المعتصم بالله حمدى هل انتهى عصر برامج المسابقات؟ سؤال يطرح نفسه بقوة هذه الأيام فبعد أن ظلت الفضائيات العربية مهتمة بعرض برامج المسابقات على شاشاتها لفترة طويلة، حيث كانت هذه البرامج تحقق أعلى نسب مشاهدة، وكان لافتا للنظر أن غالبية هذه البرامج هى برامج أوروبية أو أمريكية، تم شراؤها من قِبل المحطات العربية، لتسد عجزها عن ابتكار برامج المسابقات المميزة والمثيرة للجمهور ومع مرور الوقت تراجعت شعبية هذه البرامج وتجاهلتها الإعلانات بشكل ملحوظ وهذا ما نتطرق إليه من خلال تحقيق «الأهرام العربى». الفنان عمرو رمزى يؤكد أن تراجع شعبية برامج المسابقات حقيقة واقعية وترجع إلى أن الفضائيات التى تعرضها تهدف إلى تحقيق الربح بطريقة سريعة وبسيطة، من خلال وسائل عديدة مثل المذيعة التى تعرض جسدها على الشاشة وتتعمد إثارة المشاهد، وهو ما يظهر من خلال الأسئلة التافهة التى تطرحها وكانت النتيجة أن هناك برامج عديدة غيبت عقول وأموال المشاهدين، ولعبت على وتر المكسب السريع، لكنها فى النهاية كاذبة ولا تقدم أى جوائز، ومن يظهرون عليها ويؤكدون أنهم فائزون، ربما يكونون من العاملين فيها. أما المذيعة الكويتية حليمة بولند التى لها تجارب فى هذا المجال، فترى أن برامج المسابقات لابد أن يكون لها مقاييس ثابتة حتى لا تخدع المشاهد العربى، فبعض الفضائيات التى لا تحظى بمصداقية تحاول لفت الأنظار إليها بشتى الطرق وتنتج برامج مسابقات ضعيفة وتعلن عن جوائز وهمية. وتشير حليمة أن برامج المسابقات تحقق تواصلا مع الأسر العربية خصوصا التى تقدم المعلومة والترفيه بشكل إيجابى، أما البرامج السطحية فلا مكان لها عند المشاهد الذى يمتلك الذكاء اللازم لتقييم البرامج التى تظهر على شاشات التليفزيونات العربية. وترى الفنانة مها أحمد أن ثقافة الاستسهال فى الحصول على الربح السريع كان السبب الرئيسى لزيادة نسبة مشاهدة برامج المسابقات فى وقت سابق وكثير ممن حرصوا على متابعتها، ربما يكونون عاطلين عن العمل أو راغبين فى الثراء السريع، وبالتالى يكونون مشدودين للمشاركة فيها ومتابعتها من أجل المكسب الذى فى معظم الأحوال لا يحصلون عليه. وتوضح مها أن برامج اكتشاف المواهب نالت شهرة أكبر من برامج الحظ والمسابقات لأن الشباب وجد أنه يمكن أن يحقق أحلامه من خلال مواهبه، كما أن انشغال المشاهد بالبرامج السياسية قلل من الاهتمام بهذه النوعية من البرامج. المذيعة رزان مغربى تؤكد أن برامج المسابقات مازالت تحظى باهتمام المشاهد العربى وهو يتواصل مع البرامج الجادة لأنها لا تلعب بعقولهم، كما أن برامج المسابقات موجودة فى شتى تليفزيونات العالم، ولا يمكن أن نعمم سياسة الخداع على كل البرامج لأن هناك محطات فضائية حريصة على سمعتها فى ظل التنافس الإعلامى الرهيب بين الفضائيات العربية. وعن الانتقادات التى توجه لبرامج المسابقات والتى تتحدث عن احتمال الغش فى هذه البرامج ، يرى المذيع كريم كوجاك أن المواطن الحق القانونى فى مقاضاة الفضائية التى تعرض البرنامج فى حالة عدم الألتزام فى تقديم الجائزة التى حصل عليها. ويؤكد كوجاك أن الأحداث السياسية هى التى أوقفت برنامجه لأن المشاهد المصرى مهتم الآن بالشأن السياسى وحالته المزاجية لا تجعله قادرا على متابعة هذه البرامج، ولكن مع هدوء الأوضاع سيحدث تغيير، وسيتواصل الجمهور العربى مجددا مع برامج المسابقات. المذيعة هبة الأباصيرى تقول: برامج المسابقات العالمية التى تشترى حق عرضها الفضائيات العربية تحتاج ميزانيات ضخمة، وسوق الإعلانات لن يستطيع تحقيق المردود المادى الذى يعوض تكلفة هذه البرامج والتى تصل لملايين الدولارات ولذلك قل إقبال الفضائيات العربية عليها والمشاهد نفسه لم يعد متابعا لها بنفس القوة بسبب اهتمامه الحالى ببرامج التوك شو ونشرات الأخبار بسبب الظروف السياسية التى يعيشها العالم العربى. أما المذيع اللبنانى نيشان فيرى أن نظرية تراجع برامج المسابقات ليس محلها ولكن المشاهد يحتاج فقط لبعض التجديد فى نوعية برامج المسابقات التى تعرض أمامه وكلما كانت الفكرة بسيطة كلما زاد تواصله معها. ويرى نيشان أن وجود برامج المسابقات فى خريطة الفضائيات العربية يعطيها قدرا من التنوع، وهناك متابعون لهذه البرامج خصوصا من جانب الجنس اللطيف نظرا لوجودهن فى المنزل لفترات طويلة ووسيلة التسليه والترفيه المفضلة لهن هى التليفزيون وتحديدا برامج المطبخ والمسابقات.