روزاليوسف مهددة بصورة غير مسبوقة إما بالغلق أو تغيير سياستها التحريرية لتسير فى ركب المطبلين للحاكم، روزاليوسف التى عمرها الصحفى 88 عاما " أنشأتها فاطمة اليوسف عام 1925" هى دائما تنويرية فى وقت حل فيه بعض الظلام على الشارع المصرى، وجدنا الأسبوع الماضى توقفا مؤقتا لمجلات " صباح الخير" وروزاليوسف " المجلة وروزاليوسف والصحيفة بسبب أوضاع إدارية مغلوطة وغير مبررة، واللافت للنظر أن الوسط الصحفى صامت تماما على هذا الأمر وأعضاء الثقافة والإعلام فى مجلس الشورى لا يتحركون للأمام لحماية تلك الدار أو على الأقل الاستماع إلى شكوى عامليها وصحفييها، والطامة الكبرى، هو رد فعل الزملاء فى المؤسسات القومية التى لن تكون بعيدة تماما عن يد التغيير والأخونة فى وقت قريب، لم يدرك رؤساء تحرير الصحف القومية وكذلك رؤساء تحرير الإصدارات التابعة لتلك المؤسسات أن روزاليوسف، ربما تكون مقدمة لخطة ممنهجة تشمل بقية المؤسسات.. كل رئيس تحرير وكل صاحب رأى وكل صحفى بل وكل عامل فى تلك المؤسسات عليه دور فى الحفاظ على شخصية المكان الذى يعمل به، خصوصا عندما يكون البديل القادم هو تغيير للأسوأ، تغيير يعصف بتاريخ وتأثير المؤسسات الصحفية " الأهرام، الأخبار، الجمهورية، دار الهلال، دار المعارف " لأن التغيير لا يهدف فى الأساس إلى التطوير لكن للأسف يهدف إلى طمس هوية تاريخ عزف أفضل وأجمل القصص الصحفية والنضال ضد التخلف والهمجية، ويكفى إدراك أن الأهرام منذ 1875 يعنى تاريخها أكبر من نصف دول المنطقة، وقبل فترة من الزمن قال البعض إن الخبر الذى لم ينشر فى الأهرام كأنه لم ينشر .. علينا أن نفيق قبل فوات الأوان، وما يحدث فى روزاليوسف ودار الهلال هو قادم لا محالة طالما هناك من يطبل ويزمر ويهلل للحاكم، وهم كثر والأخطر أنه لا قيمة لغالبيتهم على أى صعيد.