إقبال ملحوظ في ثاني أيام الإعادة بانتخابات النواب بلجنة كفور النيل بالفيوم    انتخابات النواب، إقبال ضعيف على لجنة السيرة الحسنة بالإسكندرية في جولة الإعادة    كيف ينتج تنظيم الإخوان ازدواجيته.. ثم يخفيها وينكرها؟    البطل الذى جعل من العلم سلاحًا    أسعار الذهب في مصر اليوم الأحد 28 ديسمبر 2025    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الأحد 28 ديسمبر 2025    حين تتحول المسئولية المجتمعية من شعار إلى فعل    تكافل وكرامة أكبر برنامج دعم نقدى فى المنطقة العربية    زلزال بقوة 5.8 درجة يضرب سواحل شمال بيرو    الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر الكامل للعراق ووحدة وسلامة أراضيه    ترتيب المجموعة الثالثة في أمم أفريقيا 2025 بعد فوز نيجيريا على تونس    إنبي يتحدي البنك الأهلي في كأس مصر    الزمالك يخشى مفاجآت كأس مصر في اختبار أمام بلدية المحلة    مصر والمغرب صدام كروى مؤجل    التعليم فى عام 2025.. مناهج ذكية وبرمجة وإطلاق البكالوريا المصرية    أبرز أفلامه جري الوحوش.. وفاة المخرج عمرو بيومى عن عمر يناهز 63 عامًا    2025.. عام المشروعات الاستثنائية    حبس مها الصغير شهر بتهمة سرقة لوحات لفنانين أوروبيين وتغريمها 10 آلاف جنيه    اليوم.. جنازة المخرج داوود عبدالسيد من كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة    كاسات الزبادي بالفواكه والمكسرات والعسل، فطار خفيف أو سناك مشبع    المشدد 15 سنة لعامل خطف شخصا واحتجزه بسبب خلافات مالية بالإسكندرية    أسعار الدولار اليوم الأحد 28 ديسمبر 2025    وزارة الدفاع الروسية: إسقاط 25 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل    الجيش الأردني يحبط محاولتي تسلل وتهريب مخدرات على الحدود الشمالية    مجلس جامعة القاهرة يعلن عن نظام «ساعات المشاركة المجتمعية» وتطبيقه على الطلاب الجدد    إصابة شخصان إثر تصادم ميكروباص مع توك توك بقنا    وزارة الصحة تكرم قيادات مديرية الشئون الصحية بأسيوط لتميزهم في عام 2025    لافروف: القوات الأوروبية في أوكرانيا أهداف مشروعة للجيش الروسي    عبد الفتاح عبد المنعم: الصحافة المصرية متضامنة بشكل كامل مع الشعب الفلسطينى    إنقاذ 6 أشخاص محتجزين إثر انهيار عقار من طابق واحد بروض الفرج.. صور    رئيس الحكومة العراقية: لم يعد هناك أي مبرر لوجود قوات أجنبية في بلادنا    الدفاع العراقية: 6 طائرات جديدة فرنسية الصنع ستصل قريبا لتعزيز القوة الجوية    محمد معيط: العجز في الموازنة 1.5 تريليون جنيه.. وأنا مضطر علشان البلد تفضل ماشية استلف هذا المبلغ    نيللي كريم وداليا مصطفى تسيطران على جوجل: شائعات ونجاحات تُشعل الجدل    إخلاء سبيل حمو بيكا عقب إنهاء الإجراءات القانونية    الأقصر تستقبل العام الجديد بأضواء مبهرة.. ورفع درجة الاستعداد | صور    أمطار ورياح قوية... «الأرصاد» تدعو المواطنين للحذر في هذه المحافظات    انتخابات النواب| محافظ أسيوط: انتهاء اليوم الأول من جولة الإعادة بالدائرة الثالثة    فيديو جراف| تسعة أفلام صنعت «فيلسوف السينما».. وداعًا «داود عبد السيد»    «الداخلية» تكشف مفاجأة مدوية بشأن الادعاء باختطاف «أفريقي»    واتكينز بعدما سجل ثنائية في تشيلسي: لم ألعب بأفضل شكل    يوفنتوس يقترب خطوة من قمة الدوري الإيطالي بثنائية ضد بيزا    آسر ياسين ودينا الشربيني على موعد مع مفاجآت رمضان في "اتنين غيرنا"    «زاهي حواس» يحسم الجدل حول وجود «وادي الملوك الثاني»    لافروف: أوروبا تستعد بشكل علني للحرب مع روسيا    هل فرط جمال عبد الناصر في السودان؟.. عبد الحليم قنديل يُجيب    بعد القلب، اكتشاف مذهل لتأثير القهوة والشاي على الجهاز التنفسي    كيف يؤثر التمر على الهضم والسكر ؟    الإفتاء توضح حكم التعويض عند الخطأ الطبي    مدرب المصرية للاتصالات: لا أعرف سبب تفريط الأهلى فى مصطفى فوزى بهذه السهولة    طه إسماعيل: هناك لاعبون انتهت صلاحيتهم فى الأهلى وعفا عليهم الزمن    رابطة تجار السيارات عن إغلاق معارض بمدينة نصر: رئيس الحي خد دور البطولة وشمّع المرخص وغير المرخص    أخبار × 24 ساعة.. التموين: تخفيض زمن أداء الخدمة بالمكاتب بعد التحول الرقمى    المكسرات.. كنز غذائي لصحة أفضل    آية عبدالرحمن: كلية القرآن الكريم بطنطا محراب علم ونور    هل يجوز المسح على الخُفِّ خشية برد الشتاء؟ وما كيفية ذلك ومدته؟.. الإفتاء تجيب    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : المطلوب " انابة " بحكم " المنتهى " !?    أخبار × 24 ساعة.. موعد استطلاع هلال شعبان 1447 هجريا وأول أيامه فلكيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أول رئيس عربى سابق تتم محاكمته بتهمة قتل المتظاهرين.. مبارك بين الإدانة والبراءة
نشر في الأهرام العربي يوم 30 - 09 - 2014

أحمد أمين عرفات- وفاء فراج
برغم محو اسمه من على الميادين والمدارس والمشروعات التى ظلت تحمله لسنوات طويلة، وبرغم حذفه من المناهج الدراسية أو ذكره كحاكم فاسد خلعه شعبه، فإن أحدا لن يستطيع محو اسمه من التاريخ كحاكم لمصر على مدار 30 عاما، وأنه أحد المشاركين فى صنع انتصار أكتوبر، وله من الإنجازات ما له، أيضاً عليه من المآخذ فى سنوات حياته الأخيرة ما جعل المصريين يثورون عليه فى 25 يناير 2011 ليتنحى عن الحكم فى 11 فبراير 2011، إنه الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك ويحاكم اليوم، أمام محكمة القرن فى حالة نادرة وغير مسبوقة فى التاريخ المصرى، والحكم أيا كان عنوان الحقيقة. واليوم 27 سبتمبر 2014 يتحدد مصير الرجل الذى حكم مصر فى لحظة فارقة وانتهى حكمه نهاية مأساوية.
فقد اعتبرته «باردى» الأمريكية الديكتاتور رقم 20 الأسوأ على مستوى العالم، كما أنه لم يكن يحب القراءة ولا يطيق الوزير الذى يعتز بنفسه، وهو أول رئيس عربى سابق تتم محاكمته بتهمة قتل المتظاهرين.
تواريخ شكلت ملامحه
ولد فى 4 مايو 1928.
حصل على بكالوريوس العلوم العسكرية فبراير 1949.
حصل على بكالوريوس علوم الطيران من الكلية الجوية فى 12 مارس 1950.
عُين مديراً للكلية الجوية فى نوفمبر 1967م.
شغل منصب رئيس أركان حرب القوات الجوية، ثم قائداً للقوات الجوية فى إبريل 1972م، وفى العام نفسه عُين نائباً لوزير الحربية.
قاد القوات الجوية المصرية أثناء حرب أكتوبر 1973وفى 15 إبريل 1975، اختاره السادات نائباً لرئيس الجمهورية.
تولى حكم مصر فى 14أكتوبر 1981.
أجبر على التنحى فى 11 فبراير 2011.
الأول بين الحكام العرب
تعتبر فترة حكمه الأطول بين ملوك ورؤساء مصر منذ محمد على باشا.
أول رئيس عربى سابق تتم محاكمته بتهمة قتل المتظاهرين، أمام محكمة مدنية فى 3 أغسطس2011.
الحكم عليه بالسجن المؤبد يوم السبت 2 يونيو 2012.
إنجازاته
قاد مبارك القوات الجوية المصرية أثناء حرب أكتوبر ومعروف بلقب صاحب أول ضربة جوية، حيث كان لها أثر كبير فى ضرب النقاط الحيوية للقوات الإسرائيلية فى سيناء مما أخل بتوازنه، وسمح للقوات البرية المصرية لعبور قناة السويس والسيطرة على الضفة الشرقية للقناة وعدة كيلومترات فى أول أيام الحرب تحت غطاء وحماية القوات الجوية المصرية.
أكمل مبارك مفاوضات السلام التى بدأها أنور السادات مع إسرائيل فى كامب ديفيد، واستمرت عملية السلام بين مصر وإسرائيل حتى تم استرجاع أغلب شبه جزيرة سيناء من إسرائيل إلى أن لجأت مصر إلى التحكيم الدولى لاسترجاع منطقة طابا من الاحتلال الإسرائيلى واستطاعت بالفعل استرجاع طابا عام1989.
ويحسب لمبارك، أنه مارس بصفته رئيسًا لمصر دورًا مؤيدًا للسلام فى الوطن العربي، وعرف بموقفه الداعم للمفاوضات السلمية.
تم بناء عدة منشآت ومشاريع حيوية فى عهده مثل مترو الأنفاق فى القاهرة والجيزة، وترعة السلام فى سيناء ومشروع توشكى وشرق العوينات وإعادة إعمار حلايب ومشاريع إسكان الشباب.
وفى فبراير 2005 دعا مبارك إلى تعديل المادة 76 من الدستور المصرى والتى تنظم كيفية اختيار رئيس الجمهورية وتم التصويت بمجلس الشعب لصالح هذا التعديل الدستورى الذى جعل رئاسة الجمهورية بالانتخاب المباشر لأول مرة فى مصر من قبل المواطنين وليس بالاستفتاء كما كان متبعا سابقا.
أنيس منصور يصفه بالطيب البسيط
فى عموده «مواقف» بتاريخ 9 أكتوبر 2010 كتب أنيس منصور قائلا: يسعد كثيرا من يلتقى بالرئيس حسنى مبارك فهو لم يتغير منذ كان نائب الرئيس.إنه نفس الشخص الطيب البسيط.. والذى بعد دقائق يسألك عن صحتك. تجد نفسك صديقا له وأخا. وأكثر من ذلك أنه على استعداد أن يسمع ويشجعك على أن تقول. وقد قلنا ما لا يجرؤ وزير أن يقوله للرئيس. ومقبول منا أى كلام لأننا صادقون مخلصون. وقد أعطانا الأمان، والأمان من نصيب كل مواطن لأنه لا يظلم أحدا لماذا؟ تكوينه كذلك.
وفى موضع آخر من مقاله يقول: الرئيس مبارك يضحك أكثر ويداعب أكثر. ابن بلد وابن نكتة، انه إنسان عادى جدا. فى لقائنا الأخير أربع ساعات نقول وهو يطلب منا أن نقول لأنه يريد أن يعرف ولابد أنه يصدقنا، تماما كما أننا نصدقه. وليس بيننا أحد لم تكن له حكاية مع الرئيس، كما وصفه بأنه نموذج رفيع على أخلاقيات الفلاح البسيط الذى شاء له ولنا القدر أن يكون فى بوتقة من تاريخنا ومن همومنا ومستقبلنا. وكما أننا حملناه ماضينا، فهو قادر على أن يحمل مستقبلنا.
أوسمة وجوائز
حصل مبارك على عدد كبير من الأوسمة والميداليات الدولية والوطنية تزيد على ال70 منها:
جائزة نهرو للسلام من الهند تقديرا، لمكانته الدولية .
درع السلام العالمى من هيئة مكتب الاتحاد الفيدرالى لسلام الشرق الأوسط التابع للأمم المتحدة واعتباره شخصية العام للسلام.
جائزة الأمم المتحدة.
جائزة رجل عام 1984 من قبل مجلس التضامن الهندي.
الوسام الرفيع السابع من نوفمبر لجمهورية تونس.
ميدالية مبارك الكبير الكويتية.
وسام الشرف العظيم من السودان.
وشاح فنت الدانماركى.
وسام الصليب الأعظم الألمانى من نوط الاستحقاق من ألمانيا الفيدرالية.
الوسام العظيم لميدالية الشرف من اليونان.
ميدالية الوشاح الأكبر درجة وسام الشرف الذهبى من النمسا.
وشاح ميدالية الاستحقاق القومية من فرنسا.
الشعار العسكرى للشجاعة من نوط الدرجة الأولى.
شعار الواجب العسكرى من نوط الدرجة الأولى.
وسام النيل الأكبر.
وشاح النيل.
علاوة على العديد من درجات الدكتوراة الشرفية من جامعات جورج واشنطن وسانت جونس. وجامعة بكين وغيرها.
وفى كشف خطير أوضح محمود صبرة المدير العام السابق فى مكتب للرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك أن مبارك لم يكن يحب القراءة، فكان لا يقرأ الصحف ويستقى كل معلوماته من زكريا عزمى فيما يخص كل شئون البلاد،مشيرا أن زكريا كان مصدره الوحيد للثقة فيما يخص كل مؤسسات الدولة، سواء كان مجلس الوزراء أم البرلمان أم أى جهة ووصف صبره مبارك بأن أذنه كانت لعزمى فقط والذى كان يخشى من اقتراب أى أحد من الرئيس حتى إنه رفض استخدام د. مصطفى الفقى لمنصب سكرتير الرئيس للمعلومات بالرغم من أنه كان يتولى هذا المنصب بالفعل، وغضب بسبب نشر وكالة رويتر تصريحا للفقى مصحوبا بهذا المنصب، حتى إن الفقى طلب من صبرة أن يرفع هذه الصفة فى أى أخبار للوكالات حتى لا يغضب عزمي، وأكد صبرة أن السر وراء تعيين حسين كامل بهاء الدين وزيرا للتعليم ثم وزيرا للصحة هو إشرافه على علاج نجلى الرئيس.
وبالنسبة لصفوت الشريف عندما كان وزيرا للإعلام، فقد كشف صبرة أنه كان يخدع الرئيس فى الأخبار المرسلة إليه، ودلل على ذلك بقصة الطائرة المصرية التى اختطفها فلسطينيان عام 1981 فى مالطا وقامت قوات خاصة مصرية بتنفيذ عملية اقتحام للطائرة، ومات فى هذا الاقتحام 56 شخصا بينما بقى 38 على قيد الحياة، وقتها أرسل الشريف خبرا مقتضبا بأن عملية الاقتحام نجحت دون أن يذكر تفاصيل العملية وعندما قمت- والكلام لا يزال لصبرة - بتأخير دخول الخبر للرئيس لحين استكماله غضب مسئولون فى القصر منى، فقد كان الشريف كان فقط نقل أخبار سارة للرئيس لإرضائه.
وقال صبرة إن مبارك لم يكن ينظر فى أى شكاوى خاصة بالمواطنين أو تقارير تتحدث عن الأحوال المعيشية، وأن أى شيء كان يرد فى هذا الشأن كانت إدارة الشكاوى تحولها إلى رئاسة الوزراء، وأنه مرة واحدة فقط دخلت شكوى من أسرة مصرية بطريق الخطأ تشتكى للرئيس من غياب نجلها، فشكل مبارك لجنة كبيرة للتحقيق فى كيفية دخول الشكوى إليه وأقال نائب مدير المكتب فورا بسبب خطأ دخول الشكوى!!
وأوضح صبرة أن مكتب الرئيس لم يكن يهتم بما تنشره الصحف القومية لأنه يعرف مسبقا ما بها، مؤكدا أن مبارك لم يمسك أبدا بجريدة بين يديه لقراءتها، وأثناء سفر الرئيس للخارج كانت تصدر لنا تعليمات بإرسال مقالات المديح فقط.
وكشف صبرة موقفا يوضح عدم حب مبارك للقراءة عندما رمى تقريرا من 4 صفحات فى وجه سكرتير خاص، وقال له «هو أنا هقرأ كشكول» وكان مبارك يطلب فقط تقاريرا خارجية ويرفض الاطلاع على أى شأن داخلي.
وقال صبرة إن مبارك كان لا يطيق الوزير الذى لديه اعتزاز بنفسه وهذا هو سبب إقالة كمال الجنزورى، مؤكدا أن سوزان مبارك ونجله جمال كانا يتدخلان فى اختيار الوزراء.
ومن جانبه كشف اللواء مجدى عمار مدير الشئون المالية والإدارية لرئاسة الجمهورية السابق أسرار ديوان رئاسة الرئيس المخلوع حسنى مبارك، حيث أكد أن سوزان كانت مسيطرة على كل شيء والعيب لم يكن من مبارك لكن من زوجته وأولاده. وقارن بين الرئيس الراحل محمد أنور السادات ومبارك بأن السادات لم يلبس يومًا القميص الواقى من الرصاص على عكس مبارك الذى كان يتحرك به فى كل مكان، مشيراً إلى أن الرئيس المخلوع مبارك كان لا يعلم شيئا بشأن ما ينفق والأمور كلها كانت فى يد زكريا عزمي.
سلبياته
شهد عصره تزايد الإضرابات العمالية وانتشار ظاهرة التعذيب فى مراكز الشرطة، واستفحال ظاهرة العنف ضد المرأة وازداد عدد المعتقلين فى السجون، إذ وصل عدد المعتقلين السياسيين إلى ما يقرب من ثمانية عشر ألف معتقل إدارى، وحسب تقدير ورد فى كتاب من تأليف الصحفى عبد الحليم قنديل وصل عدد العاملين فى أجهزة الأمن المصرية 1.7 مليون ضابط وجندى ومخبر، وهو ما يعنى أن هناك عسكريا لكل 47 مواطنا مصريا حسب الكتاب. وفى عصره تزايد عدد الفقراء، حيث أشار تقرير نشر فى فبراير 2008 أن 11 مليون مواطن يعيشون فى 961 منطقة عشوائية، وتفاقمت الأزمة الاقتصادية على إثر بعض السياسات الاقتصادية ويتحكم 2% من المصريين فى 40% من جملة الدخل القومى، وقد اتخذت الأزمة الاقتصادية فى عهده منعطفاً خطيرا بعد عام 1998، إذ زادت معدلات التضخم بصورة ضخمة فى هذا العام وتضاعفت الأسعار بسبب قرار اتخذه رئيس الوزراء وقتها عاطف عبيد بتحرير سعر الدولار.
كما أنه ومنذ توليه الرئاسة وحتى إجباره على التنحى ظل تطبيق قوانين الطوارئ ساريا.
فى عهده ارتفع الدين الداخلى إلى 300 مليار جنيه بخلاف مديونية الهيئات الاقتصادية التى تبلغ 39 مليار جنيه. كما بلغ الدين الخارجى 27 مليار دولار وارتفاع قيمة الفوائد المحلية فى الموازنة إلى 22.9، والفوائد الخارجية إلى 2.3 مليار جنيه، كما بلغت الاقساط المحلية 6.3 مليار جنيه، والأقساط الخارجية 2.5 مليار جنيه، وبلغ عبء الدين العام بنوعيه 34 مليار جنيه، بنسبة 26.7 فى المائة من إجمالى الموازنة العامة للدولة بالتوازى مع وضع مصر فى قائمة أكثر 25 دولة فسادا فى تقرير البنك المركزي.
عندما يغضب
كشفت أمل ابنة المفكر الراحل مصطفى محمود، أن مبارك أوقف مقالات والدها فى جريدة الأهرام عن طريق رئاسة الجمهورية التى أرسلت خطابا طالبت فيه إبراهيم نافع رئيس مجلس الإدارة وقتها بمنع هذه المقالات لأنها معادية لإسرائيل، كما كشف الملحن حلمى بكر أن الرئيس المخلوع غضب من الفنانة الراحلة وردة بسبب أغنية «وجالك يوم» ظنًا منه أنه المقصود بتلك الأغنية. كذلك أكد المفكر السياسى د. مصطفى الفقى أن مبارك كان معتادا أن يجعل من رؤساء حكومته سكرتارية فقط، وأنه ذات مرة أرسل الجنزورى لاستقبال رئيس الوزراء الإسرائيلى إسحاق رابين فى المطار، وحدث أن تحدث الجنزورى مع رابين فى مسألة تهدئة الأوضاع واستغلال ثروات المنطقة والعمل على ضمان حقوق الفلسطينيين حتى يتحقق السلام، وحينما علم مبارك بهذا الأمر غضب من الجنزورى واستبعده من حضور عملية التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتساءل الفقى متعجبا: كيف لا يتحدث الجنزورى إلى رابين وهو رئيس حكومة ومسئول عن السلطة التنفيذية؟.
وفى لقاء مع السفير اليمنى السابق بالقاهرة، عبد الوالى الشميري، أكد أن مبارك، هاجم نظيره التونسى المخلوع، زين العابدين بن على، بسبب عدم ضغط الأخير على القوات المسلحة لقمع المتظاهرين، معتبرا أن هروب بن على عرض الرؤساء العرب جميعاً للخطر.
تكشفها حاشيته المقربة جداً.. أسرار وخفايا الصندوق الأسود لمبارك
- اللواء عبد الرحمن العدوى: مبارك تعرض لمحاولات اغتيال عديدة أولها فى تنزانيا
- اللواء محمود خلف: كان يحتفظ بعلاقات قوية مع لجنة الشئون الخارجية بالكونجرس اللواء محمد أبو بكر: مبارك قال لى: لا أنام من الضغوط والأزمات وكل همى بناء القرى السياحية
كان يهتم بمتابعة المشروعات العملاقة للدولة ولا يهتم بالأمور الداخلية ويتركها للمسئولين وحدهم.. رجالات الدائرة الضيقة التى كانت تحيط بالرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، هم من يملكون أسرار وخفايا الصندوق الأسود للرئيس الأكثر جدلا، سواء بحكم عملهم فى مؤسسة الرئاسة، أم بتولى مهام ومسئوليات شديدة السرية والخصوصية، حيث التصقوا بمبارك سنوات طويلة، شهدوا خلالها مواقف لم يشهدها غيرهم، واطلعوا على أسرار لم يكشفوا عنها وقتها لكى لا يتهمون بإفشاء أسرار الرئيس حتى جاءت هذه اللحظة المصيرية التى تحدد مصير مبارك اليوم لتكشف الغطاء فى التوقيت ذاته عن كشف المسكوت عنه، وتبوح بأسرار وخفايا يكشف عنها ل «الأهرام العربى» هؤلاء «الخاصة» المقربون للغاية من مبارك فى لحظة جارحة لا تعرف «الصمت».. ولا تقبل «المزايدة أو التزييف».
اللواء عبد الرحمن العدوى – نائب مدير أمن مؤسسة رئاسة الجمهورية فى الفترة من 1980 وحتى 1990 والمسئول الأول عن تأمين مبارك ومقار الرئاسة وقائد قسم مكافحة الإرهاب بالمؤسسة وحماية الشخصيات المهمة وتنظيم استقبال القوات الدولية والوفود وتأمينها.
أنا كنت الحارس الشخصى للرئيس مبارك فى الفترة 1980 وحتى 1990 وكنت أتولى بنفسى تأمين مبارك وعائلته بداية من تأمين المقار التى يتنقلون فيها من القصور والفيلات والسيارات والطائرات التى يستخدمونها وجمع التحريات عن الأشخاص الذين يلتقون هم والعاملين بالقصر الجمهورى .
مضيفا: استطعت حماية مبارك من اعتداءات عديدة ومنها حادث المنصة عندما كان نائبا لرئيس الجمهورية، وكان المفروض أن أكون ملازما له لحمايته، غير أنه تم إخبارى بأن حراسة الرئيس السادات هى التى ستتولى تأمين الحاضرين ومن ثم وقفت فى الصف الخامس، وإذا بنا نفاجأ بهجوم خالد الإسلامبولى ولم يتحرك أحد من حراسة الرئيس من هول المفاجأة، بينما تحركت أنا ورميت الكرسى على مبارك، لحمايته من الرصاص ثم أخليت المكان بمساعدة عميد من المخابرات العامة، ودفعنا مبارك فى سيارة فولفو وتوجهت به فورا إلى مستشفى المعادى العسكري، وهى ليست المرة الوحيدة التى يتعرض فيها لمحاولة اغتيال، فهناك محاولات أخرى لم يكشف عنها من قبل، أولها واقعة تنزانيا، حيث كان من المفترض حضوره مؤتمرا هناك، ووردت إلينا معلومات بأن طائرة مبارك مستهدفة وسيتم ضربها فور هبوطها فى المطار وتم استخدام حيلة ذكية وهى الهبوط فى اتجاه معاكس للاتجاه الأصلى ثم الإقلاع مباشرة ومن ثم تجنب التعرض لعملية تفجير طائرة الرئيس.
أما الواقعة الثانية فكانت فى كينيا، حيث كان مبارك مشاركا فى مؤتمر القمة الإفريقية، وكانت هناك محاولة للاعتداء على مبارك عن طريق الحراسة الخاصة بالجانب الليبي، غير أننى وأبو بكر بدراوى ومحمد عبد الحليم استطعنا السيطرة على الموقف وتم القضاء عليهم فورا، وهناك واقعة أخرى فى إيطاليا، حيث كان هناك عناصر من منظمة الألوية الحمراء – إحدى أشهر المنظمات العالمية لعمليات الاختطاف والاغتيال، غير أننى وباقى فريق الحرس استطعنا حمايته.
لكننى أريد أن أؤكد أن تأميننا لمبارك هو من منطلق تأميننا لسيادة الدولة لأنه كان رمز الدولة.
وأريد أن أذكر أنه برغم حمايتى للرئيس كثيرا فإنه هو من أقصانى عن العمل، فهو لم يكن يهمه سوى مصلحته الشخصية فقط، ولم يكرم أو يهتم بمن حموه، بالإضافة إلى أن مؤسسة الرئاسة كانت تضم لوبى قويا يقوم بالوشاية لدى الرئيس ضد أى قيادة تؤدى دورها بكفاءة، وكان ينصت لهم باهتمام، ويعتمد عليهم فى أغلب قراراته، وهذا اللوبى هم المنتفعون من الرئيس والذين حققوا مصالح ومكاسب اقتصادية كبيرة جدا فى السنوات الماضية، وهم أيضا من أهم أسباب سقوط النظام السابق.
قائد الحرس الجمهورى ..وشيخ الخفر
اللواء محمود محمد خلف – أستاذ دراسات الأمن القومى المشارك بأكاديمية ناصر العسكرية والجامعات المصرية، خدم بالقوات المسلحة بوحدات الصاعقة وتدرج بوظائفها حتى وظيفة رئيس أركان الجيش الثالث الميدانى، ثم تولى وظيفة الياوران برئاسة الجمهورية 1995 وحتى 1997 ثم قائدا لقوات الحرس الجمهورى برئاسة الجمهورية 1997 وحتى 1999 ثم رئيس المجلس الأعلى للأقصر 1999 وحتى 2001 .
تحدث قائلا: لقد توليت وظيفة كبير الياوران وقائد الحرس الجمهورى وهى كلها مناصب عسكرية وتسمح الوظيفتان بالاقتراب دائما من رئيس الجمهورية، والتحرك معه فى كل الزيارات الخارجية والداخلية، وأهمها زياراته للولايات المتحدة الأمريكية، وأذكر أنه كان يحتفظ بعلاقات قوية مع لجنة الشئون الخارجية بالكونجرس، وهو ما كان يسهل مهمته فى الحصول على المنحة العسكرية والتى كانت تمثل مشكلة سنوية ودائمة، وأذكر فى حوار له مع الرئيس كلينتون فى البيت الأبيض وكان الحديث الرئيسى عن المعونة العسكرية، وكان رد كلينتون وقتها أن حل هذه المشكلة ليس بيده وإنما القرار بيد لجنة الشئون الخارجية بالكونجرس، فهى التى تحدد مكونات المنحة من أسلحة ومعدات وتكنولوجيا متطورة، والحق يقال إن مبارك كان ناجحا دائما فى الحصول على ما يريد خصوصا طلبات وزارة الدفاع المصرية من الأصناف الحرجة من الأسلحة المتطورة، برغم أن النظام فى أمريكا يحظر توريدها إلا لدول معينة، وقد حضرت مع الرئيس مبارك زيارتين للولايات المتحدة فى إبريل 1996 وإبريل 1997 وكان ناجحا بنسبة 100 % فى الحصول على ما يريد خصوصا فى الحصول على نفس الأسلحة التى تحصل عليها إسرائيل، وكان يقول دائما أن إسرائيل لا تحترم إلا القوى ، ويكفى أننا فى عام 2010 كنا الدولة رقم 12 فى قوة النيران فى العالم ورقم 1 فى الشرق الأوسط .
مضيفا: وأنا أقول شهادتى للتاريخ حيث أعتبر نفسى شاهد عيان، إن مبارك كان يهتم بمتابعة المشروعات العملاقة للدولة أى يهتم بالفكر الإستراتيجى للدولة من فوق، لكن يؤخذ عليه أنه لم يكن مهتما بالأمور الداخلية للدولة وكان يتركها للمسئولين ووزراء حكومته، فعلى المستوى الداخلى كنت أعرف أن الحاشية كانت تتدخل لحد كبير فى توزيع المناصب خصوصا زكريا عزمى وكنت أطلق عليه لقب – شيخ البلد - فقد كان هو المتحكم فى الأمور الداخلية للدولة، وكانت علاقتى به متوترة دائما، لأن طريقة عمله لم تكن تروق لى، حيث كنت أشعر أنه شخصية غير سوية وهو ما يختلف عن تكوينى العسكرى، لذا لم يكن بيننا أى قبول، خصوصا أنه كان يبلغ المعلومات للرئيس بطريقة ملتوية وكان يرسل رسائل تهديد للوزراء بشكل مستمر.
وأذكر على المستوى الدولى أن مبارك لم يكن يشعر بالقلق إلا من القذافى وكان يقول عنه إنه شخص مجنون وغير طبيعي، لذا كان حريصا دائما على احتوائه مبررا ذلك بأن لنا حدودا طويلة وصعبة فى تضاريسها مع ليبيا وأنه لا أحد يضمن تصرفاته، ويكفى ما نعانيه فى تأمين حدودنا مع السودان وإسرائيل .
طيار الرئيس
اللواء طيار محمد أبو بكر حامد حسن – قائد سرب الشخصيات المهمة – حيث سافر مع مبارك للعديد من المحافظات فى الجمهورية وأيضا لمختلف الدول العربية والأوروبية.
والذى تحدث قائلا: أريد أولا أن أوضح أننى لست من الفلول، ولا أحب النفاق وأننى مع الثورة، ولكننى شاهدا على مجموعة من الأحداث ، وسأسرد ما حدث بكل صدق وشفافية، فبداية معرفتى بمبارك عندما أتى لكلية الطيران بصفته قائد القوات الجوية لتهنأة الضباط بنصر أكتوبر بعد الحرب مباشرة ، ووقتها جاء مدير الكلية وأخبر مبارك بأن هناك ثلاثة طيارين مفقودين منذ الحرب ، وغصب عنى قلت لمدير الكلية هم ليسوا مفقودين، وإنما استشهدوا وقد رأيت طيارة الملازم هانى حسن وهى محترقة فى الثغرة، وهنا رد مبارك بغضب قائلا: أنت تحدث قائدك بشكل غير لائق، وإذا علمت أنك فعلتها مرة أخرى هاوديك وراء الشمس وأرسلنى ثلاثة أشهر بعمليات البحر الأحمر مع الجيش كعقاب، وبعد انتهاء المدة ذهبت لمكتبه وطلبت مقابلته، ولم يقابلنى إلا عندما علم بأننى قمت بواجبى خلال الثلاثة أشهر دون أخطاء وبالتزام شديد، وشرحت له موقفى من أننى أخشى على أهل زملائى الذين استشهدوا من تعطل حصولهم على المكافأة أو المعاش إلا بعد فترة طويلة فى حالة احتسابهم مفقودين وليسوا شهداء، وطلبت منه العودة لقيادة المقاتلات مرة أخرى ووافق وقال لى أريد أن أرى كلامك مع القادة أكثر هدوءا.
مضيفا: وبعدها تم إلحاقى بالمواصلات بسرب طائرات الشخصيات المهمة، وأذكر أهم طلعتين لى مع مبارك والذى خلالهما دار بيننا أكثر من حديث، الطلعة الأولى عندما جاءتنى الأوامر بأن أقل الرئيس إلى أسيوط وفى المطار فوجئت بأن الرؤية فى أسيوط منعدمة ويصعب معها الهبوط بالطائرة وأخبرته بذلك، لكنه أمرنى بالإقلاع دون مناقشة ونفذت الأمر وفى منتصف الطريق أمرنى بتغيير اتجاهى والتوجه لمطار الغردقة وألا أخبر البرج بأن الرئيس معى وأن أتحجج بأى سبب آخر للهبوط بمطار الغردقة مثل عمل صيانة للطائرة مثلا، فهو كان يريد عمل تفتيش مفاجئ وكنت بين نارين أن أنفذ الأوامر وفى ذات الوقت رغبتى فى تحذير زملائي، لذا أخبرت البرج أن معى بعض الشخصيات المهمة من الوزراء حتى يستعدوا ولم أخبرهم بأن معى رئيس الجمهورية وفعلا وصلنا، وذهب مبارك لتفقد أحوال المحافظة وعاد بعد ساعتين، وأمرنى بالذهاب إلى أسيوط وفوجئت به يتحدث غاضبا مع من يرافقوه أن المسئولين بالمحافظة أحضروا له إنتاجا زراعيا على أساس أنه من إنتاجهم بالرغم من أنه من إنتاج محافظة أخرى وظل يردد قائلا:"هم فاكرين أنى مش فاهم" وبالفعل وفى طريقنا لأسيوط جاء خبر إقالة محافظ البحر الأحمر ومعه بعض قيادات المحافظة.
أما الطلعة الثانية فكانت لدولة زيمبابوي، حيث مؤتمر القمة الإفريقي، وفى طريق عودتنا فوجئت به يدخل علينا الكابينة قائلا: أنا زهقت من الجلوس فى الخلف وأريد الجلوس والتحدث معكم، خصوصا أن الرحلة كانت تستغرق ثمانى ساعات للعودة للجمهورية، ثم سألنا عن رأينا فى زيمبابوى وقلت له بصراحة يا ريس لقد تفاجأنا بمدى روعة وجمال هذا البلد وشياكة أهله، ونتمنى أن تصبح بلادنا مثلها، وهنا رد مبارك قائلا: أنا أيضا أتمنى ذلك، لكن عندنا مشاكل وأزمات كثيرة وبصراحة لا أنكر أننى تعبت فأنا لا أنام من كثرة الضغوط والأزمات، فأنا حاليا كل همى هو بناء القرى السياحية لضمان دخل ثابت ومستمر للجمهورية يساعد على تنفيذ المشروعات التى من شأنها رفع مستوى المعيشة عندنا، لكننى أعانى لأنه للأسف ليس كل الوزراء يساعدوننى، ومنهم من يحب الاستعراض والظهور بالتليفزيون فقط.
قال كلمات مأثورة .. وكان أول من نقضها
- أقوال لا أفعال كان مبدأ مبارك الذى تبناه طوال سنوات حكمه
- الدكتور جمال زهران: تصريحاته أوجدت فجوة ثقة بينه وبين الشعب
كثيرا ما كان لمبارك تصريحات ساخنة وأقوال شهيرة عن الأخلاق والقيم والحرية والعدالة ومحاربة الفساد وأثرها فى سنوات حكمه الأولى.. وغيرها العاطفية التى حاول أن يكسب تعاطف المصريين، خصوصا فى الأيام الأولى للثورة .. وأشهر تلك المقولات هى:
لن أرحم أحدا يمد يده إلى المال العام حتى لو كان أقرب الأقرباء، إننى لا أحب المناصب ولا أقبل الشللية وأكره الظلم ولا أقبل أن يظلم أحد وأكره استغلال علاقات النسب .
الكل سواء عندى أمام القانون ونحن لا نريد قانون الطوارئ .
لن أقبل الوساطة وسأعاقب لصوص المال العام .
مصر ليست ضيعة لحاكمها .
الكفن مالوش جيوب، سنعلى من شأن الأيادى الطاهرة .
أنا عندى 80 مليون مواطن حأكلهم منين.
مبارك: سألتزم بقانون الطوارئ فى النطاق المحدود إلى يتطلبه أمن مصر وأمانها.
لا عصمة لأحد من سيف القانون القاطع الذى لا يفرق بين قوى وضعيف.. غنى وفقير.. وأعلن لكل اللاعبين بالنار أن نار الشعب هى الأقوى.
مصر ليست مدينة لأحد ولكننا جميعا مدينون لها.. سنبنى ولن نفرق.. سنحمى ولن نهدد.. سنصون ولا نبدد.
أمر الشعب لى هو أمر لنا جميعا وتقديرى وعرفانى لكل من منحونى ثقتهم وأعاهد الله على مواصلة المسيرة.
لا دعاية ولا وعود إلا بعد أن يتم الإنجاز.
المحسوبية غير مسموح بها إطلاقا ولاتهاون فيها مع أى مسئول، ولن أتردد فى أية فرصة لرفع مرتبات الموظفين.
التعدى على أراضى الدولة جريمة اختلاس للمال العام .
سياستى هى الاستماع للنقد وتحرى الصواب من الخطأ.
أنا متدين ولكنى لست متطرفا.
مشاكل الإنسان المصرى البسيط هى الهموم التى تشغلنى حاليا .
7 قضايا مهمة على أولويات برنامجى وهى ترشيد الاستهلاك ومشكلة السكان ووصول الدعم لمستحقيه ومواجهة البذخ فى الإنفاق العام ونقص العمالة الماهرة وترشيد الاستيراد .
الكل يعرف من هو حسنى مبارك، لذلك يعز على ما ألقاه اليوم من بعض أبناء وطنى.
سيحكم التاريخ يوما مالنا وما علينا وغدا سيحكم التاريخ على مبارك أنه لم يخن نفسه أو بلده فى يوم من الأيام.
خيط رفيع يفصل بين الفوضى والاستقرار.. أنا أو الفوضى .
خليهم يتسلوا.
وتقييما لهذه التصريحات التى تكررت على مدار 30 عاما حكم فيها مبارك مصر.. وهل عمل بما قاله أم نقضه يقول الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس إن مبارك كانت فترة حكمه الأولى من عام 1981 إلى 1987 من أفضل الفترات فى مصر استقرارا وإيجابية بإجماع الخبراء، حيث كان أداؤه فى صنع القرار جيدا ويستشير ممن حوله من المتخصصين فى كل المجالات، لذلك كانت تصريحاته أقرب لقناعته وإيمانه ولعمله، خصوصا فيما يخص تحديد فترات الحكم ومحاربة الفساد والشللية .
مشيرا إلى الفترة الثانية وما بعدها لحكم مبارك، بدأ يتراجع أداؤه ويشعر بتضخم ذاته، فذهب يعاند الشعب والشرفاء وناقض كل شعاراته وتصريحاته، وأصبح هو رأس الفساد فى مصر ومنح لحاشيته وأصدقائه أراضى مصر وكنوزها وخيراتها بالمجان .. مفسرا أن توحد مبارك مع السلطة جعله يعتقد أنه أقوى من الجميع، لدرجة أنه خلال 18 يوما، أيام الثورة كانت لهجة خطاباته وتصريحاته مليئة بالعجرفة والتهديد للشعب، فى نفس الوقت الذى كان لابد فيه أن يستعطف الشعب ويعتذر لهم مما أفقده حينها تعاطف الكثيرين.
ويضيف زهران أن مبارك أضاع على نفسه فرصة عظيمة فى تفعيل مشروع الديمقراطية وفقد مصداقية شعبه تماما، خصوصا مع تكراره لشعاراته الرنانة وتصريحاته التى خالفت كل أعماله وناقضت قراراته.. مؤكدا أن تلك الأمور من شأنها فى علم السياسية أن تخلق فجوة من عدم الثقة بين الحاكم والمحكومين، وهذا ما يساعد على انهيار الحاكم فى النهاية .
حديقة حيوان القصر الجمهورى
- الدكتور عمر تمام: حديقة حيوان القصر كانت لتسلية أحفاد الرئيس..وأشهد أنه كان عطوفا على الحيوانات وحريصاً على علاجها
قردان وغزال أوروبى وطاوس و(سى سى)، أى حصان صغير، وعدد من العصافير والبغبغاوات هى مجموعة الحيوانات التى كانت تسكن حديقة حيوان قصر العروبة التى انشأها مبارك داخل القصر لتسلية أحفاده محمد وعمر من ابنه علاء، وقد روى الدكتور عمر تمام، أستاذ المحميات الطبيعية بجامعة المنوفية والطبيب البيطرى الخاص بحدائق حيوان قصور الرئاسة ل «الأهرام العربى» تجربته بالعمل بالقرب من مبارك وحيواناته على مدار 15 عاما مضت.
حيث يقول إنه كان أحد أفراد مجموعة من ضمن أربع مجموعات خاصة برعاية حيوانات رئاسة الجمهورية مثل مجموعة الكلاب المسئولة عن إزالة المفرقعات والمجموعة المسئولة عن تغذية الحيوانات المنزلية والمجموعة الخاصة بالإشراف على حدائق الحيوانات التى كان هو مسئولا عنها. مؤكدا أنها كانت حديقة شبه سرية لا يعلم عنها سوى طباخ وسائق وسكرتير الرئيس فقط بخلافنا نحن العاملين فيها .
وأشار تمام إلى أنها لم تكن حديقة حيوان بالمعنى المفهوم، وكانت حديقة صغيرة على مساحة 500 متر تضم حصاناً صغيراً وغزالاً وقردين وطاووساً وبعض الطيور لتسلية أحفاد مبارك الذى كان يحبهم كثيرا ويلعب معهم فى تلك الحديقة بالساعات .
ويضيف تمام أنه كان المسئول الأول عن صحة هذه الحيوانات وتطعيمهم وتحصينهم من الأمراض لمدة 15 عاما وكان يتقاضى عن هذا العمل راتبا شهريا 250 جنيها لم يحاول بمطالبة زيادته، لأنه كان متوسط المرتبات لمجموعة العمل فى هذه الشئون.
ويذكر تمام بعدا إنسانيا جديدا عن مبارك مع حيواناته حينما كانت تمرض فكان لا يقوى أن يراها مريضة ويهتم جدا بعلاجها سريعا، هذا على الرغم أن شخصية مبارك لم تكن محبوبة من قبل العاملين فى هذه الحديقة. حيث كان يمكث فى هذه الحديقة من الساعة الحادية عشر صباحا حتى السادسة طوال شهر رمضان ولا يراعى ظروف العاملين فيها، كما أنه كان لا يسمح لأحد بالتعامل معه دون الاقتراب منه لمسافة لا تقل عن عشرة أمتار.
وعن مصير حيوانات الحديقة الآن يقول الطبيب البيطرى إنها صفيت من الحيوانات التى فيها منذ وفاة حفيده الذى كان مغرما بالحيوانات.. فعند إصابة أحد القرود بفيروس "إيبولا" أمر الرئيس بالتخلص منها خوفا على صحة حفيده، وكذلك عندما أصيبت الطيور بفيروس إنفلونزا الطيور قمنا بإعدام كل الطيور الموجودة .
كلاب الرئيس
أما الكلاب الموجودة فى القصر فيقول عنها الدكتورعمر تمام، الطبيب البيطرى إنها كانت كلابا من نوعية خاصة مدربة على اكتشاف المتفجرات، لذلك كانت هناك إدارة متخصصة تشرف على طعامها وصحتها غير باقى الحيوانات.. وبالنسبة لكلب مبارك الخاص يشير إلى أن هذا الكلب الذى أحبه الرئيس الأسبق كثيرا كان أحيانا يعد له طعامه "سلامة أبو لبن"، وهو الطاهى الخاص لمبارك، وقد تضاربت الأنباء حول مصير الكلب الآن فيوجد من يؤكد وفاته وآخر يدعى نقله لشرم الشيخ منذ أن اصطحبه مبارك عند خروجه النهائى من قصر العروبة وثالث يقول إنه يعيش فى شقة سوزان .
موضحا أن تكلفة رعاية هذا الكلب كانت مرتفعة للغاية، حيث كان شرهاً فى تناول عسل النحل قبل نومه فى وجبة العشاء فضلاً عن تناوله دجاجتين يومياً فى وجبة الغداء، أما فى الإفطار فكان يتناول خضاراً مسلوقاً. كما كان يتكلف الإشراف الطبى رفيع المستوى الذى كان يحظى به الكلب والأمصال التى كانت تأتى من الخارج لتحصينه ضد الأمراض المعدية مبلغا من الأموال.
مبارك فى عيادة التحليل النفسى
الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، شخصية معقدة، استفزت أطباء علم النفس لتحليلها وتفسير مواقفها المتناقضة طوال 30 عاما قضاها داخل أروقة القصر الجمهورى، وعامان تقريبا قضاهما ما بين شرم الشيخ هاربا وبين سجن طرة، هذه الشخصية الغنية التى وصفها الدكتور يسرى عبد المحسن، أستاذ الطب النفسى بكلية الطب جامعة الأزهر بأنه فرعون مصر الثانى .
وأكد عبد المحسن أن شخصية مبارك من أعقد الشخصيات التى شهدها العصر الحديث، حيث إنه شخصية مليئة بالتناقضات.. فهو كرجل عسكرى يتصف بحدة الطبع والصرامة والشدة، مما يفرض على نفسه نوعاً من الضبط والربط الشديدين، كذلك يتصف فى نفس الوقت بالجفاء فى مشاعره والعند ولا يقبل بل لا يتسع صدره للنقد، كما أنه يميل فى نفس الوقت إلى الحياة الروتينية التقليدية بعيداً عن المرونة، وهو ليس طويل البال فى النقاش ويتمسك برأيه مهما كانت عواقبه، ولا يقبل بالرأى والرأى الآخر. حازم فى تعامله مع الآخرين ومحدود الذكاء الاجتماعى لا يتمتع بروح الدعابة أو الفكاهة والمرح والتلقائية كما يتظاهر.
وأضاف عبد المحسن أن أفكار مبارك كانت جامدة وهو غير مراوغ، على عكس ما يظهر على الإطلاق، وهو بطبعه انعزالى يعيش فى عالمه الخاص ومنغلق على نفسه وأسراره لا يبوح بها، وينتقى أصدقاءه بعناية شديدة، ودائرة صداقاته محدودة. مؤكدا أنه من ملاحظة شخصية مبارك نجد أنه يمارس الانضباط على نفسه حتى فى المشاعر وتوجيه سلوكياته، وهو شديد التناقض فى مشاعره وأحاسيسه، ويظهر هذا التناقض من خلال شدة قسوته فى التعامل مع مرؤسيه بسلوكياته العسكرية التى تتسم بالجفاء وشدة القسوة، من خلال الأمر والنهى والضبط والحزم، وعلى العكس تماما هو ضعيف أمام أهل بيته سواء زوجته أم أولاده.
ويفسر أستاذ علم النفس أسباب انحراف شخصية مبارك لعاملين أساسيين أولهما طول مدة حكمه لمصر، والثانى حاشيته والمنتفعون والمستفدون الذين قاموا بتأليهه ووضعوه فى قالب الفرعون الصنم وبرمجوه، بل وعزلوه عن الشعب اجتماعيا وفكريا ليحصلوا من وراء ذلك على مرادهم من السلطة والمال. وهذا ما وجد عند صفات مبارك استعدادا كبيرا، خصوصا أنها أميل إلى الإحساس بتضخم الذات والهيمنة والسيطرة.
أما عن حال مبارك الآن يقول د. يسرى إنه يعانى مظاهر الاكتئاب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.