بدور رجال الدين أنفسهم فى صناعة الأزمة.. فما رأيكم؟
أجاب الدكتور علوى قائلا: هناك فعلا بعض السلوكيات عند رجال الدين لا يقبلها الأزهر ولا الكنيسة و يحاسبوا فعلا، فأريدك أن تعلم أن هناك من رجال الدين مسلما أو مسيحيا قد شلح المسيحى منهم وترك الدعوة, وكم رجل دين إسلامى قد ترك الدعوة، الأمور الآن لا تحتمل تلك الترهات فيجب أن تكون لدينا نغمة إسلامية موحدة ونغمة مسيحية موحدة .
كيف يمكن تكرار هذه الحالة القمص عويضة والشيخ علوى أمين؟
من قال إننا اثنان فقط أريدك أن تنزل إلى الشارع المصرى ستجد فى كل شارع وحارة هذه الحالة, فنحن لسنا متفردين، فيوجد غيرنا لكن لم يخدمهم حظهم من أجل الظهور فى الإعلام .
أنتما شاركتما فى مسائل سياسية وهنا يتعارض مع النصوص الدينية, هل هذا يسهم فى حل الأزمة أم يزيدها إشعالا؟
قال القمص عويضة: عندنا قداسة البابا يمنع التحدث فى السياسة، أما أنا فمواطن من حقى أن أبدى رأيى، فليس معنى أننى رجل دين أن تحجر على فكرى ورأيى، من حقى أنتخب، من حقى أن أختار رئيسى ودستورى، أنا مواطن مصرى وهذا حقى فى المواطنة، أتألم بآلام الوطن، وأسعد بسعادة الوطن، وما يسعد الأزهر يسعدنى وما يضره يزعجنى والعكس صحيح، فالأزهر تألم كثيرا من الاعتداء على الكاتدرائية.
أما الشيخ علوى، إذا كانت السياسة المشاركة فى العمل الوطنى أهلا بها، لابد من التفاعل مع المجتمع الذى أتعايش فيه، لهذا يجب تصحيح الخطاب الدينى، فالخطاب الدينى اقتصر على الجنة والنار وتخلف عن قضايا المحتمع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.