مازالت كواليس ثورة 25 يناير مليئة بأسرار كثيرة لم تظهر على السطح، ومنها اقتحام السجون وتهريب المساجين، خصوصا القصة الشهيرة وهى هروب سجناء حماس وحزب الله من سجن المرج وظهورهم بعد ساعات من اقتحام السجون فى غزةوبيروت، الأمر الذى يؤكد إشراف أجهزة أمنية على عمليات الهروب والوصول إلى أماكنهم خلال ساعات، فى الوقت الذى خرج فيه بعض السجناء المصريين فى نفس التوقيت بعد فتح السجون وضلوا الطريق حتى إنهم لم يصلوا إلى منازلهم بالقاهرة إلا ثانى يوم بعد مساعدة الأهالى لهم. هذا ما أكده ناصر سيد أحمد، حيث مكث عاماً ونصف العام سجيناً رهن تحقيقات قتل خطأ، كان خلالها فى الغرفة المجاورة لأيمن نوفل سجين حماس، ومحمد هشام مسئول المخابرات فى حركة حماس وسامى شهاب متهم خلية حزب الله الذى روى لنا عنهم، خصوصا نوفل، حيث أكد ناصر أن أيمن نوفل هادئ الطباع وقليل الكلام وذو ثقافة عالية، وكانت إدارة السجن تشدد عليه الحراسة لدرجة أنه فى صلاة الجمعة كان يقوم بحراسته أربعة أفراد أمن، حيث كان فى غرفة عنبر» العنصر» أى عنبر شديد الحراسة. يوم الهروب ويحكى ناصر سيد أحمد أنه فى يوم 29 يناير حضر مأمورالسجن وطلب من المسجونين عدم الخروج من العنابر إلى فناء السجن، بل وسحب التليفزيونات والراديوهات من السجناء ثم فتح أبواب المستشفى وقطع المياه والكهرباء، وثانى يوم اختفى الضباط والحرس من السجن. وفى حوالى الساعة 11 صباحا يوم 30 يناير فوجئنا نحن السجناء بأن كل أبواب العنابر مفتوحة وتقابلت مع أيمن نوفل ودار معه حوار عن أحواله وماذا سيفعل؟ وكان معى تليفون طلب منى إجراء مكالمة منه وبعد الانتهاء منها قال استعدوا سوف نخرج اليوم وجماعتى سيصلون الساعة الرابعة عصر اليوم، وقال لى بالحرف الواحد عندما تجدون ضرب نيران عليكم بالخروج، وهذا كان بمثابة إشارة البدء لهروبه وخروج باقى المساجين، وبالفعل فوجئنا الساعة الرابعة بالضبط بوابل من النيران يهز أرجاء مبانى السجن ويتساقط معه جزوع الشجر من شدة دوى الانفجارات وأيقنا أنها مدافع جارنوف أطلقها العربان الذين حضروا لأخذ ذويهم من السجن، خصوصا أيمن نوفل وشاهدت سيارة إسعاف وسيارة دفع رباعى استقلها نوفل ولم يستغرق ذلك دقائق معدودة لأن أبواب السجن كانت مفتوحة بدون مقاومة أو كسر، أى كان هناك تعمد أو اتفاق فى فتحها. وخرجت أنا فى نفس التوقيت، لكن من شدة النيران حدثت لنا حالة من الفزع والتوتر والهرج والمرج فخرجت مسرعاً، وكان الظلام قد داهمنا ولم أستطع التركيز فى الطرق نتيجة الظلام الدامس والفزع داخل الزراعات وسقطت فى ترعة مياه لدرجة أننى لم أستطيع الوصول إلى منزلى فى القاهرة إلا فى اليوم الثانى، وعن طريق مساعدة أهل الخير الذين اتصلوا بأهلى وحضر أهلى، وأخذونى فى الوقت الذى وصل فيه أيمن نوفل إلى غزة بعد 4 ساعات من خروجه وظهوره على الفضائيات، الأمر الذى يؤكد أن الهجوم على السجن كان ممنهجاً ومنظماً ومن جهة عالية التنظيم، لأن كمية النيران تؤكد أنهم مسلحون تسليحاً عالياً ودقيقا ولا يقدر عليه أفراد، وأن المجموعة التى صحبت أيمن نوفل منظمة وعلى معرفة دقيقة بالطرق، بدليل أنهم وصلوا غزة قبل أن أصل بيتى فى القاهرة، والغريب فى الأمر أنه كان مع نوفل محمد هشام وهو رئيس المخابرات فى حركة حماس خرج هو أيضا، ولم نعرف عنه أى شىء ولم تذكره أى وسيلة إعلامية. لكن ما عرفته بعد ذلك بأنه وصل غزة فى نفس توقيت نوفل وفى نفس توقيت وصول سامى شهاب الدين متهم خلية حزب الله إلي بيروت وظهوره على الفضائيات، الأمر الذى يِؤكد أن الموضوع مدبر ومخطط له بدرجة عالية، وأطرح سِؤالاً والكلام ما زال لناصر سيد أحمد لماذا انسحب الأمن قبل عملية الهروب بيوم؟ وأين قيادات السجن؟ وكيف فتحت البوابات بدون عنف أو كسر؟ وهل كان هناك تواطؤ من الداخلية لزيادة الانفلات الأمنى؟ وفى نهاية حديثه قال ناصر تذكرت إنه فى إحدى المرات ضبط مع نوفل مبلغ كبير من الدولارات وشريحة محمول عن طريق إدارة السجن، وبالسؤال عن كيفية وصول هذه الدولارات إليه؟ قال ناصر لا نعلم، لكن نوفل كان يخرج من السجن أحياناً لمدة شهر يستجوب من قبل أجهزة سيادية ثم يعود إلى سجنه يمكن أن تكون وصلت إليه وهو فى طريق الذهاب أو العودة.