مهدى مصطفى جراثيم الأمريكان فى كل مكان. سياسيون فى مراكز أبحاث حكومية وغير حكومية. إعلاميون فى وسائل قومية وخاصة، فنانون وكتاب سيناريو، ممثلون وممثلات، جمعيات ممولة، رجال دين تائبون عن الدين، خبراء مال واقتصاد وبورصات، قناصون وخبراء متفجرات، فقهاء قانون ودستور. جيش من المارينز. تسلل بليل. بفرق وألوية وكتائب، يملك أسلحة ناعمة، ثقيلة وخفيفة، إستراتيجية وتكتيكية، هذا الجيش كان جاهزا بمعداته ليتسلمه الرئيس الأمريكى باراك أوباما من سلفه جورج بوش، مخترع تفجيرات 11 سبتمر 2001، والحرب على الإرهاب، وصولا إلى احتلال الشرق الأوسط الموسع!! بوش، ابن المحافظين الجدد، وجماعة القرن الأمريكى، أدى الدور بامتياز، أعلن صراحة أنه يقود حملة صليبية جديدة، اجتاح أفغانستان، ونصب الموظف فى بنك أمريكى حامد قرضاى رئيسا، وكتب له دستورا بفقه الصهيونى نوح فيلدمان تلميذ برنارد لويس، الأب الروحى لتفتيت الشرق الأوسط، وجاء دور العراق بذريعة امتلاكه أسلحة دمار شامل، ويتكرر نفس السيناريو الأمريكى فى العاصمة الأفغانية كابول، وبحضور علنى للفتى الذهبى الإسلامى فيلدمان فى دستور بغداد. ورث أوباما ابن الكشافة الأمنية الأمريكية ميراث المحافظين الجدد، وتوارى هؤلاء مع تغييب بوش، ويحتل أماكنهم ليبراليون، عربا ومسلمين، يبشرون بفتى أسمر من أصول إسلامية إفريقية، فيفرح المغفلون، ويظهر المرابطون على المسرح علنا فى العواصم العربية والإسلامية، ويأتى أوباما إلى الدولة المصرية عام 2009، ليعلن فى خطاب ملغوم، من فوق منبر جامعة القاهرة، الحرب على مصر من داخل الأراضى المصرية. رسالة أوباما فى جامعة القاهرة، المغلفة بالحرية والديمقراطية كانت واضحة وضوح الجيل الرابع من الحروب، أعطى من خلالها (الإشارة) لرجاله ومؤسساته العاملة على الأرض، واحتفظ لنفسه بتحديد ساعة الصفر. كانت ترافقه فى تلك الزيارة وزيرة خارجيته هيلارى كلينتون، وكلاهما كان يعرف أنها الزيارة الأخيرة لرئيس أمريكى إلى القاهرة بنظامها السياسى فى ذلك الوقت. وبعد تنحى الرئيس حسنى مبارك فى 11 فبراير 2011 خرج أوباما إلى حديقة البيت الأبيض ليعلن للعالم أن مصر تغيرت مرة واحدة وإلى الأبد. فى تلك اللحظة كان أوباما يرفع شارة النصر بالحصول على مصر الجائزة الكبرى، حسب تقرير راند الأمريكى عام 2002، ويظهر كل رجاله على ضفاف النيل، يعود فيلدمان ويطل من مكمنه الدستورى ليشرف على كتابة دستور مرسى عام 2012، مبنى ومعنى. ظن أوباما أنه حصل على الجائزة الكبرى، وبعض الظن إثم، فصبيحة يوم 30 – 6 كان الشعب المصرى يسترد الجائزة الغالية من أيدى خاطفيها، ويوجه ضربة حاسمة لفتى الكشافة الأمنية الأمريكية، ويترك له رسالة صغيرة مكتوب فيها: إلى اللقاء فى جولات أخرى.