جيهان محمود تمكنت الجامعة الأمريكية بالقاهرة من تطبيق خطة فعالة لتخفيض استهلاك الطاقة في الحرم الجامعي، إذ حددت الجامعة في عام 2011 هدفاً بعينه يتعلق بتخفيض استهلاك الطاقة بمقدار الثلث خلال ثلاثة أعوام، وقد تحقق ذلك الهدف فعلياً في عامين فقط، وذلك تحت قيادة فريق المحافظة على الطاقة الخاص بالجامعة، وانخفض بالفعل استهلاك الطاقة المستخدمة بمقدار 35 مليون كيلووات في الساعة على مدار العام، ومن ثَمَ انخفض حجم الميزانية المخصصة للمرافق بمقدار الثلث. وقد كان حجم الطاقة المتوفرة كبيراً لدرجة أن الجامعة استخدمت في فبراير الماضي طاقة أقل من تلك التي استخدمتها في فبراير 2011، عندما كان حرم الجامعة بميدان التحرير وحرم الجامعة بالقاهرة الجديدة مغلقين لحوالي نصف شهر في أعقاب ثورة 25 يناير. يقول "بريان ماك دوجال" نائب رئيس الجامعة التنفيذي للشئون الإدارية والمالية، إن المكون الوحيد والرئيسي لتوفير الطاقة في تحقيق نوع من الإدارة المطورة للمياه المثلجة، وكذلك خلق نوع من التوجه ناحية توفير استخدام الطاقة بشكل كلي، وقد تحقق ذلك الهدف تحت قيادة "مارك راوش" مدير مكتب الاستدامة بالتعاون مع الفريق المتعدد الأنظمة الخاص بإدارة موارد الطاقة والحفاظ عليها. لقد تحقق معظم التوفير عن طريق إدارة نظام التسخين والتبريد الخاص بحرم الجامعة بالقاهرة الجديدة بصورة تتسم بمزيد من الكفاءة، وعن ذلك يقول "وائل طه" مدير الحفاظ على الطاقة والاستدامة، -وهو مهندس له الكثير من الخبرة بنظم إدارة المباني- وإنه قد تم عمل تعديل شامل لنظام التحكم في التسخين والتهوية وتبريد الهواء، بضبط درجات الحرارة وتنفيذ نظام معين يضمن عدم تدفئة أو تبريد كافة المساحات الخاصة بالجامعة عندما تكون خالية. وذكر" راوش" أن نصف استهلاك الجامعة من الكهرباء بحرم الجامعة بالقاهرة الجديدة كان موجهاً لتشغيل نظام تبريد الهواء. وتم الاعتماد على التجربة والخطأ لكي نصل إلى تحقيق الراحة للجميع، بدلاً من المعاناة من التدفئة الشديدة أو البرودة الشديدة. وعن إمكانية تقليل استخدام أنظمة التدفئة والتبريد الموجود في التصميم الأساسي لحرم الجامعة يقول "أشرف سلوم" معماري الجامعة إن التدريب الحالي الذي يهدف إلى تقليل معدل استهلاك الطاقة ما هو إلا ترجمة لتحول التصميم الخاص بحرم الجامعة بالقاهرة الجديدة إلى الاعتماد على أنظمة تشغيل بعينها، ويمكن بمقتضى ذلك استغلال الإمكانات الموجودة في أصل التصميم للوصول إلى تحقيق مستويات أعلى من توفير الطاقة، مؤكدًا أن التصميم جاء ليلائم البيئة المحيطة بالمبنى، وينعكس ذلك بوضوح في مباني الجامعة وحوائطها والبيئة الطبيعية المحيطة بها وكذلك التخطيط الخاص بها. لقد جاء التصميم موافقاً للأهداف الموضوعة ضمن المعايير الخاصة بتصميم الحرم الجامعي الجديد." يذكر أن الإضاءة تستهلك معدلات أقل من الطاقة من تلك التي تستهلكها أجهزة التدفئة وأجهزة التبريد، إلا ان التعديلات التي دخلت على نظام الإضاءة بحرم الجامعة بالقاهرة الجديدة قد ساعد أيضاً في تحقيق الجامعة للهدف المنشود ألا وهو تخفيض استهلاك الطاقة، وفي مدة زمنية أقل بعام من التاريخ الأصلي المستهدف. ويتحكم نظام الإضاءة الزمني المسمى Lutron في لمبات الإضاءة العامة الخاصة بالحرم الجامعي والتي يصل عددها إلى حوالي ثلاثين ألف لمبة والتي نجدها في الممرات، والقناطر، والنجف، والمساحات الخاصة بالمكاتب المفتوحة، بينما نجد أنه يجري التحكم في الإضاءة داخل المكاتب، وقاعات الفصول، وقاعات المؤتمرات، والمعامل بطريقة يدوية عن طريق مفاتيح الإضاءة المثبتة على الحوائط. وقال راوش: "أن فريق العمل ينتقل من مبنى إلى مبنى لتطوير نظام إضاءة خاص بكل مبنى على حدة وذلك تبعاً لاحتياجات المبنى الخاصة، فمثلاً سكن الطلاب يحتاج إلى نوعية مختلفة من الإضاءة عن تلك التي يحتاجها مبنى الإدارة مثلاً أو المباني التي تضم الفصول الدراسية. وتم الانتهاء من تنفيذ حوالي ثلثي مشروع الإضاءة المُسمى Lutron وقد تم تشغيل النظام الجديد في معظم المباني. والتركيز يتجه الآن إلى التحكم في الإضاءة الشديدة للبوابات الخارجية. يهدف فريق العمل الخاص بالطاقة إلى تخفيض استهلاك الطاقة بنسبة خمسة بالمائة أكثر، وذلك بحلول أغسطس 2014، ويؤدي إلى تخفيض كلي في مستوى الطاقة المستخدمة بنسبة أربعين بالمائة تقريباً، وفي خلال ثلاث سنوات، ويركز الفريق في المرحلة القادمة على إجراء عمليات الصيانة بشكل دوري، ويركز أيضاً على رفع مستوى الوعي لدى الجميع لضمان إحداث نوع من التحسين المستمر وتحقيق الاستدامة وذلك فيما يتعلق بالبنية الأساسية والعمليات الخاصة بالجامعة. يتجه التركيز في المرحلة القادمة إلى الحفاظ على المكاسب التي حققتها الجامعة في العامين الأخيرين، ويجري حالياً نقاشاً حول العديد من المشروعات المستقبلية المتعلقة بذات المجال والبحث فيها، ويدخل ضمن ذلك اللجوء إلى استخدام الطاقة المتجددة.