أحمد حافظ في عام دراسي بلا قيادات إخوانية داخل وزارة التربية والتعليم، بعد أن أطاح الوزير بنحو 40 قيادة من الجماعة، كانوا قد احتلوا الوزارة في عهد حكومة الدكتور هشام قنديل، يسعى الوزير الحالي "أبو النصر" إلى أن يخرج العام الدراسي بشكل مشرف، على غرار الشكل المشرف الذي ظهرت عليه ثورة 30 يونيو، هكذا قال ل"الأهرام العربي". غير أن "أبوالنصر" الذي كان قد رحل عن الوزارة بسبب تعمد الوزير السابق أخونتها، قال عن ذلك:"لن يدخل الوزارة شخص غير كفء، لا إخواني ولا غير إخواني، أنا وزير بتاع شغل، مش بتاع أهل ثقة". أضاف:"لم أستغن عن قيادات الإخوان بسبب معارضة الشارع لهم، بل لأنني نصحتهم أكثر من مرة بأنهم في اختبار أمام الشعب، وعندما وجدت أنهم ليسوا رجال المرحلة الحالية، ولن يكونوا على قدر المسئولية التى منحتهم إياها، اضطررت إلى الاستغناء عنهم، وتعيين أشخاص بدلا منهم من أهل الخبرة، ولم أجامل أى مسئول أو صديق بأن منحتهم أي منصب في الوزارة.. نحن حكومة إنقاذ وطني.. إذن لا بد أن يكون بجانبي شخصيات تدفع الحكومة للأمام، وليس أن يبقى الوضع كما هو عليه". سألناه: لماذا تأخر طبع الكتب؟ فأجاب: بسبب المناقصة التي اتبعتها الوزارة السابقة، التي كان يسيطر عليها قيادات الإخوان، وقمت بتغيير رئيس قطاع الكتب عندما وجدت تقصيرا في إنجاز الكتب قبل بدء العام الدراسي.. وكان السبب الرئيسي لتأجيل الدراسة إلى 21 سبتمبر، أن الكتب لم يكتمل طبعها، وليس لأي سبب آخر.. وغير منطقي بالمرة أن أبدأ الدراسة ولم أنته من طباعة الكتب كاملة". وحول اتهامه بعسكرة الوزارة، قال الوزير:"مكتبي كان مخترقا من بعض الشخصيات، وكانت بعض الأمور يتم تسريبها خارج الوزارة، وكنت مضطرا لوضع شخصية أمينة ذات كفاءة لإدارة شئون مكتبي، فأخطرت الجهات الرقابية بذلك، وتم ترشيح 3 لواءات اخترت من بينهم اللواء ماجد المناديلي، ليكون مسئولا عن الإدارة المركزية لشئون مكتبي، وتأكدت مع مرور الوقت أنه شخصية أمينة ومحترمة حفظت أسرارى، وساعدت كثيرا في حل بعض المشكلات التي كنت مضطرا لمواجهتها بنفسي.. وكان هذا هو اللواء الأول في الوزارة". أضاف:"أما اللواء نبيل عامر، فهو شخصية عسكرية متقاعدة، وكان له دور بارز في أن تمنح القوات المسلحة 4 مصانع لإنتاج التابلت الخاص بوزارة التربية والتعليم، وكان اللواء نبيل عامر من أفضل الشخصيات المعروف عنها امتيازها في إدارة موارد أى وزارة، وعندما وجدت أن موارد وزارة التعليم كانت مهدرة، فقررت انتدابه للقيادم بدور الشخص الأمين على موارد الوزارة بحكم خبرته في هذا المجال.. وبالفعل وضع خطة محترمة لإدارة موارد التربية والتعليم". سألناه: هل الطلاب مؤهلة للتعامل مع التابلت المدرسي؟ فأجاب:"الوزارة تجرى حاليا تدريب المعلمين في 6 محافظات حدودية على استخدام التابلت المدرسي، حيث سيتم وضع المناهج على كتب الصف الأول الثانوي العام والزراعي والفندقي والتجارى في المحافظات الست، ويتم التدريب من خلال خبراء في القوات المسلحة ووزارة الاتصالات، مشهود لهم بالكفاءة والنزاهة، وسيقوم المعلم بتدريب الطالب في بداية العام الدراسي بنفس الطريقة التي تدرب عليها المعلم، وسيستمر جهاز التابلت مع الطالب لمدة 3 سنوات، وبعدها يكون قد امتلكه، أي أن التابلت بعد انتهاء الدراسة سيكون ملكا للطالب". سألناه: لكن القضية الأخطر الآن، كيف سيتحدث المعلم الإخواني عن الجيش داخل الفصل، خصوصا أن هناك معلمين كانوا في اعتصامي رابعة العدوية والنهضة يتظاهرون ضد المؤسسة العسكرية؟ فقال:"القضية دي أنا عامل حسابها كويس جدا.. ولن أسمح بالحديث عن الجيش بطريقة مهينة، أو محو دوره الوطني على مر العصور، ولن أسمح بالحديث في السياسة داخل الفصول.. المدارس مكان للتعليم وليس للحديث في السياسة.. وأنا متأكد من أن المعلمين يتفهمون ذلك جيدا، ووطنيتهم ستحتم عليهم تقديم رسالة تعليمية محترمة للطلاب، لأن هذا دورهم الأساسي.. ومفيش كلام في السياسة". وحول طريقة الرقابة على المدارس المملوكة لشخصيات إخوانية؟، قال الوزير: أرسلت تعليمات واضحة بأسلوب الدراسة داخل المدارس، أهمها تحية العلم والنشيد الوطنها، وسأذهب فجأة لهذه المدارس للوقوف بنفسي على اتباعها هذه التعليمات من عدمه، وأى مدرسة يثبت عليها أنها خالفت هذه التعليمات سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضدها، وأود أن أطمئن أولياء الأمور بأن هذه المدارس تحت الميكروسكوب". سألناه: ما أهم قرار اتخذته وأثلج صدرك؟ فأجاب: هناك قراران بالفعل أثلجا صدرى.. الأول هو إعفاء غير القادرين وأبناء الشهداء من المدنيين والجيش والشرطة وأبناء أحداث الإرهاب وأبناء الأرامل من دفع المصروفات الدراسية، وإعفاء طلاب مدارس رابعة العدوية والنهضة من المصروفات، ومنحهم 2 زي مدرسي وحقيبة مدرسية، وهنا تعاملت بروح الأبوة وليس بروح وزير التعليم، أما القرار الثاني فهو إعفاء أبناء المعلمين من 25% من المصروفات في المدارس الخاصة والحكومية.. وهنا تعاملت بروح الزميل مع المعلمين.. خاصة أنني أتعامل مع جميع معلمي مصر على أنهم زملاء وليس رئيسا مع مرؤسيه". وحول مشكلة المعلمين المتعاقدين، قال الوزير:"أقسم بالله، هذا من أهم الملفات التي أتبناها شخصيا، وفي هذا الشأن خاطبت جميع المحافظين بسرعة اتخاذ الإجراءات القانونية والمتبعة لحفظ حقوق هذه الفئة من المعلمين، ووضع آلية محددة لتثبيتهم حسب ميزانية كل محافظة، لأن التثبيت من اختصاص المحافظين حسب ميزانياتهم، وبالفعل هنا مرونة حقيقية من المحافظين في هذه القضية، لأن هذا حق أصيل للمعلم، ودورنا كوزارة أن نحافظ على حقوق معلمينا". إلى قرار رقم 88 الخاص بالثانوية العامة الجديد، لماذا تظاهر الطلاب ضده؟، فقال: «لا توجد أي مشكلة في القرار، ودار حوله نقاشات مجتمعية عديدة، إلى أن تم التوصل لصيغة محددة.. لكن بعض الطلاب رأوا أن وضع 7 مواد بالعام الدراسي شىء صعب عليهم، فتحدثنا معهم بأننا سنحذف بعض أجزاء "الحشو" من الجيولوجيا والميكانيا في المستوى الرفيع وقصة العربي وتوصلنا معهم لصيغة تفاهمية رضوا بها، وكان اتحاد طلاب المدارس شريكا أساسيا في التحاور حول هذا القرار، ولاتوجد درجات للحضور والغياب كما أثار البعض». أخيرا، هل سيتم وضع فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي وثورة 30 يونيو في مناهج العام الدراسي الجديد؟، فقال: «ندرس حاليا وضع فترة حكم مرسي وثورة يونيو في مذكرة خاصة، وتوزيعها على الطلاب لدراستها، لكن ذلك مازال محل دراسة.. لأن الكتب بدأ طبعها منذ أشهر، وحتى قبل الثورة، ولم يكن باستطاعتنا إضافتها هي أو وحكم مرسي قبل الطبع". سألناه: ماذا تود أن تقول لمعلمي مصر، فقال:"أول عبارة قيلت لى بعد حلف اليمين الدستورية وزيرا للتعليم، مصر أمانة في رقبتك، وأنا الآن أقول نفس العبارة لمعلمي مصر.. مصر أمانة في رقبتكم».