وفاء فراج تصوير-موسى محمود - شخصيتة اثارت الجدل واعتلائه وحزبه المشهد السياسي قبل عند البعض بالرفض وعند البعض الاخر بالقبول..الدكتور طارق الزمر القيادي بالجماعة الاسلامية ورئيس المكتب السياسي لحزب البناء والتنمية، فى حوار خاص ل( بوابة الاهرام العربي) عن الصراع بين السلطة والمعارضة وأهم قضايا المجتمع في السطور القادمة. تقييمك للتجربة الديمقراطية للجماعات للاسلامين خلال السنتين الماضييتين من بعد الثورة ؟ اقول بكل فخر أن الحركات الإسلامية اثبتت أنها أكثر تفهما للديموقراطية واكثر احتراما للارادة الشعبية من القوي الليبرالبة والمدنية واليسارية. فدائما ما يقول الاسلاميون هيا الي الصندوق ودائما يقول اللبيرالين دعونا من هذه اللعبة . ويكفي أن نعلم ان كل الحلول المطروحة من القوي الليبرالية واليسارية هي حلول غير ديموقراطية.. حيث يطالبوا بالاطاحة بالرئيس المنتخب وتشكيل مجلس رئاسي توافقي وهذا اراه هروب من كل صور الديمقراطية الصحيحة واللجوء لكل الصور الخاطئة التي خرجنا عليها واسقطنا النظام السابق وهذا من الغرائب في هذا الزمان . رأيك في الثوار والمعارضة الآن ؟ واحداث العنف المتبادل ؟ هناك اخطاء كثيرة أقترفت في حق الثورة والثوار انفسهم وأن الأحداث الأخيرة لا تصب إلا في مصلحة الثورة المضادة . وأن هناك تلاحم واضح بين بعض القوي المحسوبة علي الثورة وبين قوي النظام القديم ولكني اتصور ان هذا التعاون سيفشل فشلا زريعا لان مصر لن تقبل باعادة نظام مبارك مهما كان السبب والمأسي والمعناه التي يعاني منها الشعب الآن . وهل من المنطق أن نتهم كل المعارضة انها غير وطنية وتهدف لانهيار الوطن ؟ هناك لدي بعض القوي السياسية مبرر في الاعتراض علي الوضع الحالي خاصة ان الوضع ليس مثاليا هناك اخطاء كبيرة جدا ترتكب الان من خلال اداء الحكم الحالي واتصور ان الرئيس لو استخدم الادوات القانونية والسياسية المتاحة له كرئيس شرعي منتخب سيستطيع ان يقلص من حجم نشاط المعارضة ودائرة نفوذها وسيستطيع ان يتجاوب مع الشعب وحاجاته ومن ثم ستكون له شعبية كبري تمنع اي قلاقل واضطرابات .. وأري ان كثير من الخلل الموجود في الشارع جزء منه مرتبط بأداء الرئيس والحرية والعدالة. ماذا تقصد باستخدام الرئيس لادوات سياسية هل هو القمع او الاستثناءات ؟ اقصد عمل اجراءت سريعة في طريق العدالة الاجتماعية ومخاطبة الفقراء الذين انتظروا طويلا نتائج الثورة ولم يجدو ما تمناه حتي الان بالاضافة الي استخدام كل وسائل الحسم في الخروج عن القانون علي اعتبار ان معظم ما يجري في الشارع الآن هو جرائم وليس تظاهر. كيف تتحقق العدالة الاجتماعية وهناك مشاكل اقتصادية كما يعلن النظام ؟ ليس الامر كما يبدو خاصة أن موارد مصر تكفي احتاجاتها الاساسية . فضلا عن أننا نعيش في بلد بها اكبر عدد من الاغنياء . فكيف يكون لدينا كل هذا العدد من المليارديرات ولدينا في نفس الوقت كل هذا العدد من الفقراء لا يجدون قوت يومهم ومحرمين من التعليم والصحة وهذه معادلة يجب ان نتحرك لحلها بقوة حيث تعلمنا من الفكر الاسلامي ان يتكفل الاغنياء بالفقراء، وتصريح أشتون الأخير المرتبط بحجم ما نهب من مصر في 15 عام الماضية الذي وصل حسب تصريحها الي خمس الاف مليار دولار والتي قالت انه كان يكفي ان يجعل مصر من اغني الدول في العالم وان يكون بها 90 مليون ملونير وليس 90 مليون فقير لماذا لم يقدم الحزب مبادرات تساعد في تقارب فكر الحكم مع المعارضة لازالة الاحتقان في الشارع ؟ لدينا العديد من الافكار والمبادرات سواء في فكرة اللجان الشعبية وتقنينها . ودعوة الاعلام لمساندة الشرطة وليس مهاجمته وتحريض الناس عليه . لان هذه مرحلة مهمة في عمر الوطن فأذا سقط النظام ستسقط الدولة معها ولن تقوم لها قائمة من جديد وتصبح اشلاء دولة. رأيك في قدرة الأخوان المسلمين في ادارة البلاد الآن ؟ المسئول امامي هو رئيس الجمهورية وسأحسبه بعد اربع سنوات اذا نجح سأنتخبه ثانيا واذا فشل لن انتخبه ثانيا فمصر مليئة بالاكفاء الذين يستطيعون حكم البلاد اما علاقته بالاخوان لا تعنيني فمبارك كان بستشير شارون في كل خطواته ولم يعترض احد علي هذا من قبل ..ولكني اري ان الاداء السياسي غير جيد ولا يتناسب مع الثورة ولا المرحلة الحالية ولا طبيعة الشعب المصري الذي يعد معظمه من الفقراء. مادمت تري اخفاق في ادارة البلاد لماذا لا تنحاز إلي المعارضة كما فعل من قبل حزب النور وتشاركهم مطلب الانتخابات الرئاسية المبكرة ونترك الصندوق يقرر الشعبية لمن ؟ لماذا اللجوء لانتخابات غير قانونية وامامي انتخابات قانونية وماهو الداعي لتلك الانتخابات .. لان ما يقال حول ان الرئيس فقد شرعيته هي حجة مطاطة ورؤية شخصية، حتي الشعبية التي تقل للرئيس فأن معظم الرؤساء في الخارج تقل شعبيتهم وترتفع خلال حكمهم كما حدث لاوباما حيث وصلت شعبيته الي 20% في بعض الوقت . لذلك يجب اختبار الرئيس حتي يتم فترة رئاسته بعد اربع سنوات . ولا يمكن أن يترك معيار الشعبية والشرعية للمعايير ، وفي حالة سقوط الرئيس نجاح رئيس غير اسلامي لن يتركه الاسلامين وسيرفضوه من اول ساعة. هل قمتم بتقديم حلول وبدائل للمشكلات الموجودة الآن لسيادة الرئيس ؟ قدمنا الكثير من المقترحات علي مؤسسة الرئاسة والحكومة ولكن لم يؤخد بأي منها حتي الآن. هل سيقدم حزب البناء والتنمية مرشح رئاسي في الانتخابات الرئاسية القادمة ؟ يضحك الزمر متفاجي بالسؤال ثم يقول علي الأرجح نعم ولكن بعد الاربع سنوات عندما تنتهي فترة رئاسة، وربما نري ان اداء الرئيس تحسن ونعيد انتخابه من جديد فهذا كله امر سابق لآوانه. ماذا تتوقع للمشهد السياسي في مصر ؟ أرى أن شعبية المعارضة تتراجع وايضا شعبية الأخوان وهذا ما اسميه "بتوازن الضعف " لذا نحتاج إلي مخرج من قبل مؤسسة الرئاسة التي يجب ان تقوم باطلاق عدد من المبادرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية لمحاصرة الازمات السياسية ومشكلة الفقر المتنامي ووضع مصر في اطار الفاعلية الدولية التي اصبحت محذوفه منه تماما ولابد ان تكون هناك خطة واضحة للمشكلة الاقتصادية والانفلات الامني، والا ستأول الاوضاع الي الاسوء بكثير، إذا استمر الوضع كما هو لعدة اشهر قادمة.