تنسيق الثانوية العامة 2025 ..شروط التنسيق الداخلي لكلية الآداب جامعة عين شمس    فلكيًا.. موعد إجازة المولد النبوي 2025 في مصر و10 أيام عطلة للموظفين في أغسطس    رسميًا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 1 أغسطس 2025    5 أجهزة كهربائية تتسبب في زيادة استهلاك الكهرباء خلال الصيف.. تعرف عليها    أمازون تسجل نتائج قوية في الربع الثاني وتتوقع مبيعات متواصلة رغم الرسوم    إس إن أوتوموتيف تستحوذ على 3 وكالات للسيارات الصينية في مصر    حظر الأسلحة وتدابير إضافية.. الحكومة السلوفينية تصفع إسرائيل بقرارات نارية (تفاصيل)    ترامب: لا أرى نتائج في غزة.. وما يحدث مفجع وعار    الاتحاد الأوروبى يتوقع "التزامات جمركية" من الولايات المتحدة اليوم الجمعة    باختصار.. أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. مستندات المؤامرة.. الإخوان حصلوا على تصريح من دولة الاحتلال للتظاهر ضد مصر.. ومشرعون ديمقراطيون: شركات أمنية أمريكية متورطة فى قتل أهل غزة    مجلس أمناء الحوار الوطنى: "إخوان تل أبيب" متحالفون مع الاحتلال    حماس تدعو لتصعيد الحراك العالمي ضد إبادة وتجويع غزة    كتائب القسام: تدمير دبابة ميركافا لجيش الاحتلال شمال جباليا    عرضان يهددان نجم الأهلي بالرحيل.. إعلامي يكشف التفاصيل    لوهافر عن التعاقد مع نجم الأهلي: «نعاني من أزمة مالية»    محمد إسماعيل يتألق والجزيرى يسجل.. كواليس ودية الزمالك وغزل المحلة    النصر يطير إلى البرتغال بقيادة رونالدو وفيليكس    الدوري الإسباني يرفض تأجيل مباراة ريال مدريد أوساسونا    المصري يفوز على هلال الرياضي التونسي وديًا    انخفاض درجات الحرارة ورياح.. بيان هام من الأرصاد يكشف طقس الساعات المقبلة    عملت في منزل عصام الحضري.. 14 معلومة عن البلوجر «أم مكة» بعد القبض عليها    بعد التصالح وسداد المبالغ المالية.. إخلاء سبيل المتهمين في قضية فساد وزارة التموين    حبس المتهم بطعن زوجته داخل المحكمة بسبب قضية خلع في الإسكندرية    ضياء رشوان: إسرائيل ترتكب جرائم حرب والمتظاهرون ضد مصر جزء من مخطط خبيث    عمرو مهدي: أحببت تجسيد شخصية ألب أرسلان رغم كونها ضيف شرف فى "الحشاشين"    عضو اللجنة العليا بالمهرجان القومي للمسرح يهاجم محيي إسماعيل: احترمناك فأسأت    محيي إسماعيل: تكريم المهرجان القومي للمسرح معجبنيش.. لازم أخذ فلوس وجائزة تشبه الأوسكار    مي فاروق تطرح "أنا اللي مشيت" على "يوتيوب" (فيديو)    تكريم أوائل الشهادات العامة والأزهرية والفنية في بني سويف تقديرا لتفوقهم    تمهيدا لدخولها الخدمة.. تعليمات بسرعة الانتهاء من مشروع محطة رفع صرف صحي الرغامة البلد في أسوان    النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)    الزمالك يهزم غزل المحلة 2-1 استعدادًا لانطلاقة بطولة الدوري    اصطدام قطار برصيف محطة السنطة وتوقف حركة القطارات    موندو ديبورتيفو: نيكولاس جاكسون مرشح للانتقال إلى برشلونة    مجلس الشيوخ 2025.. "الوطنية للانتخابات": الاقتراع في دول النزاعات كالسودان سيبدأ من التاسعة صباحا وحتى السادسة مساء    «إيجاس» توقع مع «إيني» و«بي بي» اتفاقية حفر بئر استكشافي بالبحر المتوسط    مجلس الوزراء : السندات المصرية فى الأسواق الدولية تحقق أداء جيدا    فتح باب التقدم للوظائف الإشرافية بتعليم المنيا    رئيس جامعة بنها يصدر عددًا من القرارات والتكليفات الجديدة    أحمد كريمة يحسم الجدل: "القايمة" ليست حرامًا.. والخطأ في تحويلها إلى سجن للزوج    فوائد شرب القرفة قبل النوم.. عادات بسيطة لصحة أفضل    متى يتناول الرضيع شوربة الخضار؟    تكريم ذوي الهمم بالصلعا في سوهاج.. مصحف ناطق و3 رحلات عمرة (صور)    حركة فتح ل"إكسترا نيوز": ندرك دور مصر المركزى فى المنطقة وليس فقط تجاه القضية الفلسطينية    أمين الفتوى يوضح أسباب إهمال الطفل للصلاة وسبل العلاج    الداخلية: مصرع عنصر إجرامي شديد الخطورة خلال مداهمة أمنية بالطالبية    الإفتاء توضح كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر    الشيخ خالد الجندى: من يرحم زوجته أو زوجها فى الحر الشديد له أجر عظيم عند الله    الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا    وزير الخارجية الفرنسي: منظومة مساعدات مؤسسة غزة الإنسانية مخزية    ممر شرفى لوداع لوكيل وزارة الصحة بالشرقية السابق    رئيس جامعة بنها يشهد المؤتمر الطلابي الثالث لكلية الطب البشرى    حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي ب "فنون تطبيقية" حلوان    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    طارق الشناوي: لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل موهوب بل إنسان وطني قاتل على الجبهة.. فيديو    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إسرائيل.. إيران.. تركيا..3أطراف تقود حربا عالمية مصغرة فى سوريا
نشر في الأهرام العربي يوم 31 - 12 - 2014


محمد وطنى
لا يزال الغموض يلف الوضع على الأرض في سوريا، وتغيب الحقائق أو المعلومات المؤكدة عن المشهد السوري الذي أضحى أقرب إلى الفسيفساء منه إلى أي شىء آخر، فالحرب التي اندلعت منذ نحو ثلاث سنوات وأسفرت عن سقوط عشرات الآلاف من القتلى وملايين من المصابين والمشردين، ولا تلوح لها نهاية قريبة في الأفق تتأرجح من طرف لآخر، وتتجاذبها تدخلات إقليمية ودولية انتقلت من مرحلة دعم طرف في مواجهة الآخر ماديا وعسكريا إلى مرحلة التدخل العسكري المباشر، ومازال الشعب السوري هو الخاسر الأول في هذا الصراع المرير، خلال التقرير التالي نسعى لرصد ثلاثة جوانب من أبرز جوانب هذا الصراع، وهي تحديدا آخر تطورات الوضع على الأرض خاصة في منطقة ريف إدلب التي تعد المنطقة الأكثر سخونة اليوم.. من ثم نعرج على ظاهرة المقاتلين الأجانب التي أصبحت تشكل صداعا في رؤوس النظمة الحاكمة في عشرات الدول في العالم، لا يختلف في ذلك كثيرا الشرق عن الغرب، وأخيرا نرصد آخر تطورات الوضع على الحدود الجنوبية، خصوصا مع تكرار التدخل العسكري الإسرائيلي المباشر، وتكرار ضرب أهداف في عمق الأراضي السورية.
خلال ساعات الجيش السوري النظامي يفقد السيطرة على معسكرين بإدلب لصالح النصرة.
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الاثنين 15 ديسمبر، أن القوات النظامية السورية فقدت السيطرة على معسكر الحامدية الواقع في محافظة إدلب شمال غرب سوريا على طريق دمشق - حلب، لصالح جبهة النصرة ومجموعات إسلامية أخرى متحالفة معها.
ووفق إفادة المرصد ووكالات أنباء غربية يعد معسكر الحامدية ثاني معسكر تخسره القوات النظامية خلال ساعات بعد سيطرة جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، مع تنظيمين إسلاميين آخرين فجر الاثنين 15 ديسمبر أيضا على معسكر وادي الضيف القريب، في محيط مدينة معرة النعمان في ريف مدينة إدلب.
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية فقد تعرض هذان المعسكران اللذان يشكلان أكبر تجمع عسكري للقوات النظامية في ريف محافظة إدلب إلى هجمات متكررة على مدى عامين من قبل كتائب معارضة، لكن محاولات السيطرة عليهما باءت بالفشل إلى أن نجحت جبهة النصرة في تحقيق ذلك بمساندة حلفائها.
ونقلت الوكالة عن رامي عبد الرحمن مدير المرصد قوله: «سيطرت جبهة النصرة وتنظيم جند الأقصى وحركة أحرار الشام على معسكر الحامدية بشكل كامل عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام التي انسحبت باتجاه بلدتي بسيدا ومعرحطاط».
وأفاد المرصد أيضا أن المهاجمين تمكنوا من أسر 15 عنصرا من قوات النظام بينهم ضابط على الأقل، في حين نفذ الطيران الحربي السوري ما لا يقل عن 12 غارة على منطقة معسكري وادي الضيف والحامدية، كما قصف الطيران المروحي بثلاثة براميل متفجرة على الأقل المنطقة ذاتها.
وقبيل سقوط معسكر الحامدية في أيدي جبهة النصرة وحلفائها، خرج معسكر وادي الضيف القريب عن سيطرة القوات النظامية، بحسب المرصد، ويقع معسكر وادي الضيف شرق مدينة معرة النعمان الإستراتيجية التي استولى عليها مقاتلو المعارضة في التاسع من أكتوبر 2012، بينما يقع معسكر الحامدية بمحاذاة قرية الحامدية جنوب المدينة على طريق دمشق - حلب.
وتسبب سقوط معرة النعمان بقطع طريق أساسي للإمداد بين دمشق وحلب على القوات النظامية، ومنذ ذلك الوقت، حاولت القوات النظامية مرارا استعادة المدينة، فيما سعت مجموعات المعارضة المسلحة إلى إسقاط المعسكرين لتثبيت سيطرتها على المنطقة، دون أن تنجح في ذلك، حتى الاثنين الماضي، وبسيطرتها على هذين المعسكرين، توسع جبهة النصرة نفوذها في ريف إدلب بعدما تمكنت على مدى الأسابيع الماضية من طرد كتائب معارضة من عدة بلدات في هذه المنطقة وإخضاعها لسيطرتها.
الإرهابيون المدعومون
من جهتها لم تنف الحكومة السورية أو تؤكد هذه الأنباء - حتى ساعة كتابة هذه السطور- فيما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن وحدات من الجيش النظامي السوري نجحت في القضاء على العديد ممن وصفتهم بأفراد التنظيمات الإرهابية التكفيرية المدعومة من نظام أردوغان الإخواني" ودمرت لهم أوكارا بما فيها من أسلحة وذخيرة في ريف إدلب.
ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري قوله: «إن وحدات من الجيش قضت في عملية نفذتها فجر الأحد الماضي ضد وكر للتنظيمات الإرهابية التكفيرية على العديد من أفرادها الذين كانوا يتحصنون داخل إحدى المداجن في قرية حلوز على بعد 56 كم جنوب غرب إدلب».
وأضاف المصدر أن العملية «أسفرت عن تدمير عدة آليات للإرهابيين بما فيها من أسلحة وذخيرة» في محيط القرية المطلة على سهل الغاب ومدينة جسر الشغور التي تنتشر فيها تنظيمات إرهابية تكفيرية بعض أفرادها من جنسيات أجنبية يتسللون عبر الحدود التركية بدعم وتسليح من نظام أردوغان - بحسب الوكالة.
وقال المصدر: «إن وحدة من الجيش والقوات المسلحة أوقعت عددا من الإرهابيين بين قتيل ومصاب ودمرت أوكارهم في محيط بلدة معرة النعمان على بعد نحو 65كم عن مدينة إدلب».
ولم تعترف الحكومة السورية بما أورده المرصد السوري لحقوق الإنسان بخصوص سقوط مدينة معرة النعمان تماما في يد جبهة النصرة منذ عامين، وإنما أفادت الوكالة الرسمية السورية إن المدينة تتعرض وريفها لاعتداءات من قبل «تنظيمات تكفيرية» من بينها جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في بلاد الشام، وما يسمى جبهة ثوار سورية وحركة حزم وأحرار الشام وجند الأقصى.
المقاتلون الأجانب
وفي ذات سياق الحرب المشتعلة في سوريا، والتي لا ينكر أي من أطراف الصراع فيها أن المقاتلين الأجانب يعتبرون عنصرا أساسيا من عناصر المعركة، نقلت رويترز الاثنين 15 ديسمبر عن صحيفة صينية وصفتها الوكالة بال"رسمية" إن نحو 300 صيني يحاربون في صفوف الدولة الإسلامية في العراق وسوريا في تقدير نادر لمثل هذه الأعداد قد يزيد قلق الصين من التهديد الذي يشكله المتشددون على الأمن القومي - بحسب الوكالة التي أضافت في تقريرها إن الصين عبرت عن قلقها من صعود الدولة الإسلامية في الشرق الأوسط، وأنها تخشى من تأثير ذلك على منطقة شينجيانج المضطربة في غرب البلاد لكنها في الوقت نفسه لم تظهر أي رغبة في الانضمام إلى جهود الولايات المتحدة لاستخدام القوة المسلحة ضد التنظيم.
ونقلت الوكالة عن صحيفة جلوبال تايمز التابعة لصحيفة الشعب الناطقة باسم الحزب الشيوعي الحاكم أن أعضاء صينيين في حركة تركستان الشرقية الإسلامية يسافرون إلى سوريا عبر تركيا للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية، وأضافت الصحيفة "طبقا لمعلومات من مصادر عدة منها ضباط أمن في المنطقة الكردية العراقية وسوريا ولبنان هناك نحو 300 صيني «متطرف» يحاربون مع الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.
ويضيف التقرير أن مسئولين صينيين يلقون على حركة تركستان الشرقية مسئولية شن هجمات في منطقة شينجيانج التي تقطنها غالبية من طائفة الويجور المسلمون.
وفي يوليو الماضي أشار «وو سيكي» المبعوث الصيني للشرق الأوسط إلى تقارير إعلامية زعمت أن هناك نحو 100 صيني غالبيتهم أعضاء في حركة تركستان الشرقية يحاربون في الشرق الأوسط أو يتدربون على القتال.
وفي المقابل يقول مدافعون عن حقوق الإنسان إن التهميش الاقتصادي للويجور والقيود التي تفرضها الحكومة الصينية المركزية على ثقافتهم وممارساتهم الدينية هي السبب وراء العنف العرقي في شينجيانج الذي أسفر عن مقتل مئات الأشخاص خلال العامين الماضيين.
وسبق أن انتقدت الصين الحكومة التركية لتقديمها ملاذا للاجئين من الويجور، فروا من الصين عبر جنوب شرق آسيا، وتنقل رويترز عن مسئولين صينيين قولهم إن مثل هذه القنوات تخلق تهديدات أمنية.
وفي ذات السياق أعرب الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمن عن قلقه من توجه أعداد كبيرة من الشبان في بلاده التي يشكل المسلمون غالبية سكانها - للقتال مع تنظيم "الدولة الإسلامية".
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر في طاجيكستان أن قوات الأمن الطاجيكية قدرت أن أكثر من 300 من الطاجيك قد توجهوا بالفعل للقتال في سوريا، وأن 50 منهم على الأقل لقوا حتفهم فيها حتى الآن.
ونقلت الوكالة عن رحمن قوله خلال مؤتمر لحزبه الأسبوع الماضي، إن "الدولة الإسلامية هي طاعون العصر الجديد، وتشكل تهديدا للأمن العالمي"، وأضاف "نحن في الوقت الراهن شهود على أنشطة حركات متطرفة وإرهابية في العالم. والدولة الإسلامية التي اجتذبت شبابا من 80 بلدا تشكل إحدى هذه الحركات الخطرة، وعندما يعود هؤلاء الشبان إلى بلادهم سيتسببون في عدم استقرار المجتمع. ما يشكل تهديدا لطاجيكستان".
وكانت وزارة الداخلية الطاجيكية قد أعلنت في منتصف نوفمبر الماضي عن اعتقال 12 عضوا من جماعة أنصار الله المحظورة في طاجيكستان منذ 2012 كانوا يجندون أشخاصا للحرب في سوريا، وفي بداية ديسمبر الجاري، أعلن عن اعتقال خمسين شابا آخرين تم تجنيدهم للحرب في سوريا - بحسب السلطات الطاجيكية، يذكر أنه بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، وحتى 1997، شهدت طاجيكستان العلمانية المؤلفة من أكثرية مسلمة ويحكمها منذ 1992 إمام علي رحمن، حربا أهلية دامية بين السلطة ومقاتلين وصفوا بالإسلاميين.
من جهتها أعلنت أجهزة مكافحة الإرهاب الفرنسية الاثنين أنها قامت بتفكيك شبكة تقوم بإرسال جهاديين إلى سوريا، وأنها أوقفت ما لايقل عن 10 أشخاص، في مناطق تولوز (جنوب البلاد)، ونورماندي (غرب البلاد) ومنطقة باريس العاصمة.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر في الشرطة أن قوات مديرية مكافحة الإرهاب في الشرطة القضائية الفرنسية، وعناصر وحدة "ريد" (وهي وحدة نخبة في الشرطة)، بمساعدة قوات أخرى من الشرطة قد نفذت الاعتقالات، وأوضحت المصادر أن العملية شملت بين 10 و15 هدفا، جاء اعتقالهم نتيجة تحقيق لمديرية مكافحة الإرهاب استغرق أشهرا، إثر تلقي معلومات أفادت عن احتمال مغادرة أشخاص إلى سوريا، وحتى ساعة تحرير هذه السطور لم تعلن السلطات الفرنسية عدد الموقوفين ولا خلفياتهم.
يذكر أن عددا كبيرا من الدول الأوروبية، وعلى رأسها فرنسا قد واجهت خلال العام الجاري ارتفاعا كبيرا في عدد الشبان الذين توجهوا للقتال في سوريا والعراق، والذين تصفهم مصادر في الشرطة الفرنسية بأنهم يشكلون خطرا في حال عودتهم مع احتمال تنفيذهم أعمال عنف، فيما أعلن برنار كازانوف وزير الداخلية الفرنسي في وقت سابق عن ارتفاع عدد طالبي الجهاد في سوريا بأكثر من 80% منذ يناير الماضي، وبحسب الأرقام الرسمية، فإن هناك أكثر من 400 فرنسي في سوريا، كما أبدى أكثر من مائتين آخرين رغبتهم في الرحيل إلى هناك، وعاد حوالى 120، فيما لقي خمسون فرنسيا على الأقل مصرعهم في القتال الدائر على الأراضي السورية.
وبالرغم من تطبيق فرنسا تشريعات تعتبر من الأكثر تشددا في العالم، بل وتم تشديدها أكثر في نوفمبر الماضي، لتتضمن إمكانية سحب جواز السفر من المشتبه بهم، تستمر موجة المغادرة للانضمام إلى "الجهاد" في صفوف المقاتلين الإسلاميين المناوئين لقوات الأسد.
إسرائيل على الخط
الجيش السوري: إسرائيل قصفت دمشق للتغطية على انقساماتها الداخلية وعلى مجلس الأمن فرض عقوبات ضدها.
عاد التدخل العسكري الإسرائيلي المباشر في سوريا للواجهة مجددا، حيث ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية في بيان لها:"إن العدو الإسرائيلي شنّ عدوانا آثما على سوريا عبر استهداف منطقتين آمنتين في ريف دمشق في كل من الديماس وقرب مطار دمشق الدولي المدني وأنه لم تحدث خسائر بشرية في الغارتين".
وبحسب بيان رسمي سوري، فإن الغارات استهدفت منطقتي الديماس ومطار دمشق الدولي، الأسبوع قبل الماضي، ونقل البيان عن مسئول بالجيش السوري قوله:"يؤكد هذا العدوان ضلوع إسرائيل المباشر في دعم الإرهاب في سوريا إلى جانب الدول الغربية والإقليمية المعروفة لرفع معنويات التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها جبهة النصرة ذراع القاعدة في بلاد الشام وتنظيم داعش الإرهابي خصوصا بعد الضربات المتلاحقة التي تلقتها من جيشنا العربي السوري".
وقال التليفزيون السوري: إن الطيران الحربي الإسرائيلي قصف أهدافا قرب مطار دمشق الدولي، والمطار الشراعي في بلدة الديماس. وقد أورد تليفزيون "المنار" اللبناني المملوك لحزب الله، النبأ نفسه تقريبا، فيما نقل موقع العربية نت، عما وصفه ب"مصادر إعلامية" أن طائرات استطلاع إسرائيلية شوهدت في أجواء محافظتي القنيطرة ودرعا، واستمرتا بالتحليق شمالاً باتجاه العاصمة دمشق لتقوما بقصف المطار الشراعي في منطقة الديماس في ريف دمشق، ومطار دمشق الدولي.
وتقع منطقة الديماس على الطريق الدولية بين دمشق والحدود اللبنانية، وتضم مطارا للتدريب على قيادة الطائرات الشراعية وناد للفروسية، فيما تتمركز عدة قطاعات عسكرية في محيط مطار دمشق الدولي لحمايته.
الخارجية السورية تحتج
من جهتها أعلنت وزارة الخارجية السورية أنها بعثت رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة وإلى رئيس مجلس الأمن حول الغارات الإسرائيلية على الأراضي السورية.
وقالت الحكومة السورية في رسالة وجهتها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والسفير التشادي الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الأمن هذا الشهر إن "إسرائيل ارتكبت بعد ظهر الأحد عدوانا إجراميا جديدا على حرمة أراضي الجمهورية العربية السورية وسيادتها، وذلك عندما قامت الطائرات الحربية الإسرائيلية بقصف منطقتين آمنتين في ريف دمشق في كل من الديماس ومطار دمشق المدني، وقد أدى هذا العدوان السافر إلى خسائر مادية في بعض المنشآت"، وأضافت الحكومة السورية في رسالتها إن: «مثل هذه الاعتداءات لن تمنعها من مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله في كامل أراضيها».
ودعت الحكومة السورية في الرسالة المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى الاضطلاع بمسئولياتهما وإدانة "هذا الهجوم الإسرائيلي الوحشي" بقوة والتوقف عن التستر عليه تحت أي ذريعة، وفرض عقوبات على إسرائيل، وضرورة اتخاذ جميع الإجراءات المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة لمنع إسرائيل من تكرار ارتكاب مثل هذه الاعتداءات.
واتهمت سوريا إسرائيل بأن شن هذه الضربات الجوية جاء للتغطية على انقساماتها الداخلية وتحويل الانتباه عن انهيار الحكومة الائتلافية الإسرائيلية.
هدف إسرائيل
من جهتها أوردت وسائل إعلام إسرائيلية، أن الغارات استهدفت مخازن صواريخ، فيما رفض مسئولون إسرائيليون التعليق عن الحادث، فقد امتنع وزير الاستخبارات الإسرائيلي يوفال شتاينيتز عن الرد بشكل مباشر، عند سؤاله عن الواقعة، فإنه قال إن سياسة إسرائيل تستهدف منع نقل الأسلحة إلى المجموعات المسلحة، بحسب قوله.
وفي إشارة واضحة لحزب الله اللبناني، قال الوزير الإسرائيلي: «لدينا سياسة راسخة بمنع وصول الأسلحة المتطورة إلى التنظيمات الإرهابية».
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية عن ناطق باسم الأمم المتحدة قوله: إن عناصر قوة المراقبة الدولية في الجولان قد رصدت "ست طائرات تحلق على ارتفاع شاهق في الجانب الإسرائيلي، عبرت اثنتان منها لاحقا إلى الجانب السوري من الحدود".
نحتفظ بحق الرد
يذكر أن هذه المرة ليست الأولى التي تشن فيها الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات داخل الأراضي السورية، فيما اقتصر الرد السوري سابقا على التأكيد على الاحتفاظ بحق الرد في التوقيت وبالطريقة التي تراها مناسبة.
وسبق أن استهدفت إسرائيل قافلة داخل الأراضي السورية قالت إنها كانت تنقل أسلحة لحزب الله في لبنان، كما هاجم الجيش الإسرائيلي مواقع عسكرية سورية ردا على ضرب أهداف في منطقة الجولان السورية المحتلة – بحسب قوله.
وفي أغسطس الماضي قال الجيش الإسرائيلي إنه أسقط طائرة بدون طيار كانت تحلق فوق مرتفعات الجولان المحتلة، وأضاف الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي له آنذاك أن الطائرة يبدو أنها تابعة للجيش النظامي السوري وقد ضلت مسارها ودخلت إلى المجال الجوي الإسرائيلي، وأنه دمرت بصاروخ باتريوت، موضحا أن الدفاعات الجوية "نجحت في اعتراض طائرة بدون طيار انتهكت المجال الجوي لإسرائيل".
وفي سبتمبر الماضي أيضا أفاد الجيش الإسرائيلي، أنه أسقط طائرة سورية حربية مقاتلة فوق مرتفعات الجولان المحتلة، وقال متحدث عسكري إسرائيلي حينها إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية أطلقت صاروخ باتريوت اعترض طائرة حربية حلقت في المجال الجوي فوق مرتفعات الجولان، وأفادت تقارير إعلامية إن الطائرة السورية التي أسقطت من نوع ميغ 21 الروسية الصنع، ورد الجانب السوري حينها بأن إسقاط الطائرة يعد أول حادث من نوعه منذ ثلاثة عقود، واصفا الحادث بالتصرف العدواني.
وكانت إسرائيل قد أسقطت طائرتين حربيتين سوريتين من طراز ميغ 23 في عام 1985، بعد اقترابهما من مقاتلات إسرائيلية كانت في مهمة استطلاعية فوق لبنان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.