نصرزعلوك - الصراع الفارسى العربى أو السنى الشيعى صراع تاريخى موجود منذ القدم وليس من مصلحة أمريكا أو إسرائيل تأجيجه لأنه سيصب فى مصلحة إيران التى هى أصلا فى مواجهة متصاعدة مع الغرب وإسرائيل بسبب الأسلحة النووية التى تحاول اقتناءها! وتستخدم هذه الورقة سياسيا حاليا لمحاولة فك تحجيمها. هذا ما تحدث به مصدر مسئول ل "بوابة الأهرام العربى" وقال إن السعودية تعتبر بحكم وجود الأراضى المقدسة والحرمين الشريفين مركز اهتمام المسلمين السنة، وهذا يحتم عليها أن تكون هى الأساس تاريخيا فى الوقوف أمام المد الشيعى فى المنطقة . وأضاف قائلا إن المذهب الشيعى صدر صراعات تاريخية منذ فجر الخلافة الإسلامية وعلى مدى التاريخ، وهذا التنافس السياسى العقائدى من الممكن أن يأخذ فى بعض المراحل حدة عندما يحتد الصراع السياسى فى المنطقة مثلما يحدث حاليا من المجتمع الدولى على إيران لتحجيم الملف النووى الذى تسعى لإنهائه برغم كل العقوبات التى تتعرض لها. ويؤكد المسئول الذى فضل عدم الكشف عن اسمه أن إيران ترد فى الوقت الحالى باستخدام هذا الصراع فى محاولة لمنع أو تقليل محاولات تحجيمها على المستوى الدولى وتحاول تدعيم موقفها باستخدام ورقة ملف الشيعة فى دول المنطقة لتكسب منه بعض أوراق القوة فى اللعبة الدولية التى تمارس ضدها. وأوضح أن ذلك يبدو واضحا فى تحركاتها فى العراق والمنطقة الشرقية فى السعودية (محافظة القطيف ذات الأغلبية الشيعية من السكان) وأيضا مساندة حركة حماس السنية، وبرغم اختلاف المذهبين فهذا يؤكد أن الخلاف الذى تقوده إيران هو تحويل الخلاف العقائدى التاريخى بين السنة والشيعية إلى خلاف سياسى وقت اللزوم لتحقيق مصلحة إيرانية ردا على مواجهة الموقف الدولى تجاه طهران. وأشار إلى أن اقتراب إيران من حماس يدل على أنه صراع سياسى وأن استخدام الأوراق الدينية والعقيدية تهدف من إيران إلى تدعيم الأوراق السياسية وهذا مايحدث بالفعل فى سوريا والعراق والبحرين وحركة حماس فأى ثغرة ينفذون إليها غالبا ما تكون فى معظم هذه الدول ومنها السعودية هى الثغرة الشيعية . ونفى أن يكون الأمريكان والصهاينة وراء إثارة النعرات الشيعية السنية، لأن ذلك يصب فى مصلحة إيران التى هى فى مواجهة واضحة معهم بسبب السلاح النووى وقال لو إن إيران من خلال هذا التأجيج حققت مكاسب للشيعة، فذلك سيصبح قوة فى أيديها وليس من المتصور أن الغرب يدعمون أوراق إيران لإضعاف السعودية والعراق، لذلك فهذه النظرية خاطئة. وأوضح أن إيران على مدى التاريخ تحاول استخدام ورقة الشيعة وإثارة القلاقل بين الشيعة وبين السنة فى عدة دول مجاورة لتحقيق قوة تدعم موقفها المواجه للغرب ولإسرائيل. وبشأن الموقف السعودى قال: إن الموقف السعودى حجر الأساس فى هذه المحاولات فهى قوة سياسية وعسكرية ودينية فى منطقة الخليج العربى وعالميا، وبالتالى فمن الطبيعى التصدى لهذه المحاولات الإيرانية لأن جزءا من هذه المحاولات موجه ضدها فى المنطقة الشرقية وأيضا البحرين. وأشار إلى أنه لأول مرة ترسل قوات عسكرية سعودية للبحرين بعد الأحداث التى وقعت فيها لتغذية المد الشيعى الإيرانى فى المنامة، وقال إن المملكة أعلنت أن أمن دولة البحرين خط أحمر بالنسبة لها وتدخلت عسكريا لمنع أى محاولات لإحداث فتنة، أو تدخل فى شئون دول الخليج ونجحت فى ذلك، بالإضافة إلى أن السعودية لا تقبل إلا التوازن الذى يقوى دول الخليج وهذا هو دور السعودية الطبيعى باعتبارها الأقدر أن تقوم به فى نهاية الأمر. وقال إن إيران تدعم سوريا حاليا وحزب الله فهما حليفان أساسيان لها فى المنطقة العربية، بالإضافة إلى حركة حماس، ولذلك فالسعودية تدير الملف السورى بقوة لعزل النظام السورى ووقف المذابح التى يتعرض لها الشعب السورى الشقيق، ومشروع القرار الأخير بالجمعية العامة الذى أدان النظام السورى كان سعوديا، لذلك فالسعودية تهتم بالملف السورى فى المواجهة باعتبار أن سوريا أصبحت أيضا جزءا من صراع القوى الخليجى السعودى مع إيران.