رويترز كلف الرئيس التونسي المنصف المرزوقي يوم الجمعة (10 يناير) السياسي مهدي جمعة بتشكيل حكومة جديدة لتسيير الأعمال في البلاد حتى إجراء الانتخابات هذا العام بعد استقالة رئيس الوزراء الإسلامي علي العريض في اطار اتفاق مع المعارضة لإكمال الانتقال إلى الديمقراطية. وسيرأس جمعة وهو زير سابق للصناعة حكومة غير حزبية بعد التوصل إلى حل وسط بين الإسلاميين ومعارضيهم العلمانيين لانهاء أزمة سياسية بعد نحو ثلاث سنوات من الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس الأسبق زين العابدين بن علي. وقال جمعة للصحفيين في مؤتمر صحفي في القصر الرئاسي ان المرزوقي كلفه بتشكيل حكومة مضيفا انها ستتشكل من التكنوقراط الوطنيين وكذلك من مستقلين. وتقترب تونس من تأسيس ديمقراطية كاملة بدرجة اكبر من دول "الربيع العربي" الاخرى خاصة مصر التي عزل الجيش رئيسها الاسلامي من السلطة. وتدخل تونس بعد ثلاثة أعوام منذ الإطاحة برئيسها السابق زين العايدين بن علي المراحل الأخيرة لتأسيس نظام ديمقراطي كامل. ويتعين على جمعة الذي كان يدير شركة لصناعة أجزاء الطائرات في باريس قبل أن يصبح وزيرا أن يتصدى لإصلاحات اقتصادية يطلبها المقرضون الدوليون بهدف كبح العجز في الميزانية ويواجه أيضا تهديدا متناميا من المتشددين الإسلاميين. وقال جمعة إنه ليس "صاحب معجزات" لكنه سيبذل قصارى جهده. واستقال العريض الذي سجن ثلاث سنوات في عهد بن علي يوم الخميس (9 يناير) . وسيختار جمعة أعضاء حكومته خلال الأيام القليلة القادمة. ومنذ التوصل إلى الاتفاق بين الإسلاميين والمعارضة اواخر العام الماضي لتسليم السلطة إلى حكومة تكنوقراط حققت تونس تقدما. فالمجلس الوطني التأسيسي يجري تصويتا على مسودة الدستور الجديد واختيرت لجنة انتخابية من تسعة أعضاء. لكن كثيرا من التونسيين قلقون من ارتفاع تكلفة المعيشة ولا يلحظ البعض فرصا اقتصادية تذكر بعد ثلاث سنوات من الانتفاضة. وتعاني تونس التي تعد واحدة من أكثر البلدان علمانية في العالم العربي من انقسامات بشأن دور الإسلام وصعود الإسلاميين المتشددين منذ الانتفاضة. لكن مقتل زعيمين علمانيين العام الماضي أثار الأزمة السياسية.