عادل أبوطالب قلل يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية خفف من خطورة الخلاف السعودي الاماراتي البحريني القطري على اثر ازمه سحب السفراء وقلل من قدرته على مس ثوابت دول مجلس التعاون الخليجي، واعتبرها خلافا وعتابا بين الأشقاء قد يكون لابد منه لمواصلة المسيرة، وان دول المجلس ليست "عريشا " تقتلعه الرياح وما حدث ليس طلاقا بالثلاث. وكشف بن علوى في حوار اجرته معه جريدة عمان خلال زيارته الاخيرة لمصر للمشاركة في اجتماعات الدورة 141 لمجلس جامعة الدول العربية المستور عن بعض قضايا الساعة وعلى راسها ازمه سحب كل من السعودية والامارات والبحرين من قطر وقال ان هذه الخطوة تعتبر جزءا من التعبير عن حالة غضب وانزعاج نتيجة لبعض الظروف ونعتقد أن مثل هذا الاختلاف بين الأشقاء لا يرقى إلي ما يفكر فيه البعض. مشيرا الى ان هذا الموقف يتشابه مع التداعيات التي حدثت عقب توقيع اتفاقية كامب ديفيد، حيث أبدى البعض حماسه في التعبير الأمر الذي أدى إلى عدة تداعيات. فما حدث يمكن علاجه خلال فترة زمنية محددة وقال :في اعتقادنا أن الخلاف أمر طبيعي بين الأشقاء، ولا يمكن أن يثير ذلك قلقا كبيرا، اضاف ان الموقف جاء نتيجة اجتماع صريح، ويمكن وضع خطين تحت هذه الكلمة، في اجتماع وزراء الخارجية الأخير في الرياض، وقد تكون هذه الصراحة قد جرحت بعض المشاعر التي تنكأ الجراح. واكد بن علوى إن أهل الخليج يجمعهم بيت واحد وهو الجزيرة العربية وبها عرب الشمال وعرب الجنوب وهم يشكلون قوة لهذه الجزيرة وللأمة العربية، وبالتالي هذا الرباط والحزام والتداخل العرقي من الصعب أن ينفك أمام تلك الخلافات لأنه عرقي. وقال :صحيح أننا نتأثر بما يحصل للأشقاء والدول العربية ولولا أننا نتأثر لما حصل هذا الخلاف، ولكن رب ضارة نافعة، فالوشائج القائمة بين دول مجلس التعاون حقيقية وليست قضية مصطنعة بين شعوبه وبالتالي هي كفيلة أن تشفى بعضها البعض، مثل إصابة جسم الإنسان الذي يتميز بمزايا دفاعية وهجومية تستطيع أن تقيه من الإصابة ويتعافى تلقائيا. وشدد على ضرورة ان أن لا نعتقد أن ما حدث أمراً هائلاً وأن ذلك مصيبة كبرى، فهناك مسؤولية مشتركة للحفاظ على مسيرة دول مجلس التعاون وهذا يترجم العلاقة بين دول المجلس في إطار رؤى أصحاب الجلالة والسمو الذي أصبح في حكم المسلم به. وقال : إن كل دولة لها سياساتها ورؤاها وتوجهاتها في إطار الهدف المشترك الذي يبنى عليه المجلس، وما حدث أمر معروف ويأتي في الإطار العام ونعتقد أن التباينات في تلك الرؤى واردة، لكن الوشائج لا تنحل.اضاف: ان ما هو مخطط مستمر وجميع اللجان تعمل بنفس الروح والآلية ولا توقف وكأس الخليج أيضا مستمر، وليطمئن الجميع العملية ليست طلاقا بالثلاث، فهذا الكيان بنى وحقق مكاسب وبه بنية أساسية وتداخل بين شعوب بلدانه وينبغي أن نزيد من هذا التداخل والتعامل في الجوانب الثقافية والفنية والتجارية وتعزيز المصالح المشتركة لأن الناس تجمعهم هذه المصالح في أعمالهم أما الهواء فالجميع يتنفسه. ورحب بن علوى بالزيارة الحالية التى يقوم بها الرئيس الإيراني حسن روحاني مشيرا الى انها مقدرة من قبل السلطان قابوس والشعب العماني باعتبارها أول زيارة خارجية له في الإطار الثنائي، واكد على أهمية أن تضيف بعدا آخر وتسهم في تطوير التعاون بين الجانبين في شتى المجالات. واكد على الدور العماني في إنجاح المفاوضات بين الغرب وإيران وقال إن الجهود التي بدأناها كانت في عهد الرئيس كلينتون قد كللت بالنجاح عندما نضجت الأطراف وسعداء أن نكون ساهمنا في بداية مفاوضات بينها. كما تطرق إلى الشأن السوري وقال أن بلاده تقف على مسافة واحدة من الحكومة والمعارضة لأنه لابد من وجود قنوات اتصال للوصول الى اتفاق بين الأطراف، ونعتبر أن الحل في مؤتمري جنيف الذي يخضع الآن الى حسابات الربح والخسارة من الطرفين، وان شغل المعارضة لمقعد سوريا في جامعة الدول العربية لا يمكن إلا بالإجراءات المتبعة التي لا تتوفر الآن في المعارضة . وتحدث عن الأحداث التي مرت بها الدول العربية التي قال إن البعض اعتقد بانها ساعة صفر أخرى في المنطقة ويمكن توجيهها حسب رؤياه.