محمد هلال صدرللكاتب ربيع ابراهيم سكر، باكورتهالأولي كتابه " معارك اسلامية خالدة من غزوة بدر الى نصر اكتوبر 1973 " الصادر عن مكتبة جزيرة الورد . يتناول الكتاب عددًا من أبرز وأهم الغزوات و المعارك الشهيرة في التاريخ الإسلامي من غزوة بدر في العام الثاني من الهجرة النبوية ، مرورا بمعارك كثيرة أشهرها فتح مكة وفتح الأندلس وحطين وعين جالوت وفتح القسطنطينية ، حتى جاء نصر الله على الصهاينة وتم العبور المصري في العاشر من رمضان 1393 هجرية الموافق السادس من أكتوبر 1973م . ويضم الكتاب ثلاثة أبواب ، الباب الأول: العسكرية الإسلامية و أخلاقيات الحرب في الإسلام ، وتضمن أربعة فصول ، الفصل الأول عن الرد على أكذوبة انتشار الإسلام بالسيف. والفصل الثاني تناول القيود الأخلاقية التي وضعها الإسلام في الحروب وفي الفصل الثالث تحدث المؤلف عن مميزات العسكرية الإسلامية عن غيرها من المدارس القتالية . وفي الفصل الرابع اختص بالعقيدة العسكرية الإسلامية. وفي الباب الثاني تناول المؤلف المعارك الإسلامية الخالدة في التاريخ الإسلامي منذ صدر الإسلام وحتى عصر المماليك وتضمن في الفصل الأول الحديث عن الغزوات في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وفي الفصل الثاني تناول المعارك الإسلامية في عهد الخلفاء الراشدين ومنها : القادسية ، اليرموك ، ذات الصواري ، وفي الفصل الثالث استعرض المعارك الإسلامية الكبرى التي غيرت خريطة العالم ومنها: ملاذكرد ، القسطنطينية ، الزلاقة ، حطين ، عين جالوت. اما الفصل الرابع فتناول حرب العاشر من رمضان السادس من أكتوبر 1973 والتي انتصر فيها الجيش المصري على العدو الصهيوني. وفي الباب الثالث عرض المؤلف للأسلحة القديمة التي استخدمها المسلمون الأوائل في معاركهم وحروبهم ليكون الجيل المعاصر على علم بها لنعلم كيف أن المسلمين كانوا يبتكرون أسلحتهم ويحصلون على كل ما هو جديد في مجال التسليح العسكري في كل عصر من العصور. ويهدف الكتاب الى إثبات ان الغزوات والمعارك الإسلامية لم تكن مجرد مواقع حربية بل صفحات مضيئة من التاريخ الإسلامي تستفيد الأجيال المتعاقبة من تجاربها، وتستخلص منها الدروس التي تبين عوامل النصر وأسباب الهزيمة ، كما انها تعتبر منبعا خصبا لدروس العسكرية الاسلامية من خلال القيم والمباديء الاخلاقية التي اقرها الاسلام في الحروب ومنها حسن معاملة الاسرى وعدم التعرض لدور العبادة والنساء والاطفال وكبار السن والشجر. ويؤكد الكتاب ان تلك الغزوات والمعارك ان المسلمين خاضوها ليس بدافع الاعتداء بل دفاعا عن النفس ، مصداقاً لقول الله سبحانه وتعالى: {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لايحب المعتدين}(البقرة 190) ، فكانت المعارك الاسلامية لمواجهة الغزاة الذين جاؤوا من كل حدب وصوب إلى بلادهم في المشرق والمغرب طمعاً في ثرواتها الطبيعية الوفيرة، وسعياً دؤوباً منهم لبلوغ هدفهم القديم لاحتلال اراضي بلاد المسلمين والسيطرة على موقعها الفريد ذي الأهمية البالغة على خريطة العالم. ويشير الكتاب الى ان القراءة المتأنية لمقدمات واحداث تلك المعارك الاسلامية وظروفها التاريخية تثبت لنا عدم صحة ما ذهب اليه المستشرقون الحاقدون على الاسلام عندما زعموا ان الاسلام انتشر بحد السيف ، فالحقيقة التي تعمد المستشرقون تجاهلها هي ان الاسلام انتشر في الشرق والغرب من دون اراقة دماء الابرياء ودخلت معظم شعوب العالم في الاسلام بسبب تسامح العقيدة الاسلامية وعدل الاسلام وحسن الاخلاق التي يدعو اليها ، وامام حرص المسلمين في عصور الاسلام الاولى على التخلق باخلاق الاسلام فقد حبب غير المسلمين في الدخول في الدين الاسلامي افواجا طواعية من دون كره او حرب . ويوضح ان الإحصائيات الرسمية الحالية لأعداد الذين يعتنقون الإسلام، تدل على أن عدد المسلمين في ازدياد مستمر، على الرغم من كل ما ينالهم من اضطهاد وما يتعرضون له من عوامل الإغراء!! فهل أكره احد الأوربيين والأمريكيين واليابانيين وغيرهم على دخول الإسلام؟! إن ما حدث معهم هو الذي حدث مع كل من أسلم في تاريخ الإسلام. إن القوة الحقيقية للإسلام داخلية ذاتية. إنه دين الفطرة الذي يُقنع أي باحث صادق، ويعجب أي قارئ محايد. وأيسر من أن نستقصي الحروب وأسبابها في صدر الإسلام لنعي تلك الحقيقة، أن نلقي نظرة عامة على خريطة العالم في الوقت الحاضر لنرى الشعوب التي دخلت في الإسلام دونما حرب أصلاً. إن السيوف لم تحمل بتاتًا في إندونيسيا وماليزيا والهند والصين، وسواحل القارة الإفريقية، وما يليها من سهول الصحاري الواسعة؛ ومع ذلك فأعداد المسلمين فيها هائلة !ولو كان هناك إكراه على الإسلام فكيف نفسر بقاء المسيحيين واليهود والوثنيين وأشباه الوثنيين إلى الآن في داخل معظم بلاد العالم الإسلامي!! أما تشريع الجهاد في الإسلام، فلم يكن لقهر الناس أو لإجبارهم على اعتناق الإسلام، وإنما كان لتحرير الإنسان وتحييد القوى الظالمة التي قد تحول بينه وبين الإسلام ، فالإسلام -إذن- إنما غزا القلوب، وأسر النفوس.. وإن كان بإمكان السيف أن يفتح أرضًا.. فليس بإمكانه أبدًا أن يفتح قلبًا!!