حسام فتحى ميادة وماري، مصريتان في عمر الزهور اغتالتهما ايدي الشر وعقول لا تعرف مبادئ الانسانية، ثم بدأت عقول اكثر شراً ودهاءً، وأفواه تضم ألسن ثعابين في المتاجرة بدمائهما الزكية. ميادة أشرف، صحفية شابة اختارت مهنة البحث عن المتاعب، والتي تحولت الى مهنة البحث عن «رصاصة»، نعم فالصحفية التي تلقت رصاصة في الرأس أودت بحياتها - شهيدة نحتسبها عند الله – تحولت إلى «سبوبة» يتاجر بدمائها الزكية كل طرف من اطراف احداث عين شمس.يقسم مسؤولو الشرطة ان قواتهم لا تستخدم الرصاص الحي، وأن الاخوان هم قتلة الصحفيين!.. ويقدمون الشهادات والوثائق التي تؤكد ان ميادة – رحمها الله – كانت ضد الاخوان، وتمثل موقع «الدستور»، وتنشر صورها مع ضباط الجيش وهي ترفع علامة النصر!.ولم يُضع الاخوان الفرصة، فميادة – رحمها الله - «أخت» متعاطفة، كتبت على «فيس بوك» عن مشاعرها «المنقبضة» بعد ترشح السيسي، وكانت تمثل موقع «مصر العربية» القريب من الاخوان، وليس «الدستور» المضاد لهم.حسبي الله ونعم الوكيل..... وبدلاً من أن نستفيق جميعاً إلى خطورة وضع مصر، وما وصلنا إليه من سفك لدماء الأبرياء، وننتبه إلى بحر الدماء الذي ننحدر إليه، ونفتح عيوننا على كم العنف الذي نمارسه في الشارع والذي يدمر كل شيء بداية بالقيم وانتهاء بالمستقبل مروراً بالاقتصاد والإنسانية، بدلاً من ذلك فتحنا للأسف باباً جديداً للجدل والصراع على «المتاجرة» السياسية بدماء فتاة مصرية في عمر ابنتي الكبرى، هي ضمن أعز ما يملك مستقبل أي وطن «الشباب»... أما ماري سامح – 25 عاماً – فلم تسع إلى الاشتباكات، ولكن حظها ألقاها في طريق التظاهرة الدموية نفسها، فكان المشهد المفزع للالتفاف حول سيارتها وإطلاق رصاصة في صدرها أدت لوفاتها فوراً حسب تقرير الطبيب الشرعي،.. أو تم خنقها وطعنها والتمثيل بجثتها، حسب – أيضا – المتاجرين بدماء ماري سامح، الذين يريدون للعالم كله ان يقتنع بأن «ماري» تم قتلها لمجرد كونها.. مسيحية... يا كل من اراد المتاجرة بدماء ميادة او ماري الا تستحون؟.. هل هناك فارق ان كانت ميادة تتعاطف مع الاخوان او تؤيد السيسي؟.. أليست في النهاية شابة مصرية كابنتك او اختك او خطيبتك او زوجتك؟وهل هناك فارق ان كانت ماري مسيحية او مسلمة او يهودية، أليست سيدة مصرية كان امامها مستقبل واعد، واهل واسرة ومحبون؟.. واغتالتها يد جبانة؟افيقوا يرحمكم الله.. وكفى اقتتالاً.. وكفى غباء.. وكفى سفكا لدماء شبابنا... ألا لعنة الله على من قتل الاثنتين... ألا لعنة الله على كل من كان قادرا على الدفاع عنهما ولم يفعل... ألا لعنة الله على كل حقير.. سافل.. كافر يمد سلاحه الآثم نحو مصري او مصرية.وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.