أحكى عن أردوغان، خليفة العثمانية الجديد على العرب العاربة والمستعربة والمستغربة. عن صبي كان يبيع البطيخ فى شوارع أسطنبول، وقد حالفه الحظ بلقاء نادر مع جورج دبليو بوش يوم 28-1-2004. ذلك اليوم باركه المتوج بفرق الموت، بمنحه خريطة جديدة للشرق الأوسط الكبير، خريطة تبدأ من المغرب إلى إندونيسيا، مرورا بجنوب آسيا وآسيا الوسطى إلى القوقاز. وعلى طريقة روايات التوراة، كأن بوش قال له يا أردوغان .. إليك أعطى هذه الأرض حتى وقت معلوم، فأنا الإمبراطور الروماني الجديد، اخترتك لنفسى أيها المسلم المعتدل، فأنت تحكم بلادا كانت تتسلطن على شعوب هذه الأرض، استعدها كأنها لك، ستكون وكيلي عليها، ستواجه عقبات فى دول عتيقة، تبدو حليفة لنا، فتجاهلها إلى حين، مثلا لا عليك بالسعودية ومصر مؤقتا، ولتبدأ من ممالك صغيرة، مبشرا بكيف يحكم حزب إسلامي بالعلمانية وينجح. يا أردوغان: أنت لم تشاركنا فى غزو العراق، حسنا.. هذه بطولة ستحسب لك عند هؤلاء المغفلين، ونصيحتى لك ألا تقع فريسة لأوهام هذه البطولة، وعليك أن تتذكر خيانة الثورة العربية الكبرى لخلافتكم الإسلامية الموقرة، وكيف طرد زعماء هذه الثورة أسلافكم العظماء، بخديعة لورانس العرب. سوف أعطيك أسلحة تلتهمها هذه الشعوب: الديمقراطية.. الحكم الرشيد: العدالة.. الحرية.. سنرسل إليك المدربين والمعلمين لتعليم هذه الشعوب مثل هذه الأشياء النادرة فى تلك البلاد، وستعرف فى وقت معلوم دور هؤلاء المدربين. بعد هذا الحوار المفترض بأيام كتبت صحيفة “ينى شفق" التركية قصة خريطة الشرق الأوسط الكبير. كمن وجد ضالته، سرب أردوغان أسرار الكنز للصحافة التركية، وتكفل صحفيو البيت الأبيض بتسريب أبواب وشبابيك بقية الكنز، وظهر ريتشارد هاس، المفكر السياسي للعمق الأمريكي، عراب الغزو الناعم فى واشنطن، مبشرا بحكم إسلامي رشيد فى بلاد العرب والمسلمين، وفى تركيا الخبر اليقين.