أ ف ب أعلن مسؤولون في الاستخبارات الأميركية أمس الثلاثاء أن الطائرة الماليزية التي تحطمت في اوكرانيا قد يكون اسقطها "من طريق الخطأ" انفصاليون أوكرانيون موالون لروسيا غير مدربين، لكنها استبعدت في الوقت نفسه الرواية الروسية للحادث التي اعتبرت أنها لأغراض دعائية. وقال مسؤول كبير فضل عدم ذكر اسمه للصحافيين ان الادلة التي تم جمعها حتى الان تشير الى ان انفصاليين اطلقوا الصاروخ ارض جو من طراز اس ايه-11 الذي ادى الى تفجير الطائرة في 17 يوليو/تموز، لكنه لا يزال من غير الواضح من اطلق الصاروخ ولماذا. وأضاف المسؤول ان "التفسير الاكثر ترجيحا هو انه حصل خطأ" وان الصاروخ اطلقه "فريق غير مدرب"، علما بان النظام المستخدم، وهو بطارية صواريخ ارض-جو روسية الصنع من طراز بوك، يتطلب تدريبا وحرفية. واضاف المسؤول انه رغم ان الصاروخ اطلق من منطقة يسيطر عليها الانفصاليون فانه لا يزال مستحيلا تحديد الجهة التي "ضغطت على الزناد" وسبب القيام بذلك. وذكر المسؤول امثلة على حوادث من هذا النوع ادى فيها اطلاق صواريخ روسية واميركية الى اسقاط طائرات ركاب. ففي العام 1983 اسقطت مقاتلة سوفياتية طائرة مدنية كورية. وبعد خمسة اعوام اسقطت بارجة اميركية طائرة ايرانية من طراز ايرباص. وتابع المسؤول أمام صحفيين "لقد حصلت أخطاء في الماضي". وأكد معطيات الأقمار الاصطناعية الأميركية وغيرها من وسائل الاستخبارات "التقنية" أن الطائرة التي كان على متنها 298 شخصا اصيبت بصاروخ ارض جو من نوع اس ايه-11 انطلق من منطقة خاضعة لسيطرة انفصاليين موالين لروسيا في شرق أوكرانيا. وتابع المسؤول الاميركي "من المؤكد ان صاروخ اس ايه-11 اطلق من شرق اوكرانيا في ملابسات ساهمت روسيا في خلقها". وقال "هناك امران لا نعرفهما (..) من ضغط على الزناد اذ ليس لدينا اسم او رتبة او جنسية (..) كما اننا نجهل السبب". وبدا وكان الذين اطلقوا الصاروخ استندوا الى بيانات رادار واحد تابع لبطارية صواريخ بدلا من شبكة رادارات كانت ستعطي صورة اوضح واكثر شمولية عن حركة الملاحة الجوية. وقال مسؤول استخباراتي ثان أن الصاروخ اس ايه-11 مصمم ليستخدم "ضمن نظام دفاعي متكامل"، لكن بما ان شعاع الرادار التابع له وحيد، فان الصورة "ستكون مبهمة" امام الذين سيطلقون الصاروخ. وشوهد عناصر شبه عسكريين روسيين في المكان بشرق اوكرانيا، لكن وكالات الاستخبارات الاميركية ليس لديها ادلة دامغة بان الروس كانوا مع الوحدة التي اطلقت الصاروخ على الطائرة، بحسب المسؤولين.