ظن الجميع أن القنوات الرياضية الخاصة فى بداية انطلاقها قبل سنوات ستكون قاطرة الإعلام الرياضى لأنها تقدم خدمة مرئية وحية على مدار الساعة، فيما كانت القناة الرياضية الوحيدة التابعة لتليفزيون الدولة وهى «النيل للرياضة « لا تحظى بأية مشاهدة، إلا أن أحلام الجماهير الرياضية المصرية تحولت إلى كوابيس مزعجة، بعد أن رأت أن شاشات كل الفضائيات الرياضية الخاصة تحولت إلى ساحات للحرب والمناظرات النارية، خرجت عن كل النصوص والأعراف الإعلامية والمهنية، حتى باتت الآن تعرف باسم شاشات الفضائح.. على وقع عدد من المهازل الإعلامية التى ارتكبت فى الفترة الأخيرة. كان اللافت للنظر أن الفترة الأخيرة شهدت دخول مقدمى البرامج الرياضية بحكم المنافسة غير الشريفة فيما بينهم فى معارك نارية تحولت فيما بعد إلى مناظرات سيئة السمعة، أو «العار» كما أطلق عليها، وكان آخرها تلك المواجهة التى جمعت بين الإعلاميين علاء صادق، وكابتن الأهلى ومصر السابق مصطفى يونس، خلال البرنامج الذى يقدمه الإعلامى طونى خليفة على قناة «القاهرة والناس»، وبرغم الصداقة القديمة التى تجمع بين صادق ويونس، فإنهما تبادلا الاتهامات على الهواء مباشرة على خلفية تناقض موقفيهما فى قضية رفض رابطة «الألتراس الأهلاوى» عودة النشاط الكروى المحلى فى مصر، وأصر الثنائى على الخروج عن النص، بعدما سخر صادق من يونس وذكَره بأخطائه الدفاعية القاتلة وقت أن كان لاعبا وأبرزها فى مباراة مصر وتونس، وكيف أن الجماهير تطلق عليه لقب « مصطفى تونس»، وقال صادق لزميله: «إنت خرم»، فما كان من مصطفى يونس إلا وأن رد منفعلا: «وإنت صرصار». الجنس بطل الأزمة ونتوقف أمام أهم وأكبر وأعنف مناظرة تمت ليس فى تاريخ الإعلام الرياضى الفضائى بل فى تاريخ الإعلام الفضائى المصرى عبر كل العصور، ونقصد المعركة التى دارت لسنوات بين الثنائى الإعلامى أحمد شوبير، والمحامى الشهير مرتضى منصور رئيس نادى الزمالك الأسبق، وهى المناظرات التى تمت بينهما على خلفية حالة عداء استحكمت بينهما بعدما كانا يوما ما أصدقاء مقربين . وكان أول صدام إعلامى وقع بينهما من خلال مداخلة هاتفية أجراها شوبير مع إذاعة الشباب والرياضة المصرية، وكان مرتضى ضيفا عليها، وانتهى الصدام بجملة « أنت عيل صايع « قالها مرتضى لشوبير، ردا على سخرية الأخير منه عندما هدده بتقديم بلاغ ضده للنائب العام. وكانت تلك المداخلة الإذاعية الشرارة التى انطلقت منها حرب مناظرات العار بين الثنائى، حتى وصلت المناظرات إلى ملعب الجنس، بعدما فاجأ مرتضى الجميع بإذاعة نص مكالمة خارجة لشوبير مع صحفية كانت تعمل معه فى جريدة «الفجر» المصرية الخاصة التى يترأس شوبير القسم الرياضى بها، وامتدت إلى حديث مرتضى لامتلاكه «سى . دي» فاضح لشوبير مع سيدة أعمال، وهى القضية التى جعلت شوبير، وقت أن كان نائبا للبرلمان، مجلس الشعب المصرى، يقف مدافعا عن نفسه أمام المحكمة. أما أطرف مناظرات العار التى تمت حتى الآن فى تاريخ الإعلام الرياضى الفضائى المصرى، تلك التى جمعت مجدى عبد الغنى نجم وسط الأهلى القديم وصاحب هدف مصر الوحيد فى كأس العالم 1990 بإيطاليا، وخالد الغندور كابتن الزمالك. القزم والعملاق بدأت الواقعة عندما انتقد عبد الغنى عبر برنامجه “السادسة مساء" على شاشة قناة “مودرن"، طريقة تناول زميله السابق فى الملاعب والحالى فى الفضائيات خالد الغندور عبر برنامجه اليومى على شاشة قناة “دريم"، وتفرغ الثنائى فى البداية إلى حرب النفى، حيث كان كل منهما يتعمد نفى الأخبار التى يعلنها الآخر، قبل أن يحدث صدام مباشر وعلنى بينهما. وفى إحدى الحلقات سخر نجم الأهلى من نجم الزمالك قائلا: “ لا أعلم هل هو ممثل فاشل، أم مقدم برامج، أم كومبارس فى أفلام، حتى إنه فى مجال كرة القدم لم يكن لاعبا مميزا.. ده حتى الجماهير كانت تطلق عليه لقب فطوطة لأنه قزم. وهو ما دفع الغندور للرد مذكرا الجميع بواقعة “ البنطلون “ التى كان بطلها عبد الغنى وقت أن كان عضوا باتحاد الكرة المصرى، وقام فى إحدى المرات بخلع بنطلونه احتجاجا من جانبه على قرار صدر من جانب أحد خصومه بالاتحاد وهو أحمد مجاهد، رئيس لجنة شئون اللاعبين، وقال الغندور موجها كلامه لعبد الغنى عبر شاشة قناته “أنا ما بقلعش بنطلونات فى اتحاد الكرة، ولا بخرج على جماهير الأهلى بالمقشة، ولهذا أطلق عليك “مقشة"، ولا بتخانق مع إخواتى بسبب الميراث"، وتابع: “قزم واقف أفضل من عملاق راكع" . أغرب استقالة ولا ينسى أحد على الإطلاق، أغرب واقعة إعلامية ربما فى العالم والتاريخ، تلك التى قام بها الإعلامى علاء صادق، والذى أعلن انسحابه من قناة “ مودرن “ التى كان يعمل بها على الهواء مباشرة معلنا رحيله من القناة بعد أقل من 20 ثانية من ظهوره على شاشة القناة، وهو الانسحاب الذى جاء على خلفية أزمته مع زميليه اللذين كانا يعملان معه فى نفس القناة، وهما مدحت شلبى، ومحمود معروف، وهى الأزمة التى وصلت إلى حد تبادل الشتائم فيما بينهم على الهواء مباشرة كل عبر برنامجه . وكان صادق قد اتهم زميليه فى القناة شلبى ومعروف بالجهل بكل اللوائح، وأنهما لا يعرفان من الإعلام سوى فن الطبل والزمر لمن يدفعون لهما، فما كان من شلبى إلا أن رد واصفا صادق بالكلب والببغاء، وقال بالحرف الواحد : “ هبلة ومسكوها طبلة، وكلب ولقى عظمة “.. قبل أن يستعين بأغنية الفنانة الراحلة وردة الجزائرية بعد أن حرف عدداً من كلماتها للرد على زميله، وقال : “ أنا عندى بغبغان غلباوى بنص شنب “. وكما كان الإعلامى علاء صادق طرفا فى أغلب مناظرات العار التى تشعل أجواء الرياضة المصرية قبل أن تسىء كثيرا إلى سمعتها، فإن شوبير كان أيضا طرفا فى عدد مناظرات سيئة السمعة، وكان آخرها قبل يومين عندما دخل عبر مداخلة هاتفية عبر برنامج “ هنا العاصمة “ الذى تقدمه الإعلامية لميس الحديدى على شاشة قناة ال “ cbc “ فى صدام مع إيهاب صالح المرشح لمنصب الرئاسة فى انتخابات اتحاد كرة القدم، وحاول شوبير خلال المداخلة أن يقوم بالرد على ما أورده صالح من اتهامات له بالتزوير وعدم حسن السمعة، فقال شوبير موجهاً حديثه للميس الحديدى مقدمة البرنامج: “أرد على مين؟ هو مين إيهاب صالح ده؟ معرفوش". فقام إيهاب صالح برفض حديث شوبير، وقال غاضبا : “ماتنساش نفسك أنا اللى شغلتك فى قناة “دريم"، وعيب تكلم واحد صاحب فضل عليك بالشكل ده".. وقام شوبير بإنهاء المكالمة. والحقيقة أن تلك المشاهد والوقائع المؤسفة، ومناظرات العار السيئة التى أزعجت الملايين من جماهير الكرة المصرية بالصوت والصورة، ودخول غالبية الإعلاميين بخاصة من مقدمى البرامج الرياضية فى قفص الاتهام بالإساءة إلى الرياضة، وقتل روح المنافسة الشريفة، وكانت النتيجة أن قام أخيرا أعضاء من رابطة ألتراس النادى الأهلى الجماهيرية باقتحام مدينة الإنتاج الإعلامى والتظاهر أمام قناة “ مودرن" الرياضية الخاصة لمنع الثنائى أحمد شوبير ومدحت شلبى من الظهور على شاشة القناة قبل 3 أيام وكان للجماهير ما أرادت، بزعم سوء أدائهما الإعلامى .. قبل أن تقوم الرابطة بتدشين أغنية بطريقة الفيديو كليب انتشرت بشكل لافت للنظر على كل المواقع الرياضية تسخر من الإعلاميين وطريقة أدائهم، وهى الأغنية التى حملت اسم “سبوبة الإعلام"، وجاء فى أحد مقاطع الأغنية “ إعلام كفتة ولحمة وممبار .. إعلام سبوبة ترويج الشائعات والأسرار".