رسالة الأردن: محمد السيد – أحمد إبراهيم عامر عند خروجك من مطار الملكة عاليا بالعاصمة الأردنيةعمان، وأنت تقابل أول أردنى كسائق للسيارة الأجرة، وتسأله عن الأحوال يبدأ فى الحديث عن الأشقاء السوريين وبرغم الشكوى فإنه ينهى كلامه بالدعاء لهم ورجوعهم لبلادهم، ويؤكد العلاقة الأخوية والعربية بين الأردنوسوريا. الأردن البالغ سكانها حوالى 7 ملايين نسمة تستضيف أكثر من مليون سورى فروا من القتال والحرب والدم العائلات السورية من جميع محافظات سوريا فر أغلبها بلا مال، وكثير منها بلا أوراق وعلى مدار الثلاث سنوات الماضية يعانى الشعب السورى منذ بدأت الأحداث بحلم ثورات الربيع العربى ونفس مطالبه (عيش ..حرية ..عدالة اجتماعية) وغنى السوريون فى الميادين لتختطف الثورة، ويظهر رجال غريبو الأوجه والقلوب يحتكرون الإسلام ويتحدثون باسمه بالسلاح وتسرق معهم أحلام الشعب السورى البسيط المسالم ليجد نفسه داخل حرب دموية بين النظام السورى الذى ثار عليه مطالبا بمزيد من الديمقراطية وبين تيارات جهادية وإخوانية إرهابية وتنظيمات القاعدة ومن كل لون وجنس وعرق، بدأ مسلسل تركيع الدولة السورية والثمن كان ومازال فادحا فها نحن أمام شعب مهجر مشتت خارج دياره بين دول الجوار (الأردن ولبنان وتركيا والعراق) وأيضا ذهب الكثير منه إلى مصر وطنهم الثانى وقلب الأمة العربية ليحتمى بأحضان أشقائه. فى الحقيقة المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة تعاونت معنا بشكل رائع خلال جولتنا بجميع أنحاء الأردن ورتبت لنا الزيارة بالكامل، وكنا طوال الجولة فى ضيافتها ومعنا فى كل لحظة السيدة مروى هاشم، المسئول الإعلامى لمكتب المفوضية بالقاهرة والتى رافقتنا إلى الأردن لترتيب كل الزيارات والمقابلات للوقوف على وضع الشعب السورى فى الأردن . فى بداية جولتنا فى الأردن للتعرف على أوضاع السوريين كان لابد أولا أن نذهب لمكتب تسجيل اللاجئين السوريين بعمان مكتب المفوضية السامية للاجئين التابع للأمم المتحدة وقبل أن نصل لمقر المكتب شاهدنا تجمعا كبيرا لأعداد من الأشخاص ملامحهم نعرفها جيدا نعم هؤلاء أشقاؤنا السوريين ينتظرون فى مدخل الشارع المؤدى لمكتب المفوضية . تقابلنا داخل مقر المفوضية مع مجموعات من الموظفيين التابعين للأمم المتحدة، وأغلبهم من الشباب المتحمس والنشط لمساعدة الإنسان السورى وسألناهم عن سبب التكدس، فكانت إجابتهم جميعا أن الأحوال الجوية السيئة التى مرت بها الأردن هذا الشتاء أضرت بمقر مفوضية اللاجئين وتوقف العمل لأسابيع، ولكن الطبيعى أن العائلة السورية تأتى وتسجل أسماءها ضمن اللاجئين خلال نفس اليوم والسورى الأعزب يأخذ موعدا فى اليوم التالى، ولكن بسبب الظروف المناخية حدث بعض التكدس والآن هو فى طريقة للحل وأيضا مفوضية اللاجئين تعمل الآن على تجهيز مكان آخر أكبر سيفتتح خلال أسابيع لاستيعاب الأعداد المتزايدة المستمرة والتى تقدر بنحو 700 ألف لاجئ مسجل حتى الآن منذ بداية الأزمة السورية فى الأردن فقط، وكان اللافت للنظر أيضا منطقة ألعاب الأطفال داخل مركز التسجيل . فبدا الأطفال ببراءتهم يلعبون ويمرحون ويضحكون ولكن تبقى لمعة الحزن فى الأعين .. لمعة الخوف .. لمعة الترقب ... لمعة السؤال ماذا يحدث؟ وأين نحن؟ ولماذا نحن خارج بيوتنا؟ ذهبنا نتفقد ونتعرف على جميع اقسام مركز تسجيل اللاجئين السوريين واستوقفنى مشهد سيدة مسنة تجلس منتظرة دورها وقد اتكأت على عجازها وكأنها سرحت فى بحر عميق غير مصدقة أنها ستصبح بعد لحظات تحمل لقب لاجئة. ليست هذه السيدة فقط التى استوقفنا مشهدها ولكن الجميع، مما سبب حرجا من أن نسأل وشعرنا بأن حتى السؤال عن الأوضاع سيفجر دموع هؤلاء، وتجولنا حتى تحدثنا مع عبدالله من حمص وجاء للأردن منذ أحد عشر شهرا ومعه زوجته وأولاده وقال: جئت للأردن وسجلت اسمى وأسماء أسرتى فى مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحددة وأنا هنا اليوم لأجدد التصريح، لأنه يجدد كل 6 أشهر وأنا فى الأساس كنت أعمل فى مجال تركيب الزجاج، لكن هنا لايسمح لنا بالعمل بشكل رسمى فأعمل عاملا باليومية ولكن العمل شحيح جدا . ما المساعدات التى تقدمها لك المفوضية؟ المفوضية تصرف لنا كأسرة من 6 أشخاص كل شهر 120 دينارا (1200 جنيه مصرى) عبارة عن كبونات غذائية، ولم أحصل حتى الآن على أى إعانة مالية شهرية، مع العلم أننى أستأجر منزلا متواضعا بمبلغ 80 دينارا، وأضطر لبيع مجموعة من الكوبونات الغذائية لكى أستطيع دفع الإيجار وأحاول العمل فى الأسبوع يوما أو يومين. صف لنا علاقتكم بالحكومة الأردنية من حيث التعامل مع الشرطة على سبيل المثال والجهات الحكومية داخل المملكة؟ فى الحقيقة العلاقة رائعة والأخوة الأردنيون متفهمون ظروفنا جدا والعلاقة طيبة مع أننا أصبحنا نشكل عبئا على ظروفهم اليومية من اقتسام فى الرزق وارتفاع الإيجارات بسببنا إلا أنهم متفهمون لأوضاعنا، والشرطة أيضا تسألك فقط على الهوية والأوراق وتتعامل معنا بشكل محترم. وتدخل فى الحوار حسام وهو أيضا جاء ليجدد بطاقته لدى المفوضية وقال: مع أننا أصبحنا أكثر من مليون سورى وبالتأكيد هذا يسبب ضغطا على المواطن الأردنى إلا أن الأخوة الأردنيين يتعاملون معنا بكل حب، ولكن حسام أكد أن الكوبونات الغذائية تصرف بسرعة ولكن المشكلة فى المعونة المالية الشهرية فهى تتأخر شهورا وأحيانا كثيرة أكثر من سنة حتى تقرر المفوضية صرفها، وهذه المعونة مهمة جدا لنا فالإيجارات مرتفعة وغير مصرح لنا بالعمل بشكل قانونى . خرجنا من مقر مفوضية اللاجئين بعمان وتركنا هناك مئات من الأسر السورية تنتظر دورها فى التسجل. وخلال جولتنا بالعاصمة الأردنية كان المشهد يقترب من المشهد فى أحياء كثيرة من القاهرة وتحديدا منطقة 6 أكتوبر أكبر تجمع للاجئين السوريين بمصر، فها هى محلات الحلويات ومطاعم الشاورما الأردنية تمتلئ بالعمال السوريين، ودخلنا أحد محلات الحلويات لنجد جمال من حلب يعمل حلوانيا وعندما عرف أننا صحفيون مصريون ضحك وقال كيف حال مصر أم الدنيا وسلمولنا على السيسى وإحنا بنحبه وفرحانين أوى بثورة مصر وكل الذى يقال فى الإعلام المصرى عن الشعب السورى وحبه للإخوان ليس صحيحا، والغريب أنه كان يبتسم بشدة ويضحك، وعندما سألناه عن أحوال سوريا رد وقال: إنت شايفنى بضحك كيف أوقات الضحك أقوى من البكاء، فتوقفت الكلمات فى حلوقنا ولم نستطيع أن نسأله وشكرنا ومضينا . وإذا كانت هذه هى حال السوريين فى العاصمة الأردنية، فكان لابد أن نتعرف على حالهم فى باقى محافظات المملكة، فتحركنا لمحافظة المفرق، وهى من أكبر المحافظات الأردنية والقريبة من الحدود السورية - الأردنية، ويسكن بها عدد كبير جدا من اللاجئين السوريين، ودخلنا محافظة المفرق وكأننا داخل أحد مراكز محافظات دلتا مصر بكل تفاصيلها اليومية وشكل شوارعها، حتى الباعة المتجولين والأرصفة المكتظة بالبضائع، ليكون مقصدنا الأول مكتب المفوضية هناك، لنجد مشهدا مقاربا مما رأينا بمقر المفوضية بعمان مع اختلاف أن مكتب المفرق ليس للتسجيل، لكنه مختص بالحالات والمشكلات الإنسانية التى تواجه اللاجئ المسجل فعليا، وفور دخولنا وجدنا ضمن الجالسين فى الانتظار سيدة مسنة ولكنها تحمل الأمل فى عيونها فاقتربت منها وسلمت عليها وسألتها اسمك ايه يا حاجة ومن أى منطقة بسوريا فردت مبتسمة أنا أم الشهيد فولدى شهيد ولى ولد آخر يحارب مع الجيش الحر، وكأن جميع السوريين على اتفاق فى كل الأردن أن المعونة المالية لا تكفى ثمنا لإيجار منزل والحل أن يوفروا من طعامهم ويكتفوا بوجبة واحدة يوميا ويبيعون جزءا من كوبونات الغذاء . وبجوار الحاجة أم الشهيد تحدثنا مع سيدة سورية فى الأربعينيات وتحفظت على ذكر اسمها ثم قالت أم محمود من درعا، وأرادت أن تتحدث عن العلاج وقالت: إن المفوضية تدفع ثمن علاجنا بالمستشفيات فندخل نكشف ونصرف الدواء ببطاقة الانضمام كلاجئين تابعين للمنظمة الدولية، لكن هناك بعض الحالات لا يشملها العلاج مثل نظارة النظر فابنى عمره 7 سنوات ونظره ضعيف جدا ويحتاج لنظارة طبية، ولكن نظام العلاج لا يوفرها ولكن من ناحية التعليم فلا توجد مشاكل فعندى ثلاثة أولاد بالمراحل التعليمية المختلفة وهى بالمجان ومستوى التعليم فيها جيد جدا أما عمل زوجى فممنوع أن يعمل بشكل قانونى فلا يجد غير أنه يعمل كعامل باليومية ويوم فيه شغل وعشرة جالس بالمنزل فوضعنا سيئ جدا. سألت أم محمود ما أمنياتك خلال الفترة المقبلة لسوريا؟ أتمنى أن يرجع الوضع مثل الأول مش مهم عندى ثورة أم نظام .. مش مهم أى شئ المهم بحر الدم هذا يتوقف ونقدر نرجع لبلدنا سوريا. وبشكل مفاجئ سألت أم الشهيد التى كانت مازالت بجوارنا عن رأيها فى ثورة 30 يونيو المصرية؟ فجاءت إجابتها سريعا ربى وقف مع كل ثوراتنا ومثل ما أنجح الثورة المصرية لأنها على حق قادر إن شاء الله على إنجاح الثورة السورية. تركنا مقر مفوضية اللاجئين بمحافظة المفرق واتجهنا لزيارة إحدى العائلات السورية بمنزلهم بصحبة مسئولة الزيارات المنزلية لدى المفوضية السامية للاجئين بالأردن تمارا باكس، وهى أردنية الجنسية ودخلنا داخل أحياء محافظة المفرق لنتوقف أمام منزل متواضع جدا من دور واحد يشبه كثيرا منازل فلاحى مصر بالقرى والنجوع يسكنه أبو محمد وعائلته المكونة من 6 أطفال وزوجة ووالدته وبرغم المأساة والظروف المالية الصعبة فإن ترحيبهم بنا فاق الوصف وبسرعة أعدت زوجة أم محمد الشاى لنجلس بفناء المنزل ونتعرف على هذه الأسرة عن قرب كما قال لنا أبومحمد هم من ريف حلب وكان يعمل سائقا على حافلة ركاب عامة، وأرجع الفضل لزوجته أنها تنبهت سريعا ووجهته لاستخراج جوازات سفر لجميع أفراد الأسرة منذ 2011 وعندما بدا الوضع منفلتا ودمويا وصارت الحرب سافر إلى الأردن، ويعيش فى المفرق منذ عام ومسجل لدى المفوضية، لكنه لم يحصل على الإعانة المالية حتى الآن وفى كل مرة يذهب يتحدث له الموظف المختص بأن دوره فى البحث الاجتماعى لم يأت عليه الدور ومرة أخرى يراجع ويجد اسمه سقط سهوا ووجهنا سؤالنا لتمارا باكس مسئول الزيارات المنزلية بمفوضية اللاجئين بالأردن، فأكدت صحة كلام أبو محمد وقالت: بصراحة هناك أعداد كبيرة جدا بتقدم للحصول على الانضمام كلاجئين، ونحن نحاول بكل طاقتنا تسجيلها بشكل سريع وصرف الكوبونات الغذائية بالتعاون مع منظمة الغذاء العالمى ولكن البحث الاجتماعى يأخذ وقتا لبحث ظروف كل أسرة قبل صرف الإعانة المالية الشهرية ومهما كان دأب ونشاط موظفى مفوضية اللاجئين أمام هذه الأعداد تجد بعض الحالات مثل هذه الحالة يتأخر صرف الإعانات المالية لها، ولكنى أؤكد أن نسبتها صغيرة بالنسبة للعدد الكلى، ولكنها لو كانت حالة واحدة فقط فحقها الإنسانى علينا أن نسرع فى الإجراءات ..ورجعنا لأبو محمد نسأله ماذا عن الغذاء والعلاج، فقال: بالنسبة لكوبونات الغذاء فهى تكفينا ونبيع بعضها والعلاج متوافر ورائع وبدون مقابل، حتى الدواء يتم صرفة فورا وعن التعليم أضاف أولادى بالمدارس ولا يوجد لدينا مشكلة نهائيا بالتعليم، بل على العكس التعليم الأردنى متقدم وخدمات المدارس الحكومية على أكمل وجه..وماذا حدث فى بلدتك؟ فقال: نحن من ريف حلب ومع بداية ثورات الربيع العربى تطلعنا مثل الجميع للمطالب العادلة للشعوب من حرية وديمقراطية وبدأت الدعاوى للثورة من المساجد، ولكنها جاءت من أشخاص من خارج البلدة كنا أول مرة نراهم، ولكننا سمعنا عن المدن المجاورة بدأت تثور فتعامل معها نظام بشار بقسوة وبطش وفجأة بدلا من الهتاف تحولت الشوارع والميادين لساحات قتال ففر أغلب الشعب لا يعلم إلى أين يذهب فكانت أحضان الأشقاء هى الحضن الدافئ لنا وبالنسبة لى الأردن وشعبها لهم كل العرفان والجميل..وجاءت كلمات أبومحمد للأردن وشعبها خير ختام لرحلتنا داخل محافظة المفرق أكبر تجمع للسوريين بالأردن. بيتر كيسلر المتحدث الإعلامى لمفوضية اللاجئين بالأردن: دول الجوار لن تتحمل ضغوط 3 ملايين لاجئ نشكر الأردن ونقدر دور مصر الكبير فى ضيافة مئات الآلاف من اللاجئين السوريين. بيتر كيسلر المتحدث الإعلامى لمفوضية اللاجئين فى الأردن تحدث معنا عن دور الدول المانحة، وأن المفوضية أصدرت تقريرا يؤكد أن 2014 يعتبر العام الأسوأ للأزمة السورية، حيث هناك أكثر من 2.3 مليون لاجئ سورى مسجل بالفعل لدى المفوضية بخلاف مليون أو أكثر غير مسجلين لدينا مرجح تزايدهم بشكل رهيب خلال هذا العام إذا لم تحل الأزمة وأوضح بيتر أن اللاجئين ليسوا فقط من هم استطاعوا الفرار من المعارك داخل سوريا، ولكن أيضا هناك نحو 6.5 مليون بالداخل يعيشون ظروفا إنسانية صعبة جدا وإذا استمر الوضع فبالتأكيد سيخرجون ويشكلون ضغطا مضاعفا للأعداد الحالية لن تتحمله دول الجوار اقصاديا أو من خلال بنيتها التحتية ومرافقها فنأمل أن تحل الأزمة سريعا، وأوضح بيتر كسيلر أن المفوضية السامية للاجئين أعلنت أنها تعمل خلال 2014 على مطالبة الدول المانحة بتوفير 6.5 مليار دولار تخصص للاجئين السوريين فقط وبدأنا باجتماع الكويت هذا الشهر التى قررت خلاله دولة الكويت توفير 500 مليون دولار كحزمة جديدة من المساعدات . ماذا عن الأرقام الصحيحة والرسمية لأعداد اللاجئين السوريين بالأردن فآخر تقرير للحكومة الأردنية أن العدد تجاوز المليون فى حين أنكم أعلنتم أنه نحو 650 ألفا؟ توجد لدينا ظاهرة فى جميع الدول التى تأوى لاجئين سوريين أن هناك فرقا بين أعداد السوريين المسجلين لدى المفوضية والتى تعلنها تلك الدول لدينا 2.3 مليون سورى مسجلين كلاجئين ولكن تقريبا من خرج من سوريا 3 ملايين سورى. ففى مصر نحو 132 ألف لاجئ سورى مسجل ونحو 200 ألف آخر غير مسجل، وهذا على حسب تقديرات الحكومة المصرية. تقابلنا مع عدد من العائلات السورية المسجلين بالفعل لدى المفوضية، ولكن هناك تأخيرا ملحوظا ولمدد طويلة حتى يتم لهم إجازة صرف المعونة المالية الشهرية ؟ العام الماضى كان نداء الاستغاثة ب 2.9 مليار دولار، وجمع 70 % فقط من هذا المبلغ، فبالفعل هناك فرق بين الاحتياجات والموارد، وهذا العام نحن أطلقنا نداء الاستغاثة ب 6.5 مليار. هل هذا يعنى أن تأخر الدول المانحة بالوفاء بالتزاماتها المالية تجاه المفوضية بسبب التأخر فى صرف الإعانات الشهرية؟ فى الحقيقة نعم وهذه مشكلة كبيرة. فى الأردن هل يتم دعم الحكومة ماليا من خلال المفوضية لمجالات التعليم والصحة؟ نحن لا ندعم الدول بشكل مباشر ودعمنا موجه للاجئ فقط، ولكن لنا شركاء بالأممالمتحدة تقدم دعما للدول الحاضنة للاجئين فى مجالات التعليم والصحة. ماذا عن استمرار الأزمة السورية بلا حل خلال أعوام مقبلة هل لديكم تخيل لحجم المساعدات المطلوبة مستقبلا؟ المهجرين داخل سوريا عددهم كبير جدا حوالى 6.5 مليون سورى بخلاف حوالى 3 ملايين لاجئ حاليا خارج سوريا، فنأمل أن يصل اجتماع جنيف لحلول فكل عام يمر بهذا الوضع سوريا تخسر 10 سنوات من التنمية حسب تقديرات الأممالمتحدة، فالآن سوريا فى الثمانينيات وبعد فترة ستتراجع للسبعينيات، ففى مارس ذكرى بداية الأزمة السورية والوضع فى سوريا سيئ للغاية وغير مستقر ولابد أن كل الدول تشجع جميع الأطراف السورية للاتفاق على السلام . فالعدد بين المهجرين واللاجئين نحو 9 ملايين سورى وهذا رقم يمكن أن يكون سهلا سماعه، لكنه رقم مخيف فعند مقابلة عائلة واحدة مثل العائلة التى لاتجد مالاً لدفع الإيجار كمثال تجد 9 ملايين رقماً مفجعاً. هل مازالت المفوضية تقدم مساعدات داخل سوريا أم اقتصر دوركم على اللاجئين بالخارج؟ مازلنا نعمل على تقديم المساعدات بشكل مستمر فهذا العام وفرنا 8 ملايين حقيبة مساعدات تحتوى على ملابس وأحذية وأشياء أخرى، فكل يوم الرجل والمرأة والطفل فى احتياج لملابس وأحذية وبطاطين فى البرد القارس . وجاء سؤال لبيتر من أحد الصحفيين الموجودين معنا أن مصر فى الفترة الأخيرة تعاملت مع السوريين باحتجازات بشكل تعسفى لماذا لم تمارس المفوضية أدوات ضغط دبلوماسية مع الحكومة المصرية تجاه هذه الممارسات ؟ جاءت إجابة بيتر كيسلر واضحة وحاسمة وقال إن مصر كانت كريمة جدا بالنسبة للاجئين السوريي،ن فرغم ظروفها الاقتصادية والسياسية الخاصة التى تمر بها، فهناك مئات الآلاف من اللاجئين يعيشون داخل مصر جنبا إلى جنب بجوار الشعب المصرى ولا أحد يشكك فى كرم وحفاوة المصريين والمفوضية بتتعامل مع 2.3 مليون لاجئ، فطبيعى أن يكون هناك بعض المشاكل الخاصة بالاحتجاز الأمنى فى كل الدول، وليس فقط بمصر ولا نعتبر احتجاز عشرات الأشخاص عملا عدائيا ضمن 300 مليون سورى ينعمون بضيافة كريمة بمصر.