ان قراءة التاريخ الذي يحكي صراع الأمة مع أعدائها ليست منتهي مانطمح اليه, وانما المطمح كله هو استنباط العبرة من أحداث هذا الصراع وهو مايعرف بفلسفة التاريخ مصداقا لقوله تعالي في آخر آيات سورة يوسف: لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ماكان حديثا يفتري( ومن أصدق من الله قيلا)؟ النساء(122). بهذه العبارة يختتم المهندس حمدي سلامة مقدمة كتابه معارك الاسلام الكبري الذي يحاول فيه اعادة التاريخ العسكري الاسلامي علي أسس فلسفة التاريخ, أي استجلاء العبرة من أحداثه ووقائعه. ومن أجل ذلك فقد جاء الكتاب زاخرا بنحو مائة خريطة وكروكي وصورة ولوحات أنساب عديدة كأنساب أمم العرب البائدة وأنساب قريش البعيدة والقريبة قد تغني في مجموعها عن عدد من المجلدات. ويري المؤلف أن عليه واجب اعادة كتابة تاريخنا العسكري لاظهار مواضع العظمة فيه, فقد فجعه عجز المصادر التاريخية عن رؤية انتصارنا الأسطوري في مؤتة. ويبقي خالد بن الوليد وحده في رأي المؤلف علي قمة أبطال التاريخ العسكري العالمي لايدانيه بطل ولو كان تحتمس الثالث أبو العسكرية الفرعونية القديمة الذي وصل بالامبراطورية المصرية وهي أول امبراطورية في التاريخ الي شواطيء الفرات أو نابليون بونابرت أبو العسكرية الأوروبية الحديثة, وحسبنا ماشهد به أبو بكر الصديق منذ14 قرنا حينما قال والله لأنسين الروم وساوس الشيطان بخالد. وقال أيضا يامعشر العرب: لقد عدا أسدكم علي الأسد أعقمت النساء أن يلدن مثل خالد. ولو امتد العمر بخليفتنا عامين فقط لرأي مافعل في اليرموك. لقد صرع فيها30 ألف رومي في نهار يوم واحد وهرب رهبة منه30 ألفا قبل أن يبدأ القتال, فقد خبروه في مؤتة. كما هرب أثناء القتال40 ألف رومي بعد أن فقدوا الأمل في أن ينتصروا عليه. ولأن المعارك بآثارها لابأحداثها فقد بدأها المؤلف بعدد من المعارك الكبري التي وقعت في حياة أشرف الخلق سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم, تلك المعارك التي حققت هيبة الدولة الاسلامية الوليدة داخل الجزيرة العربية وخارجها كمعارك الاسلام الكبري في بدر, ومؤتة, وتبوك, وفتح مكة, ثم أعقبها بمعارك الاسلام الكبري في الشام وآسيا الصغري مثل أجنادين الأولي والثانية, واليرموك, وعمورية, وحطين, وعين جالوت, وفي العراق كالقادسية. والمدائن, والأبلة, وفي فارس كتستر( خراشهر) وجلولاء, ونهاوند, وفي أوروبا كالزلاقة, والأرك, والقسطنطينية, وفي مصر كذات الصواري البحرية, والمنصورة, والسادس من أكتوبر.1973