علاء الخضيرى "ماجرى فى المنطقة العربية مؤامرات وليست ثورات" هكذا وصف الدكتور رفعت سيد أحمد، مدير مركز يافا للدراسات والخبيرفى شئون الحركات الإسلامية، حقيقة المشهد فى المنطقة، مشيرا إلى أن الشعب المصرى والفريق السيسى أفشلا تلك المؤامرة الأمريكية، لإعادة تقسيم الشرق الأوسط، بسيكس بيكو يرتدى ثياب الثورة الشعبية أو المسلحة بعد التكلفة الباهظة لاحتلال العراق فى بروفة أولى لما يحدث الآن فى ليبيا وسوريا، وإلى نص الحوار: أنت قادم من بيروت حيث عقد مؤتمر تحت هذا العنوان، كيف ترى الإخوان وتأثيرهم فى الداخل المصرى وفى المحيط الإقليمى؟ وكم نسبة خسارتهم عقب ثورة 30 يونيو؟ فى الحقيقة أن الثورة المصرية فى 30 يونيو، كانت ضربة قاضية لجماعة الإخوان وحكمها فى المنطقة، كما أنها لطمة قوية للإدارة الأمريكية التى أرادت تفكيك المنطقة وإعادة تركيبها عبر "سيكس بيكو"، يرتدى ثياب الثورة الشعبية الداخلية فى دول المنطقة العربية، فالمخطط الأمريكى بعد ثورات الربيع العربى فى تونس ومصر، كان يهدف لتوظيفها لتحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد، بدون مبارك والقذافى وزين العابدين، شرق أوسط بلحية إسلامية، تكون ظهيرا للوجود الأمريكى فى المنطقة، هذا المخطط الأمريكى بدأ بزيارات جون كيرى وماكين، لمقر مكتب الإرشاد الذى استقبل 11زيارة لكبار قادة المخابرات والساسة الأمريكيين، وحدث نوع من الاتفاق حول الملفات الساخنة فى المنطقة وبالذات فى الملف السورى والفلسطينى، بحيث تضمن جماعة الإخوان ترويض حركة حماس، لتصبح تحت السيطرة وتعمل فى السياسة كحركة سياسية مثل أبومازن ولا داعى للمقاومة وذلك كله تحت سقف الاحتلال الإسرائيلى، وهذا أخطر ما فى الاتفاق الذى جرى 2012، بعد الحرب الإسرائيلية على غزة الذى رعاه محمد مرسى، بجعل حماس هى "أنطوان لحد" غزة، هذا الأمر تم بالترتيب مع تركيا أيضا حيث يتم تدريب عناصر الإخوان فى سيناء ودفعهم لسوريا هناك خلط فى المفاهيم حول ما يحدث فى سوريا. هل هى ثورة أم انقلاب على النظام السورى برعاية أمريكية وتركية وإسرائيلية؟ ليس هناك ثورة فى سوريا بالقطع، لكنها مؤامرة مكتملة الأركان، فلا الأوضاع الاقتصادية أو السياسية فى سوريا كانت تبرر كل هذا النوع من الشراسة والعنف وتدمير الدولة السورية التى كان لديها اكتفاء ذاتى من القمح والسلع الإستراتيجية، لكن ذلك كان لهدم سوريا المقاومة التى استضافت خالد مشعل ورفاقه، لمدة تزيد على 25 سنة، وأغلب العمليات الاستشهادية كانت تتم بأوامر حماس والجهاد من دمشق، وبتنسيق كامل مع الدولة السورية التى كانت شريكاً كاملاً فى النضال وإطلاق الرصاص على العدو الصهيونى ولو بيد حماس والجهاد وحزب الله، فهناك 4 آلاف صاروخ أطلقها حزب الله فى 2006، كلها من الترسانة السورية وأيضا 11 ألف صاروخ لدى حماس والجهاد الإسلامى صناعة سورية إيرانية، فالمطلوب هو تفكيك سوريا وتفكيك الجيش السورى برداء الثورة التى انطلقت فى المنطقة ولقيت تأييدا فى مصر وتونس، فتم الركوب على إرادة التغيير السورية بشراكة قطرية وأمريكية وبغطاء إعلامي من الجزيرة لتزييف الواقع وإقناع الرأى العام العربى والعالمى، بأن هناك ثورة فى سوريا التى أصبحت ساحة للصراع الإقليمى على الأرض السورية، وهو جزء من المؤامرات فى المنطقة التى ارتدت ثياب الثورات، ففى ليبيا كان الهدف البترول والغاز وتقسيم ليبيا لدويلات، وفى سوريا الهدف هو تفكيك المنطقة، وهذا ما قام به الإخوان فى مؤتمر ستاد القاهرة، والدعوة للجهاد فى سوريا الحرة، بدلا من فلسطينالمحتلة تحت راية أكلة الأكباد من جبهة النصرة وتوريط الجيش المصرى فى سوريا، وهو ما لفت النظر إلى خطورة مؤامرة الإخوان والأمريكان على المنطقة، وهو ما دعا الفريق السيسى إلى توجيه النصائح حيث أرسل 4 تقارير رسمية لمرسى تنبهه لخطورة الوضع فى الداخل ورفضه لتوريط الجيش المصرى فى الخارج، وجاء 30 يونيو، ليفشل هذا المشروع والمؤامرة، وهذا فضل السيسى والجيش المصرى على المنطقة ككل لأن سقوط الإخوان فى مصر أسقط كل أطراف اللعبة وذيول الإخوان فى المنطقة. العلاقة بين الإخوان وإيران كيف كانت؟ وما تفسيرك لزيارة الرجل الأخطر فى إيران وهو قائد الحرس الثورى قاسم سليمانى لمصر ولقاء الرئيس المعزول محمد مرسى؟ فى الحقيقة أن الإخوان استخدموا الملف الإيرانى لمكايدة الخليج والإمارات بالتحديد فى غباء متناه وهم كانوا مترددين فى هذا الشأن، لأن عيونهم كانت على أمريكا طوال الوقت برغم أن الخليج كان يخشى من الإخوان أكثر من إيران الذى تعودوا على العلاقة معها برغم الاختلافات كتعايش سياسى وجغرافى فى منطقة الخليج، لذلك لم ينجح هذا الابتزاز الإخوانى، بل زاد من عدائهم للإخوان ولعلك تتذكر قضية خلية الإخوان فى الإمارات وتصريحات ضاحى خلفان، القوية ضدهم بعد هجومهم على الإمارات وبالنسبة لزيارة قاسمى، فكان الهدف منها على كيفية تشكيل حرس ثورى فى مصر؟ وتلك الزيارة نبهت الجيش المصرى مبكرا لخطط الإخوان لتفكيكه. كيف تقرأ المشهد السياسى المصرى الآن؟ حينما نقرأ المشهد السياسى الحالى بعد 30 يونيو، فنحن أمام خارطة جديدة فى المشهد السياسى المصرى تتمثل فى نخبة سياسية غير قادرة على الفعل الشعبى الواسع وجيش وطنى هو من لديه القدرة على التأثير والفعل، وقوة ثالثة تتمثل فى القوة الشعبية غير المنظمة والتى خرجت فى 30 يونيو، وقوة رابعة تتمثل فى الإخوان وحلفائهم من التيار الوهابى، والتى بدأت تتقلص لتصبح قوة الاعتراض الوحيدة على المسار السياسى الحالى، هذه الخريطة لتلك القوى تمثل أركان الصورة السياسية فى مصر، فالجيش لديه القدرة على الحكم لكن ليس لديه الرغبة وبالعكس الإخوان لديهم الرغبة لكن ليست لديهم القدرة بعد أن كشفتهم الجماهير التى أسقطتهم فى 30 يونيو، وكشفت أنهم يبغون السلطة والملك وليس الدين، هذا المشهد فى تنويعاته المختلفة الذى يضبط إيقاعه وحركته هو خارطة الطريق أو خارطة المستقبل التى أعلنها الفريق أول عبد الفتاح السيسى، وينبغى على الجميع باستثناء القوى المعطلة من الإخوان وحلفائهم أن تدفع فى تطبيق خارطة الطريق من الاستفتاء على الدستور إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، حتى تحدث حالة استقرار سياسى يدفع لتحقيق رخاء اقتصادى وعدالة اجتماعية فى كل المناحى. وماذا عن موقف الإخوان الداعم للعنف والتدخل الخارجى فى الشأن المصرى؟ يجب أن يكون هناك حصار إيجابى لفوضى الإخوان وعنفهم بعدم التركيز معهم والانشغال بهم، ولكن علينا تجاهلهم بالإنجاز فى كل موقع فى الدولة مع تطبيق القانون بحسم وحزم معهم دون تردد، فهؤلاء يعيشون فى عالم افتراضى، فلا يصدقون أن الناس ثارت عليهم مثل مبارك فهم الذين أساءوا لأنفسهم ومرسى هو من بادر بالانقلاب على القيم الديمقراطية 6 مرات، أعلاها كان بالإعلان الدستورى الذى منح نفسه فيه سلطات إلهية، فعندما ينقلب الشعب على الانقلاب، فلا يسمى انقلابا بل تصحيح لمسار الثورة برغم استخدامه لآلية غير مسبوقة فى الديمقراطيات الحديثة، وهى آلية الحراك الشعبى والخروج فى جمعية عمومية للشعب المصرى، سماها الإخوان فى يناير ثورة لأنها لصالحهم، ولما تكرر الأمر بالخروج عليهم والثورة ضدهم سموها انقلاباً تحت إرهاب ذهنى تمارسه قناة الجزيرة، والإعلام اليهودى المردوخى فى الغرب، الطموحات بعد ثورة يناير كانت فى السماء وبعد 30 يونيو، أصبح هناك حنين للعودة إلى عصر مبارك قبل الثورة. ماقراءتك للموقف التركى الداعم للإخوان بزعامة أردوغان؟ أردوغان تحدث عن مؤامرة بين الجيش المصرى وإسرائيل، وهو بالطبع افتراء وآخر من يحق له الحديث عن العلاقة والعمالة لإسرائيل هو أردوغان، ففى تركيا 26 قاعدة أمريكية، ولديها تعاون ب 20 مليار دولار مع إسرائيل والطيران الإسرائيلى يتدرب فى صحراء تركيا لضرب المقاومة وهناك عقود تسليح بينهما بملايين الدولارات وهذا وجه آخر لتركيا، فهناك 15 ألف معتقل فى تركيا ومئات الصحفيين سجناء واقتصاد سوق ظالم، وما حدث أغاظ أردوغان الذى كان يحلم بعودة الخلافة التركية للمنطقة برداء إخوانى.