محمد عيسى كثيرون من المثقفين العرب كانوا فى انتظار أسماء الفائزين ب "جائزة الشيخ زايد للكتاب" فى دورتها الثامنة، فهذه الجائزة بصرف النظر عن قيمتها المادية الكبير باتت ثير حماسة أهل الأدب والثقافة. ومؤخرًا اختتمت الجائزة فاعليات دورتها الثامنة بتكريم الفائزين فى حفل كبير أقيم بمعرض أبوظبى للكتاب. ويقول الدكتور على بن تميم، أمين عام الجائزة، إن مراحل عمل الجائزة بدءً من فتح باب الترشيحات فى شهر مايو 2013، ثم مرحلة القراءة والفرز لإعلان القوائم الطويلة، قبل الانتقال إلى لجان تحكيم مختصة فى كل فرع رفعت تقريرها بترشيحات القوائم القصيرة، إلى "الهيئة العلمية" التى راجعتها وفقاً للمعايير الموضوعة، وقدمت توصياتها بأسماء الفائزين لمجلس الأمناء الذى أقرها واعتمدها، وتم توزيع الجوائز فى حفل كبير على هامش "معرض أبوظبى الدولى للكتاب". وتقدم الدكتور على بن تميم بالشكر لأعضاء لجان الفرز والقراءة والتحكيم والهيئة العلمية على جهودهم الصادقة والمخلصة. وتمهد "جائزة الشيخ زايد للكتاب" الطريق أمام الباحثين والمؤلفين والمثقفين والناشرين والأقلام الشابة للخروج بإنتاجهم الأدبى والفكرى والبحثى للعالم، ومواصلة الإبداع من خلال تكريم دورهم فى الحركة الثقافية العربية والعالمية. وأضاف الدكتور على بن تميم: "لعل أصدق دليل على نجاح الجائزة فى النهوض بدورها هو ارتفاع حجم المشاركة بدورتها الثامنة إلى 1385 عملاً مرشحاً فى كل فروعها بنسبة وصلت إلى 12% مقارنة بالدورة السابقة، وهو ما يظهر المستقبل الثقافى الواعد للمنطقة العربية، حيث تلقت الجائزة فى دورتها الثامنة أكبر عدد من المشاركات فى فرع المؤلف الشاب ب370 ترشيحاً، تبعه فرع الآداب ب320 ترشيحاً". بينما يقول جمعة القبيسي، المدير التنفيذى لدار الكتب الوطنية فى هيئة أبوظبى للسياحة والثقافة، إن إحراز "جائزة الشيخ زايد للكتاب" يشكل تتويجاً لمسيرة الأدباء والمثقفين والناشرين، ونقطة انطلاق لمبدعين شباب أهلتهم اسهاماتهم الخلاقة للحصول على تلك الجائزة، التى وجدت سريعاً مكانها على قمة الفعاليات الثقافية العربية والعالمية، حيث تحمل اسم رجل اكتسب احترام العالم كرجل تنمية وسلام، وداعية للتسامح والحوار بين الثقافات، الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه-. كما تعتبر "جائزة الشيخ زايد للكتاب" حجر الزاوية لمشروع ثقافى طموح يستلهم رؤى الشيخ زايد، ويؤكد المكانة المرموقة لإمارة أبوظبي، كمنارة للإشعاع الثقافى والحضارى فى المنطقة العربية والعالم، ووجهة يجتمع فى رحابها المبدعون والمثقفون ليقدموا خلاصة الفكر الإنساني". وأضاف القبيسى: يقوم المشروع الثقافى لإمارة أبوظبى على محاور عديدة، يستمدها من الإرث الثقافى للحضارة العربية، والهوية الإماراتية، ويفتح آفاقاً واسعة للتقارب مع الثقافات الأخرى، مع تركيز على تشجيع الأقلام الشابة، وتسليط الضوء على ابداعها، وتكريم الأعمال الفكرية والأدبية والنقدية والبحثية التى تثرى الحركة الثقافية العربية والعالمية، وتحفيز الناشرين للارتقاء بهذه الصناعة الحيوية، وتنشيط حركة الترجمة التى توفر نافذة للاطلاع على أحدث توجهات الفكر الإنسانى من جهة وتقدم أفضل إبداعات الأقلام العربية للعالم من جهة أخرى، مع اهتمام خاص بالأدب الموجه للأطفال والناشئة. كما يجمع هذا المشروع الثقافى يجمع بين الأصالة والمعاصرة، ويكامل بين إحياء الإرث العريق للثقافة الإماراتية والعربية بصفة عامة وأحدث ما تقدمه الحضارة الإنسانية.