نجم لا يموت ما بقيت اشعاره نورا مضيئا

الهامي المليجي
عرفت الشاعر احمد فؤاد نجم مع تفتح وعيي السياسي ..حفظت اشعاره.... اقتربت منه في ثمانينيات القرن الماضي ابان اقامته المؤقتة في دمشق .. نشرت له ديوان " اهيم شوقا" .. شاركته في تأسيس مجلة " الوطن المصورة " بترخيص لبناني في دمشق فكانت منبرا للمناضلين والمثقفين العرب من سعد الله ونوس الى غالب هلسا ومن جليل حيدر الى علي فرزات ومن سيد خميس الى هادي العلوي ومن ممدوح عدوان الى بسام الهلسا.
رحل الشاعر احمد فؤاد نجم بعدما ترك بصمة كبيرة ومتميزة في تاريخ الوطنية المصرية ، رحل الراهب الذي اعتاش على الزهد الكامل .. ان احمد فؤاد نجم وصل الى درجة التوحد الصوفي والذوبان التام في مصر وادرك مبكرا ان قوة مصر في حضنها العربي وقوة العرب في وحدتهم ، ورفض اتفاقية كامب ديفيد وما تبعها من محاولة فصل مصر عن محيطها العربي فكتب ( يا عرب .. يا عرب .. اسمعوا صوت شعب مصر
أحفظوا لمصر المكان .. و احنا عالعهد اللي كان
مصر أوفى من الزمان ..
و انتو عارفين شعب مصر
يا عرب يا عرب يا أهل مصر
اللي خانوا العهد بينا .. و استباحوا كل حاجة
و استهانوا بالعروبة .. و استكانوا للخواجة
مستحيل حيكونوا منا .. نحنا حاجة و هما حاجة
هما باعوا الجلابية .. و الوطن و البندقية
و ا حنا أصحاب القضية ..
احنا ما بنبيعش مصر
يا عرب يا عرب يا أهل مصر)
لم تغب ابدا قضية العرب المركزية فلسطين عن وجدانه فكتب (يا فلسطينيه
والبندقاني رماكو
بالصهيونيه
تقتل حمامكو في حداكو
يا فلسطينيه وانا بدي اسافر حداكو
ناري في ايديه
وايديه تنزل معاكو
على راس الحيه
وتموت شريعه هولاكو
يا فلسطينيه
والغربه طالت كفايه
والصحرا اّنت م اللاجئين والضحايا
والارض حنّت للفلاحين والسقايه
والثوره غايه
والنصر اول خطاكو
يا فلسطينيه
والثوره هي الاكيده
بالبندقيه نفرض حياتنا الجديده
والسكه مهما طالت وبانت بعيده
مدّ الخطاوي
هوه اللي يسعف معاكو
يا فلسطينيه
فيتنام عليكو البشاره
بلنصره طالعه
من تحت ميت الف غاره
والشمعه والعه
والامريكان بالخساره
راجعين حيارى
عقبال ما يحصل معاكو )
.
احمد فؤاد نجم عاش على حب الناس وعاش ومات من أجل الناس .
ترك نجم تراثا ضخما لثوار مصر في الحاضر والمستقبل .. ان شعاراته واشعاره كانت وقود الثورة في سبعينيات القرن الماضي مثلما اصبحت في ثورتي 25 يناير و30 يونيه . ابداع شعري ثوري فريد ليس له مكافئ حتى الآن على الأقل.
رحل المناضل المثال الذي كانت ومازالت اشعاره معينا للثوار وشرارة للثورة ..
ان وجعا عظيما الم بمصر التي خاطبها نجم قائلا ( سلامتك يا امه مهره يا ست الكل يا طاهرة .. ) سلام عليك يا نجم لا يموت ما بقيت اشعاره نورا مضيئا للاحرار والثوار في العالم .