أشرف بدر أما آن لهذا الإرهاب الأعمى الذى يضرب جنبات معظم دول الربيع العربى بعنف، أن ينتهى؟ أما آن للوطنيين والإسلاميين الشرفاء - الذين أرقت مضاجعهم عمليات العنف والإرهاب التى تقف وراءها فئة باغية خرجت عن الإجماع الوطنى والقومى وعن جوهر الإسلام، وظنت أنها يمكن أن ترهن دولة بحجم مصر أو تونس أو ليبيا تحت رماح أسلحتها الغادرة - أن يستريحوا ويفكروا فى مستقبلهم ومستقبل أولادهم؟ إن الإرهاب الأعمى الذى يضرب بلدان الربيع العربى ويفتك بحياة الأبرياء ويوقع الخسائر فى الأرواح والممتلكات، هو صنيعة تحالف شيطانى بغيض بين أجهزة مخابراتية غربية وعربية لا يهمها سوى مصالح من يحركها دون النظر لأرقام وأعداد من يسقط من الضحايا ، برغم أن وراء كل ضحية - شهيدا أو جريحا - عائلة تشتت شملها، وأبناء ونساء ينضمون إلى قائمة الأيتام والأرامل . وإذا كان الإرهاب لا دين له –كما يتردد -فأين ديننا وأين إسلامنا وأين عقيدتنا مما يفعله إخواننا وبنى جلدتنا؟ وبماذا نسمى ما يقع داخل أراضينا يوميا من عمليات قتل عمياء يمارسها أناس ختم الله على عقولهم وأبصارهم وقلوبهم غشاوة، فتحوّلوا إلى آلات قتل وتدمير ضد أبناء جنسهم ووطنهم وبنى جلدتهم، بسلطة الفتاوى التى زينت لضعاف الدين ارتكاب جرائمهم بقيادة مفتى الفتنة الدولى يوسف القرضاوى، الذى أجاز قتال الجيش المصرى والسورى على غرار فتواه بقتل النساء والأطفال اليهود بذريعة أن " لا وجود لمدنيين فى إسرائيل، فكل سكانها جنود احتياط، أى أنهم محاربون للإسلام، وجاء من بعده شريكه فى التنظيم الدولى للإخوان الشيخ راشد الغنوشى بفتوى تجيز قتل الحكام عندما قال: «الأمراء المتحدث عنهم فى النصوص هم أمراؤنا، أما الحكام المسلمون المعاصرون المتمردون على الشريعة فهم أذناب الشيطان، لذلك وجب تحكيم السيوف فى رقابهم" ! وهل يقبل الله الذى يتحدّث الإرهابيون باسمه، ويدّعون أنهم يريدون إقامة شرعه، بقتل الأبرياء والأطفال والجيش والشرطة ؟ وهل هناك دين أو معتقد فى الدنيا يبيح لأتباعه قتل الناس المختلفين معه؟ إن ما يمارس من إرهاب اليوم فى دول الربيع العربى هو تدمير ممنهج، وإبادة بشرية جماعية، وتشريد سكانى مدبر، وتمزيق طائفى وعرقى بمخططات شريرة، ليست من الدين فى شىء، ولم تجزه الكتب السماوية، أوالقوانين الوضعية، حتى لو كان المبرر الاستقلال والحق فى اختيار من يحكمنا والحصول على نصيب عادل فى ثروات بلادنا العربية التى يحكم أغلبها بالطوارىء وترزح تحت سيطرة نظم قبلية وعشائرية وطائفية أو ديكتاتوريات عسكرية تتحكم فى شعوبها بالقهر والاعتقال العشوائى والإرهاب الفكرى بمساندة إعلام ورجال دين مأجورين. لقد برهنت الأوضاع المضطربة فى المنطقة أنه لا يمكن لأى دولة أن تعيش منعزلة، ولا يمكن تحقيق الأمن على حساب انعدام أمن الآخرين، وأنه لا يمكن لأحد أن يحقق مصالحه دون الأخذ بعين الاعتبار مصالح الآخرين، لأنه ببساطة كل شىء قابل للتغيير فى سياسة الدول تجاه بعضها إلا شىء واحد هو تغيير الجيران،لذا فإن من مصلحة الجميع عزل جماعة "الهوس الدينى التى تحترف الإرهاب وتجاهر به على الملأ، متحصنة بشريعة "اللاهوت السياسى الطائفى التكفيرى الظلامي" الذى سيطرت به على عدد من الدول العربية والإسلامية لسنوات عدة. فيا من تتاجرون بأوطانكم "كفاكم خيانة وتواطؤا" أليس هذا الجيش هو من وقف مع إرادة شعبه فى 25 يناير و30 يونيو بمصر؟ أليس هذا هو الجيش الذى يودع كل يوم أحد أبنائه الذين قتلوا خسة وغدرا على أيدى إرهابيين ومتطرفين تساندونهم؟ أليس هذا هو الجيش الذى طالبتم بنزوله لحمايتكم من قناصة الإخوان فى الاتحادية، وماسبيرو، ومحمد محمود، ورابعة، والنهضة ؟ أليس هذا هو الجيش الذى أوقف الغزو "الحمساوى – التركى-الإسرائيلى" لابتلاع سيناء، وتحويلها إلى إمارة إسلامية؟ وعلينا ألا ننخدع بتصريحات كيرى، ومسيخ دجال هذا العصر "أوباما" تجاه تباين الموقف الأمريكى من ثورة 30 يونيو ، لأن هذا جزء من "التكتيك التآمري"، الذى يحيكانه ضد مصر وجيشها، وينفذه رجالهما من 6 إبريل وكفاية ومنظمات حقوق الإنسان وغيرهم من أصحاب الأجندات باستخدام شعارات لن ينخدع لها الشعب المصرى مرة أخرى، وسيقف ضدها ولمن خلفها بالمرصاد، وسيسقطها لتبقى "لافتة مصر العزة والكرامة " ترفرف عاليا أمام كل تحرك خائن يتم على حساب أمن الوطن واستقراره والنيل من مكتسبات ثورته. لقد برهنت الأيام أن مصر لم ولن تكون دولة هشة ولا رخوة كما يريد لها البعض ذلك، وأنها لم ولن تكون ملاذاً أو مرتعاً للإرهاب، وأن شعبها يمتص كل الصدمات والخيانات، لكنه لم يفرط يوما فى القصاص لدماء أبنائه، من أعدائه الذين سيلاحقهم عار الاغتيالات وسفك الدماء البريئة وحرق علم بلادهم مدى التاريخ، فهم صناع الإرهاب مهما كان دينهم. أشرف بدر