الطيب الصادق أعطت مثالا للمرأة العربية فى تغيير نظرته للمرأة بعد تعيينها محافظ رام الله والبيرة، كأول امرأة فلسطينية تتقلد منصب المحافظ فى الوطن العربى، ولها تجربة ناجحة فى إدارة المحافظة التى تمثل محافظة الحراك السياسى والاجتماعى والاقتصادى فى فلسطين لسيطرة الاحتلال الإسرائيلى على القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، إنها الدكتورة ليلى غنام، محافظ رام الله والبيرة التى دائما تطالب الشعوب العربية بكسر حواجز الاحتلال الفلسطينى وزيارة فلسطينوالقدسالمحتلة، والوقوف فى وجه الكيان الصهيونى الغاشم، مشيرة فى حوارها مع «الأهرام العربى» إلى أن مرور 66 عاما على ذكرى النكبة يؤكد صمود الشعب الفلسطينى وسقوط شعار الكيان الصهيونى بنسيان الأجيال الجديدة للقضية والحق فى العودة مرة أخرى، برغم أننا نمر من نكبة إلى نكبة حتى الآن، مؤكدة أهمية الدور المصرى الداعم للشعب الفلسطينى فى إتمام المصالحة بين فتح وحماس ومساندة فلسطين حتى يتم تحريرها من الاحتلال الإسرائيلى. كأول امرأة عربية تتقلد منصب المحافظ حدثينا عن تجربتك فى إدارة وتنمية رام الله؟ التنمية الإدارية أمر صعب للغاية فى ظل ظروف احتلالية غامضة، وأن مستثمر القطاع الخاص يسعى لوضع أمواله فى مكان آمن كى يضمن أمواله لكن المستثمر الفلسطينى مختلف ودائما ينتمى لوضع أمواله فى فلسطين وهو نوع من أنواع المقاومة للقيام ببناء منشآت داخل الوطن الفلسطينى، ولا يخفى على أحد أن الفلسطينيين عملوا فى كل دول العالم سواء فى التعليم والإدارة وفى بناء الدول، وآن الأوان ليعملوا داخل دولة فلسطين للتهيئة والاستعداد لتكون المؤسسات فاعلة وعلى منهج علمى ومع بداية قدوم السلطة الفلسطينية داخل فلسطين كان العمل يتم بمهارات بسيطة وأدوات قليلة، ولكن الآن أصبح العمل بخطط وبرامج على المدى الطويل لتعمل على المؤسسات حسب النظام العالمى وتواكب كل التطورات والنظريات فى كل مناحى الحياة وليس التنمية الإدارية التى هى أساس التخطيط وإدارة كل مؤسسات الدولة، ونفخر بأننا استطعنا خلال فترة بسيطة أن يكون هناك منهج تكاملى مع كل مؤسسات الدولة ومنهج إدارى على الطريق الصحيح، وقد ينقصنا الكثير من الإمكانيات، ولكن الإصرار والإرادة هما الحافز الأكبر لنعمل بكل ما هو جديد فى النظريات الإدارية والمشاركة فى المنطقة الإقليمية والعالمية لنجاح تجاربنا الإدارية لذلك لا تختلف المرأة عن الرجل فى إدارة شئون البلاد والمرأة الفلسطينية مازالت شريك الرجل بالنضال، فاستحقت أن تكون صانعة قرار بإيمان القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس أبو مازن. لكن ما المعوقات التى تواجه تنمية فلسطين؟ العائق الأكبر للعمل اليومى هو الاحتلال الإسرائيلى المنغص لكل تفاصيل الحياة الفلسطينية ومحافظة رام الله والبيرة، التى تعد مركز حراك سياسى واجتماعى واقتصادى لمؤسسات الدولة، ولكن كمثل كل محافظات الوطن تتعرض لانتهاكات ممنهجة من الاحتلال للقضاء على كل شىء فى فلسطين، لكن نحن مصرون على البناء برغم كل المعوقات والظروف . لكن ما المعاناة بشكل تفصيلى التى تواجهونها؟ نواجه معاناة يومية فى كل شىء ومنها تزايد أعداد الأسرى الفلسطينيين، وهناك حاليا إضراب على الطعام من الأسرى الإداريين المحبوسين بدون توجيه أى محاكمات، حيث يواجهون اتهامات واهية وهو ظلم لأبناء الشعب الفلسطينى، وهذا الملف شائك وإسرائيل تضرب بعرض الحائط كل الاتفاقيات التى تبرمها برعاية دولية، وكان آخرها عدم إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى المتفق عليها، وهو ما سبب حالة إزعاج كبيرة للشعب الفلسطينى وإصرار الحكومة الإسرائيلية المتطرفة فى معاملة وقهر الشعب الفلسطينى وحتى منع الأسرى من استخدام الماء والملح كمعقم للبطون الخاوية المضربة عن الطعام ومنعه من دخول المعتقلات، حتى يكون موتهم أسرع وإهمالهم طبيا وعدم معاملتهم كأسرى حرب، كما منعت إسرائيل التنقل من محافظة لأخرى وعدم دخول القدس إلا بتصاريح خاصة وحصاره وشبان فى عمر متقدم لم يروا القدس حتى الآن وهى على بعد أمتار من منازلهم، كما هناك معوقات استثمارية والمشروعات واعتداءات يومية على الشعب الفلسطينى وبحماية جيش الكيان الإسرائيلى وبرؤيته من المستوطنات واقتلاع الأشجار وحرمان المزارعين من أبسط حقوقهم من ممارسة الزراعة، ولم يتبق من الأراضى بعد بناء المستوطنات سوى جدار الفصل العنصرى الذى يجلب الأمن لإسرائيل لضم هذه الأراضى وحرق الأشجار والمزروعات والمقدسات حتى المساجد والكنائس، هناك دخول يومى للجيش الإسرائيلى حتى على المناطق تحت السيطرة الأمنية الفلسطينية ويحاولون قهر الشعب الفلسطينى وطمس كل معلم بناء وحضارة وما يرفع من شأن بلادنا، ولكن إصرارنا اليومى لابد أن يكون هناك بناء للتحدى وإيماننا بحكمنا على هذه الأرض، ولو فقدنا الإيمان والأمل لانتهينا منذ أكثر من ستين عاما، ولكن ممارسات إسرائيل اليومية سواء من إقامة الحواجز والاعتداءات تعيق مناحى الحياة فى فلسطين . لكن هل لمستم دور المؤسسات الدولية فى مساندة الشعب الفلسطينى؟ المؤسسات الدولية تشجب وتدين الاعتداءات فقط وكل الشكر والتقدير للاتحاد الأوروبى الذى قاطع منتجات الكيان الصهيوني مؤخرا ولكن دور المؤسسات الدولية وحقوق الإنسان هو تسجيل هذه الاعتداءات وشجبها وتوثقها وإسرائيل تضرب بعرض الحائط كل ما يخرج من هذه المؤسسات من قرارات ولا تعترف بها حتى أمريكا نفسها تنحاز إلى إسرائيل فى التدخل للتوصل إلى اتفاق بين الجانبين ولذلك نطالب بالحيادية تجاه القضية الفلسطينية والوقوف مع صاحب الحق . ما مطالبكم من البلدان العربية لمساندة القضية الفلسطينية حاليا؟ أدعو الدول العربية إلى الوقوف بجانب الشعب الفلسطينى وزيارة فلسطين، خصوصا القدس وترك الدعوات بعدم السفر لبلادنا والمقولة بأن زيارة فلسطين هى تطبيع مع الكيان الصهيونى، لأن زيارة السجين لم تعن بالتأكيد تطبيع مع السجان ونحن فى سجن كبير اسمه فلسطين وبحاجه لكل العرب أن يكون معنا سواء بالزيارة أو بالدعم المادى ويجب أن تكون الأمة العربية هى المساند الأول لفلسطين قبل أن ننظر لمواقف الاتحاد الأوروبى أو العالم أجمع يجب أن يكون هناك موقف عربى للقضية الفلسطينية ينظر إليها من كل تفاصيلها فالقدسوفلسطين بحاجة لكل عربى، فقد سرق الاحتلال الماء والهواء والأرض وحتى التراث يحاولون سرقته من خلال ارتداء الثوب الفلسطينى من قبل مضيفات شركة طيران العال الإسرائيلية، وبرغم كل هذه الإجراءات لم ولن يستطيعوا سلب كرامتنا، وأن الشعب الفلسطينى سيبقى شامخا مرفوع الرأس، لأنه شعب الإرادة والصمود والتحدى، وأن القدس التى تهود ويمارس بحق الفلسطينيين المرابطين فيها جميع إجراءات القمع والتنكيل، لن تكون إلا عاصمة أبدية لدولتنا المستقلة كاملة السيادة شاء من شاء وأبى من أبى. منذ أيام مرت علينا الذكرى 66 للنكبة فهل هناك اختلاف هذا العام؟ راهن الإسرائيليون على أن يموت الكبار وينسى الصغار القضية الفلسطينية، وهو شعار واه سقط بكل المشاركين فى ذكرى النكبة وما شاهدناه، فإن الأطفال يتحدثون عن حق العودة وحملوا الشعار بعد الكبار وأتذكر فى هذه الذكرى حكايات الكبار لنا أيام النكبة والقتل الممنهج من العصابات الصهيونية، ولكن ما زال يعانى اللاجئون خصوصا اللاجئين الفلسطينيين فى سوريا، فنحن من لجوء إلى لجوء ومعاناة إلى معاناة ونكبة إلى نكبة وفى الداخل، هناك يوميا نكبات فى كل ساعة من المحتل قهر واعتداءات وإصرار على إلغاء إنهاء كل ما هو فلسطينى ونركز على القدس مدينة السلام والديانات السماوية وإسرائيل تحاول طمس معالم هذه المدينة، وإلغاء كل ما هو إسلامى ومسيحى وتهويد هذه المدينة، ومن هنا لابد من موقف الدول العربية ومساندتها، لأن القدس لكل العرب والمسلمين والمسيحيين وبحاجة لوقفة حقيقية . ماذا يخطر ببالك فى هذه الأيام من ذكرى النكبة؟ كل فلسطينى له حكاية وقصة مختلفة مع الكيان الصهيونى، وبرغم أنى لم أعاصر فترة النكبة لأنى من مواليد 1975، لكن تبقى الفاعليات مستمرة، وهناك مسيرة للحافلات التى أقلت المواطنين وقتها، كما أن الفلسطينيين ما زالوا يحتفظون بمفاتيح البيوت التى سلبها الكيان الصهيونى منهم، ولكن ما زلنا فى نكبة، وما زلنا نتحدث أنه كان هناك قتل جماعى ومذابح فى فلسطين ولا يختلف الوضع الحالى عن السابق كثيرا، فالكيان الصهيونى حاليا يعدم شبابنا بدم بارد فى مواقع كثيرة من أرض فلسطين، وما زالوا مصرين على جرائم يومية تسجل فى هذا التاريخ البشع للاحتلال حكايات النكبة ما زالت مستمرة حتى الآن والتاريخ الماضى يتصل بالحاضر، لأنهم يتحدثون عن مجازر حصلت وما زالت تحدث . هل بتشكيل الحكومة الجديدة ستنتهى الخلافات؟ نعم فعلا المصالحة دخلت حيز التنفيذ وانتهت الخلافات وبدأ قطار الوحدة الوطنية بتشكيل الحكومة الجديدة المتفق عليها وهى تصب فى مصلحة الشعب الفلسطينى من أجل توحده ضد الاحتلال البشع، وأصر الرئيس أبو مازن على المصالحة منذ سنوات، ويعتبر أبناء شعبه واحد لا فرق بينهم، ويجب أن يكونوا موحدين أمام هذا الاحتلال والعالم أجمع وإسرائيل فى البداية كانت تقول لا يوجد شريك فى السلام لأن هناك انقساما للشعب الفلسطينى والآن يقولون لا يوجد سلام لأن الشعب الفلسطينى موحد ولا يعملون أى اتفاقيات مع حماس, رغم أنهم قاموا بالاتفاق معها وهى منفصلة عن الشرعية الفلسطينية. ماذا عن الدور المصرى فى مساندة الشعب الفلسطيني ؟ لمصر دور كبير فى مساندة الشعب الفلسطينى منذ بداية القضية الفلسطينية، ومصر هى هو الراعى الرئيسى للمصالحة الفلسطينية، واستقرار الأوضاع فى مصر له دور كبير ونأمل استقرار الأوضاع فى مصر وحاليا مصر تتجه للأفضل، وسيكون له انعكاس كبير على إتمام المصالحة ونصرة القضية الفلسطينية.