السيد رشاد سيظل «الأهرام» هو ديوان الحياة المعاصرة بكل تجلياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية، الفنية، والإبداعية فى مصر والوطن العربى والعالم كله، ليس فقط عبر التحليل والتوثيق والتأريخ لكل حركة وأحداث العصر عبر أكثر من قرن من الزمان، لكن أيضا من خلال التعبير عن هذه المجالات والتجليات بأكثر من صورة، وباستخدام أكثر من وسيط، من هنا يمثل «الأهرام» ضمن ما يمثل ديوان الفن التشكيلى المصرى المعاصر، فى إطار مهمته التنويرية التى ارتضاها وحرص عليها طوال مسيرته التاريخية الطويلة، واتساقا مع رسالته التى اعتنقها، وبشر بها، وهى الإسهام الفاعل والإيجابى والمؤثر فى «تحديث مصر» خصوصا فى هذه المرحلة الفارقة من التحول الجوهرى التى تسعى فيها مصر إلى استعادة مكانتها كدولة عظمى حضاريا على الصعيدين الإقليمى والدولى. فى هذا السياق يواصل «الأهرام» مشروعه التنويرى غير المسبوق فى رعاية الفن التشكيلى المصرى، بإطلاق صالون الأهرام الأول للفن التشكيلى، والذى يستهل أولى دوراته بمعرض «إيقاع» للفنانين المصريين المعاصريين الذى سيفتتح الاثنين، العاشر من نوفمبر، ويقام تحت رعاية رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام أحمد السيد النجار. وتنظمه «مجلة البيت»، ويشارك فيه مجموعة كبيرة من الفنانين المصريين، يقترب عددهم من الأربعين فنانا ينتمون لأجيال واتجاهات فنية مختلفة. يكرم المعرض الذي يستمر حتي 20 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري اثنين من رواد الحركة التشكيلية في مصر، هما الفنان آدم حنين أحد أبرز الأسماء في فن النحت المصري المعاصر، واسم الفنان الراحل، منير كنعان(1919 – 1999)، واللذين أثريا المشهد التشكيلي المصري بأعمال تعد علامات في تاريخ الفن المصري الحديث. كما أكثر من 80 عملا فنيا في مجالات النحت والتصوير والرسم والحلي، والفوتوغرافيا والجرافيك، و" الفيديو آرت "متاحة للاقتناء. صالون الأهرام التشكيلي، حدث يطلق للمرة الأولي هذا العام، وتنوي مؤسسة الأهرام عقده سنويًا، برعاية مجلة "البيت" ويختار الصالون تيمة مختلفة كل عام، للوقوف على آخر ما وصل إليه المشهد التشكيلي المصري، فضلا عن الاحتفاء برموز الفن المصري عبر القرن العشرين. ويأتي الصالون الذي يقام بقاعة الأهرام للفنون، بمبنى الأهرام الحديث، استمرارًا لدور مؤسسة الأهرام الرائد في رعاية الفنون، واستضافة فنانين معاصرين، من اتجاهات فنية مختلفة تحت سقف واحد فى واحدة من أكبر وأفضل قاعات عرض الفنون بمصر، حيث تتعدد الأساليب الفنية المختلفة، وتتداخل في إيقاع واحد يحتفي بالإبداع، وبهذا تستكمل الأهرام اليوم دورها الطليعي والمعرفي الذي بدأته منذ 139 عاما بتنظيم صالونها الأول للفن التشكيلي وعبر مشاركة فعالة ونشطة من "ادارة المقتنيات الفنيّة " بالمؤسسة التي طالما حرصت على إبراز كنوز الأهرام من أعمال فنية عالية القيمة هي إحدى ثروات المؤسسة التي لا تنضب. من جانبها تؤكد عزة الحسيني، رئيس تحرير مجلة البيت، أن اختيار اسم "إيقاع" عنوانًا للمعرض، يأتي تعبيرًا عن روح المعرض والذي يضم اتجاهات وأساليب ومدارس فنية متعددة في تناغم وتناسق، وهو دعوة لجمهور الزائرين للولوج للإيقاع الداخلي للعمل الفني، كما يعكس أيضا هذه الروح المتجددة دائما للأهرام التي تواكب إيقاع العصر. يقام المعرض في "قاعة الأهرام للفنون"، وهي إحدى أكبر قاعات الفنون التشكيلية في مصر وتبلغ مساحتها 700 متر مربع صممت بخطوط حداثية، إذ صممتها الفنانة الفرنسية سيلفي بلانشيت، مواكبة لأحدث الطرز الفنية وتم تجهيزها بأنظمة إضاءة مخصصة للمعارض كما زودت بنظام الشبورة المائية والمخصص لحماية الأعمال الفنية، وافتتحت القاعة علي يد الكاتب والأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل ديسمبر 2012 بمعرض ضخم ضم مجموعة مقتنيات الأهرام من الفنون الحديثة، وهي مجموعة فنية نادرة من مقتنيات الأهرام تؤرخ للفنون المصرية التشكيلية عبر القرن العشرين. ويتم حفل الافتتاح بحضور كبار الشخصيات والوزراء والسفراء ورجال الأعمال والفنانين والمثقفين والمهتمين بمجالات الفَنون التشكيلية واحتفالية تسلم جوائز التكريم على أنغام فرقة وتريات التي تعزف الموسيقى الكلاسيكية. أما الفنانين المكرمين الفنان منير كنعان وآدم حنين، لهما علاقة طويلة مع مؤسسة الأهرام إذ تقتني مجموعة من أبرز أعمالهما. آدم حنين هوصاحب تمثال النسر الشهير، الذي يقبع أمام المبني الرئيسي لمؤسسة الأهرام، ويعد حنين من أبرز النحاتين المصريين، ولقب ب"كاهن النحت المصري المعاصر". كما يمتلك الأهرام أكثر من عمل فني مميز للفنان منير كنعان الذي اقتحم التجريدية التعبيرية منذ الأربعينيات وعُرف بأعماله التي تتميز بالجرأة والوثوب. ومن الفنانين المشاركين في المعرض في مجال التصوير عمر النجدي، خالد حافظ، وهاني راشد ورامي دوزي ،ومحمد أبو النجا، وكاثرين باخوم، ورضا عبد السلام، وعقيلة رياض، وفي مجال النحت عمر طوسون وكمال الفقي وأحمد عبد الفتاح وأحمد عبد التواب وأحمد العسقلاني، وفي التصوير الفوتوغرافي، أيمن لطفي وبسام الزغبي، وفي مجال الجرافيك، أسامة عبد المنعم وعوض الله الشيمي وفؤاد الشاذلي، وهشام طه، وفي مجال الحلي ريم جانو، ومايا سوريك وسوزان المصري، ذلك بالإضافة إلي عمل "فيديو آرت".