66 عامًا مرت على النكبة الفلسطينية، إلا أن الصمود ما زال عنوان الشعب العربى، وفى القلب منه: الفلسطينى، الذى عانى منذ ذلك التاريخ وقبله ويلات الاحتلال والتهجير والطرد. فى الذكرى ال 66 للنكبة.. «البديل» حاورت الدكتور حازم أبو شنب – عضو المجلس الثورى لمنظمة التحرير الفلسطينية، ليتحدث عن النكبة الفلسطينية التى تأتى لأول مرة منذ 8 سنوات والجبهة الداخلية يد واحدة، كما يتحدث عن مستقبل المصالحة والمفاوضات مع المحتل الصهيونى. شهدت النكبة الفلسطينية والعربية العديد من المجازر التي ارتكبتها عصابات آل صهيون، كيف كانت تلك المجازر وكيف حدثت النكبة؟ فى عام 1948 سيطرت العصابات الصهيونية المسلحة على أجزاء من أراضى فلسطين، وأعلنت أول حكومة من هذه العصابات قيام دولة إسرائيل، ولم نقدرها حق قدرها آنذاك، وبات تاريخ قيام دولتهم ذكرى نكبة لنا جميعا، وقد ارتكبت هذه العصابات الصهيونية الكثير من المجازر بحق أهل فلسطين، تركت أثرا بالغا فى نفوس الفلسطينيين والعرب الذين يتوارثون هذه الذكرى بمرارتها، وهؤلاء الغرباء الذين هاجروا إلى فلسطين وقتلوا أهلها وأنشأوا مستوطنات على أرض فلسطين، لم يتمكنوا من إقامة كل هذا إلا على الدماء الفلسطينية والعربية. ما زلنا رغم مرور 66 عامًا نرفض الاحتلال الصهيوني، ونرفض القتل والإرهاب الذى مارسه ويمارسه ضد أبناء شعبنا، سواء حجرا أو أرضا وسنظل نقاوم هذا الكيان الصهيوني حتى نستعيد وطننا. وفى ذكرى النكبة نذكر العالم والأجيال الفلسطينية والعربية بأن القدس لنا الفلسطينيون والعرب والمسلمين والمسيحيين ولن نغادرها مطلقا، فأي فلسطينى أول ما يفعله كل صباح هو ذكر الله وذكر القدس، وتجديد القسم بأننا ملتزمون بتحرير القدس. ماذا عن الأسير الفلسطينى داخل سجون الاحتلال؟ نحن نستذكر مع هذه الذكرى الأليمة أهم قضاياها وهي قضية اللاجئين، قضية الإنسان، نستذكر الأسرى الأبطال الذين ناضلوا وما زالو يناضلون ضد الاحتلال الصهيوني، وهؤلاء هم أبطال المقاومة الأحياء الذين نتذكرهم كل يوم وكل دقيقة، متعهدين بأن نظل نبذل الجهد لإطلاق سراحهم وحصولهم على حريتهم الكاملة، فمن حقهم أن نراهم يعيشون بيننا ونقدرهم ونحضنهم ونجالسهم، ومن حقهم أن يستمتعوا بحريتهم ورؤية أبنائهم وأزواجهم وأن يشاركونا الحياة والهواء. ماذا عن مستقبل المفاوضات مع الاحتلال بعد المصالحة الوطنية؟ العملية السياسية التفاوضية متوقفة الآن، بسبب تعنت المحتل الصهيوني المتثمل فى عنف المستوطنين ضد أبناء شعبنا، وبسبب استمرار بناء المستوطنات البغيضة على أرض فلسطين. وحتى تكون هناك عملية سياسية عبر المفاوضات، يجب وقف بناء المستوطنات ووقف اعتداءات الجيش الصهيوني وإرهاب المستوطنين ضد أبناء شعبنا، ولا بد من إطلاق سراح الأسرى حتى يكون بالإمكان عقد مفاوضات سياسية. هل تنجح التهديدات الأمريكية فى إثناء السلطة الفلسطينية عن المصالحة؟ أؤكد أنه لا الأمريكان ولا الصهاينة المحتلون بإمكانهم التدخل فى شأننا الداخلى، ولن نسمح لأي مخلوق بأن يتدخل فى قرارنا الوطنى المستقل، ومرحبا بأى صوت إقليمى ودولى يساند القضية الفلسطينية، ولكن ليس لأجل أن يعيق الحق الفلسطيني في أرضه ووطنه. ما تعليقكم على الموقف الأمريكى من المصالحة؟ ومن التهديدات بوقف التمويل؟ سنظل متمسكين بثوابتنا وأهدافنا السياسية، وما لا نستطيع تحقيقه الآن سنحققه غدا دون مساس بثوابتنا الوطنية. وأؤكد أنه رغم هذه الضغوط لن ترضح الوحدة الوطنية الفلسطينية وسنظل نتمسك دوما بأهدفنا وحقنا ومصلحتنا الوطنية. هل تتوقع نجاح المصالحة الفلسطينية؟ كلنا أمل في أن تنجح هذه العملية وأن نستعيد الوحدة الوطنية التى نسميها المصالحة وأنا اسميها «استعادة الروح الوطنية الداخلية»، كما علينا أن نعمل لأجل تمكينها عبر أفعال حقيقية لأن عكس ذلك في مصلحة العدو المحتل. هل يمكن العودة إلى المقاومة المسلحة؟ المقاومة مكفولة، والقانون الدولي يتيح لنا حق مقاومة المحتل الذى اغتصب واحتل وطننا. و«فتح» قادت المقاومة فترة طويلة، وما زالت متمسكة بهذه المقاومة ولن نتنازل عنها. وشكل المقاومة يتحدد وفقا للبرنامج السياسى الوطنى الفلسطيني. ومن يطرح الفكرة فأهلا به وبالفكرة، شريطة أن يكون شريكا لنا فى سداد الثمن، لا أن يرسم الخطط وهو يمارس ترف العيش والرغد بعيدا عن الواقع الفلسطيني.