أخيرا أعلن الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودية موافقة المملكة ودول مجلس التعاون على المشاركة فى القمة العربية الدورية ببغداد، المقرر عقدها فى بغداد 29 مارس الحالى بعد فترة انتظار لمعرفة موقف دول مجلس التعاون من المشاركة فى هذه القمة من عدمه. وجاءت هذه الموافقة المشروطة من حيث مستوى التمثيل خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده والأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبداللطيف الزيانى فى ساعة متأخرة من الأحد الماضى 4 مارس بالرياض، عقب اختتام اجتماعات وزراء خارجية دول المجلس. يقول الفيصل: لن نقاطع القمة العربية ببغداد مؤكدا أن رد دول الخليج هو الترحيب باستقلال العراق وعدم التدخل فى سيادته، داعيا التيارات السياسية فى العراق إلى توحيد موقفها من القضايا العربية قبل القمة ومتمنيا أن يكون عراقا موحدا بكل طوائفه. ويضيف أن المشكلة فى عقد القمة العربية ببغداد ليست أمنية بل إن هناك قضايا رئيسية تتعلق بالعلاقة مع إيران وسلاحها النووى وتدخلها فى الشئون الداخلية فى العراق نفسه، ومشكلتها أيضا مع البحرين والإمارات، مشددا على ضرورة أن يكون العراق موحدا وتكون فيه طاولة مستديرة تنعقد حولها المصالحة العراقية فتلك الأمور هى الأهم قبل عقد تلك القمة، وأن ذلك إن لم يتم فإن الحضور للقمة من عدمه لن تكون له قيمة. ولتوضيح الأمور بشأن تصريحات الأمير سعود الفيصل صرح مصدر مسئول كان قريبا من الاجتماع الوزارى الخليجى ل «بوابةالأهرام العربى» أن سبب تأخر الإعلان عن الحضور أو الموقف من الحضور الخليجى هو وصول الدعوات من المبعوثين العراقيين للدول متأخرا. وإن المشاركة الخليجية فى قمة بغداد مؤكدة لأن هذا قرار عربى من الجامعة العربية أما مستوى التمثيل للدول فهو حق أصيل لسيادة كل دولة. وأوضح أن موقف دول مجلس التعاون الخليجى يتمثل فى أن نجاح هذه القمة مرتبط بعدة أمور: مواقف العراق من إيران والتدخلات الإيرانية وموقف الحكومة العراقية من سوريا والمذابح المتواصلة هناك. والوضع الداخلى فى العراق، وبالنسبة للوضع الداخلى فلابد من استقرار العراق وتآلف السنة مع الشيعة فى انسجام داخلى وعدم إقصاء السنة لمصلحة الشيعة فالوفاق الوطنى العراقى مهم للغاية والحكومة الحالية تقصى القيادات السنية وهذا لا يجوز ولابد من استقطاب كل مكونات الشعب العراقى وإلا يحدث صراع بين الشيعة والسنة. وأضاف قائلا: إن العراق يجب أن يحدد موقفه أيضا فلا يرتهن للإرادة الإيرانية ويعود للأسرة العربية والسؤال هو: هل مطلوب أن يكون العراق جزءا من إيران أو جزءا من الوطن العربى والعمل الخليجي؟ وطالب القيادة الحاكمة فى العراق بأن تعطى إشارة تطمينية لدول الخليج قبل 29 مارس الحالى موعد انعقاد القمة بعد أن يجلس العراقيون على طاولة حوار يحلون ويقررون مصير بلادهم ووضعها تجاه هذه الأمور حتى تكون الصورة واضحة أمام جميع الدول العربية والخليجية، ومن ثم تنجح القمة العربية المقبلة ببغداد إذا أعادت الحكومة العراقية النظر فى سياستها الحالية تجاه إيران وتجاه السنة وتجاه الأزمة السورية، وإلا فإن الحضور من عدمه لن يؤثر إذن فرسالة التطمينات العراقية ستعزز رفع مستوى الخليجى المشارك فى القمة المقبلة.