عمرو عمار لم تقف عظمة 30 يونيو عند تسطير المصريين لشارب المصرى عوضا عن الكتاب الأمريكى الشيطانى الشارب الذى فكك أوروبا الشرقية بربيع براغ ثم اتجه لمنطقة الشرق الأوسط بالاحتلال المدنى بديلا عن التدخل العسكرى بما أطلق عليه الربيع العربى ، تلك السطور التى وضعت خطط وتكتيكات الحشد بسواعد مصرية دون الحاجة لفتح السجون وحرق الأقسام أو لقناصة دولية تقنص المواطنين ولا لسيارات دبلوماسية تدهس الأبرياء ، فالمصريون خرجوا على العالم بثورة شعبية خارج مفهوم كتالوج الثورات المتأمركة تعلن عن معادلة جديدة أطرافها شعب وجيش وشرطة وقضاء. فحينما استدعى الشعب من الذاكرة الذهنية المخزون الاستراتيجى ل 7000 سنة حضارة ترنح الغرب ووقف عاجز عن توصيفها بثورة شعبية أو حتى انقلاب عسكرى، خصوصا أن المصريين استطاعوا تسخير كل أدوات وعناصر الغرب التى استخدموها ضد مصر فى أحداث 25 يناير وتصديرها للمجتمع الدولى فى مشهد 4 يوليو الشهير حينما خرج قطز مصر ممسكا بهذه الأدوات فى لعبة الحسم على رقعة الشطرنج العظمة لصاحبها عراب البطاقة الإسلامية الداهية بيرجينسكى والتى جسدت كل نظرياته وأفكاره السياسية المستقبلية للولايات المتحدةالأمريكية وهو أول من وضع حجر الأساس فى مشروع الشرق الأوسط الجديد. ومثلما خرجت آلة الطرد المركزية من رحم 30 يونيو لتخصيب شرق أوسط مصرى جديد فى مواجهة نظيره الصهيو-أمريكى بدخول الدب الروسى فى المعادلة وعودة دول الخليج بقيادة المملكة السعودية لأحضان العروبة والقومية والتى حتما ستسهم فى تجفيف منابع الإرهاب الأسود وإعادة تشكيل لعبة توازن القوى الإقليمية بالمنطقة تستطيع مصر أن تخرج من عباءة المنظمات الحقوقية وغيرها من المسميات التى أفرغوها من مضمونها وطبعوا عليها مطامعهم نحو اختراق أمن مصر القومى وإعادة رسم الخريطة السياسية والطائفية، بما تخدم المصالح الأمريكية والإسرائيلية. وحتما ستقطع الدولة الطريق عن التمويلات الأجنبية التى باتت شكلا من أشكال الاستعمار الناعم وحينها فقط ستسترد مصر جزءا من شرفها الضائع بعد أن تقتص من بائعى الأوطان ومجموعات مرتزقة الانفصال من المارينز الأمريكى على الأراضى المصرية الذين استمروا الخيانة وحولوها إلى وجهة نظر لتبدأ الدولة بعدها العمل على فتح قنوات مباشرة مع الشباب الصاعد والتى تركته فى الماضى القريب لقمة سائغة فى براثن خطة تغيير العقول والقلوب الأنجلو- أمريكية لاسترداد المفاهيم الصحيحة مغلفة بقيم وعادات وجينات المصريين فهؤلاء إما أن يصبحوا استنساخا جديدا لشباب الأفغان أو يكونوا هم قاعدة الانطلاق لمستقبل آمن لهذا الوطن الذى يجب أن ينظر بجدية لقضية أطفال الشوارع وقود أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء والمجمع العلمى إبان فترة المشير طنطاوى والنظرة الجادة هنا بتبنى الدولة لمشروع قومى يجمع هؤلاء فى مدينة للعلم والعمل والتربية من مسكن ومستشفى وناد إلى مدرسة صباحية ومصنع مسائى بخطة خمسية تنتهى بتحويلهم إلى عنصر للبناء وليس الهدم. على الدولة المصرية وهى تسير قدما على بعد 5 كم لمحور قناة السويس لبناء مشاريع قومية هناك ألا تنجر لدعاوى العمق السيناوى التى تعمل طبقا لأجندة جيورا إيلاند والوطن البديل لفلسطين فهذا العمق هو شريان الحياة للأمن القومى والعسكرى المصرى، ويجب أن نحظر خفافيش الظلام وقوى الشر التى تكالبت على أهالى النوبة الكرام فى محاولة يائسة لانضمامها إلى نوبة السودان نحو دولة الأمازيغ غربا طبقا للمخطط الصهيو- أمريكى. أخيرا جاء دور رجال أعمال مصر الشرفاء لتبنى ثورة جديدة لتغير ثقافة وسلوكيات المجتمع خلال حملات إعلانية على شاشات الفضائيات توجه المصريين لترشيد المياه والكهرباء، فالمعركة المقبلة هناك فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.