أصبح من شبه المؤكد أن العالم النامي قد فشل إلى حد كبير في بلوغ واحد من الأهداف الإنمائية للألفية الأساسية للأمم المتحدة، أي تقليص عدد الأشخاص الذين يعيشون في حالة الفقر المدقع والجوع إلي النصف بحلول عام 2015. فعلى الرغم من التقدم المحدود المحرز حتي الآن، لا يزال هناك أكثر من 1.4 مليار شخصا -من أصل سبعة مليارات نسمة يسكنون كوكب الأرض- يعيشون تحت خط الفقر -1.25 دولار في اليوم- وعلى حافة المجاعة الحادة. وأفادت منظمة الأغذية والزراعة، التابعة للأمم المتحدة، أن 16 دولة على الأقل حققت بالفعل هدف مؤتمر قمة الغذاء العالمي المنعقد في عام 1996، وذلك بخفض العدد الإجمالي للأهالي الذين يعانون من نقص التغذية. هذه الدول ال 16 هي: أرمينيا، أذربيجان، شيلي، كوبا، فيجي، جورجيا، غانا، غيانا، نيكاراجوا، بيرو، ساموا، سان تومي وبرينسيبي، تايلند، أوروجواي، فنزويلا، وفيتنام. كذلك تأتي أسعار الغذاء العالمية المرتفعة والمتقلبة لتضع ضغوطا إضافية على الفقراء في العالم، كما هو الأمر بالنسبة للاستنزاف السريع للموارد الطبيعية بسبب أسلوب المعيشة التي تتبعه البشرية. و ينعكس الشعور بالإلحاح في ضرورة التصدي للجوع في خضم الأزمات العالمية المتعددة، علي المساعي الجارية لإصلاح المنظمة من أجل جعلها أكثر كفاءة وموجهة نحو تحقيق النتائج الفعالة. هذا ولقد طرح مدير عام منظمة الأغذية والزارعة، البرازيلي "جوسيه جرازيانو دا سيلفا"، حزمة من المقترحات يمكن تلخيصها كما يلي: المساهمة في القضاء على الجوع وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية؛ زيادة وتحسين توفير السلع والخدمات من الزراعة والغابات ومصايد الأسماك على نحو مستدام؛ الحد من الفقر الريفي؛ تمكين النظم الزراعية والغذائية الأكثر شمولا وفعالية على المستويات المحلية والوطنية والدولية؛ وزيادة مرونة سبل المعيشة في وجه التهديدات والأزمات. ويذكر أن مدير عام منظمة الأغذية الزراعة "جوسيه جرازيانو دا سيلفا" تولي مسؤولية نفيذ برنامجFome Zero أى صفر جوع في البرازيل الذي إنتشل28 مليون شخصا من براثن الفقر. و تواجه منظمة الأغذية والزارعة مشكلة فى محاولة الزيادة الطفيفة في ميزانيتها المطروحة حاليا للمناقشة: فقد بلغت ميزانية المنظمة 1.005 مليار دولار للفترة 2012-2013، وتطلب المنظمة الآن من الدول الأعضاء، زيادة قدرها واحد في المئة للفترة 2014-2015. فقد تقاوم بعض الدول الأعضاء -وعلي وجه التحديد الدول الغنية- هذه الزيادة، في حين إلتزمت كبري الدول النامية بالفعل (وأبرزها أعضاء كتلة "بريكس": البرازيل، روسيا، الهند والصين وجنوب أفريقيا) بزيادة مساهماتها المالية لمنظمة الأغذية والزراعة بما يتجاوز نسبة واحد في المئة: الصين بمبلغ إضافي قدره 21.3 مليون دولار، والبرازيل بقدر 15.3 مليون دولار، وروسيا بمبلغ 9.2 مليون دولار.