د ب أ أصابت جهود الولاياتالمتحدة الرامية لحل سياسي للحرب الأهلية السورية العلاقات مع المملكة العربية السعودية التي تفضل تدخلا عسكريا أو على الأقل التزاما بتسليح المعارضة المسلحة بالقتال من أجل الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد بالتوتر، وذلك بحسب مراقبين. وبالنسبة للسعودية فإن انهيار نظام الأسد سيكون نصرا استراتيجيا ضد المنافس الإقليمي، إيران. وأصيبت السعودية وغيرها من دول الخليج التي أنفقت مليارات على تسليح جماعات المعارضة السنة بالإحباط جراء حالة التوقف التام على الصعيد العسكري. وألقت إيران الشيعية وجماعة حزب الله اللبنانية المتشددة بثقلهما في أرض المعركة دعما للأسد. وبرغم إحباط السعوديين من قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعدم شن ضربات عسكرية ضد الأسد بعد هجوم غاز الأعصاب الدموي على إحدى ضواحي دمشق في شهر آب/أغسطس الماضي، فإنهم لا يزالون يعتزمون حضور مؤتمر سلام برعاية أمريكية روسية في جنيف. وقال سلمان شيخ، مدير مركز بروكنجز الدوحة للأبحاث "بالنسبة للسعودية وكثير من دول الخليج الأخرى، يعد مؤتمر جنيف القادم أكثر من محبط - إنه كابوس". وأضاف "لقد ضخوا مليارات الدولارات في الدعم العسكري لقوات المعارضة ومارسوا ضغوطا على مدى اشهر على المجتمع الدولي للتدخل، لكنهم وجدوا ان الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي يمنحان مزيدا من الوقت لنظام لم يظهر أي استعداد للرد أو احترام القانون الدولي". ووصلت خيبة أمل السعودية إزاء الولاياتالمتحدة إلى ذروتها الشهر الماضي عندما رفضت المملكة الغنية بالنفط مقعدا غير دائم في مجلس الأمن، متذرعة بأنه لم يوقف إراقة الدماء في سورية. ومن المقرر أن يزور وزير الخارجية الأمريكي جون كيري السعودية هذا الأسبوع. ولا يتوقع المتابعون للخلافات قطع العلاقات بين الحليفين اللذين تربطهما مصالح اقتصادية وأمنية. غير أنه في حالة عدم توصل مؤتمر جنيف لحل للازمة السورية، ربما تكون السعودية أقل استعدادا للسير على خطى السياسة الأمريكية.