الفنان الحقيقى هو الذى لا ينظر لمساحة دوره بقدر ما يبحث عن مدى تأثيره لدى المشاهد، هذه الكلمات البسيطة دارت برأسى، وأنا أغادر صالة العرض عقب انتهاء فيلم «إكس لارج» بطولة النجم أحمد حلمى ودنيا سمير غانم والفنان إبراهيم نصر، تأليف أيمن بهجت قمر ومن إخراج شريف عرفة، فبرغم نجومية أحمد حلمى، فإن إبراهيم نصر استطاع أن ينتزع إعجاب جميع من فى الصالة بسلاسة أدائه وقدرته على تطويع قدراته التمثيلية لصالح الشخصية، لذلك توجهنا له بالعديد من الأسئلة التى أجاب عنها فى الحوار التالى. رفضت مشاركة النجوم الشابة طوال العقد الماضى فما الذى تغير الآن؟ لا أنكر أننى كنت أرفض المشاركة فى الأفلام الكوميدية التى عرضت علي لأنى كنت آراها سطحية وتعتمد على النكتة والتمايل الجسدى أكثر من تقديم المواقف الكوميدية، لذلك كنت أرفض مشاركة الشباب فى هذه الأفلام ولم أكن أشاهدها، لكن فوجئت باتصال من المخرج شريف عرفة الذى قال سوف أرسل لك السيناريو وأريدك أن تقرأه جيدا ثم تقول رأيك بعد ذلك، ولا أخفى سرا عندما أقول إن شريف عرفة واحد من أهم المخرجين خلال العشرين سنة الماضية لذلك بدأت فى قراءة السيناريو الذى جاء مفاجئة بالنسبة لى، لأن المؤلف كتب حالة إنسانية جميلة يستطيع كل فرد أن يشعر بالخصوصية معها وهذا ما جذبنى للفيلم . هل أبديت اعتراضا على مساحة دورك الصغيرة؟ الحقيقة غير ذلك تماما فلم أنطق بكلمة واحدة لأن الطريقة التى كتب بها السيناريو غير قابلة للحذف أو الإضافة، ثم إننى نظرت لما هو أهم وهو مدى تأثير دورى داخل أحداث الفيلم ، وهذا ما ركزت عليه، فطوال مشوارى الفنى أحاول أن أقدم للمشاهد أعمالا ذات قيمة تستطيع أن تعيش سنوات طويلة، أما من ينظر للمساحة والظهور على الشاشة أطول فترة ممكنة فردى عليهم أن هناك أعمال ظهر بها ممثلون من البداية للنهاية لكنها مرت بسلام ولم يتذكرها الجمهور فور خروجه من صالة العرض، وهذا هو الفارق بين الفنان وبين من يريد الظهور والسلام. تعودنا أن نراك فى دور الشرير أو الكوميدى لكنها المرة الأولى التى نشاهدك فى دور الطيب؟ من أهم نعم ربنا أن يجعل الإنسان محبوبا عند الناس، لكن لابد أن يكون صادقا فيما يقدمه حتى ينال هذا الحب، لذلك تجد الجمهور يتعاطف معى برغم أدوار الشر أو القوة ويتعاطف بنفس الدرجة عندما أقدم الكوميديا، كل ذلك سببه الأساسى هو احترام عقلية المشاهد واختيار الأدوار المناسبة، وأنا بطبعى أحب التغيير والبعد عن الملل ولا أحب التكرار، وعندما قرأت السيناريو وجدت شخصية «فرج» تنطوى على الرقة فى المشاعر المصحوبة بالشجن حتى إنه لايريد لابن أخته أن يصادف نفس الصعوبات التى واجه خاله وألا يشعر بالوحدة وهجر الأصدقاء عنه فى مرحلة الكبر والمرض، لكنه فى نفس الوقت راض ومقتنع بنفسه ويرى أن التغيير لابد أن ينبع من الداخل وليس لاسترضاء الآخرين، هذه الشخصية تستطيع أن تقدمها بحزم وتستطيع تقديمها بعطف، فاخترت تقديمها بمشاعر إنسانية لا تخلو من اللون الكوميدى حتى يشعر المشاهد بحالة من البهجة، والحمد لله لاقت استحسانا الجمهور. بعض الكوميديانات يشعرون بالغيرة أثناء المواجهة فى المشهد الواحد، كيف تعاملت مع هذا الإحساس؟ دعنا نتفق على مبدأ بأن التنافس مطلوب وفى صالح العمل، أما الغيرة فيشعر بها الشخص غير المكتمل والذى لديه نواقص يريد أن يعوضها ويكون هو فقط ولا أحد غيره، وعن نفسى لم أشعر فى يوم من الأيام أننى أقل من غيرى فيكفى أننى الممثل الوحيد الذى ظل الجمهور لأكثر من خمسة عشر عاما ينتظر منه الجديد ويردد بعض كلماته سواء فى الأعمال الدرامية أم ما قاله على لسان زكية زكريا فى برنامج الكاميرا الخفية، وعندما تعاملت مع الفنان أحمد حلمى لم أفكر فى ذلك. بل انصب كل تفكيرى على كيفية نجاح العمل من خلال روح الفريق، ووجدت حلمى يمتلك نفس الشعور لدرجة أنه بعد تصوير أحد المشاهد قال أشعر أنك خال بالفعل وهو ما جعل العاملين فى الفيلم يشعرون بجو الأسرة الذى كان يقوده المخرج شريف عرفة. ما الجديد الذي سوف تقدمه في الفترة المقبلة؟ أفكر فى تقديم برنامج من ثلاثين حلقة مدة كل حلقة ربع ساعة أقدم من خلاله شخصيات عائلة بأكملها من الجد والأب والأم والإخوة والأحفاد.. وأعتمد بشكل أساسى على التغيرات فى تعبيرات الوجه وأعتبرها تحديا كبيرا وأتمنى أن تخرج إلى النور فى أقرب وقت، أما بالنسبه للدراما فأنا أرفض تقديم مسلسلات لزوم الوجود فقط، أريد مسلسلا على شاكلة «أهل كايرو» و«المواطن إكس» التى تحترم عقل المشاهد وتضيف له.