سهير عبد الحميد تقف أحزاب اليسار على أبواب الانتخابات البرلمانية المقبلة، وهى على يقين بأن لا أمل لها فى حصد عدد معقول من المقاعد إلا إذا توحدت وجمعت نفسها من حالة "الشتات السياسي"، خصوصا أن الفرصة قد تبدو ملائمة فى ظل أن المصريين يستدعون بعد ثورة 25يناير، وبعد ثلاث سنوات عجاف لم تتحقق خلالها آمالهم المحبطة منذ ثلاثين عاما، الأفكار الاشتراكية التى رأوا فيها تطبيقا لحلمهم فى العدالة الاجتماعية..الاشتراكية التى قضت يوما على الإقطاع الزراعى، يرونها فرصة للتخلص من كل أنواع الاقطاع وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من القطاع العام وإعادة حلم التصنيع إلى صدارة الأهداف القومية. وحيد الأقصرى، رئيس حزب مصر العربي الاشتراكى يقول: بالتأكيد المرجعية الاشتراكية لها صدى فى الشارع المصرى الآن، بعد أن عانينا من المرجعية الرأسمالية المستغلة. والكل متعطش إلى الأفكار الاشتراكية المتجسدة فى المساواة والعدالة الاجتماعية، وهو ما يعنى تكافؤ الفرص وأيضا السعى نحو إعادة بناء القطاع العام ليقوم بدوره جنباً إلي جنب القطاع الخاص فى عملية التنمية الاقتصادية..الاشتراكية أن نأخذ من الغنى لنعطى الفقير، كما قال الرئيس السيسي حفاظا على مصلحة الوطن، والشعب متشوق للنهج الاشتراكى بعد أن عانى من الفوارق الطبقية وتسلط الطبقات الغنية على الفقيرة. ويقول الأقصرى: طالبنا أكثر من مرة بضرورة الاندماج بين الأحزاب ذات المرجعية الاشتراكية حتى نكون أكثر قدرة على المواجهة. وبالنسبة لى كرئيس حزب أقدم مصلحة تيار اليسار على مصلحتى الشخصية الضيقة لأن التحالف يمثل قوة لتيار اليسار بأكمله. كما أرى أن الأحزاب الليبرالية عليها أيضا التوحد. وقد عقدنا مؤتمرا من أجل لم الشمل بين التحالفات لنقف على قلب رجل واحد، وقمنا فى الحزب بجولة بين مختلف المحافظات لإحياء قيمة التيار اليسارى فى الشارع المصري. ونحاول داخل التيار اختيار أفضل العناصر التى يمكن أن تخوض المعركة الانتخابية، ووضعنا عدة معايير من وجود شعبية لدى الجماهير والنزاهة، فنحن نريد برلمانا قويا لا مكان فيه للعناصر المتطرفة. ويشير الأقصرى إلى ضروة نبذ كل الأحزاب ذات المرجعية الدينية ومن بينها حزب النور والوطن وكذلك مصر القوية الذي يراه الابن البار لجماعة الإخوان، علي حسب قوله، مؤكدا أن ما يدعون من عدم وجود أى انتماء لهم للإخوان لن ينطلى على الشعب المصري. وأن الدستور يمنع تأسيس الأحزاب على أسس ومرجعية دينية والمسألة واضحة ولا تحتاج سوى تنفيذ القانون وتطبيق الدستور. أما صلاح عدلى، سكرتير عام الحزب الشيوعى المصري: فيشير إلى أن الحزب يعمل تحت لواء تحالف العدالة الاجتماعية ويعمل على إعداد جميع الترتيبات للمرشحين من كل القوى والأحزاب المشاركة والتى تبلغ نحو 15 حزباً لها التوجه الفكرى والسياسى نفسه بانتمائها إلى يسار ويسار الوسط، والذي يضع نصب عينه أهداف محددة: الاستقلال الوطنى، التنمية المستقلة، ديمقراطية المشاركة الشعبية، العدالة الاجتماعية، ويضيف قائلاً: موقفنا واضح ضد أنصار النظام السابق وكبار رجال الأعمال سواء كان لهم طابع مدنى أم دينى. ويشير عدلى إلى أن السمعة الجيدة والشعبية الجماهيرية ستكونان المعيارين الأساسيين فى الاختيار إلى جانب القدرة المادية للإنفاق على الحملات الانتخابية. ويرى عدلي أن اليسار لديه فرصة للتحالف والالتفاف لتحقيق أهداف الثورة وطموحاتها لأن اليسار مشتت الآن بين 3 تحالفات رئيسية: الشعبي والدستور، تيار العدالة الاجتماعية، مجموعة مبادرة مستقبل مصر. أما د. جمال زهران، البرلمانى السابق وأستاذ العلوم السياسية والمنسق العام لتحالف العدالة الاجتماعية، فيؤكد أن المشهد السياسي يعانى من أن أغلب الساسة به يعملون على تغليب المصلحة الخاصة على المصلحة العامة حتى شباب الثورة ممن ينتمون إلى 25 يناير و30 يونيو، أغلبهم يقوم بتغليب المصالح الشخصية على مصلحة الوطن. لذا فكرنا فى الجمعية الوطنية للتغيير فى توحيد قوى اليسار وتشاورنا مع بعض الأحزاب حتى أسسنا تحالف العدالة الاجتماعية 25 يناير – 30 يونيو، منطلقاته الفكر اليسارى وثورة 23 يوليو. ويشير زهران إلى أن الاتجاه القومى لديه اعتقاد أن هناك ثلاث قوى رئيسية لابد أن تكون حاضرة فى البرلمان المقبل: اليمين واليسار والوسط. ونرى أن الوسط وكل الاتجاهات القومية مع اليسار باستثناء الاشتراكية الثورية ستمثل القوى التى تشكل الحكومة التى تساعد الرئيس السيسي المنتخب من الشعب لتحقيق التنمية والشاملة. ويقول زهران: إن تطبيق أفكار اليسار التى نعنيها تتجسد في العدالة الاجتماعية على خلفية ثورتين نعتبرهما المرجعية للحركة السياسية باعتبارهما رغبة فى التغيير الجذرى والحقيقى فى الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فالثورة هى حتمية التغيير. والفكر القومى على قناعة بأن ثورة يوليو انتكست منذ 1974، بعد الانقضاض عليها بسلب مكاسب العمال والانقضاض على القطاع العام. والقوميون يريدون إعادة أمجاد 23 يوليو، وإحداث نقلة نوعية فى حياة الناس. واليمين بطبعه محافظ ويحافظ على الأوضاع القائمة لأن التغيير يتناقض ومصالحه، ونحن نرى رجال الأعمال يحاولون الوقوف ضد التغيير وضد دعوة الرئيس بأن يأخذ من الأغنياء ليعطى الفقراء. ويؤكد د. جمال زهران: أن اليسار بكل شمائله وفى مقدمته الفكر القومى عليه مخاطبة المجتمع بلغة سهلة تخلو من الخطاب المتعالي حول التغيير الشامل والتنمية الشاملة التى تقوم بها الدولة لا القطاع الخاص، ويؤكد زهران أنه لدى التيار القومى واليسار عامة فرصة تاريخية، ونحن ندعو كل الاتجاهات اليسارية للانضمام إلينا.