فيما يتعلق بالدولة الأكبر في الشرق الأوسط، والتي تحاذي حدودها الشمالية إسرائيل، تحدث يسرائيل ألتمان، في مؤتمر "هرتسليا" السنوي، والذي يجمع كبار الخبراء والباحثين في الشؤون الأمنية، عن الوضع الراهن في مصر. وقال ألتمان وهو زميل باحث في معهد السياسة والاستراتيجية التابع لمركز "هرتسليا" متعدد الجهات، والمختص في الشأن المصري، إن "الصراع في مصر يدور حول هوية البلد"، موضحا أن هذا الصراع يؤثر على الوضع السياسي والاقتصادي في الدولة. وتابع الباحث الإسرائيلي أن "عدم الاستقرار في مصر هو نتيجة أزمة الهوية، بين جماعات إسلامية وأخرى غير إسلامية"، ورفض ألتمن الادعاء القائل إن الصراع في مصر يدور بين قوات ديموقراطية وبين قوات شمولية. وحذر الخبير الإسرائيلي من أن سياسة الإخوان المسلمين التي تعتمد على "عدم إشراك بقية القوات السياسية ستؤدي عاجلا أم آجلا إلى فقدان الحكم"، وأوضح قائلا " إنهم (الإخوان) يسيطرون على أدوات السيطرة في الدولة وأبرزها الإعلام، والبرلمان، والسلطة القضائية، وهم لا يشاركون قوى المعارضة بهذا، وهذا خطأهم الأكبر". وأشار الباحث الإسرائيلي إلى أصوات تعلو من حركات المعارضة المصرية، والتي تطالب بتدخل الجيش في الأزمة، وأضاف قائلا " الجيش المصري هو قوة منظمة وقوية، مما يدعو قوات المعارضة إلى المطالبة بانقلاب عسكري لإسقاط الإخوان، وهذا يهدد حكم الإخوان". ورجّح ألتمان أن السيناريوهات المحتملة في مصر تنحصر في حالتين، "إما أن يسقط الإخوان وتحل مكانهم قوات سلفية، أو خروج فئات كبيرة من الشعب إلى الشوارع مجددا لاحتجاجات شعبية واسعة، وهذا السيناريو هو عمليا العودة إلى الثورة زمن مبارك. وفي الحالتين الإخوان هم الخاسرون" حسب الباحث. وتطرق ألتمان إلى دعم الإدارة الأمريكية للإخوان، محذرا من أن هذا الدعم أيضا في خطر، وأوضح قائلا "فضّلت الإدارة الامريكية دعم الإخوان في البداية خشية من التيارات السلفية في مصر، مثل حزب النور. لكن أمريكا باتت قلقة من مظاهر الاشتباكات في مصر، ومن القتل في الشوارع، ومن الانفلات الأمني والوضع الاقتصادي المتردي. وفي اعتقادي لا يستطيع الإخوان أن يعولوا على الدعم الأمريكي إلى الأبد، فهذا ممكن أن يتغيّر". من الجدير بالذكر أن مؤتمر "هرتسليا" منعقد هذه السنة بين 11 إلى 14 مارس 2013. ويُقيم هذا المؤتمر الرفيع مركز "هرتسليا" متعدد الجهات، والذي يُعدّ مركزا رائدا للأبحاث الأمنية والاستراتيجية في إسرائيل.