علاء عزت «السمكة لا تفسد إلا من رأسها» جمله قالها الألمانى راينر تسوبيل، المدير الفني الأسبق للأهلي، والجونة الحالي، قبل سنوات وقت أن كان يدفع عن نفسه ضد اتهامات إعلامية وجهت إليه،كان وقتها قائدا للفريق الأحمر في حقبة التسعينيات، ويومها أصر تسوبيل علي تأكيده بأن الإعلام هو رأس الحربة في أي منظومة مهما كانت. تذكرت هذه المقولة، مقولة « أفسد ما في السمكة رأسها «، وأنا أتابع مجددا لعب الإعلام بالنار، وأقصد الإعلام الرياضي، خصوصاً أن الإعلام أراد أن يصنع قضايا تعيد إليه القارئ والمشاهد، فاختلق أكاذيب، قبل أن يزعم حدوث أزمات، ليست موجودة علي أرض الواقع، بل تلوح في الأفق كما تزعم، وهناك من أراد متعمدا حرق الرياضة في ملعب السياسية. وشهدت الأيام الأخيرة، لعب الإعلام الرياضي بنار 3 قضايا، كل منها أشبه بالقنابل الموقوتة، شديدة الانفجار، وانفجار أي واحدة منها كاف، وكفيل بهدم كل معابد الرياضة، التي تصدعت بقوة علي خلفية إصابتها بشظايا ثورة "25 يناير ". كانت البداية من جانب قناة الجزيرة، التي تسعي منذ فترة أن تصل بنار فتنتها الإعلامية ضد مصر إلي المجال الرياضي، حيث خرج علينا الدكتور علاء صادق، وهو أحد الإعلاميين المصريين الذين هربوا إلي قطر، وأجبروا علي الإقامة الدائمة في الدوحة، ليزعم أن فوز الزمالك ببطولة كأس مصر لكرة القدم، كانت هدية الدولة، التي مازال مصرا علي وصفها بالانقلابية، لرئيس النادي الأبيض مرتضي منصور، زاعما بأن الدولة كانت مصرة علي إهداء بطولة الدوري لرئيس نادي الزمالك مكافأة له علي دعمه للنظام، من خلال هجومه علي كل ما هو ضد الدولة داخل وخارج مصر. ولفت صادق النظر أن فريق الزمالك رفض هدية الفوز بالدوري برغم صدور تعليمات عليا لكل أعضاء المنظومة الكروية، بتمهيد الطريق أمام فريق مرتضي منصور للفوز بالبطولة للمرة الأولي منذ 10 سنوات، فإن الفريق الأبيض خذل الجميع، وخسر البطولة الأكبر، قبل أن تصدر تعليمات مشددة من قيادات الدولة لاتحاد الكرة، علي حد زعم صادق، لإهداء كأس مصر للزمالك، واستند صادق في مزاعمه علي بعض الأحداث التي شهدتها المباراة النهائية لبطولة الكأس، وخصوصاً واقعة طرد حكم المباراة جهاد جريشة، للاعب سموحة في الوقت القاتل، ليسهل مهمة الزمالك في تحقيق حلمه بفضل التعليمات العليا. ولم يكن غريبا أن تختلق الجزيرة لتلك المزاعم، وأن تتعمد هذا الخلط العجيب، الذي يأتي في إطار محاولة يائسة منها للانتقام من مرتضي منصور، الذي أهان الأسرة الحاكمة لقطر وخصوصاً الأميرة موزة زوجة أمير قطر السابق حمد بن خليفة، وهي أم الأمير الحالي تميم بن حمد بن خليفة. شوبير.. وحبل مشنقة أبوتريكة في الوقت الذي خرج علينا الإعلامي الرياضي أحمد شوبير، يلعب هو أيضا بنار السياسة، بعدما تعمد فتح ملف أخطر القضايا الرياضية، ألا وهي قضية مذبحة ستاد بورسعيد، بدون مناسبة، بعد أن استغل بذكاء الصدام العنيف الحالي بين رابطة جماهير الزمالك " الوايت نايتس " برئيس ناديها مرتضي منصور، وجدد شوبير محاولاته لتأليب الرأي العام ضد روابط الألتراس، وبينه وبينها ثأر قديم، وقصص عدائية كثيرة ومصادمات شهيرة، فإن الجديد هو تعمد شوبير تضخيم نار الفتنة، بعدما أعاد فتح الملف بطريقة سياسية بحتة، بالحديث عن دور المجلس العسكري والداخلية في تلك المذبحة التي أسقطت 72 من أعضاء رابطة ألتراس النادي الأهلي، وتعمد شوبير تقديم كل ما لديه من أدلة ومستندات لتبرئة الطرفين من الجريمة، قبل أن يقحم بدون مقدمات محمد أبوتريكة، نجم نجوم الكرة المصرية والأهلي المعتزل حديثا، واتهم شوبير مجددا أبوتريكة بأنه هو من دعم ألتراس ناديه، وزكي روح العداء بين الألتراس وبين الجيش والشرطة. وقال شوبير :"أبوتريكة أثناء العودة مع الأهلي بالطائرة الخاصة من بورسعيد بعد المذبحة الشهيرة، رفض مصافحة المشير طنطاوي رئيس المجلس العسكري فى ذلك الوقت، وكان تصرفاً يحمل فى طياته اتهاماً للجيش بالتورط فيما حدث".. لافتا النظر إلي أن أبوتريكة بتصرفه هذا منح الفرصة للألتراس للزج باسم الجيش والمجلس العسكري فيما حدث، مشيرًا إلى أن نجم الأهلي رفض مصافحة ضابط فى الجيش أيضًا أثناء عودته من مالي علي متن طائرة عسكرية بعد أحد لقاءات الأهلي في بطولة إفريقيا العام الماضي، خلال فترة فض اعتصام رابعة. بعد أن وضع شوبير، رأس أبوتريكة في حبل المشنقة، بإعادة فتح قضية ملغومة يحاول الجميع إغلاق ملفها، عادت جماهير ألتراس الأهلي، لتهدد حارس مرمي ناديها ومصر الدولي الأسبق، لتتوتر الأجواء مجددا. معركة الرئيس والنائب ونتوقف أمام القضية الثالثة والأخيرة، التي يحاول الإعلام الرياضي اللعب بنارها، فما إن تم الإعلان عن حجز قضية حل اتحاد الكرة الحالي برئاسة جمال علام، علي خلفية دعوة تزوير الانتخابات الأخيرة، للحكم لجلسة 23 الشهر المقبل، فوجئنا بعدد من وسائل الإعلام يحاول القفز فوق الأحداث وإشعال نار فتنة كبري، بتجديد الصدام بين " الإخوة الأعداء "، سمير زاهر رئيس " الجبلاية " السابق، لقب اتحاد الكرة، ونائبه أحمد شوبير، واللذين تحولا من حليفين قويين إلي عدوين لدودين، وذلك من خلال الحديث عن الصراع الدامي المرتقب بينهما علي الرئاسة في الانتخابات المقبلة للجبلاية برغم أنه حتي الآن لم يصدر قرار بحل اتحاد علام..فإن حالة الفراغ بعد انتهاء الموسم، إلي جانب الغرض والمرض، دفعا عدداً من وسائل الإعلام إلي استباق الأحداث، وفرض صراع مرير بين الرئيس ونائبه، ونجحت في إشعال نار العداء القديم، من خلال استضافة كل منهما علي حدة، وتخصيص كل المساحة والوقت لمنحه فرصة الهجوم علي غريمه. وكان من الطبيعي أن يخرج الهجوم عن النص، وأن تشهد المواجهات الإعلامية تطاول كل منهما علي الآخر بشكل مهين..بعد أن تعمد شوبير الضغط علي وتر مرض سمير زاهر، وأنه لم يعد قادرا علي العمل بحكم السن، وفرمان المرض، وزاد من ضغطه بالتركيز علي دور زاهر فى جريمة الاعتداء علي حافلة منتخب الجزائر أمام مطار القاهرة، وأن زاهر كان وقتها ينفذ تعليمات جمال مبارك..فيما رد زاهر مجردا نائبه السابق من كل الإنجازات، ومؤكدا أن شوبير يقود حربا ضده لصالح المهندس هاني أبوريدة، عضو المكتب التنفيذي بالاتحاد الدولي والإفريقي لكرة القدم، والذي يطمع فى منصب رئيس اتحاد الكرة المصرى.