اكد كمال حسن على سفير السودان بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية ان بلاده لاتشعر بالتفاؤل تجاة علاقاتها مع الولاياتالمتحدة رغم انها ترغب فى اقامة علاقات طبيعية معها. وقال فى مؤتمر صحفى عقدة بمقر السفارة بعد ظهر اليوم ان واشنطن هى التى لا ترغب فى تطوير هذه العلاقات بشكل ايجابى حيث تمارس ضغوطا شديدة فى الوقت الراهن على الحكومة السودانية لكى تسمح بعمل منظمات المجتمع المدنى الاجنبية على الساحة السودانية..والا ستعمل على افشال مؤتمر اصدقاء السودان الاقتصادى فى اسطنبول التى ترعاة كلا من تركيا والنرويج بغرض دعم الخرطوم. وذكر ان الولاياتالمتحدة تهدد بانها لن تشارك فى هذا المؤتمر كما تمارس على ضغوطا على دول اخرى فى هذا الاطار غير ان الخرطوم لن تردخ للضغوط الامريكية للسماح لمنظمات المجتمع المدنى الاجنبية بالعمل على الساحة السودانية خاصة فى اقليمى جنوب كردفان والنيل الازرق..وقال اننا اكدنا من جانبنا انه ليس لدينا مانع من تقديم الحكومة السودانية لهذه المعونات والمساعدات وتسليمها للمواطنين وبهذا الشكل نضمن وصولها لمستحقيها وليس للمتمردين. واشار الى ان لبلاده تجربة مريرة مع منظمات الاغاثة الاجنبية وقال اننا لن نسمح لها ان تعبث مرة اخرى فى السودان ونعلم تماما ان لديها اجندة خفية لتزكية ودعم التمرد فى السودان وتذهب 90% من مواردها المالية اما على المصاريف الادارية اوتسليم مواد الاغاثة والاغذية وسيارات الدفع الرباعى وتزعم للحكومة السودانية ان المتمردين قد استولوا بالقوة على هذه المساعدات . وعما يتردد عن تصعيد التوتر بين الخرطوموواشنطن وامكانية طرد مواطنيين امريكيين من السودان قال كمال حسن على اننا نحرص على علاقات طبيعية مع واشنطن ونعلم انها بلد كبير مؤثر اقتصاديا وعسكريا.. الا انها لاترغب فى هذا بالمقابل وسعت لاسقاط نظام الحكم فى الخرطوم ووتجاهل ان شرعية النظام مستمدة من الشعب السودانى غير اننا لا نخاف من احد. واشار الى ان بلاده سبق ان طردت السفير البريطانى وممثل الامين العام للامم المتحدة وقال ان السودان على استعداد لطرد اى شخص يتعدى على السيادةالسودانية. وعن العلاقات المصرية السودانية قال انه بعد الثورة هناك فرصة كبيرة لتأسيسها على اسس سليمة وبنائها على شبكة من المصالح الحقيقية تترجم المشاعر والعلاقات الطيبة بين الجانبين. واضاف ان هذه العلاقات نحاول توطيدها وتمديدها فى الوقت الراهن وتسير فى الاتجاة الصحيح وتمضى على عدة محاور منها محور انشاء طرق برية ومنافذ حدودية تربط لاول مرة عبر التاريخ بين الدولتين وقد تم فى هذا الاطار الانتهاء بالفعل من انشاء طريق شرق النيل وجارى انشاء الطريق الغربى ومن المقرر ان يتم افتتاح هذين المنفذين عقب انتهاء الطريق الغربى فى يونيو القادم..مشيرا الى ان هذين المعبرين سوف ينقلان العلاقات المصرية السودانية نقلة نوعية ويضاعفان حجم التبادل التجارى. وعن طلب الخرطوم من الحكومة المصرية بتزويدها بالغاز الطبيعى المصرى قال كمال حسن على ان بلاده تقدمت بطلب رسمى فى هذا الشأن لتزويد المشروعات المشتركة المصرية السودانية فى السودان بالغاز الطبيعى تقليلا لتكلفة الانتاج الذى تضاف الية اسعار الطاقة..غير ان الحكومة المصرية اعتذرت وقالت ان انتاج مصر من الغاز الطبيعى لايكفى..واحتياطيات الاستكشافات الحديثة لا تلبى ايضا هذا الطلب السودانى. واتهم السفير كمال حسن على مافيا استيراد اللحوم فى مصربالعمل على منع دخول اللحوم السودانية الى الاسواق المصرية وقال ان هناك متحكمين فى سوق استيراد اللحوم بمصر يحاربون استيراد اللحوم السودانية غير ان مزايا اللحوم السودانية معروفة وتلقيت شهادة بجودتها من وزارة الزراعة المصرية التى ارسلت وفدا الى الخرطوم اليوم الثلاثاء لاستيراد 50 الف رأس ماشية كمرحلة اولى .. ولا يقتصر الطلب على اللحوم السودانية على الجهات الرسمية والحكومية المصرية بل هناك احزاب مصرية طلبت استيراد لحوم سودانية. واشار الى ان هناك استراتيجية واحدة بين الدولتين بخصوص ملف مياة النيل وتنسيق تام بين البلدين فى التعامل مع دول حوض النيل والاتفاقية الاطارية واشار الى ان 32دولا لبرميل تعد مبلغ عادل كرسوم لعبور نفط الجنوب نظير استخدام معامل المعالجة والتكرير ومستودعات التخزين وموانىء التصدير وخطوط انابيب النقل وتأمين هذه المنشأت ..وجميع كل المنشأت مملوكة للخرطوم وليس لجوبا التى تطرح69 سنتا للبرميل. واضاف ان هناك طرفا ثالث هو من يتدخل عند جنوب السودان ويقوم بتحريك ملف الخلاف الحالى بين الشمال والجنوب ويسعى لتأزيم العلاقات بين الدولتين ضمن جهوده الرامية لضرب الاقتصاد السودانى على امل ان يقود التدهور الاقتصادى الى اسقاط النظام الحاكم فى الخرطوم..غير ان الشعب السودانى الذى عاش تحت وطأة العقوبات على مدى اكثر من 20 عاما يتصدى لهذه المؤامرات وقادر على مواجهتها والصمود فى وجة اثارها واستطاع ان يحقق اكبر معدلات نمو فى المنطقة. واكد ان التعبئة الشعبية الجارية فى السودان ليست بغرض الاستعداد لشن حرب بل هى مجرد اجراء وقائى لمنع الاعتداء على السودان ..وقال "ولكن اذا فرضت علينا الحرب..فسوف نحارب..ولقد استمرت الخرطوم لسنوات طويلة تقاتل ولا مشكلة فى ذلك"