هاني بدر الدين سلطت وسائل الإعلام الإسرائيلية، الصادرة صباح اليوم، الضوء على منطقة الشرق الأوسط بين عامي 2013 و2014 وتحدثت عما تشهده مصر من أحداث، ومستقبل الأوضاع في مصر، وكذلك السياسة الخارجية المصرية. فتحت عنوان (الشرق الأوسط بين عامي 2013 و2014)، نشر يوسي نيشر محرر الشئون الشرق أوسطية بالإذاعة الإسرائيلية ملفا خاصا عن عام 2013 ما شهدته منطقة الشرق الأوسط من أحداث سياسية بالنسبة للولايات المتحدة، مصر، سوريا، إيران، تركيا، السلام الإسرائيلي الفلسطيني.. وبالنسبة للولايات المتحدة، قال نيشر إن التطور الأبرز شرق أوسطيأ خلال 2013 والذي قد ينعكس على 2014، هو عودة واشنطن وبقوة سلميأ إلى المنطقة في ولاية أوباما الرئاسية الثانية وذلك بعد أن اتسمت ولايته الأولى بمحاولات أمريكية متكررة للابتعاد عن منطقتنا. ومضى نيشر يقول "خلال 2013 وكما يبدو في 2014 أيضأ, فإن واشنطن متمثلة بوزير خارجيتها جون كيري تحاول استعادة دورها القيادي في الملفات الشرق اوسطية المحورية وعلى رأسها "إيرانوسوريا والسلام الاسرائيلي الفلسطيني" وسط إدراك أمريكي بضرورة لعب موسكووطهران دورأ محوريأ في الصفقات الاقليمية المتبلورة. وأوضح نيشر أن العامل الابرز في سياسة واشنطن الشرق أوسطية هو الاصرار على تجنب الخيارات العسكرية أو التدخلات الأجنبية في الصراعات الشرق أوسطية. وأشار نيشر إلى أن سياسة واشنطن الخارجية خلال 2013 أثارت علامات استفهام كبيرة وكثيرة بل قلقأ شديدأ لدى حلفاءها التقليديين وعلى رأسهم "إسرائيل" حول الملف الايراني، والسعودية حول الملفين الايراني والسوري، و"مصر" بعد قرار التعليق الجزئي للمساعدات العسكرية الامريكية لمصر. وذكر نيشر أن التوتر بين واشنطن وحلفاءها التقليديين في المنطقة، استفادت منه قوي عديدة، وأولهم موسكو بمحاولاتها لاستعادتها مكانتها الشرق الأوسطية ولا سيما في عودة علاقاتها العسكرية مع الحكم الانتقالي في مصر بعد سقوط حكم مرسي والاخوان, وثانيهم باريس في محاولتها للاستفادة من موقفها المتشدد، في البداية على الأقل، من اتفاق جنيف النووي مع طهران مقابل الضبابية الامريكية , لتعزيز علاقاتها مع إسرائيل ولعقد صفقات أسلحة ضخمة مع العربية السعودية على حساب واشنطن. وعن مصر قال نيشر أن القاهرة ينتظرها في عام 2014 عدة أمور من أبرزها الاستفتاء العام على الدستور الجديد في منتصف الشهر القادم, ثم الانتخابات التشريعية والرئاسية، موضحا أن ثورة 30 يونيو 2013 التي أسقطت حكم مرسي والاخوان المسلمين أبرزت بوادر فشل الاسلام السياسي في العالم العربي وعودة القوى القديمة وعلى رأسها الجيش إلى الواجهة, وارسلت رسالة تحذيرية تجاوزت الحدود المصرية وقد وصلت إلى حماس غزة وايضأ إلى الإخوان المسلمين في الأردن وإلى حركة النهضة في تونس. وأشار نيشر إلى أن عام 2013 تميز بحملة غير مسبوقة من قبل الحكم الانتقالي بقيادة الفريق أول عبد الفتاح السياسي النائب الأول لرئيس الوزراء المصري، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، على جماعة الإخوان المسلمين وحلفاءها في القاهرة وفي سيناء بلغت ذروتها في الاعلان عن الجماعة تنظيمأ ارهابيًا، والتساؤل المطروح هل المشهد في القاهرة يخيّر المصريين ما بين الاسلام السياسي من جهة، والجيش من جهة أخرى فقط , أم أن عام 2014 سيشهد خيارات مدنية جديدة ايضأ؟ ولفت نيشر إلى أنه في مجال السياسة الخارجية المصرية برزت هذا العام عدة أمور منها الأزمة غير المسبوقة بين القاهرة وانقرة على خلفية تدخلات رئيس الوزراء التركي أردوغان في الشئون الداخلية المصرية – لصالح الاخوان المسلمين، وكذلك الأزمة بين القاهرةوواشنطن على خلفية ضبابية موقف أوباما من المشهد المصري بلغت ذروتها هذا العام بالقرار الأمريكي بالوقف الجزئي للمساعدات العسكرية المقدمة للقاهرة. وأكد نيشر أن المستفيدة من التوتر الامريكي – المصري هي موسكو التي تحاول إعادة تعاونها مع القاهرة في المجال العسكري بعد عقود من الفتور.