أشرف بدر إذا أردنا أن نعرف من هم أعداء الأمة العربية، فعلينا أن نعرف لماذا تجيش إسرائيل وقطر المرتزقة فى سوريا، والإرهابيين فى سيناء، والشبيحة فى تونس، والقاعدة فى ليبيا، وعلينا أن نعرف أيضا من يريد جر الشعوب العربية إلى مستنقع الفقر، والجهل والتقسيم؟ فقد ذكر أحدث تقرير أصدرته الأممالمتحدة بالتعاون مع الجامعة العربية، واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربى آسيا (الإسكوا) أن استمرار الاضطرابات فى دول الربيع العربى وتطورات الأزمة السورية باتت تشكل خطرا كبيرا على خطط العالم العربى نحو مكافحة الفقر المعروفة باسم الأهداف الإنمائية للألفية فى المنطقة، وأن تراجع النشاط الاقتصادى فى مصر وتونس واليمن دفع بأكثر من خمسة ملايين شخص إلى البطالة . كما دفعت الاضطرابات 3 ملايين على الأقل من بين22مليون شخص فى سوريا للوقوع فى براثن الفقر، فى حين ارتفع معدل الفقر المدقع فى البلاد إلى 8 %. إن الدولة التى ضآلة حكامها من ضآلة مساحتها الجغرافية، وندرتها السكانية، عليها أن تكف عن ممارسة العبث، وتأجيج نار الفتنة بدول الربيع العربى، وأن تعرف أن أموالها لن تؤهلها لتكون ملعباً، أو لاعباً إقليمياً، أو أن تنال من قامة وريادة مصر، وأنها تكون واهمة لو صدقت بأن بأموالها ستمحو الحدود بين القضايا والمصالح، وبين المبادئ والسياسات، وبين الثقافة والسياسة، وبين العقائد والتطرف، وبين الفكر والتخلف، وبين الإعلام والتزوير. فالوسائل لن تكون مبررا لغايات فاسدة تتنافى مع الدين والشرع والإنسانية والعروبة. كما أن استضافتها لأبواق عميلة فاسدة، مثل القرضاوى وبشارة ومن على شاكلتهما لن ينالوا من مصر ، ولن تستطيع "الدولة القزم" قائدة «الخريف الإسلامى» أن تسرق ثورات الشباب، ولا إرادة شعوبها حتى لو تحالفت مع شقيقها الشيطان الأوسط"أردوغان "أو التنظيم الدولى الإرهابى للإخوان الذى ينتمى إليه، وتهيمن عليه شخصيات تابعة للجماعة المحظورة فى مصر، والتى تتلقى لطمات موجعة كل لحظة آخرها عرضها تمويل فاعليات مؤتمر بأسطنبول دعا إليه إسلاميون معتدلون مقابل تغيير عنوانه من "مستقبل تيار الإسلام السياسى فى ثورات الربيع العربى "إلى "العالم فى ظل الانقلاب على إرادة الشعوب" ، إضافة إلى انحراف أهدافه، والالتفاف على محاوره الأساسية وتوجيهها ضد مصر والنظام الحاكم بتشجيع وتدخل سافر من "أردوغان "، فما كان من كبار الإسلاميين العرب المدعوين، إلا الانسحاب برغم انتهاء إجراءات سفرهم وإقامتهم بتركيا!! وعلينا ألا نسمح بأن يعطى لهذه "الدويلة "أكبر من حجم قناتها المتحيزة التى غيرت شعارها من "الرأى والرأى الآخر " إلى " الرأى الأوحد لخيانة الأوطان العربية وشعوبها"، وقد تجلى ذلك فى أكثر من مناسبة وآخرها المساندة السافرة للضربة العسكرية الأمريكية للنظام السورى، والتى تأكد أنها لم تكن سوى "جعجعة " إعلامية، ومحاولة لتخويف بشار الأسد الذى ابتلع الطعم -للأسف-ورضخ للثعلب الروسى بتسليم سلاحه الكيميائى الذى يعد أكبر خطر إستراتيجى على إسرائيل، وبعض حلفاء وخدام أمريكا بالمنطقة، حال قيام نظام الأسد بتسريبه لحزب الله، أو وقوعه فى أيدى "المسلمين السنة". ولعل البروفيسور دانيل بايس، رئيس منتدى الشرق الأوسط، وأحد كبار الباحثين اليهود الأمريكيين قد عبر عن ذلك صراحة فى مقالة له بصحيفة "إسرائيل اليوم ": إن نظام الأسد علمانى وغير أيديولوجى و"مانع" للفوضى، وسقوطه يعنى حلول جماعات متطرفة محله تهدّد استقرار المنطقة، وأنَّ بقاء الصراع فى سوريا مفتوحًا مفيد للغرب؛ لأنَّه سيضعف القوى السنية والشيعية، فى الوقت ذاته يكرّس الصدع بين إيران والعرب، وهذا يمثّل مصلحة عليا للغرب وإسرائيل، حيث إن تلاشى الصدع السني-الشيعى يعنِى توجيه الأنظار للخطر المشترك المتمثل لديهم في" إسرائيل"، علاوة على أنَ بقاءه يجعل الولاياتالمتحدة قادرة على المناورة أمام الأطراف العربية". وإذا كان من الطبيعى أن تقلق إسرائيل على مصير السلاح الكيماوى السورى فيما بعد الأسد، وأن يبدى أوباما اهتماما بنزع هذا السلاح ، فإنه من غير الطبيعى أن تجند بعض الأطراف العربية نفسها لصالح أمريكا وإسرائيل للسيطرة على السلاح الكيماوى السوري، وسرعة التخلص منه، وإبداء "تميم "أمير قطر صراحةً بضرورة التخلص من أوراق القوة العسكرية السورية، وهو أمر يندرج فى إطار الأدوار الأمنية التى حرصت عائلة" آل خليفة "الحاكمة على لعبها لصالح إسرائيل والغرب، تمامًا مثلما كانوا يرسلون فرقًا أمنية لأفغانستان لمساعدة أمريكا على ضرب حركة طالبان! لذا نقول للنظام القطرى، الذى أحسنت الحكومة المصرية صنعا برد وديعته فى وجهه: اقلعوا "الخشبة" التى فى عيونكم قبل أن تنظروا إلى "القشة" فى عيون الآخرين، لقد فاحت رائحتكم الكريهة .. وغوروا إلى جهنم وبئس المصير. قال الله تعالى " وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ" . وقال الرسول"ص": لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر غدره، ولا غادر أعظم غدراً من أمير عامة"!!