رشا عامر تقول الحكمة إن الحياة مثل علبة الشيكولاتة.. إذا اقتسمتها مع أحد سيأخذ أفضل ما فيها ويترك لك أسوأ ما فيها. نفس الشىء ينطبق على الحياة اذا اقتسمناها مع أحد لحدث نفس الشىء، وعليه فلتحيا العزوبية على حد تعبير المجلات النسائية والذكورية خصوصا الفرنسية. فالعزوبية تفتح أبواب الحرية ولنستعرض معاً الأسباب العشر لتفضيل العزوبية. 1 - أكل كل ما نرغب فيه ونحبه – خصوصا لو كان على الأريكة أمام التليفزيون فلا أحد مضطر لأكل "شوربة خضار" لأن الطرف الآخر مريض. ذلك لأننا الطرف الوحيد المتحكم فيما يوجد بالثلاجة وما تحمله مائدة الطعام، كما أننا لسنا مضطرين لتقسيم الحلوى مع أحد كما أننا لن نجد من يذكرنا دوما بأن وزننا قد تخطى ال100 كجم . 2 - فعل ما نريد وقتما نريد وأولها الغناء فى الحمام دون سماع صوت الضحكات والسخرية وعدم تصفيف الشعر أو المحافظة على ارتداء ملابس مهندمة.. فما أجمل الشعر الغجرى الذى لم يتم تمشيطه طوال أسبوع كامل. 3 - النوم كما يحلو لنا وفى أى وقت.. فالشريك يشارك الطرف الآخر كل شىء وأول هذه الأشياء هو الفراش الذى لابد من الاستمتاع به والنوم عليه بالعرض دون أن نتعرض لمضايقة أحد، ودون أن يجذب أحد الغطاء منا فلننعم بالدفء.. فكل شىء متاح. 4 - دولاب الملابس لا يتحمل أى نوع من أنواع التقسيم..إذ غالبا ما يأخذ الطرف الآخر - سواء كان الزوج أو الزوجة – ثلاثة أرباع الدولاب فكيف لربع واحد أن يكفى 20 بيجامة ومستلزماتها؟ فضلا عن 40 زوجا على الأقل من الأحذية فى الخزانة الخاصة بها، وعليه فإنه فى حال العزوبية يمكن للشخص أن يزيد من عدد البيجامات لتصبح 60 بدلا من 20 طالما أن الدولاب هو ملك خالص له! 5 - ليس هناك اضطرار لتقديم أية اعتذارات عن التأخير فى الخارج أو عدم إعداد الطعام أو عدم كى الملابس،كذلك يمكن للأطراف الذكورية السهر فى الخارج حتى وقت متأخر من الليل دون أدنى خوف من تداعيات المسألة من إمكانية تحويله إلى قسم الحالات الحرجة بقصر العينى! 6 - الظهور على "سنجة 10" ليس مطلوبا..فالبحث عن الكمال والجمال أمر مرهق فعلا. فإذا جاء يوم الإجازة فلامانع من استكمال اليوم ببيجامة النوم نفسها دون حتى أخذ حمام الصباح بل لا مانع من عدم مغادرة الفراش أصلا..فليس هناك من سيطلب تحضير الإفطار ويظل يلح عليه وكأنه قادم من مجاعات الصومال، كذلك الأمر بالنسبة للطرف الآخر الذى لن يكون مضطرا لمغادرة الفراش لمجرد تناول إفطار عرف جميع الجيران أن إعداده استغرق أكثر من ساعتين! 7 - مبارة كرة قدم على قناة ومسلسل يومى على قناة أخرى..شجار قديم قدم اختراع التليفزيون عاصرناه جميعا فى منزل أسرنا..بالطبع لا تحلو مشاهدة مبارة كرة القدم على المقهى، فما أجمل من رؤيتها على شاشة تليفزيون المنزل مع الأصدقاء أمام كوب شاى ساخن، ولكن بالطبع لا يمكن فعل هذا فى حال الزواج...نفس الشىء بالنسبة للطرف الآخر التى لن تصبح مضطرة لمشاهدة مبارة كرة قدم سخيفة لا طائل من وراء نتيجتها سوى الشجار بين المشجعين أو بين اللاعبين والحكام والجهاز الفنى..وبالتالى فهذا الطرف سيصبح من حقه متابعة المسلسل الممل الذى تعدت حلقاته ال 975 حلقة أمام كوب من الشيكولاتة الساخنة مع علبة بسكويت بالزبد – للحفاظ على الريجيم ! 8 - ما أجمل ادخار المال وعدم إنفاقه إلا على الملابس والفسح والمطاعم الفاخرة وبالطبع كل هذا لن يتأتى إلا بالعزوبية، فالعكس يعنى إنفاق المال فى سوق الخضار والسوبر ماركت والأطباء والصيدلية و.... وفى النهاية تتكرر نفس الجملة المعتادة من أى طرف من الأطراف "وما الحاجة لكل ذلك ؟" إذن فلياخذ كل طرف حاجته ويحتفظ بأمواله لنفسه على الأقل ليجد ما يشترى به هدية فى عيد الأم! 9 - لن يصبح هناك مكان لكلمة "أريد ....." كما لن يصبح أى طرف مجبرا على متابعة الطرف الآخر لغلق صنبور المياه خلفه وإطفاء الأنوار وإغلاق علبة معجون الأسنان وتجفيف الحمام وملء زجاجات المياه ووضعها فى الثلاجة وتنظيف السرير من بواقى الطعام وإلقاء العلب الفارغة التى تركها الطرف الآخر مكانها...فالعزوبية تعنى الراحة مع تجنب الإهمال والصداع . 10 - الراحة من الحموات وأهل كل طرف بما يحملوه من تدخلات فيما لا يخصهم. فمشاهدة برامج معينة فى التليفزيون لن تكون بناء على رغبة أحد منهم كالعادة ولن يصبح أى طرف مضطرا للإجابة عن أسئلة سخيفة مثل "أين كنتم بالأمس" ؟!